4 نصائح للتمتع بيوم خالٍ من التوتر

جميعنا نمرُّ بتقلبات على مدار اليوم، لكن على مدار السنوات القليلة الماضية، يبدو أنَّ حياتنا قد انقلبت رأساً على عقب، فمع وجود كثير من الغموض في عملنا، ومآسي أحبائنا، وسرعة التغيير، يبدو أنَّ التوتر والقلق يسيطران على يومنا منذ اللحظة التي نستيقظ فيها حتى وقت خلودنا إلى النوم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن "بوب ميغلاني" (Bob Miglani)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع النصائح التي يمكن اتِّباعها للتمتع بيوم خالٍ من التوتر.

بالنسبة إليَّ، عندما تعلمت كيفية التعامل مع حالة الغموض المتعلقة بمسيرتي المهنية، والعيش في هذه الحياة المليئة بالفوضى، تعلمت بعض الدروس القيِّمة، لا سيَّما بشأن كيفية التعامل مع التوتر الذي شعرت به بشدة على مر السنين، ولقد ساعدتني هذه الدروس على أن أكون أكثر هدوءاً واسترخاءً في معظم يومي.

بالتأكيد، إنَّني أمرُّ بلحظات صعبة أشعر فيها بأنَّ كثيراً من الأشياء على المحك، لكن بالنسبة إلى معظم اليوم، هذه اللحظات لم تعد تزعجني كما في السابق، فقد أصبحت أحصل على نوم أفضل، وأملك مزيداً من الطاقة وأتمتع بنظرة أكثر تفاؤلاً حيال الحياة، لكن بالطبع، بالنسبة إلى حالة الغموض، فهي لم تختفِ، ولكنَّني تعلمت كيفية التعامل معها بشكل أفضل.

فيما يأتي أربع نصائح للتمتع بيوم خالٍ من التوتر:

1. استعد السيطرة على حياتك:

نحن لا نملك السيطرة على معظم أجزاء حياتنا، على سبيل المثال، إنَّنا نغادر منازلنا صباحاً ونحن نشعر بالتوتر؛ وذلك بسبب انعدام سيطرتنا على مديرنا في العمل أو عملائنا أو زملائنا، ونذهب إلى العمل، فيحدث طارئ ما يقلب يومنا رأساً على عقب، أو نواجه تحديات غير متوقَّعة في المنزل.

تكمن جذور كثير من التوتر الذي نشعر به في حاجتنا المستمرة إلى مستوى معين من السيطرة واليقين في حياتنا، من وضعنا في العمل إلى الظروف التي نواجهها في مختلف الأماكن، فبينما لا يمكننا السيطرة على الفوضى الموجودة في أجزاء كثيرة من الحياة، يمكننا السيطرة على أنفسنا، فنحن قادرون على التحكم بطريقة تفكيرنا والإجراءات التي نتخذها، وهذا هو مصدر خلاصنا من التوتر؛ قدرة فطرية على نقل تركيزنا من الفوضى الخارجية إلى ذهننا الداخلي.

لا يمكننا السيطرة على مديرنا في العمل أو عملائنا أو حتى أطفالنا، لكن يمكننا السيطرة على أنفسنا؛ أي على أفكارنا وخياراتنا وأفعالنا، وهذا ما يجب أن نركز فيه، فمن خلال إعادة توجيه محاولتنا من السيطرة على الحياة حولنا إلى السيطرة على الأهداف التي نرغب في تحقيقها خلال اليوم، يمكننا أن نبدأ طريقنا إلى يوم خالٍ من التوتر.

شاهد بالفيديو: 9 طرق بسيطة للتعامل مع توتر العمل

2. اشعر بالطمأنينة قبل مغادرة المنزل:

نظراً لأنَّه لا يمكن التنبؤ بمعظم يومنا، فنحن بحاجة إلى الشعور بالطمأنينة قبل مغادرة المنزل في الصباح، عن طريق الاستيقاظ مبكراً واتباع بعض الطقوس اليومية، على سبيل المثال، إنَّ ممارسة التمرينات الرياضية في الصباح الباكر أمر رائع لزيادة مستوى الطاقة الإيجابية من خلال تدفق الدم الطبيعي.

كذلك، تعد ممارسة التأمل والصلاة، وترديد عبارات التحفيز الصباحية، وتقبيل أطفالك، وعناق زوجتك، أو الاستماع لخطاب مُلهِم أو رسالة ملهمة على تطبيق "يوتيوب" (Youtube)، طرائق رائعة لتحسين يومك.

3. وازن بين السلبية والإيجابية في ذهنك:

يسمع الكثيرون منا كلاماً سلبياً خلال اليوم، سواء كان ذلك من زملائنا في العمل، أم عملائنا الصعبين، أم الأشخاص العاطفيين جداً في حياتنا، أم حتى من أذهاننا في بعض الأحيان، وهذا يدفعنا إلى الإفراط في التفكير، وهذا بدوره يمنعنا من المضي قدماً في كثير من الأحيان.

لحسن الحظ أنَّ العواطف مُعدية؛ الإيجابية منها والسلبية، ويمكن أن نكسر نمط السلبية، سواء من خلال الابتسام لأحد أم التحدث مع أحد الأصدقاء أو أحد أفراد أسرتك خلال اليوم، وهذا يوفر التوازن الذي نحتاجه في حالتنا العاطفية، ويمكن للتوقف عن مشاهدة الأخبار والإصغاء إلى مدونة صوتية ملهمة أن يساعدنا على تحقيق توازن بين الأفكار الإيجابية والسلبية خلال اليوم.

إقرأ أيضاً: كيف تسيطر على التوتر في دقائق قليلة؟

4. اتخذ مزيداً من الإجراءات:

يُشعِرنا اتخاذ الإجراءات بالتحسن؛ وذلك لأنَّنا نستعيد بعضاً من السيطرة في حياتنا، مثل المضي قدماً في مشروع في العمل، أو وضع هدف للتمتع بلياقة أكبر، أو الاتصال بعميل جديد، فعندما نركز طاقتنا في شيء معين، نستطيع التحكم بعالمنا الصغير، ونصبح أقدر على استثمار إمكاناتنا ومشاركتها مع الآخرين.

لست مضطراً إلى القيام بإجراء كبير؛ بل يمكن أن يكون صغيراً وبسيطاً، مثل إجراء مكالمة معينة، أو إرسال بريد إلكتروني، أو كتابة عرض تقديمي، أو زيارة عميل، أو إجراء جلسة عصف ذهني مع رئيسك في العمل أو زميلك؛ إذ يمكن أن يساعدنا العمل على شيء ما بعمق - وخاصةً إذا استمتعنا به - على تقليل كثير من ضغوطات اليوم.

يعزز العمل عاطفة إيجابية في داخلنا، وهذا يجبرنا على التخلص من التوتر الذي يأتي مع الإفراط في التفكير، ويسمح لنا بالبدء بإنشاء الحياة التي نريدها والوظيفة التي نرغب في بنائها.

في النهاية، لا يتعلق الحد من التوتر بالاستقالة من وظيفتك والانتقال إلى جزيرة بعيدة (على الرغم من أنَّ هذا يبدو مغرياً)؛ بل يتعلق الأمر بإدراك أنَّنا نملك السيطرة على أفكارنا وأفعالنا، وهذه السيطرة لا يمكن أن تُفقَد أبداً ما دمنا ننظر إلى داخلنا.




مقالات مرتبطة