4 نصائح لتصبح مرجعاً فكرياً في مجال عملك

يعرف أيُّ خبير أو قائد فكري أنَّ السلطة أمر بالغ الأهمية؛ فمن دونها لن يستمع أحد إلينا.



وجد روبرت تشيالديني (Robert Cialdini) - وهو أستاذ في التسويق والأعمال وعلم النفس، واشتُهِر بتأليفه كتاباً عن مبادئ القيادة بعنوان "التأثير" (Influence) - أنَّ الناس لجؤوا إلى ما يسميه "أنماط العمل الثابتة" (Fixed-action patterns)، بسبب الوتيرة السريعة لعالمنا المعاصر.

عند الحديث عن التفسير العلمي للتأثير والإقناع، يصبح مفهوم السلطة هو اكتساب احترام الجميع؛ إذ عندما تتمتع بالسلطة سيصغي الآخرون إلى ما تقوله وستكون محطَّ ثقتهم.

لأنَّ الناس مشغولون جداً بما لا يدع لهم مجالاً لدراسة كل شيء بتفاصيله أو المقارنة بين الإيجابيات والسلبيات قبل أن يشتروا سلعة ما، فإنَّهم يعتمدون مفهوم القيادة البسيط، الذي يقول إنَّه إذا كان الشخص موضع ثقة أقراننا، فإنَّه يصبح موضع ثقتنا أيضاً؛ لذلك ليس غريباً أن نرى الناس يسعون ليظهروا بمظهر أشخاص قياديين في مجالات عملهم؛ فهي أفضل طريقة لجعل الآخرين يصغون لهم.

فإذا أردت أن تصبح قيادياً في مجالك، عليك اتباع هذه النصائح الأربع الآتية:

1. اختر المجال الذي تبرع فيه:

يتحدث بيتر دراكر (Peter Drucker) في كتابه "إدارة الذات" (Managing Oneself) عن أهمية أن يعرف الشخص نقاط قوته ويستفيد منها، ويقول: "لا يمكن للمرء أن يحقق أداءً جيداً باعتماد نقاط الضعف، هذا إذا لم نتحدث عن الجوانب التي لا يجيدها المرء إطلاقاً".

لذلك يجب تحقيق الجزء الأهم في هذه الناحية، وهو الجزء الذي نادراً ما يُتَحَدَّث عنه؛ بمعنى أنَّك إذا أردت أن تكون مرجعاً في مجالك، فينبغي لك أن تكون فيه الأفضل، وللعلم فإنَّ بإمكانك القيام بذلك دون شك.

لكن حتَّى تكون فرصك بالنجاح كبيرة، يجب أن تختار مجالاً يلائم نقاط قوتك، وذلك لأنَّ التميز في المجال هو ما يحقق التفوق، فاسأل نفسك: "هل سيكون هذا هو المجال الذي أستمتع بالعمل به لبقية حياتي؟".

الغاية من هذا السؤال هي التعرُّف إلى مجال عمل يستهويك حقاً؛ لأنَّ التمكن من مهارة ما يستغرق وقتاً، فعلى سبيل المثال إذا كنت تعمل في مجال الكتابة، وركَّزت أخيراً على الكتابة عن الاستثمار وبناء الثروة، فسيكون من السهل أن تَبْرَع في هذا المجال إذا كنت قد مارست الاستثمار لفترة طويلة، أمَّا إذا كنت حديث العهد بالمجال الذي تحبه، فيجب أن تمنح نفسك الوقت الكافي لتنمية مهاراتك.

يمكنك أيضاً اختيار عدة مجالات مرتبطة ببعضها، لكن تجنَّب أن تشتت تركيزك في عدة مجالات ليست ذات صلة ببعضها بعضاً.

إقرأ أيضاً: كيف أختار وظيفة تناسبني وأطور نفسي في العمل؟

2. انشر أكثر الأفكار أهميةً بالنسبة إليك:

من غير المُحتمل أن نتحدث عن قادة أو خبراء في مجال الفكر دون أن نذكر مؤلفاً من مؤلفاتهم أو شيئاً مُبتكراً ذا قيمة؛ والسبب أنَّ المؤلِّف لكتاب ما أو المُبتكِر لشيء ما من المؤكَّد أنَّه سيحظى بالتقدير في مجال معرفته أكثر من الشخص الذي ليس لديه مُؤلَّف أو ابتكار.

