إذا وجدنا أنفسنا غارقين في العمل وفي تلبية المتطلبات الاجتماعية، فقد نشعر بأنَّنا لا نملك سوى قليلاً من الوقت لتلبية احتياجاتنا الأساسية، مثل النوم لثمانِ ساعات، وتناول الوجبات الصحية، وقضاء الوقت مع أحبائنا، ومع هذا الإهمال تبدأ الفوضى في التراكم.
للفوضى أشكال متعددة، مثل الفوضى المادية التي يمكننا رؤيتها ولمسها، ثمَّ نخبر أنفسنا أنَّنا سنتصرَّف بشأنها في وقت لاحق، أو فوضى العواطف التي يسببها الإجهاد الناجم عن الضغوطات اليومية المتزايدة، أو الشعور بالإرهاق وعدم الارتياح بسبب نمط حياتك المملوء بالواجبات.
لكي تتمكن من مواجهة هذه التحديات وتتخلص من الفوضى في حياتك إلى الأبد عليك أن تتبع الخطوات الآتية:
1. تنظيم حياتك:
سواء كنت تحب ذلك أم لا، فإنَّ تطوير مهارات التنظيم يساعدك على السيطرة على عديدٍ من جوانب حياتك، وسواء أكانت مشكلتك هي الوعي بالوقت أم الإدارة الذاتية، فسينتهي بك الأمر إلى فقدان الحافز؛ لذا عليك أن تعرف كيف تنظم حياتك قبل كل شيء.
اكتب كل شيء: قوائم المهام التي عليك إنجازها، وقوائم المهام المُنجَزة، والواجبات اليومية، والخطط الشهرية، اكتب أي شيء يخطر في بالك ويساعدك على معاملة أهدافك وتهيئتك لما هو قادم.
عندما يرتبط الأمر بتنظيم بيئتك ابحث عن طرائق لتنفيذ روتين منظَّم، ففي المنزل أفضل بداية هي إعادة كل شيء إلى مكانه؛ الأطباق في الخزانة، والرسائل غير المفتوحة في الدرج، والأحذية في الردهة، وما إلى ذلك، فتؤدي إعادة الأشياء إلى الأماكن الخاصة بها إلى تقليل كثير من التسويف على الأمد الطويل.
شاهد بالفيديو: 8 نصائح للتخلص من التعب والإرهاق الدّائم
2. إجراء تغييرات بسيطة:
كل ما تحتاج إليه هو البدء بتغيير بسيط واحد، فلا تمارس أي ضغط إضافي على نفسك، واسأل نفسك ما هو التغيير البسيط الذي يمكنك تنفيذه اليوم، والذي يمكنه تحسين روتينك اليومي، وسواء كان الأمر يرتبط بتصفية ذهنك من الفوضى من خلال التأمل مدة عشر دقائق كل يوم، أم اعتياد ترتيب سريرك فور استيقاظك في الصباح، فإنَّ تغييراً واحداً فقط بدايةً يمكن أن يُحدِث فرقاً كبيراً، وتذكَّر أن تتخذ خطوات بسيطة وسهلة قدر الإمكان، وبعد أن تبدأ كرِّر هذه الخطوات يومياً إلى أن تصبح عادة.
3. عدم التسرع:
لا يحدث التغيير الكبير بين عشية وضحاها، وكذلك الفوضى تتراكم مع مرور الوقت، وتؤدي رغبتنا الطبيعية في رؤية النتائج على الفور إلى نفاد الصبر والإحباط، مثل لحظات الاندفاع لتنظيف المنزل عندما تتراكم الفوضى إلى حدٍّ لا يُحتمل.
لا يؤدي الاندفاع بأي شكل من الأشكال إلى المثابرة، فعند إجراء تغييرات في حياتك انظر إلى المشهد العام، وقسِّم روتينك الجديد إلى أجزاء يمكن التحكم بها، إذا كنت تشعر بالإرهاق بسبب اندفاعك وتحاول إنجاز كل شيء في وقت واحد، فابحث عن طرائق تؤدي إلى التمهل والتروي.
فوِّض المهام كلما أمكنك ذلك، واترك وقتاً كافياً في المساء للقراءة والاسترخاء، وأغلق هاتفك، وعش اللحظة الراهنة، واقضِ الوقت مع أولئك الذين يبرزون أفضل ما فيك.
4. اختيار الصحبة الصالحة:
لا ترتبط الفوضى بالأشياء المادية فحسب؛ بل يمكن أن تكون اجتماعية أيضاً، فانظر إلى الأشخاص في حياتك الذين يرفعون معنوياتك، ويشجعونك على تنظيم حياتك، وإذا تعبت من صحبة شخص ما، فقد حان الوقت للتخلي عنه والمضي قدماً، فالعلاقات السامة تفسد حياتك.
خصص وقتك لأولئك الذين يريدون حقاً التعرف إليك، والذين يجلبون لك السعادة والصحة، ويمدون لك يد العون، فأنت تستحق صداقات تلبي احتياجاتك دون أي منفعة خاصة.
5. تقبُّل الفشل:
يبدو الفشل كأنَّه النهاية، ولكن انظر إلى الأمر على هذا النحو: في كل مرة نجد أنفسنا فيها نستسلم لعادات سيئة نحظى بفرصة لمعرفة المزيد عن أنفسنا.
إذا نسيت القيام بمهمة محددة كنت قد خططت لها للمساعدة على تنظيم جدولك الزمني، مثل نسيان إعداد غدائك - الذي ستأخذه معك إلى العمل - قبل الذهاب إلى الفراش، ومن ثمَّ اضطررت إلى تحضيره في صباح اليوم التالي والتأخر عن العمل، فانظر عن كثب إلى سبب الفشل، هل تتجنب المهام عندما تكون متعباً؟ هل تواجه ما يشغل بالك؟ بمجرد تحديد السبب ابحث عن طرائق لحله في المستقبل، فيُعدُّ الفشل فرصة، فلا تستسلم.
في الختام:
تذكَّر أنَّ هذه رحلتك؛ لذا فإنَّ فهم احتياجاتك الخاصة وتلبيتها أمر ضروري لاستعادة السيطرة على حياتك، ويمكننا أن نتعلم كثيراً عن أنفسنا إذا مارسنا اللطف والصبر في حياتنا اليومية.
أضف تعليقاً