لا توجد مشكلة في مكافأة نفسك ببعض من الوقت على الإنترنت أو في نشاطات أخرى تستمتع بالقيام بها، لكن إن كنت تجد نفسك متوتراً طوال الوقت، وتحاول اللحاق بالمهام المتراكمة، وتحاول إقناع نفسك بأنَّك تملك من الوقت أكثر مما بين يديك بوصفه نوعاً من المماطلة، حينها يجب عليك أن تكتشف المتعة والإثارة التي تأتي بها الإنتاجية، ولا يسبب الإنتاج الضغط؛ بل يحررك منه، ويمدك بالطاقة والتحفيز والتوجه نحو أهدافك، وبمعنى آخر، إنَّه شعور رائع.
5 طرائق لتعزيز الإنتاجية والحفاظ عليها:
1. تحديد الأهداف:
لا تساعد الأهداف فقط على تتبُّع تقدمك؛ بل أيضاً تساعدك على تحديد الوجهة والغاية، كما يبقيك تحديد الأهداف متحفزاً ومستعداً للالتزام بالإنتاجية اليومية، وتوجد طريقة جيدة لتتبُّع أهدافك وهي من خلال تدوينها، فاكتبها في المفكرة أو على التقويم السنوي، أو استخدم الملصقات الصغيرة وضعها على مرآة الحمام.
كلما كانت أهدافك محددة أكثر، كان ذلك أفضل، على سبيل المثال، بدلاً من أن تقول إنَّ هدفك هو العناية بصحتك، فلتقل: "هدفي أن أشرب 8 كؤوس من الماء في اليوم"، وبدلاً من قول: "أود أن أصبح منظماً أكثر"، فلتقل: "سأخصص 15 دقيقة يومياً لأنظم المهام الخاصة بعملي"، فهذه أهداف محددة من السهل السعي بها.
يستحق شعورك بالإنجاز عند إكمالك لهدف معيَّن كل الجهد الذي بُذل في سبيله، ويتيح لك القدرة على رؤية احتمالات أخرى لم تكن مفتوحة أمامك في حياتك اليومية، فالمفتاح هو أن تجعل أحلامك كبيرة، لكن محددة.
2. استخدام الروزنامة:
إذا خصصت بعضاً من الوقت لتنظيم وقتك، فستشعر بتنظيم أكبر وتوتر أقل، وحماسة شديدة لإنجاز عملك، فإنَّ الوقت المناسب لتحدد التقويم خاصتك هو قبل النوم؛ إذ إنَّ ذهنك سيكون مليئاً بكل ما تحتاج إلى فعله في اليوم التالي؛ لذلك سيكون وقتاً مناسباً لتملأ تقويمك، فلتسترخِ وتجعل هذا الأمر طقساً يومياً، وتذكر بأنَّ القليل من التخطيط الآن سيجعلك تشعر أفضل في وقت لاحق.
شاهد بالفيديو: 8 خطوات لزيادة إنتاجية يومك
إليكَ بعض الخطوات لاستخدام التقويم بأفضل طريقة:
- وضع التقويم في مكان مرئي بالنسبة إليك، فمثلاً علِّقه على الحائط أو ضعه اختصاراً لتطبيق على الشاشة الرئيسة لهاتفك.
- ملء التقويم قبل النوم أو في وقت الراحة.
- استخدام الرمز اللوني، فاستخدم ألواناً مختلفة للمناسبات الاجتماعية والعمل والتمرينات الرياضية والتسوق والدراسة ووقت العائلة.
- إضافة أكبر قدر من المعلومات في التقويم الخاص بك يومياً، مثل العناوين وأرقام الهواتف ورسائل التذكير وغيرها.
- التحلي بالمرونة، فيجب أن يكون التقويم الخاص بك مجرد أداة مساعدة لتنظيم مهامك؛ لذا لا داعي للقلق إن وجدت نفسك لا تلتزم بالتقويم كما توقعت أن تفعل، وأجرِ التغييرات بما يتناسب معك.
