5 أشياء يجب القيام بها عندما تحمل كثيراً من الأمور على عاتقك

نعاني جميعنا من هذا الأمر في أغلب الأحيان؛ أن نستيقظ في الصباح مُثقلين بالأفكار والمهام التي ستواجهنا في يومنا، ونحن ما نزال مرهقين من أعمال الأمس، وتنهار مستويات طاقتنا المنخفضة أساساً عندما نتخيَّل مهمتنا الأولى، وقائمة مهام لا تنتهي تنتظر إنجازها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "ريبيكا براون" (REBECCA BROWN)، وتُخبرنا فيه عن تجربتها في التعامل مع الأعباء الكثيرة التي عليها إنجازها.

نحن لا ندرك في بعض الأحيان كيف نتحمَّل التزاماتٍ أكثر بكثير ممَّا يمكننا تحمُّله؛ إذ يجد بعضنا صعوبة في رفض ما يطلبه رؤساؤنا أو أصدقاؤنا أو أطفالنا أو شركاؤنا، ويجد آخرون صعوبة في قول "لا" لأنفسهم، ويتوقون إلى تحقيق المزيد، أو القيام بعمل أفضل في ثقافة لا تتقبَّل وجود ما "يكفي" من الالتزامات.

مع ذلك، فإنَّ حمل مزيد من الأعباء على عاتقك لفترة طويلة هو وسيلة مؤكَّدة للاحتراق الوظيفي، والذي أقرَّه الأطباء مؤخراً مرضاً رسمياً، فإذا كان عملك هو الذي يتأثر، فقد تأخذ إجازة مرضية، لكنَّك لا تستطيع أن تأخذ استراحةً من حياتك إذا كان الالتزام المفرط بالمهام من ضمن روتينك اليومي أيضاً، كما تحتاج إلى إعادة ضبط بعض الأشياء في حياتك لاستعادة التوازن.

فيما يأتي خمسة أمور أساسية يجب أن تبدأ بها:

1. إعادة التواصل مع ذاتك الحقيقية:

عندما نقضي أيامنا نعمل دون تفكير أو تخطيط كالآلة، يكون من السهل أكثر من أي وقت آخر أن نفقد التواصل مع أنفسنا، مع شخصياتنا الحقيقية، أو التي أملنا ذات مرة أن نمتلكها، ففي حين اصطحاب أطفالنا إلى المدرسة، أو إلى الدروس التي يحضرونها بعد المدرسة، وإنهاء أعمال المنزل، والرد على بريد إلكتروني "عاجل" للعمل مساء يوم الجمعة، نادراً ما يكون لدينا وقت لنكون وحدنا مع أفكارنا، ناهيك عن مشاعرنا، واحتياجاتنا، ورغباتنا المنسية.

فليس من السهل إعادة التواصل مع نفسك بمجرَّد أن تفقد التواصل معها؛ إذ سيتطلَّب الأمر كثيراً من التصميم للقيام بذلك، وقد ينجح بعضنا بتدوين مشاعرهم، وبعضنا الآخر يجد تقنيات مثل اليقظة أو التأمل مفيدة لإعادة بناء هذا التواصل مع الذات، في حين يشعر آخرون بالحاجة إلى الشروع في رحلة وإيجاد الطريق إلى التواصل مع الذات في أثناء السفر، وخاصةً بمفردهم، فقد كان المسار الذي غيَّر حياتي رحلة حج قمت بها قبل سنوات عدة، وكما أرى يمتلك عديد من الأشخاص رغبةً مشابهة في السير على طريق الحج، ولديهم تجارب مماثلة في أثناء السير على الطريق وبعده.

