4 نصائح لتعزيز التواصل ضمن الفرق الهجينة والعاملة عن بعد

مع استمرار عدد كبير من الموظفين في العمل من المنزل، يُعَدُّ تطبيق تمرينات بناء الفريق الممتعة والفاعلة أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على تواصل وثقافة رائعة في مكان العمل؛ حيث أجبرَت جائحة كورونا الجميع على الانتقال للعمل عن بُعد، لكنَّ العديد من الشركات كانت تعمل بالفعل بنماذج هجينة عندما بدأَت الجائحة.



لذا كان التعاطف مع العمل عن بُعد موجوداً بالفعل ضمن عملياتها، ونتيجةً لذلك، بقيَت فرقهم موحَّدة على الرُّغم من نموذج العمل الذي يجبرهم على التباعد والانفصال، بينما واجهَت معظم الشركات التي لم تستخدم أساليب عمل مماثلة من قبل صعوبةً في الحفاظ على التواصل بين أفراد الفِرق العاملة عن بُعد في أثناء الانتقال.

يؤدي التواصل الجيد في أثناء بناء الفريق إلى قدرٍ أكبر من التعاطف، وهي سمة لا نفهمها جيداً لكنَّها عالية الفاعلية ويجب أن يعززها أرباب العمل، ولكن إذا ركزتَ تماماً على موظفيك ضمن المكتب، فسوف يشعر العمال عن بُعد بأنَّك تهملهم، وسوف تتضرر جودة عملهم نتيجةً لذلك، فالعمل عن بُعد والنماذج الهجينة موجودة وستبقى موجودة إلى المستقبل المنظور؛ لذا فإنَّ الشركات التي يمكنها توسيع هذا التعاطف ليشمل العمال عن بُعد من خلال تمرينات بناء الفريق ستحافظ على رابطة أقوى بين موظفيها مهما بَعُدَت المسافات بينهم.

إليك 4 نصائح لتعزيز التواصل ضمن الفِرق العاملة عن بُعد والهجينة:

1. شجِّع التواصل الاجتماعي المثمر:

تُعزِّز تمرينات بناء الفِرق العاملة عن بُعد التي يجدها موظفوك فاعلةً وممتعة الإنتاجية، بصرف النظر عن مكان وجودهم، ويمكن لأي شخص المشاركة في المسابقات أو الألعاب عبر الإنترنت التي تمنحهم موضوعاً مشتركاً للحديث عنه، ويمكنك إنشاء مساحات دعم للعاملين عن بُعد لمناقشة نصائح العمل من المنزل أيضاً، أو تقديم الهدايا للموظفين الذين يعملون عن بُعد كي يعرفوا أنَّك تتذكرهم؛ مما يؤثر إيجابياً في نظرتهم لك كزميل في الفريق.

يجب أن تكون هذه النشاطات فعالةً؛ حيث يكمن سر فاعليتها في بعض الأحيان في المتعة؛ لذا خصِّص موعداً لاجتماعات عبر الإنترنت أسبوعية يتحادث فيها الموظفون عن موضوعات غير متعلقة بالعمل، على الرغم من أنَّ هدف هذه الاجتماعات قد يبدو المتعة فقط، إلا أنَّ تشجيع التواصل الاجتماعي الإيجابي بين جميع العاملين، سواء في الشركات أم عن بُعد، سيجعلهم يدركون أنَّك تهتم بعافيتهم؛ مما سيحفزهم على تقديم أفضل ما في وسعهم في العمل.

شاهد بالفديو: 7 نصائح لإدارة فِرَق العمل عن بعد بنجاح

2. تخلَّص من العوائق التي تحول دون مشاركة الجميع:

يمكن أن يتعلم الموظفون أشياء لا يعرفونها ضمن المكتب عبر التواصل الشفهي أو الاستماع لما يقوله الموظفون الآخرون من حولهم، ولكنَّ ذلك لا ينطبق على العاملين عن بُعد؛ لذلك ضع في حسبانك جميع الحواجز التي تعوق الاتصال عند التخطيط لتمرين بناء الفريق، فإذا اضطر الموظف إلى استكشاف تطبيق جديد وحده كي يشارك في نشاط ما، فقد يَعُدُّه مصدراً للإزعاج، ولن يرغب في المشاركة بسبب ذلك.

إنَّ إزالة الحواجز التي تحول دون انضمام الموظفين إلى تمرينات بناء الفريق من خلال تدريبهم وتعليمهم المهارات اللازمة لفعل ذلك في مجالات مثل التكنولوجيا تجعل من السهل على الجميع المشاركة وجني الفوائد.

بالطبع، يعتمد إنشاء نموذج عمل هجين مستقر ضمن الشركة على قوة شبكة الإنترنت وأمانها؛ لذا فإنَّ تزويد العمال باتصال قوي وسريع بالإنترنت، إضافةً إلى مستويات إضافية من الأمان مثل الحماية عند استخدام الشبكات العامة والتحديث التلقائي لجدار الحماية والتشفير، يسهل الانضمام إلى نشاطات بناء الفريق، وعندما تأخذ في الحسبان العقبات التي يمكن أن تتسبب في تخلُّف العمال عن بُعد عن الانضمام إلى هذه النشاطات وتحاول تداركها، سيشعرون بالاندماج وبأنَّهم محط تقدير وسيرغبون في أداء عملهم على أفضل نحو.

