ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "آنجل كرنوف" (Angel Chernoff)، وتُحدِّثنا فيه عن شيء واحد يجب أن تعرفه عن الأشخاص في حياتك.
بدعمٍ من صديقنا تان، أطلقنا أنا ومارك دورات كوتشينغ ناجحة، وسجَّلنا مقابلات قيِّمة، وأعدنا تصميم موقعنا على الإنترنت، وأعدنا شحن طاقتنا لإحداث تأثير إيجابي في العالم؛ وهو هدفنا الأول والأخير؛ فإنَّ تان أصبح جزءاً من مجموعة الأشخاص الهامِّين في حياتنا، ونحن ممتنون جداً لمعرفته، أنا متأكدة من أنَّ لديك أشخاصاً في حياتك تشعر بنفس الشعور تجاههم.
بعض الناس يدفعونك نحو الأفضل:
كما اعتادت أمي أن تقول لي عندما كنت طفلة: "قل لي من تعاشر، أقل لك من أنت"، لم أدرك تماماً ما كانت تحاول قوله لي إلا في أواخر العشرينيات من عمري، لقد تعلَّمت درساً قاسياً فحواه أنَّ الأشخاص الذين تحيط نفسك بهم إمَّا يرفعون من شأنك أو يحطُّون من قدرك؛ يزيدون طاقتك أو يستزفونها، يدعمونك أو ينتقدونك، يجعلونك تبتسم أو يجعلونك تبكي، أطلق عليها اسم عشيرة، أو شبكة معارف، أو عائلة، أيَّاً كان ما تسميهم، أيَّاً كنت، فأنت تحتاج إلى مجموعة من الناس في حياتك، ليدفعوك نحو الأفضل.
تقول المؤلفة "أناييز نين" (Anaïs Nin): "يمثِّل كل صديق عالماً في داخلنا، عالم ربما لم يولد حتى تعرَّفنا إليهم، ومن خلال هذا التعارف فقط يولد عالم جديد"؛ لذا اجعل هدفك قضاء مزيد من الوقت مع أشخاص لطيفين وأذكياء وناجحين ويشبهونك في التفكير، وتذكَّر أنَّ العلاقات يجب أن تساعدك، لا أن تؤذيك؛ لذا أحط نفسك بأشخاص يعكسون الشخص الذي تريد أن تكونه.
اختر الأصدقاء الذين تفخر بمعرفتهم، والأشخاص الذين تحترمهم، والذين يحبونك ويحترمونك؛ الأشخاص الذين يجعلون يومك أكثر إشراقاً بمجرد أن يكونوا معك، فالحياة أقصر من أن تقضيها مع الأشخاص الذين يسبِّبون لك التعاسة، فعندما تحرِّر نفسك من الأشخاص السلبيين، أو الأشخاص الخطأ، فإنَّك تحرِّر نفسك لتكون أنت، وكونك أنت هو الطريقة الوحيدة للعيش حقاً، فالأمر كله يتعلَّق بالعثور على الأشخاص المناسبين لك، هذا هو الشيء الوحيد الذي يجب أن تعرفه.
تأثير العلاقات الاجتماعية في سعادتك:
تُعَدُّ طريقة تفكيرك ونظرتك في الحياة أهم شيء في تحديد مستوى سعادتك، لكنَّ علاقاتك مع الآخرين يمكن أن تدعم كثيراً سعادتك؛ إذ لا يدرك معظم الناس تأثير نوع الأشخاص الذين يحيطون أنفسهم بهم في سلامتهم وعافيتهم، فعلى مدار العقد الماضي، أجرينا أنا ومارك مقابلات، وقدَّمنا الكوتشينغ لآلاف الأشخاص من جميع أنحاء العالم، وقد أمضينا وقتاً طويلاً في دراسة العوامل التي تؤدي الدور الأكبر في سعادة هؤلاء الأشخاص.
إحدى النتائج الرئيسة التي توصَّلنا إليها هي أنَّ العلاقات الوثيقة والمحبة التي تربط الناس بالآخرين هامَّة جداً؛ إذ إنَّ أسعد الأشخاص الذين عملنا معهم يعيشون بالقرب من العائلة، أو حتى مع أفراد الأسرة، أو لديهم أصدقاء مقرَّبون بالقرب منهم، والعديد منهم يمتلك المجموعتين، فعندما أدركنا أنا ومارك هذا الأمر منذ عدة سنوات، أثَّر ذلك تأثيراً بالغاً فينا؛ لأنَّنا كنَّا نعيش بعيداً عن عائلتنا وأصدقائنا المقربين لعدة سنوات.
منذ ذلك الحين، انتقلنا إلى موطننا في "فلوريدا" (Florida) حتى نكون أقرب إلى أحبائنا؛ فأردنا أن نحيط أنفسنا بأشخاص يحبوننا ويدعموننا ويؤمنون بنا، وأردنا أن نكون قادرين على فعل الشيء نفسه لهم.
