قد يبدو أنَّ أفكارك، لا سيَّما المزعجة منها تسيطر على حياتك؛ لكنَّها ليست كذلك حقاً، فوحدك مَن يستطيع أن يسيطر على حياتك وأفكارك.
وهذه الخطوات الخمس الآتية تساعدك على استعادة السيطرة على أفكارك إلى الأبد:
1. اكتشاف الأفكار اللاواعية:
تماماً مثل العواطف لا تمر لحظة دون أن نفكر بشيءٍ ما، ولكن إذا سألنا أنفسنا ما هي الأفكار التي راودتنا خلال يومٍ معين؛ فإنَّنا بالكاد نتذكَّر حفنةً منها؛ وذلك لأنَّنا لا نتذكر سوى أفكارنا الواعية، فإنَّ معظم أفكارنا تتولد من العقل الباطن، ودون أن نعي ذلك تترابط مع بعضها وتؤدي إلى سلسلةٍ من ردود الفعل السلبية.
إنَّ أنماط التفكير الخفية هذه ما هي إلا أرض خصبة للأفكار المزعجة التي تتوارد إلى ذهنك؛ لذلك كي تتغلب على أفكارك المزعجة عليك أولاً تطهير عقلك الباطن من أنماط التفكير السلبية هذه، فاطَّلع في الخطوة الآتية على كيفية الوصول إلى هذا المستوى اللاواعي.
2. تصميم دفتر يوميَّات:
دائماً ما تكون الأفكار نقطة البداية للتفاعل الآتي: "الفكرة - العاطفة - السلوك"، فتقود الفكرة إلى عاطفةٍ معينة التي بدورها توجه سلوكك، وتُظهِر الأبحاث أنَّ أي شكل من أشكال التفكير السلبي سيسبب لك عواطف سلبية مدمِّرة تؤدي بدورها إلى سلوك هدام.
لتغيير هذا التسلسل الهدَّام علينا أن نعكس عملية تفكيرنا، فنظراً لأنَّنا لا نستطيع تذكُّر معظم الأفكار بسهولة؛ فإنَّنا نستطيع بدلاً من ذلك أن نركز على عواطفنا لاكتشافها وتفسيرها.
على سبيل المثال إذا أحسست بأي عاطفةٍ سلبية اسأل نفسك هذه الأسئلة:
- ما هو الموقف الذي سبَّب هذه العواطف السلبية؟
- بمَ كنت تفكر في هذا الموقف؟
- بمَ كنت تشعر في هذا الموقف؟
أجب عن هذه الأسئلة واكتب الملاحظات في دفتر يوميَّات، ضع الموقف في العمود الأول، والفكرة في العمود الثاني، ومشاعرك في العمود الثالث.
شاهد بالفيديو: كيف تتخلص من الأفكار السلبية إلى الأبد؟
فيما يأتي مثال عن دفتر اليوميَّات هذا:
الموقف:
اتصلتَ بصديق ودعوته إلى تناول العشاء معاً؛ لكنَّه كان فظاً وأخبرك أنَّه لا يملك وقتاً لذلك.
الأفكار:
- لم يعد صديقي يحبني.
- إنَّه يجد تناول العشاء معي أمراً مملاً.
- ربما يُفضِّل لقاء شخص آخر.
الأحاسيس:
- الرفض.
- الانزعاج.
- الإحباط.
- الشك بالنفس.
- القلق.
لكي تُضفي بعض البهجة على دفتر يوميَّاتك أضف عموداً رابعاً تحت عنوان "الأفكار الإيجابية"، اطَّلع على ذلك في الخطوة الآتية.
3. استكشاف الأفكار البديلة:
أضف عموداً رابعاً إلى دفتر يوميَّاتك تحت مسمَّى "الأفكار الإيجابية"، ودوِّن فيه الأفكار البديلة التي تشعر بأنَّها أفضل بكثير من الأفكار المُزعجة في العمود الثاني.
عودةً إلى المثال السابق، إليك بعض الأفكار البديلة المريحة:
- ليس لدى صديقك وقت؛ لأنَّه مضطر للتحضير لاجتماع عمل هام في اليوم التالي.
- إنَّه متعبٌ حقاً لأنَّه مرَّ بأسبوع مرهق جداً، وكل ما يحتاج إليه الآن هو بضع ساعات من النوم فقط.
من الصعب التوصل إلى هذه البدائل في البداية، وحتى لو وجدت بعضها فمن المحتمل أن تشك فيها؛ ذلك لأنَّ عقلك يريد التمسك بالأفكار السلبية التي اعتادها، وتساعدك الخطوة الآتية على التغلب على هذه المقاومة.
4. التحقق من صحة أفكارك:
جزء كبير من أفكارنا اليومية ما هو إلا بعض التكهنات؛ لكنَّنا لسوء الحظ نصدِّق هذه التكهنات أكثر من اللازم، وبدلاً من التأكد من صحتها، فإنَّنا نصدقها ونتصرف بناءً عليها؛ لكنَّ التصرف بناءً على الافتراضات التي بُنيت أصلاً على أفكار سلبية غالباً ما ينتهي بكارثة كبيرة؛ لذا عليك أن تتحقق من صحتها من خلال هذا السؤال: "هل أفكارك مبنية على حقائق أم على افتراضات؟".
بهذا السؤال يمكنك التحقق من جميع أفكارك السلبية، وستكتشف على الفور أنَّ العديد منها، بل ربما جميعها حتى، مبنيةٌ على التكهنات فقط، على سبيل المثال، لأنَّ صديقك لم يخبرك بأنَّه لم يعد يحبك؛ فإنَّ التفكير بذلك هو محض تكهنات، والخطوة التالية والأخيرة هي الخطوة الأكثر أهمية لتغيير أفكارك إلى الأبد.
5. البدء بالعمل:
لا شكَّ أنَّ مواجهة أفكارك السلبية تبدو بمنزلة تحدٍ يبعث إلى الخوف، ولكن إذا تغلَّبت عليها، فإنَّ النتيجة ستكون حياة سعيدةً تخلو من الأفكار المزعجة التي تضايقك يومياً، ألا تستحق هذه الحياة العناء المؤقت؟
في الختام:
لهذا السبب عليك أن تبدأ الكتابة في دفتر يوميَّاتك، وأن تجعله روتيناً يومياً تلتزمه باستمرار، فعندها سترى أنَّ أفكارك الضارة ستتلاشى في وجه الفيض العارم من الأفكار الإيجابية؛ لذا لا تنتظر وابدأ الكتابة اليوم، وسوف تكون ممتناً لهذه الخطوة إلى الأبد.
أضف تعليقاً