4 نصائح لاستثمار وقتك بطريقة فعالة تجعلك سعيداً ومنتجاً في الحياة

كثيراً ما يعبِّر الناس عن خشيتهم وخيبة أملهم من حقيقة أنَّ الحياة قصيرة والوقت ينفد منا بسرعة، فيعاني معظمنا من نمط حياة مزدحم بالمسؤوليات ونواجه صعوبات في التوفيق بين مسؤولياتنا المختلفة من عمل وحياة عائلية وهوايات وممارسة التمرينات الرياضية، ومع ذلك يتطلب منا عيش حياة سعيدة ومُرضية تُمكِّننا من تحقيق أهدافنا، إتقان مهارة إدارة الوقت، فالوقت في نهاية المطاف أحد الموارد التي يجب أن نُحسن إدارتها.



4 نصائح لاستثمار وقتك بطريقة فعالة:

إليك فيما يأتي 4 نصائح تساعدك على إدارة وقتك، وتنظيم حياتك بما يضمن لك الاستمتاع بها:

1. تتبَّع طريقة استثمارك للوقت:

إنَّ وضع آلية تتبُّع لنشاطاتك في الحياة، هو أحد أهم الخطوات الضرورية لإدارة الوقت، وتحسين مستوى إنتاجيتك.

قد تكتشف بعد استخدام هذه التقنية أنَّك تملك كثيراً من الوقت الذي تهدره دون القيام بأي نشاط مُنتِج، وعلى الرغم من أنَّك قد تعد نفسك شخصاً منشغلاً إلى أقصى الدرجات، ولا تملك أي وقت للقيام بمزيد من النشاطات، فقد تكتشف أنَّك تهدر كثيراً من الوقت في القيام بأشياء غير مفيدة، مثل مشاهدة التلفاز، أو تصفح الإنترنت بطريقة غير مُنتجة، أو مجرد القيام بأشياء عشوائية تضيِّع الوقت.

من المُحتمل جداً أن تجد بعد تطبيق هذه النصيحة، بأنَّك تمتلك كثيراً من الوقت الذي يمكن استثماره، وكل ما يتطلبه الأمر منك هو تنظيم أولوياتك، فإذا رغبت بشدة بالقيام بشيء ما فستجد الوقت لذلك حتماً، ويساعدك تتبُّع طريقة استثمارك للوقت على تحقيق ذلك، وقد تندهش من مقدار الوقت الذي تمتلكه للقيام بكثير من الأشياء.

يقول الصحفي الأمريكي "هارفي ماكاي"(Harvey Mackay): "الوقت مورد مجاني، ولكنَّه لا يُقدَّر بثمن، وفي حين أنَّك لا تستطيع أن تمتلكه، إلا أنَّك قادر على الاستفادة منه، وفي حين أنَّك عاجز عن الاحتفاظ به، لكنَّك قادر على استثماره، لكن بمجرد أن يفوتك الوقت فمن المستحيل أن تستعيده".

2. استثمر وقتك بطريقة أكثر ذكاءً:

هل تمضي كثيراً من الوقت في التنقُّل؟ هل يحتاج منك الوصول إلى العمل كثيراً من الوقت؟ وكيف تستثمره؟ ماذا عن الوقت الذي تجلس فيه في صالة المغادرة في المطار، أو عندما تنتظر وصول القطار، أو تجلس في مقهى ما بانتظار وصول صديقك؟

يمكن استثمار الوقت في كل من هذه الأمثلة السابقة بطريقة مفيدة أكثر، فيمكنك أن تحتفظ بحقيبة تتسع كتاب أو كتابين مثلاً يتحدثان عن موضوعات تهتم بها مثل تطوير الذات.

ومثال على ذلك أيضاً هو وقت الاستحمام، فإذا كنت تشتكي من عدم توفُّر وقت كافٍ لتكرار عبارات التحفيز الإيجابية، فيجب أن تعلم أنَّك تستطيع استثمار الوقت الذي تقضيه في الاستحمام بدلاً من التفكير بطريقة عشوائية خلال هذا الوقت؛ لذا لا تسمح للروتين المألوف بالتحكُّم في حياتك، فمثلاً إذ كنت تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية عادةً بعد العودة من العمل، واضطررت ذات يوم إلى العمل لوقت متأخر في الليل، فيمكنك أن تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية باكراً في الصباح، أو خلال وقت الغداء، أو حتى في ساعة متأخرة من الليل، وربما بإمكانك أن تذهب إلى صالة ألعاب رياضية أخرى أقرب إلى مقر عملك.

شاهد بالفديو: 10 طرق لتحسين مهارات إدارة الوقت لديك

3. امنح كل نشاط ما يكفي من الوقت حتى تستمتع به:

بعبارة أخرى ركِّز على الحاضر، ولا تتنقل بطريقة محمومة بين عدة أشياء، وإنَّما خصِّص ما يكفي من الوقت للقيام بنشاطاتك، أياً تكن، على أحسن وجه ممكن قبل الانتقال إلى نشاط آخر، فلا يوجد شيء اسمه تعدد المهام، الفكرة كلها أنَّك تُنجز أعمالك بسرعة كبيرة، ولكنَّك تنقل تركيزك بسرعة من شيء إلى آخر، ما يعني أنَّك تُنجز مهامك بجودة منخفضة، لذا تجنَّب ذلك، لأنَّك ستصاب سريعاً بالإرهاق، وستنخفض إنتاجيتك.

4. امنح نفسك استراحة:

يجب أن تستريح بين الحين والآخر، فلا يمكنك أن تقوم طوال الوقت بنشاطات مُنتجة؛ لذلك من الضروري أن تخصص لنفسك بعض الوقت بعيداً عن ضغوطات العمل، والنشاطات المُنتجة، ولكن احرص على أن يكون قضاء وقت الاستراحة هذا بشكل جيد، فمثلاً ليس من الجيد مشاهدة التلفاز في وقت الاستراحة، لأنَّه نشاط محفِّز ولا يؤدي إلى الاسترخاء، وربما يؤدي المحتوى الذي تشاهده إلى الشعور بمشاعر سلبية للغاية، كما أنَّ تصفُّح الإنترنت بطريقة عشوائية ليس طريقة جيدة أيضاً لقضاء وقت الاستراحة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ولعب ألعاب الفيديو.

حاول أن تقوم بنشاط يؤدي فعلاً إلى الاسترخاء، مثل تناول الغداء مع صديق، أو الصلاة، أو ترديد بعض عبارات التحفيز الإيجابية، كما أنَّه من الهام أن تحصل على ما يكفي من النوم؛ إذ سيجعلك الاستثمار الصحيح لوقت الاستراحة شخصاً أكثر إنتاجية.

إقرأ أيضاً: الاستثمار الأمثل للوقت والزمن

في الختام:

بالطبع لا يمكنك إيقاف الوقت، ولكن يمكنك استثماره بطريقة فعالة، ويكمن السر في أن تمتلك المبادرة للقيام بذلك، وتذكَّر أنَّك تحتاج إلى الاستراحة بين فترة وأخرى لتعزيز إنتاجيتك، وإلا ستنهار قريباً، وهذا ما لا تريده بكل تأكيد.




مقالات مرتبطة