5 أشياء تعلمتها بوصفي فرداً غاضباً وانطوائياً

لقد بلغتُ الثلاثين من عمري وأظنُّ أنَّني شخص غاضبٌ، وانطوائيٌّ، فقد يراني الناس من حولي غريب الأطوار أو حتى مجنوناً؛ نظراً للأشياء المختلفة التي أقوم بها، إذ إنَّني أميل إلى العزلة، لا سيَّما عندما أشعر بغضب لا يُحتَمل، ولكن لا بأس في ذلك، لا أتوقع منهم أن يفهموا الأمر، وأحياناً هكذا أُفضِّل أن أعيش.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "ألدِن تان" (Alden Tan)، ويُقدِّم لنا فيه بعض الملاحظات التي تعلَّمها من معاناته الغضبَ.

هذه هي حياة الشخص الانطوائي، إنَّنا نُفضِّل أن ننظر في أعماقنا أكثر من النظر حولنا، ونفعل ذلك بالطريقة والمكان الذين يناسباننا.

أتمنى أن يكون هذا المقال ملهماً ومفيداً لك؛ لكنَّه ليس كذلك، إنَّها بعض الأمور التي لاحظتها في حياتي الخاصة، ولكن أرجو أن تساعدك على أيَّة حال.

إليك 5 أشياء تعلمتها بوصفي فرداً غاضباً وانطوائياً:

1. ليس عليك أن تكترث لآراء الآخرين:

لقد أصبحت مؤمناً تماماً بأنَّ علاجات ضبط الغضب هي محض هراء؛ فهي لم تُفدني إطلاقاً، لقد جعلَتني أتفاعل مع غضبي كثيراً؛ ممَّا جعلني أشعر كأنَّني أنكر هذا الشعور؛ لأنَّها تجبرني على مسامحة أخطائي، وهو شيء لست مستعداً للقيام به، وبصورة أكثر شيوعاً يعلمونك ممارسة التأمل كي تهدأ؛ لكنَّ لا شيء من ذلك ساعدني حقاً.

هل تعلم ما الذي ساعدني أكثر؟ إدراكي بأنَّني شخص غاضب، وأنَّني قد أبقى غاضباً، وتقبُّلي لهذا الأمر.

نعم! سأبقى غاضباً، ولا بأس في ذلك.

لن يفهم ذلك معظم الناس؛ لكنَّني لم أعد أهتم؛ ففي النهاية هذه هي حياتي، وعليَّ أن أعيشها حسب قواعدي الخاصة، وعندما تعترف بأنَّ لديك مشكلة يصبح الأمر أسهل؛ فمن المريح أن تتقبل حقيقتك بدلاً من محاولة إنكارها، إضافةً إلى ذلك إنَّني لا أتصرف بغضبٍ على الملأ، ولا أقع في المشكلات أبداً؛ لذلك أحسب أنَّني بخير؛ لذا عش الحياة كما يحلو لك وعلى طريقتك الخاصة، فلا يوجد صواب أو خطأ ما دمتَ لا تؤذي نفسك أو الآخرين ولا تسيء إلى أحد، تذكَّر أنَّك تتحكم في زمام الأمور.

2. العزلة تبعث على الحرية:

قررتُ هذا العام الخروج من جميع مجموعات الدردشة التي أشترك بها في تطبيق "واتس آب" (Whatsapp)، كان معظم أصدقائي في هذه المجموعات، وبعضهم مقربٌ مني حقاً؛ لكنَّني غادرت على أيَّة حال؛ لأنَّني أردت أن أعزز العزلة التي أعيش فيها.

بالطبع سيتساءل الشخص العادي عن السبب، ويتحدث عن فوائد مجموعات الدردشة، إنَّني فقط لا أريد أن أكون فيها بعد الآن، لقد أزعجتني حقيقة أنَّه على الرغم من وجودي في منزلي إلَّا أنَّ الناس يستطيعون الاتصال بي، وكانت بعض هذه المجموعات سلبيةً جداً؛ لأنَّ الأشخاص فيها كانوا يثرثرون باستمرار دون توقُّف.

يمكنني القول إنَّ مغادرة هذه المجموعات جعلتني أشعر بحريةٍ كبيرة ومنحتني القوة بطريقةٍ ما، فلن يجرؤ كثير من الناس على ترك مجموعة كهذه لأسباب منطقية، لا سيَّما الخوف ممَّا قد يظنُّه الآخرون.

