ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب فليبو دي ليناردو (FILIPPO DI LENARDO)، ويُحدِّثنا فيه عن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
إنَّ أثمن شيء في عصرنا هذا هو تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، لكن تركيزنا على جزء واحد فقط، يجعله صعب التحقيق.
اكتشفتُ من خلال عملي عن بُعد لفترة طويلة من حياتي المهنية أنَّ التوازن بين العمل والحياة الشخصية يتعلق بإدارة الذات أكثر من إدارة الوقت؛ فهم كيفية عملنا هو المفتاح لتحسين جودة حياتنا اليومية.
أشارككم 5 خطوات اتخذتها لتعزيز تجربتي في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية:
1. وضع حدود ذهنية ومادية واضحة:
إذا كنت تعمل من المنزل ولديك مساحة محدودة، سيكون التحدي الأكبر أن ترسم حدوداً واضحة بين وقت العمل ووقتك الشخصي لتخفيف الإحساس بالتشوش.
يمكن مثلاً أن تتعامل مع مكان العمل بوصفه مشروعاً مسلياً وتعطيه طابعاً خاصاً من خلال الموسيقى والإضاءة أو حتى مواقع الكراسي خلال ساعات العمل، إنَّ هذا سيدفع دماغك إلى تكوين علاقة واضحة مع هذه العناصر وربطها بوقت العمل.
شاهد بالفيديو: 10 نصائح للموازنة بين الحياة والعمل
2. اكتشاف الأوقات التي تكون فيها أكثر نشاطاً:
امضِ بعض الوقت في مراقبة نفسك، ستبدأ بملاحظة مستويات الطاقة لديك فيما يتعلق بمزاجك، ونوع العمل الذي تؤديه، سترى أنَّك مفعمٌ بالطاقة ومتحفزاً جداً في بعض اللحظات، وفي لحظات أخرى ستكون منهكاً وأكثر ميلاً للتأجيل.
إنَّ فهم تقلبات الطاقة لديك خلال النهار ونوع العمل الذي يناسب كل حالة سيسمح لك أن تقوم بنوع من الإدارة الذاتية بطريقة أكثر إنتاجية، ويرفع فرصتك لتحقيق التوازن المأمول بين الحياة الشخصية والعمل.
إذا كنت على سبيل المثال من الأشخاص منخفضي الطاقة صباحاً، قم ببعض الأعمال التي تلهمك وترفع طاقتك قبل الاضطلاع بالمهام الأصعب في جدول أعمالك، ستشعر بتحسن كبير خلال يومك.
3. امتلاك هدف خارج العمل:
عندما يتعلق الأمر بعملنا، غالباً ما نكون واضحين تماماً بشأن ما نريد تحقيقه، فلماذا لا نتبع النهج نفسه في أوقاتنا خارج العمل؟
إنَّ الافتقار إلى الهدف في نشاطاتنا خارج العمل قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات سيئة، ويعوق إحساسنا بالإنجاز العام، وإنَّ عقولنا تعمل بالفطرة لتوفير الطاقة؛ لذلك إذا أنهيت يوم عملك ولم يكن لديك نية للقيام بشيء معيَّن، ستختار على الأرجح أسهل الخيارات، وليس بالضرورة أهمها بالنسبة إليك.
يمكن أن يؤدي تخصيص الوقت لفهم ما هو هام بالنسبة إليك، على الرَّغم من أنَّ ذلك غير مريح في البداية، إلى استكشاف موضوعات أو نشاطات جديدة لم تفكر بها من قبل.
ركز على وضع أهداف أسبوعية للنشاطات التي ترغب في تحقيقها وتحديد النتيجة التي تريدها؛ إذ سيساعدك ذلك على زيادة فضولك وتجربة إحساس أكبر بالتقدم في أهدافك.
4. النظر نظرة شاملة:
توجد طريقة أخرى لإضفاء معنى على ما نقوم به، وهي أن نفهم أنَّ النشاطات التي نمارسها تمثِّل فرصة تمنحنا مزيداً من القوة، فعندما ننظر إلى نشاطاتنا بوصفها وسيلة لتعزيز سلامتنا وعافيتنا، فإنَّنا نبني علاقة أكثر عمقاً مع ما نقوم به.
على سبيل المثال، عندما تمارس نشاطاً ترغب فيه، فكر في الجزء الذي تعززه؛ أي جسمك أو عقلك أو قلبك؛ سترى خيارات جديدة للنظر إلى يومك، ويكون لديك مزيج متنوع من النشاطات لإبقاء الأشياء ممتعة.
5. إضفاء المزيد من الحيوية على العمل:
سواء أحببنا ذلك أم لا، العمل جزء كبير مما نفعله، لكنَّنا في بعض الأحيان، نترك الأحداث تنال منا وننسى أن ننظر إلى عملنا اليومي على أنَّه فرصة للرعاية والتعبير والتعلم.
تتمثل إحدى الطرائق المفيدة لمساعدتنا على الوصول إلى هذه العقلية في ربط نشاطاتنا البارزة بفرص ذات مغزى لتحقيق الذات، على سبيل المثال، عندما تجري مكالمة مع عميل جديد، فكِّر كيف يمكن أن يمثِّل ذلك فرصة لتوسيع قدراتك أو مهارات التواصل مع شخص ما.
إنَّ وجود هذه العلاقة العاطفية مع عملنا أمر أساسي لتحسين نظرتنا، وهو أحد الشروط الأربعة الضرورية لتحقيق السلامة والعافية.
توجد طريقة أخرى لإضفاء مزيد من الحياة على عملنا اليومي؛ وهي تغيير الطريقة التي ندير بها عبء العمل لدينا، كم مرة نصل إلى نهاية يوم عملنا، وقد فقدنا الطاقة للقيام بالأشياء التي تهمنا؟
توجد طريقة بسيطة لضمان الحفاظ على مستويات صحية من الطاقة طوال اليوم وهي أخذ استراحات قصيرة مدتها خمس دقائق بين المهام.
في الختام:
طاقتك محدودة، وإذا تعلَّمت إدارتها بطريقة صحيحة، فلن تصبح أكثر تركيزاً وحيوية فيما تفعله فحسب؛ بل ستوفر لك الوقت لتحقيق أهم أهدافك أيضاً.
أضف تعليقاً