5 أمور تجعلك محترماً في مكان عملك

الاحترام من الأمور الهامَّة جداً في مكان عملك، والذي يُعدُّ من العوامل التي تهدف إلى الإنتاجية والسلام والراحة النفسية في أيِّ عملٍ كان؛ إذ يبحث القادة والمدراء دائماً عن إرضاء موظَّفيهم باستمرار، وذلك عن طريق تقديم أكبر قدرٍ من الاحترام لهم، بهدف زيادة الطاقة والشغف والإنتاجية لديهم، وأيضاً من أجل تحسين معدَّلات السلامة والتفاؤل؛ ولحسن الحظ، يعانق الهدفان بعضهما بعضاً من حيث المبدأ، حيث يهدف كلاهما إلى الأمر نفسه.



يمكن أنْ يتحقَّق كلُّ ذلك من خلال احترام العاملين لبعضهم وللعمل الموكَل إليهم، حيث يؤدِّي تبادل الثقة والاحترام بين الموظفين إلى شعورك بالأمان مع الأشخاص من حولك، ويساعدك في الإحساس بأنَّ كلَّ شيءٍ منظَّم؛ وعلى الرغم من أنَّه قد لا يكون بمقدورنا أحياناً التحكُّم بالعوامل الخارجية، مثل الاقتصاد، والوضع المادي، والتكنولوجيا، وغيرها؛ يبقى الاحترام هدفاً يصبُّ في مصلحة فريق العمل، حيث تؤدي مشاركة العمَّال وتبادلهم الاحترام مع بعضهم بعضاً إلى ازدهار عملهم وزيادة إنتاجيتهم بصورةٍ واضحةٍ وإيجابية.

لذا سنقدِّم إليك في هذا المقال 5 أمورٍ هامَّةٍ ستساعدك لتكون شخصاً محترماً في مكان عملك.

احترام العمل وتقدير العاملين:

يمكن أنْ تكون تلك القاعدة بسيطةً جداً، والتي يكون بمقدور الموظَّف من خلالها احترام زملائه في العمل؛ إلَّا أنَّها هامَّةٌ جداً في الحياة العادية والعملية، وهناك طرائق يمكن للعامل من خلالها إظهار الاحترام الكامل لزملائه، ومنها:

  1. معاملة الزملاء بلطف، وتبادل الحديث معهم، والعطف عليهم، ومساندتهم.
  2. حثُّ زملاء العمل على مشاركة آرائهم وأفكارهم.
  3. الإصغاء بجديةٍ واحترامٍ إلى جميع وجهات نظر وآراء زملائك في العمل قبل اتخاذ أيِّ قرارٍ أو وجهة نظر، متجنِّباً مقاطعتهم.
  4. دعم الموظفين الذين يخطِّطون لأفكارِهم وأهدافهم.
  5. عدم إزعاج أيِّ شخصٍ أو الاستهزاء بعمله.
  6. مناداة الشخص بلقبه في العمل، بدلاً من مناداته باسمه.
  7. الانتباه إلى نبرة الصوت عند التكلُّم مع الآخرين.
  8. تشجيع التواصل المستمرِّ وتطوير المهارات العملية والتفاعل مع الزملاء خلال العمل.
  9. عدم التمييز بين زملاء العمل، بغضِّ النظر إنْ كانوا يختلفون بالدين أو العمر أو الجنس.
  10. تطبيق قوانين العمل على جميع الأفراد، وذلك لكيلا يشعر أحدٌ منهم بأنَّه أفضل من الآخر؛ والعكس صحيح.
إقرأ أيضاً: 7 عادات تجعلك أسوأ موظّف في الشركة

احترام العمل وجودة إنتاجهِ:

يوجد دائماً رابطٌ هامٌّ وتامٌّ بين العمل وزيادة الإنتاجية في أغلب الأوقات؛ ولكن بشكلٍ عامٍّ يكون للعمل صلةٌ بالاحترام المبني على شروط هذا العمل والالتزام به؛ إضافةً إلى أنَّ المكوِّن الأساسي لهذا الاحترام يتمثَّل ببيئة العمل التي تحفِّز العمَّال على إنتاج أكبر قدرٍ من العمل اللازم بجدٍّ وإتقانٍ شديد.

لم يعد هذا التفاوت بين الموظفين والمدراء في أيامنا هذه ضرورياً، فقد أصبح الاحترام المتبادل بين الموظفين والمدراء العنصر المسيطر على أجواء مكان العمل في مختلف الشركات والمؤسسات.

محبة العمل وإتقانه جيداً:

يربط الكثير من الناس بين محبة الموظَّفين للعمل وإتقانهم له، وكما نعلم أنَّه الأمر المطلوب في أيِّ شركةٍ كانت، وذلك من أجل تطوير العمل وتنميته؛ ولكنَّه يتوقَّف في النهاية على قدرة العامل على صنع هذا المنتج بشكلٍ تامٍ ودون أيِّ خطأٍ فيه، أو على الدور الوظيفي الهامِّ الذي يقوم به، حيث أنَّ هذا هو الغرض الذي يرتبط بالشخص ذاته عند اختياره الوظيفة التي يحبُّها ويريد العمل بها.