تجاهَل هذا الخوف، وافعل ما تريده حتى لو بدا بسيطاً أو سخيفاً، ومرة أخرى هذه حياتك وأنت من يضع القواعد، وإذا كان الأمر بسيطاً وسخيفاً إلى هذه الدرجة لا تدعه يسيطر عليك.

شاهد بالفيديو: كيف تتغلَّب على الخوف من الوحدة؟

3. عدم إطاعة الآخرين دائماً:

لقد وصلت إلى مرحلة في حياتي أسأل نفسي باستمرار: "لماذا يجب أن أطيع؟ ولماذا عليَّ أن أفعل ما هو مناسب ما دمتُ سأغضب على أيَّة حال؟".

أعلم أنَّ هذا الكلام يبدو ساخراً؛ لكنَّني اتخذت حقاً خطوات صغيرة كي أنتبه إلى نفسي الآن، وتبيَّن لي أنَّ التظاهر باللطف ليس مفيداً حقاً، وإنَّ القيام بما هو مناسب أو مجرد التظاهر باللطف لن ينفعك على الإطلاق، ولكن بالطبع هذا لا يعني أن تكون فظاً وتسعى إلى إيذاء الآخرين.

ما أعنيه هو أنَّك يجب أن ترفض الأمور التي لا تريدها، فيمكنك أن ترفض الناس عند الحاجة، ولا تحاول أن تكون لطيفاً طوال الوقت، ولا تسامح الآخرين حتى إن لم ترد ذلك، وتذكَّر أن تكون لطيفاً مع نفسك؛ فحبُّ الذاتِ أمرٌ هام جداً.

إقرأ أيضاً: أهمية الاستراحة للشخص الانطوائي والمنفتح

4. لا يمكن للمرء أن يبقى بلا عمل:

لفترة من الوقت وجدت راحتي في الاستلقاء في السرير دون أن أفعل شيئاً، كنت أتصفح الإنترنت في هاتفي بلا مبالاة أو آخذ قيلولة؛ لكنَّ هذه الراحة لم تدم طويلاً.

إنَّ الأشياء من هذا القبيل يمكن أن تساعدك لفترةٍ محدودة فقط، ولكن على الأمد الطويل لن تفيدك في أيِّ شيء، لقد قرأت أيضاً أنَّ اعتماد الإفرازات المتقطعة من الدوبامين سيؤثر فيك سلباً على الأمد الطويل، كما يُحدث عند تصفح الإنترنت على سبيل المثال؛ لهذا السبب عليك أن تعمل؛ فالإنسان بحاجةٍ إلى الشعور بالهدف؛ لذا سواء أردت العمل على شغفك أم على مشروع تجاري، فعليك أن تتحلَّى بالإرادة لتحفيز نفسك على القيام بهذا العمل.

لا يمكنك أبداً أن تجد السعادة عندما تشعر بالملل طوال الوقت؛ لأنَّ هذا الملل سيتطور في النهاية إلى أمورٍ أسوأ، مثل الاكتئاب.

إقرأ أيضاً: 11 علامة تؤكد أنَّك تملك حدساً انطوائياً

5. قد تحتاج إلى التفاعل البشري أحياناً:

في الآونة الأخيرة قمت بشيء خارج عن المألوف تماماً، فقد ساعدت والدتي في مكتبها، وكان هذا شيئاً جديداً تماماً؛ نظراً لأنَّني أعمل على مشروعي من المنزل منذ سنوات، وقد قضيت وقتاً ممتعاً على الرغم من مساعدتها في مهام رتيبة.

لقد تفاعلنا هناك معاً، ولاحظت أيضاً كيف تمازحت مع جيرانها، فلم يكن الأمر مجرد إلهاء عن مشكلاتي العاطفية؛ بل جعلني أدرك أيضاً أنَّ العلاقات الإنسانية تساعد أيضاً؛ على سبيل المثال إنَّ سماع نكتة بسيطة فجأةً قد يجعلك تشعر بالراحة على الفور؛ وهذا ما جعلني أتساءل: هل يمكن أن أكون مخطئاً؟ هل أركز كثيراً على نفسي ومشكلاتي؟ وهل أحتاج إلى تغيير حياتي بالكامل؟

ربَّما نعم، وربَّما لا، ولكن في هذه الحياة إنَّ الإكثار من أي شيء سوف ينعكس سلباً، وهذا ينطبق على جميع الناس سواء كانوا انطوائيين أم لا، فإذا شعرت أنَّك عالق في مشكلاتك انظر حولك، وقد ترى يد العون تمتد إليك.




مقالات مرتبطة