4 نصائح للتغلب على مشكلة تدني تقدير الذات

من الطبيعي أن يواجه الفرد أوقاتاً عصيبة يكره خلالها كل ما يتعلق بحياته، وقد يتمنى الموت بغية الخلاص من مشاعر العجز، والسخط، وانعدام القيمة الذاتية، وظنه أنَّ ما من أحد يرغب بوجوده في حياته.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونير" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن 4 نصائح للتغلب على مشكلة تدني تقدير الذات.

واجهتُ شخصياً أياماً عصيبة من هذا النوع، ولا بُدَّ أن يَمُرَّ الإنسانُ بتجارب تكدِّر أيامه، وتنغص عيشه، وتحرمه النومَ الهانئ ليلاً، وقد يتعرض للأذى، وتنهشه مشاعرُ انعدام قيمته الذاتية، ولا يبقى في داخله إلَّا رغبة وحيدة عصية؛ وهي أن يتسنَّى له الخلاص من هذا البؤس يوماً ما.

يدفع التقدير الذاتي المتدني الإنسان إلى التشكيك بقدراته، وبكفاية جهوده، واستحقاقه لمحبة وتقدير الأشخاص الموجودين في حياته، وقد يشعر بأنَّ الفضل لجميع الإنجازات التي حققها يعود إلى الحظ والمصادفة المحضة.

فيما يأتي 4 نصائح للتغلب على مشكلة التقدير الذاتي المتدني:

1. تحدَّث إلى نفسك:

تقتضي هذه النصيحة أن تتحدث إلى نفسك أمام المرآة، وتخبرها بضرورة إيقاف مشاعر انعدام القيمة الذاتية، وبأنَّك تستحق أكثر ممَّا تظنُّ بكثير، ثمَّ كرِّر العبارة الآتية: "أنا جميل، وواثق في نفسي، وشجاع، وطموح، ولا آبه لرأي الآخرين بي".

قد تشعر في البداية بأنَّ هذه النصيحة معدومة النفع ولن تقتنع بما تقوله، ولكن يجب أن تستمر بتطبيقها في جميع الأحوال، فيهتم المرء عموماً بانطباعات الآخرين عنه؛ لأنَّه يُصغي إلى كلامهم أكثر ممَّا يصغي إلى رأيه بنفسه؛ لهذا السبب يجب أن تخبر نفسك بأنَّك هام وتستحق كل الخير والنجاح في الحياة.

شاهد بالفيديو: 8 طرق بسيطة لاكتساب تقدير الذات

2. تخلَّص من السلبية:

تتخلَّصُ من السلبية من خلال كتابة جميع مشكلاتك، وعيوبك، وجوانب عجزك وقصورك، والعبارات المؤذية التي تعرضت لها في حياتك عندما أخبرك أحدهم بأنَّك معدوم القيمة مثلاً، أو سخر منك؛ أي باختصار يجب أن تكتب جميع الأفكار السلبية التي تخطر في بالك عندما تكون مقبلاً على المضي في غاية أو عمل معين، وعندما تنتهي من تدوينها احرق الورقة وراقب ألسنة اللهب وهي تلتهم أفكارك المؤذية وتحولها إلى رماد.

يمكنك أن تصور عملية الحرق كي تشاهدها مجدداً في وقت لاحق، فقد اختفت جميع مشكلاتك وعيوبك من الوجود، وأنت الآن طليق ونقي وقادر على البدء من جديد وتحقيق أي هدف تضعه نصب عينيك.

3. اكتب:

ليس بالضرورة أن تكون موهوباً بالكتابة حتى تطبِّق هذه النصيحة؛ بل يكفي أن تكون لديك مشاعر وأفكار تود أن تُفصِح عنها، ولا يشترط أن تكتب عن نفسك، أو عن حياتك؛ بل يمكنك أن تختار أيَّ موضوع تود مناقشته كتابياً.

قد يرغب بعض الأشخاص بالاحتفاظ بهذه الكتابات ضمن دفتر يوميات، ويمكنك أن تكتب عن صديقك الذي يلهمك، أو طعامك المفضل، أو المباريات التي تستمتع بمشاهدتها؛ أي باختصار يمكن أن تكتب عن أي شخص أو شيء يبهجك.

إقرأ أيضاً: نصائح عملية لكتابة اليوميات للمبتدئين

4. اطلب المساعدة من المقربين:

كثيراً ما يتجنَّب الفرد منَّا الانفتاح والإفصاح عما يجول في خاطره للمقربين منه، ويحرص على تزييف ذاته وإخفاء مشاعره وشخصيته الحقيقية.

لم أكن أتقبَّل فكرة الشكوى والبكاء في حضرة شخص آخر في السابق؛ لأنَّني سأبدو ضعيفة وأكثر عرضة للأذى في مثل هذا الموقف، وكنت أجاهد في إخفاء حزني ودموعي، وأمسك نفسي عن البكاء حتى أختلي بنفسي، وأخرج مجدداً بعد أن أزيِّف ابتسامة كبيرة وأتظاهر بأنَّني على ما يُرام؛ لكنَّني تعرضت في الفترة الأخيرة لتجربة قاسية في حياتي، وأصبحت أعاني إثرَها قلقاً شديداً ونوبات الهلع، وفي هذه المرة بدلاً من الاختلاء بنفسي هرعت إلى غرفة أمي.

واجهت بعض الصعوبة في البداية في الإفصاح عمَّا يجول في بالي؛ لأنَّ العواطف يمكن أن تبدو غير عقلانية في بعض الأحيان؛ ما يدفع المرء إلى الاحتفاظ بها لنفسه ولا يشاركها أبداً، أو قد يشعر بأنَّ ما من أحد سيتفهم موقفه ومشاعره؛ لكنَّ هذا المفهوم خاطئ تماماً؛ لأنَّ البشر بطبيعتهم قادرون على التواصل والتفاهم مع بعضهم وفق مستويات مختلفة.

ليس عليك أن تفكر بما تود أن تقوله؛ بل أطلق العنان لأفكارك ببساطة وابدأ التحدث، وأفصح عن كل الأفكار التي تكبتها في أعماقك، وعندما تشعر بأنَّك على وشك الانهيار يمكن أن تجد بعض السلوان والراحة النفسية وتستكين آلامك عندما تتشاركها مع الآخرين، ولا بأس بالبكاء أيضاً؛ فهو تعبير إنسانيٌّ طبيعي عن مشاعر الحزن.

إقرأ أيضاً: كيف تطلب المساعدة عندما تخشى ذلك؟

في الختام:

يعاني 85% من الأفراد حول العالم مشكلةَ التقدير الذاتي المتدني، ولدى جميع الأفراد مشكلات، ومشاعر عدم أمان، ومخاوف غير منطقية يعايشونها يوماً بعد آخر، وكثيراً ما يخفي الإنسان أحزانه خلف ابتسامة زائفة يرسمها على وجهه أمام الآخرين.

يمكنك أن تتخلَّص من مشكلة التقدير الذاتي المتدني، ولست مضطراً لتحمُّلها طوال حياتك، ومن ثمَّ عندما تنتابك الشكوك بشأن المضي قدماً في حياتك، فيجب أن تذكِّر نفسك بالتقدُّم الذي أحرزته، والأزمات التي تجاوزتها في الماضي. وتذكَّر أنَّك شجاع، وجميل، وقوي لدرجة لن يدركها أحد سواك، فلا تستسلم، فأنت لست وحيداً في كفاحك الحياتي.




مقالات مرتبطة