شاهد بالفديو: 10 قواعد مهمة لبناء علاقات إجتماعيّة ناجحة
نصائح بسيطة لتكوين مجموعة من الأشخاص الهامين في حياتك ورعايتها:
إذا كنت تشعر أنَّ علاقاتك سيئة، أو حتى إذا كنت تشعر بأنَّك لا تملك أشخاصاً مقرَّبين منك، فكن مطمئناً؛ لأنَّك ستعثر على هؤلاء لا محالة، إضافة إلى ذلك، إذا كان لديك أشخاص داعمون يحيطون بك، فتذكَّر أنَّه من المحتمل أن يكون هناك عديد من الأفراد الآخرين الذين لم تقابلهم بعد.
فيما يأتي 5 نصائح بسيطة لبناء العلاقات ساعدتنا على مرِّ السنين:
1. تعلَّم الاستمتاع بصحبة نفسك:
من المفارقات أنَّ الشرط الأساسي لبناء علاقات صحية هو أن تكون مرتاحاً عندما تكون وحدك، فإذا كنت تملك عدداً قليلاً من الأصدقاء في محيطك المباشر، فإنَّ السبب في ذلك واضح؛ قضاء الوقت وحدك هو خيارك الوحيد، وأيضاً إذا كان لديك أصدقاء يُضعفون معنوياتك ويؤثرون سلباً في حياتك، فمن المحتمل أن يتطلَّب الابتعاد عنهم والبدء من جديد مزيداً من الوقت وحدك.
إذ يبدأ تقدير العزلة بالإدراك الواعي للحرية التي تجلبها، فعندما تستمتع بصحبة نفسك، فأنت لا تحتاج إلى الآخرين لمجرد أن يكونوا حولك، فيمكنك أن تكون مرناً بشأن من تختار قضاء الوقت معه، بدلاً من ترك خوفك من أن تكون وحيداً يدفعك إلى المواقف الاجتماعية والعلاقات التي لا تناسبك.
2. خصِّص وقتاً للأشخاص الهامين في حياتك، وكن حاضراً معهم حضوراً كاملاً:
تتكوَّن العلاقات الأكثر صحة من شخصين على دراية وثيقة بتطور قصة كل منهما؛ إذ يوفِّر هؤلاء الأشخاص كثيراً من المساحة العاطفية لعلاقتهم، ممَّا يعني أنَّهم يستمعون بصدق إلى بعضهم بعضاً، ويتذكَّرون الأحداث الرئيسة التي مرَّ بها بعضهم بعضاً، ويظلون على اطلاع دائم لأنَّ الحقائق والمشاعر تتغيَّر.
الشيء الأساسي الذي يجب تذكره هو أنَّك لا تملك شيئاً لتقديمه يحظى بتقدير أكبر من اهتمامك المخلص والمركَّز؛ أي حضورك الكامل، فإنَّ كونك مع شخص ما، والإنصات باهتمام دون توقع الحدث التالي، هو مجاملة عظيمة، إنَّها أكثر لفتة قيِّمة يمكنك تقديمها له، كما أنَّها طريقة ناجعة لتحصل على المعلومات التي تفيدك لتعرفه حق المعرفة، ولتساعده على الأمد الطويل.
3. عزِّز علاقاتك بمساعدة الآخرين على تحقيق أهدافهم:
ابنِ علاقاتٍ صحية من خلال ربط الأشخاص في شبكتك الاجتماعية الذين لديهم اهتمامات أو أهداف مشتركة، امنحهم إمكانية الوصول إلى المعلومات والموارد التي يحتاجون إليها للتواصل، وأخبرهم أنَّك متاح إذا كانوا يحتاجون إلى مزيد من المساعدة.
4. العمل معاً على هدف مشترك:
إذا كان لديك شخص أو شخصان تعرفهما وتودُّ تقوية علاقتك بهما، فحاول إيجاد طريقة للعمل معاً على شيء يثير اهتمامكما؛ إذ يمكنك زراعة حديقة مشتركة معاً، أو الاجتماع مرة واحدة في الأسبوع لإكمال المشاريع غير المكتملة؛ مثل الكتابة، أو الرسم، أو مشروع موقع ويب؛ إذ يمكن أن يساعدك العمل مع الآخرين في مشاريع هادفة على تقوية روابطك معهم.
5. احضر المناسبات والفعَّاليات الاجتماعية:
افعل ما فعلته أنا ومارك فيما يتعلَّق بمقابلة تان، وهو حضور مؤتمر مباشر مع أشخاص ملهمين ومتشابهين في التفكير يسعون جاهدين إلى أن يكونوا أشخاصاً أفضل، تعرَّف إلى أناس جدد من خلال القيام والمشاركة في نشاطات تهمك، واندمج معهم في علاقات إيجابية قد تفيدك في المستقبل.
في الختام:
قد تحدث الأشياء الخاطئة عندما نعطي ثقتنا وكثيراً من الاهتمام للأشخاص الخطأ؛ لذا ابذل قصارى جهدك لإقامة علاقات مع الأشخاص الإيجابيين والمخلصين والمتحمسين الذين يمكنك التعلُّم منهم والذين لن يستنزفوا طاقتك القيِّمة بسلوكات غير مُلهمة، فمن خلال تطوير ورعاية العلاقات مع أولئك الملتزمين بالتحسين المستمر والسعي إلى اغتنام أفضل ما تقدمه الحياة، سيكون لديك الكثير من الصداقات في طريقك إلى هدفك.
أضف تعليقاً