يريد أيُّ إنسانٍ منَّا إتقان عمله، ويعود هذا إلى الرغبة التي يمتلكها، ويأتي هنا الشغف الذي نريده، والذي يقوِّي ويعزِّز ثقة الشخص بنفسه دائماً، ويكون دافعاً له لزيادة رغبته في تحقيق العديد من الإنجازات في العمل وتطويره على الأصعدة كافة.

أهمية التعامل باحترامٍ في بيئة عملك:

يأتي الاحترام بين الموظفين في العمل ضمن جوانب عديدة، أهمُّها:

1. تطوير التنوع الوظيفي في العمل:

يتطلَّب التنوع الوظيفي وجود تنوعٍ عرقيٍّ وثقافيٍّ واجتماعيٍّ واقتصاديٍّ داخل بيئة العمل، ممَّا يعطي تحفيزاً كبيراً للموظفين ليهتموا بأمورٍ عديدة، منها: احترام الجنسين (الإناث والذكور)، والعدل في التعامل بين العاملين على اختلاف أعمارهم (مع مراعاة العجز إن كان لديهم)، والصدق في التعامل.

2. تقبُّل أفكارٍ وآراء جديدة:

يبدأ الموظفون دائماً البحث عن أفكارٍ وآراء جديدةٍ لهم؛ ولكن حينما يتعاونون مع بعضهم بشكلٍ مشترك، يُولَد الاحترام فيما بينهم، وذلك بغض النظر إن كانوا يختلفون بأيِّ شيء، مثل: الثقافة أو الفكر أو الرأي.

3. محاولة خلق إنتاجيةٍ كبيرةٍ في العمل:

نرى الموظفين بشكلٍ عامٍّ ينتجون وينجزون المهام المطلوبة منهم بشكلٍ فعَّالٍ وجيد؛ فحينما يمارسون حريَّتهم دون قيودٍ إدارية،سيتحوَّلون إلى أشخاصٍ مبدعين في عملهم؛ ممَّا يؤدِّي إلى إنجازاتٍ تخدم مصالح عملهم.

خطواتٌ يجب أن تقوم بها لكسب الاحترام في عملك:

نتعامل جميعاً مع العديد من الأشخاص والشخصيات في مكان العمل، ويمكننا في طبيعة الأمر أنْ نقسِّم مَنْ يتواجد في بيئة العمل إلى فئتين: رؤساء العمل أوَّلاً، والزملاء ثانياً؛ فكيف نتعامل مع كلٍّ منهم؟ وما النصائح التي تفيدنا في ذلك المجال؟ إليكم ما يلي:

1. العلاقة بين مدراء العمل والعاملين:

وتقسم إلى قسمين اثنين:

1. 1. العلاقة بين المدير والموظفين:

  • الابتعاد عن كثرة المزاح: يسبِّب المزاح بشكلٍ عامٍ سوء فهمٍ من أحد الأطراف، ويُفسَّر بعدة تفسيرات، وخاصَّةً إنْ خرج عن حدوده وكَثُر؛ لذا من الأفضل تجنُّبه. وإنْ كان ولا بد، فلا مانع من مزحةٍ خفيفةٍ بين حينٍ وآخر.
  • عدم التدخل في خصوصيات الموظفين: هناك أوقاتٌ كثيرةٌ يسأل فيها المدراء عن خصوصيات موظفيهم. قد يتقبَّل بعض الموظفين ذلك، ولكن هناك الكثير من الأشخاص الذين يرفضونه، ويعدُّونه تدخُّلا في حياتهم الشخصية؛ لذا يفضَّل عدم الإفراط في طرح الكثير من الأسئلة عن الخصوصية.
  • تفهُّم وضع الموظَّف: قد تُصادَف أحياناً بعض الظروف التي يتعرَّض إليها الموظَّفون، والتي على المدراء أن يتفهَّموها، مثل: المرض أو الضيق المادي؛ وتأتي هنا فرصة المدير كي يظهر محبَّته واهتمامه بالموظف، ومن شأن هذا أن يكوِّن حافزاً للموظَّفين على العمل.
  • التواصل مع الموظفين: يجب على المدير التواصل ضمن حدودٍ معينَّة مع موظفيه، بدلاً من خلق حواجز بينه وبينهم، جاعلاً الحديث ودوداً وضمن مجال العمل، متجنِّباً استخدام الألفاظ النابية أو السيئة.
إقرأ أيضاً: 5 أسباب تفسِّر زيادة إنتاجية فريق العمل الذي يقوده "شخص لطيف"

1. 2. العلاقة بين الموظف والمدير:

  • احترم موعد عملك: من الأشياء الهامَّة جداً في العمل: الالتزام بالعمل بشكلٍ جَدّي؛ فحينما تلتزم بعملك، عليك الالتزام أيضاً بموعده، وعليك أنْ تكون حاضراً وبدقةٍ كاملةٍ وطاقةٍ كافية، وذلك كي تعطيك أكبر قدرٍ ممكنٍ من الإنتاجية؛ وعندما تغادر مكتبك، حاول أنْ تُشعِرْ مديرك بأنَّك أنهيت عملك؛ فإشعار مسؤوليك بالمواعيد الدقيقة التي تلتزم بها أمرٌ جميل للغاية، وبذلك تؤكِّد لهم أنَّك تحبُّ عملك وتهتمُّ به.
  • قم بالعمل على أكمل وجه: لكي تكتسب احترام مدرائك وزملائك، عليكَ القيام بعملك على أكمل وجه. حاول أنْ تكون مخلصاً لعملك طوال الوقت، ولا تقصِّر فيه إطلاقاً، لكيلا تترك لأيِّ أحدٍ مبرِّراً لانتقادك.
  • التزم بقوانين العمل: هناك لائحةٌ للعمل وللسلوك في أيِّ شركةٍ تذهب إليها، عليك قراءتها بتمعُّنٍ ووضوح، ومعرفة ما يجب فعله وما لا يجب داخل العمل.
  • كن جميل المظهر والملبس: البس وتألَّق وتأنَّق دائماً في العمل، إذ سيعطيك ذلك قيمةً كبيرةً في نظر الآخرين، حتَّى لو كنت تحتاج إلى جهدٍ بدنيٍّ في بعض الأوقات.
  • عامل مديرك باحترام: عامل الناس بالمثل، وعاملهم كما تحبُّ أن يعاملوك، وبادلهم الاحترام.

2. العلاقة مع زملائكَ في العمل:

  • لا تقمْ بعملٍ سيءٍ في أثناء عملك: من أسوأ الأمور التي يمكن أنْ يواجهها الموظفون في عملهم، والتي ستؤثِر سلباً في علاقتك بهم: "النميمة"، مثلاً: التكلُّم بالسوء على مديرك، أو التجسُّس عليه، أو مراقبة ما يفعل؛ فكلُّ هذه الأعمال غير أخلاقيةٍ تماماً، وما عليك إلَّا الابتعاد عنها.
  • كنْ متعاوناً في العمل: ساعد وتعاون مع زملائك في العمل إنْ احتاجوا المساعدة، وكن موجوداً دائماً في الضرورة وغيرها، ولا تنتظر حتَّى يطلبوا منك ذلك، وكن مبادراً، ومرِناً، ووفياً، ومساعداً للجميع.
  • ثق بنفسك دائماً: أَظْهِرْ ثقتك بالعمل وبقدراتك العملية، حتَّى ولو مرَّت عليك أصعب الظروف والحالات؛ وحافظ على هدوئك ضمن مجال العمل، حتَّى لو تعرَّضت إلى موقف استفزازٍ من أيِّ أحد.
  • إذا قطعت وعداً، فأوفِ به: حاول أنْ تقطع وعداً مع نفسك بأنَّك لن تزعج أحداً، وأنَّك ستحافظ على كلامك مع جميع زملائك؛ ولا تخلف به على الإطلاق.
  • ابتعد عن كلمات السوء: حاول الابتعاد عن كلمات السوء، إذ سيُحسَب عليك كلُّ ما يخرج من فمك، فألفاظك هي تعريفٌ لأخلاقك وكلِّ ما يتعلَّق بشخصيَّتك.

ختاماً:

إنَّ اللطف والاحترام والعطف في التعامل مع الآخرين من الركائز الأساسية في أيِّ عملٍ يُمكن أنْ نعمل به، وهي حاجةٌ لأيِّ شركةٍ أو أيِّ بيئة عملٍ صغيرةٍ كانت أم كبيرة؛ فالاحترام في أيَّامنا هذه هو كلُّ ما نحتاجه بين البشر، ولا سيما بين المدراء والموظَّفين ضمن مجال العمل؛ ولكن لا يزال هذا حديث البشر في الوقت الراهن، حيث نحاول جميعنا مراراً وتكراراً البحث عن أكثر الطرائق الفعَّالة لتحديث وتعزيز وتنمية طرائق التعامل بين الموظفين ومدرائهم ضمن المجال المهني، ولتطوير طرائق التعامل بين الموظفين؛ فالاحترام أمرٌ مبنيٌّ على الصفات الأكثر جمالاً التي يمكن أن يتحلَّى بها الإنسان، إذْ أنَّه الأساس الذي يلجأ إليه جميع الناس ليمكِّنهم من التعامل سويَّاً، ويعدُّ أساس تكامل كلِّ علاقةٍ مهما كانت صفتها؛ سواءً علاقة صداقة، أم أُخُوّة، أم زواج، أم عمل.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7




مقالات مرتبطة