5 أسباب تثبت أنَّ الألعاب مفيدة للصحة العقلية

بدأت أشعر منذ نحو عام من الآن بأنَّني لا أستطيع أن أُحرز أيَّ تقدُّم، ولم أعرف ما هي الخطوة التالية التي يجب أن أتخذها في مسيرتي المهنية، ولقد رغبتُ في بدء شيء جديد، لكنَّ الخوف من المجهول أرهقني.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن نيل تاباريا (Neal Taparia)، ويُقدِّم لنا فيه 5 أسباب تثبت أنَّ الألعاب مفيدة للصحة العقلية.

لقد لعبتُ لعبة سوليتير في تلك الفترة، وهي لعبة أحببتها في أثناء نشأتي، بوصفها طريقة للهروب من ضغوطات التفكير فيما سيحدث بعد ذلك، كنت أشعر بعد اللعب بقلق أقل، وكنت أستعيد طاقتي أيضاً.

هذا ما جعلني أدرك أنَّ الألعاب هي أداة قوية لمعالجة الصحة العقلية؛ إذ تسمح الألعاب للأشخاص بتدريب عقولهم، وتطوير مهاراتهم الاجتماعية، وفي بعض الحالات، التنسيق بين اليد والعين واللياقة البدنية، وتوجد طرائق عديدة تعمل بها الألعاب على تحسين الصحة العقلية.

إليك فيما يأتي 5 أسباب تثبت أنَّ الألعاب مفيدة حقاً للصحة العقلية:

1. التنمية الفكرية وبناء القيمة الذاتية:

تتطلب منك الألعاب أخذ المعلومات والتحليل واتخاذ القرارات، ومن نواحي كثيرة، تُعدُّ هذه مهارات حياتية هامة، وعلى الرَّغم من أنَّنا قد لا ندرك ذلك، إلا أنَّ الألعاب هي طريقة رائعة لتحدي نفسك وتطوير مهارات التفكير النقدي، ويمكن أن تجعلك شخصاً أكثر ذكاءً.

خذ لعبة بريدج (Bridge) على سبيل المثال؛ إذ تطرَّق طبيب يبلغ من العمر 89 عام إلى الفوائد العقلية للُّعبة، وقال: "إنَّ التحدي الفكري، والرضى عند حل المشكلات، هو ما يجعل لعبة بريدج جذابة للغاية"، وفي الواقع إنَّ الطبيعة الرياضية والتحليل المكاني في اللعبة يزيدان من حدة العقل.

إضافة إلى ذلك، تحمي الألعاب مثل بريدج الناس من الاكتئاب، كما أشار طبيب الأعصاب كيث جوزيف (Keith A. Josephs) من المجموعة الطبية والبحثية غير الهادفة للربح مايو كلينيك (Mayo Clinic)؛ إذ أشار إلى بيانات تتعلق بالتفاعل الاجتماعي لتعزيز هذه الفرضية.

كما وجد باحثون في جامعة كاليفورنيا (University of California) قبل عقدين من الزمن ارتباطاً قوياً بين لعبة بريدج وتقوية أجهزة المناعة لدى اللاعبين، ووجدوا أنَّ امتلاك جهاز مناعة جيد يثير شعوراً أقوى براحة البال لدى اللاعبين، مما يساهم في تعزيز الصحة العقلية العامة لهم.

إقرأ أيضاً: الاضطرابات النفسية حسب تصنيف الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين

2. تساعد الألعاب على نمو أطفالنا:

تنطبق فوائد لعبة بريدج نفسها والتي يختبرها البالغون على الأطفال أيضاً، وبصرف النظر عن نوع الألعاب التي يلعبونها، أشارت الدكتورة نيها شيفهير (Neha Shivhare) والصحفي الأمريكي ديفيد كوفمان (David Kaufman) إلى أنَّ الفوائد الاجتماعية ليست سوى واحدة من إيجابيات الألعاب، وإنَّها تغير بنية أدمغة الأطفال للأفضل.

اعتمد باحثو جامعة هارفارد (Harvard) على أبحاث سابقة وذكروا أنَّ ألعاب الفيديو والألعاب الواقعية هامة لنمو الأطفال وخاصةً؛ لأنَّهم يتعلمون كيفية اتخاذ القرارات والعواقب المترتبة على قراراتهم، وفي الألعاب اللوحية على سبيل المثال، يمكن للأطفال أن يتعلموا كيف يمكن لاستراتيجية معينة أن تُسفر عن نصر فوري أو هزيمة سريعة أيضاً، اعتماداً على الحظ، ويمكنهم بعد ذلك اتخاذ قرار منطقي، كما أنَّ الشعور بالإنجاز والتعلم الناجح يعززان السعادة والثقة بالنفس.

3. يمكن أن تمنع ألعاب الفيديو الإصابة بالأمراض العقلية:

أظهرت الأبحاث أنَّ ألعاب الفيديو التي تُلعب خلال فترة الشباب تقلل من اضطراب ما بعد الصدمة والفصام وحتى مرض ألزهايمر لدى البالغين، ويعود أحد أسباب ذلك إلى الطريقة التي تعزز بها ألعاب الفيديو إدراك الإدراك؛ أي "التفكير في التفكير".

أفضل طريقة لتحقيق هذا النوع من التفكير هي سؤال شخص ما عن سبب اتخاذه لبعض القرارات في أثناء اللعب، فما هي أهدافه؟ وهل كانت قراراته مصممة لتعزيز نفسه أو إبطاء خصومه؟

شاهد بالفديو: طرق بسيطة لتحسين صحتك العقلية

4. يهيئك حلُّ المشكلات لتحديات الحياة:

توفر كل من ألعاب الفيديو والألعاب اللوحية للاعبين فرصاً لحل المشكلات، على سبيل المثال، قد تهزم الوحش في لعبة فيديو معينة للعثور على السيف، ثم تعطي السيف للفارس للحصول على الخريطة، وتتبع الخريطة لإنقاذ شخص ما، وفي لعبة مثل سكرابل (Scrabble) اللوحية، قد يقوم اللاعب بحركة لا تسجل نقاط كافية لمنع الخصم من كسب 70 نقطة.

يؤدي حل مثل هذه المشكلة إلى تحسين الصحة العقلية مباشرةً، ويعتمد العلاج القائم على حل المشكلات على الأساليب نفسها تماماً للمساعدة على حل مشكلات الحياة الحقيقية للمرضى، وقد تتضمن هذه المشكلات رد الفعل السيئ للمريض عند تشخيص إصابته بمرض خطير، أو القلق غير المبرر، أو صعوبات في العلاقة.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح للتغلب على تحديات الحياة كالمحترفين

5. قيمة الرياضة:

تعلِّم الرياضة العمل الجماعي والتركيز والقيادة، وتُعدُّ اللياقة البدنية فائدة أخرى لها، وتشير البيانات إلى أنَّ الصحة البدنية تولِّد الصحة العقلية؛ إذ تساعد اللاعبين على تخفيف توترهم وتعزيز عافيتهم إلى جانب تطوير مشاعر الإنجاز وتقدير الذات.

في الختام:

لقد وُصِفت الألعاب بأنَّها "مضيعة للوقت"، وأنَّها "شريرة" أيضاً، لكنَّ ذلك ليس حقيقياً، فعندما تلعب باعتدال، لن تشعر بالمتعة فحسب؛ بل ستتوفر لك فوائد عديدة يمكن أن تجعلك شخصاً أقوى عقلياً؛ لذا استفد من الطفل الذي في داخلك، وابدأ في الاستمتاع بالألعاب.




مقالات مرتبطة