إقرأ أيضاً: فكرتان تساعدانك على تحمل المسؤولية وإحراز النجاح

2. إعادة التقييم وتحديد الأولويات:

بمجرد إعادة التواصل مع ذاتك، ستعرف أولوياتك بصورة شبه تلقائية، وستشعر بقيمتها، ومع ذلك، نظراً لأنَّ هذه العملية ستستغرق منك بعض الوقت، تعامل مع قائمة مهامك بطريقة أكثر عقلانية، من خلال الإجابة عمَّا يأتي:

  • هل الأشياء التي أكرِّس لها وقتي تضيف قيمة لحياتي؟
  • إذا التزمت بها فمَن المستفيد؟
  • هل هذا الالتزام هام بالنسبة إليَّ، وهل أستمتع به؟
  • هل ثمَّة طريقة أسهل أو أقل استهلاكاً للوقت للقيام بهذه الأشياء؟
  • هل تؤثر بطريقة ما في صحتي؟
  • هل يمكن لشخص آخر القيام بذلك بدلاً مني؟

ستساعدك مناقشة هذه الأسئلة على الاختيار بين المهام التي تستحق وقتك وطاقتك وبين تلك المهام التي لا تستحق ذلك.

شاهد بالفديو: 5 خطوات فعالة تساعدك على تنظيم وقتك

3. تفويض وتقاسم المسؤوليات:

يجب أن تفكِّر في تعلُّم كيف تحدِّد المهام التي يمكنك تفويضها، أو إسناد مسؤوليتها لأشخاصٍ آخرين، فعندما تواجه الأشياء التي تحتاج إلى القيام بها، حاول تحديد ما إذا كانت هذه الأشياء تحتاج إلى فعلها بواسطتك أنت، أو من قِبل شخص آخر قد يتقدَّم ويتكفَّل بإنجازها.

إذا كنت منهكاً بسبب المهام البسيطة في العمل، وإذا لم يكن لديك من يمكن تفويض هذه الواجبات إليه، فابحث عن موارد أخرى، مثل الاستعانة بمصادر خارجية، أو أتمتة مهام محدَّدة، فكِّر أيضاً في جميع الأعمال المنزلية الخاصة بك، فثمَّة مهام يمكن لشريكك أن يتولَّى أمرها، وكذلك أطفالك؛ إذ ليس عليك أن تحمل ثقل العالم كله على كتفيك.

4. تعلُّم الرفض:

إنَّ تعلم متى وكيف نقول "لا" من أصعب الدروس التي يجب على المرء أن يتعلَّمها، لكنَّه ضروري للحفاظ على التوازن في الحياة، وقد يكون الأمر أكثر صعوبة عندما تضطر إلى توجيه الرفض للأشياء والأشخاص الذين يستحقون وقتك وجهدك.

إذا كنت ترغب بقيامك بجميع المهام، تذكَّر كل التوتر الناتج عن عدم القدرة على النجاح، وربما الفشل في إنجاز الأنشطة الكثيرة عوضاً عن إتقان بضعة أنشطة منتقاة بعناية، وتدهور صحتك العقلية والبدنية، ثمَّ اتَّخذ خيارك.

إقرأ أيضاً: 6 طرق لتجنّب إحراج كلمة لا، كيف تقول "لا" دون أن تبدو فظاً؟

5. طلب الدعم المهني:

لا يمكن لكل شخص أن يحمل على عاتقه الحصة نفسها من المهام؛ إذ لا يمكننا جميعاً التعامل مع نفس القدر من العبء، سواء كان ذلك عبئاً عاطفياً، أم مهنياً، أم جسدياً؛ إذ يؤثر كثير من الإجهاد في حياتنا سلباً في صحتنا الجسدية والعقلية، وفي بعض الأحيان يكمن السبب وراء انخفاض مستويات الطاقة لدينا في اختلال التوازن الكيميائي أو نقص آليات التأقلم.

في الختام:

إذا وجدت أنَّك مرهق في حياتك اليومية، ويبدو أنَّك تواجه صعوبات في التأقلم مع كل يوم جديد، فلا تستمر في الشعور بالسوء تجاه نفسك ومقارنة نفسك بالآخرين وبما يبدو أنَّهم يفعلونه خلال يوم واحد، ففي بعض الأحيان، يمكن أن يكون دعم أحد المحترفين هو ما تحتاج إليه بالضبط لبدء عملية الشفاء، واتباع طريقة لتنظيم أسلوبك وتوضيحه في أداء مهامك.




مقالات مرتبطة