تبدو هذه نظرة سطحية ومبتذلة، لكن هكذا يقيِّم الناس معرفتنا، فما لم تكن خبيراً في مجال معيِّن ولديك مؤلَّف أو ابتكار، فإنَّك مهما بلغت من المعرفة لن تعدو أن تكون في نظر الآخرين شخصاً يحاول أن يكون خبيراً.

لهذا من الضروري أن تفكِّر تفكيراً استراتيجياً فيما يتعلق بمهنتك، ولنفترض أنَّك ترغب في أن يكون لديك مدونة ناجحة على الإنترنت، بالطبع ستخطى بكثير من المتابعين إذا كنت تلتزم بالمبادئ التي تساعدك لتكون مرجعاً في مجالك، والأفضل من ذلك أن يكون لديك كتاب باسمك يتضمن نخبة أفكارك الفريدة.

لذلك إذا كنت ترغب حقاً في أن تصبح مرجعاً في مجالك فيجب أن تؤلِّف كتاباً، ربَّما تطبيق هذه النصيحة ليس بالأمر السهل لكن للأسف لا يوجد طريقة أخرى تحل محلها.

3. ساعد الآخرين وذكِّرهم بقصص نجاحك:

من خلال إظهار التقدير للآخرين، فإنَّك تؤكِّد لهم أنَّهم فعلوا الصواب باستثمار انتباههم ووقتهم ومالهم في الحصول على المنتج أو الخدمة التي تقدِّمها، يساعدك هذا على تحقيق النجاح على الأمد الطويل.

لكل مهنةٍ أو عملٍ شيءٌ يفوق في أهميته باقي الأشياء، وعند التمرُّس به ستكون قادراً على الحصول على امتياز، وسيشيد بك الأشخاص الذين يحصلون على منتجك أو خدماتك، ولا تنسَ أن تذكِّرهم بالصعوبات التي ساعدْتَهم على التغلب عليها.

يساعدك هذا على تطوير مهنتك؛ فعندما يكتشف أشخاص جدد عملك سيكونون قادرين بسهولة على تحديد المشكلات التي يمكنك مساعدتهم على حلها، وهذا يجعل خدماتك محط ثقة، ممَّا يسهل على العملاء والزبائن معرفة أنَّك الأفضل في تلبية احتياجاتهم الخاصة.

4. انشر كتاباتك في مراجع موثوقة:

أسرع طريق لتصبح مرجعاً في مجالك هو أن يرتبط اسمك بأشخاص أو منشورات موثوقة، فإذا كنت كاتباً في مجال الأعمال وقمت بالنشر في موقع "بيزنيس إينسايدر" (Business Insider)، فهذا يمنحك موثوقية اجتماعية لا يمكن الحصول عليها من مجرد النشر في مدونتك أو حسابك على أحد مواقع التواصل الاجتماعي.

عندما تحاول أن تكون مرجعاً، ركِّز على بناء أيقونتك؛ هذا يعني أنَّك توجه جهودك باتجاه جعل النتائج ضمن أطر وسائل الإعلام المُحترمة، والحديث عن نشر أعمالك في وسائل إعلام مرجعية أمر سهل قياساً بتطبيقه على أرض الواقع؛ فهناك آلاف الأشخاص الذين يقدِّمون عروضهم لوسائل النشر العملاقة يومياً وأنت في منافسة معهم جميعاً.

شاهد بالفديو: 8 طرق تفكير ستضعك على طريق النجاح

المرجعية تُكتَسب لا تُطلَب:

معظم الناس يبحثون دوماً عن أحدث طرائق النجاح السريع للوصول إلى الشهرة في مجال من المجالات؛ لكنَّ ما قدَّمناه في هذا المقال مختلف؛ فكل هذه النصائح يحتاج تطبيقها إلى وقت وجهد حتَّى تحصل على النتائج المرجوة.

لكنَّ النتائج تستحق الجهد، ولنثبت لك ذلك نود منك أن تتخيل أنَّك تريد توظيف مستشار تسويق لتنمية شركتك، فهل ستوظف شخصاً لديه مدونة ينشر فيها عن التسويق على الرَّغم من أنَّه لا يوجد مؤلَّف باسمه أو أي موثوقية؟ أم ستوظف شخصاً نشر كتاباً عن التسويق ولديه مدونة نشطة مع عدد من الإشادات من أهل الاختصاص؟.

الإجابة واضحة؛ فالمرجعية هي القرار الأسهل بالنسبة إلى الجمهور والعملاء، فعندما تريد أن توظف شخصاً ما سترغب في توظيف شخص موثوق لا شخص تضعه موضع التجربة.

المصدر




مقالات مرتبطة