3. تقبُّل الفشل:
فلنقل إنَّك بدأت بكتابة السيناريو الذي لطالما رغبت بكتابته، وقد أعطيت نفسك مهلة شهر واحد، ولديك الإمكانية، وبحثت عن بعض الطرائق لتقديمه عند انتهائك منه إلى المنتجين الذين يبحثون عن سيناريو، وكل شيء يسير على ما يرام، ولكنَّك في اليوم التالي لم تنجز سوى صفحتين ونصف، وبدأت تشكك في نفسك وفي قدرتك.
يتخلى الأشخاص في معظم الأحيان عن مشاريعهم عند مرورهم بيوم سيئ، لكن يجب أن ندرك أنَّ الأيام السيئة التي نتعطل بها، هي أيام عابرة، وإن لم تكن تشعر أنَّك جاهز للإنجاز اليوم، وعقدت العزم على العودة إلى هذا العمل في اليوم التالي، فإنَّك لم تخسر شيئاً فعلاً، فلم يتم تصميم العقل البشري للتركيز على شيء واحد باستمرار لمدة طويلة من الزمن؛ لذا تأكد من عدم إجهاد نفسك ومنحها فترات من الراحة عند الحاجة.
إن كنت تفتقر إلى الحماسة، فاختر الأشياء الصغيرة التي بإمكانك إنجازها، ومثال عن ذلك، إن لم تكن ترغب في القيام بالتمرينات الرياضية في يوم معيَّن، فجرب بعض تمرينات اليوغا، أو إن لم تكن ترغب في تنظيف المنزل بأكمله، فنظِّف غرفة واحدة فقط.
4. الحد من المشتتات الإلكترونية:
إنَّه أمر هام للغاية، وبإمكان الجميع تقريباً التأكيد على أنَّ أجهزتهم الإلكترونية تشتت انتباههم، ولا توجد أيَّة مشكلة في الحفاظ على تواصلك مع العائلة والأصدقاء، ولكنَّه يصبح تشتيتاً غير ضروري عندما تحاول الحصول على حياة مليئة بالإنتاجية.
في الحالة المثالية، يجب أن يكون الوقت المخصص للعمل على الأهداف الشخصية والمهام أكبر من المخصص للأجهزة الإلكترونية، ومن أجل الحد من وقتك الذي تقضيه في استخدام هذه الأجهزة، جرِّب تقييد الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي.
توجد خيارات على مواقع التواصل الاجتماعي للحد من كمية الأخبار التي تظهر، وهي طريقة رائعة للتوقف عن إهدار كثيرٍ من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، واستبدال ذلك بقضاء وقت أكثر على الأهداف الشخصية، وتوجد حيلة أخرى بإمكانك استخدامها للحد من استخدامك للإنترنت، وهي استخدامه عند انتهائك من إنجاز مهمة ما، بوصفه نوعاً من المكافأة.
5. استخدام قوة الحاضر:
الخطوة الأخيرة لتبدأ برحلتك في الإنتاجية هي أن تبدأ الآن؛ وهذا لا يعني أن تفعل ذلك غداً أو بعد ساعة؛ بل في هذه اللحظة، فقد يبدو القيام بالمهام الآن وفي هذه اللحظة أمراً سهلاً، ولكنَّك ستدرك أنَّ الأمر ليس بهذه البساطة بوجود المشتتات الحالية في حياتنا العصرية؛ إذ يوجد عدد لا نهائي من الأسباب التي تمنعك عن القيام بالأمور بشكل فوري، لكن ثمة حقيقة بسيطة تقول إنَّ القيام بمهامك الآن، سيوفر لك مزيداً من الوقت لتقوم بالأمور التي تحبها لاحقاً.
في الختام:
إنَّ إنجاز أمورك الآن سيُشعرك بأنَّك تملك مزيداً من الوقت للقيام بالأمور التي تحبها، وسيقربك من تحقيق أهدافك، وستجد بأنَّ لديك مزيداً من الوقت للاسترخاء وستكون بالتأكيد أكثر سعادة بسبب ذلك.
أضف تعليقاً