إقرأ أيضاً: التركيز على تجربة الموظف الرقمية بدلاً من إدماج الموظفين

3. اطمئن على زملائك في الفريق:

من السهل أن يهمل الموظفون صحتهم عند عزلهم عن بقية الفريق؛ لذا سوف تتمكن عند مشاركة العاملين عن بُعد في بناء فريقك من معرفة أنَّهم على ما يرام، وغالباً ما يكون الانتقال من غرفة النوم إلى المكتب المنزلي هو التمرين الجسدي الوحيد الذي يمارسه العاملون عن بُعد، لذلك ابتكر طرائق تواصل تُشجع على النشاط البدني المشترك.

على سبيل المثال: يمكن أن تضيف المشي خلال وقت الغداء أمام مبنى الشركة أو حول المنزل في أثناء إجراء مكالمة صوت وصورة بين جميع أعضاء الفريق كتمرين عن بُعد لبناء الفريق، بحيث يستمتع الجميع بالتفاعل الاجتماعي الإيجابي.

يمكن أن تدعم تمرينات بناء الفريق أيضاً الصحة النفسية للعاملين عن بُعد، عبر رفع بقية أعضاء الفريق لمعنويات العاملين عن بُعد من خلال الدعم الاجتماعي، وتعزيز تعاطفهم تجاه زملائهم العالمين عن بُعد، وفي أحد برامج بناء الفريق، على سبيل المثال: اطلب من موظفيك تخيُّل موقف افتراضي عن امرأة تقود سيارةً وتتجاوز الحد الأقصى للسرعة ولا تتوقف عند إشارة المرور، ثمَّ اسألهم عن آرائهم حول ما كان يحدث وكيفية التعامل مع الموقف.

على الأغلب سيعتقد معظمهم أنَّ سبب عجلة المرأة هو أنَّها متهورة أو لا تكترث لسلامة الآخرين، ولكن إذا أخبرتَهم أنَّ السبب الحقيقي هو أنَّها كانت تحاول إسعاف طفلها إلى المشفى، سرعان ما سيتحول غضبهم إلى تعاطف، والأمر نفسه يحصل مع الموظفين، خاصةً الذين يعملون عن بُعد، فلا أحد يعرف متى يواجهون صعوبات أو حالات طارئة؛ لذا ستُذكرهم ممارسة بناء الفريق هذه بالاطمئنان على بعضهم بين الحين والآخر.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتوفير الأمان النفسي للفريق

4. شجِّع التعلم النشط والسلبي:

من أكبر فوائد العمل في المكتب هو التعلم السلبي الذي يحدث؛ لذا فإنَّ تشجيع العمال عن بُعد على ذلك يتطلب جهوداً جادة لبناء الفريق، وفي حالة التعلُّم النشط، يجب على الفرد الالتزام بجدول تدريب ثابت يتضمن خطوات لإتقان مهام المنصب الجديد، لكنَّ التعلم السلبي يتطلب فقط الحضور مع شخص يتمتع بمهارات أو معرفة أكثر منك، فأحياناً لا يشارك الموظفون المخضرمون المعارف مع الموظفين المبتدئين لأنَّهم يحاولون تعليمه؛ بل يفعلون ذلك دون أن يلاحظوا في الكثير من الأحيان.

يتطلب فتح قنوات للتواصل بين العمال عن بُعد والأشخاص الذين يمكنهم أن يقتدوا بهم ويتعلموا من خبراتهم استخدام تكنولوجيا الاتصالات استخداماً مبتكراً، والأمثلة على ذلك لا تُحصى، منها البسيطة مثل إرسال المعلومات من الحواسيب إلى الهواتف المحمولة، ومنها الأكثر تطوراً، مثل البرامج التي تربط بين الهواتف والحواسيب.

ومع اعتماد المزيد من الشركات على نموذج العمل عن بُعد وتزايد أعداد الموظفين عن بُعد، ستظهر المزيد من الأدوات لتسهيل هذا التعلم السلبي المفيد للغاية بينهم، لذلك استثمِر بأسرع ما يمكن في بنية تحتية تدعم نموذج العمل الهجين.

يفتح بناء الفريق قنوات اتصال تسمح للموظفين بتطوير علاقات أعمق مع بعضهم بعضاً، ولكن إذا كان أيُّ جزء من فريقك يعمل عن بُعد، فإنَّه يتطلب اعتبارات جديدة، وعندما تضيف نشاطات ممتعة ومفيدة يسهل على جميع الموظفين المشاركة فيها، فإنَّهم يتعلمون العمل معاً بشكل أفضل بصرف النظر عن مكان وجودهم، وعندما تهتم بزملائك في العمل وتُقدِّر مساهمتهم في الفريق، سيتمنى الجميع النجاح لبعضهم، ويتبع ذلك إنتاجيةً أكبر.

المصدر




مقالات مرتبطة