4 نصائح تساعدك على تغيير مهنتك الحالية بنجاح

أخذ الكثير من العمال يبحثون عن مسارات عمل جديدة بعد أن غيَّرت جائحة كورونا حياتهم ومهنهم، وأهم الدوافع التي قدمها الأشخاص كسبب لتغيير مهنهم هو تسريحهم من وظائفهم، وفي حالات أخرى، الخوف من أن يُستَغنى عن خدماتهم، وأيضاً الحاجة إلى المزيد من المال والشعور بعدم وجود مجال للازدهار في مهنهم.



إذا كانت هذه الأسباب تنطبق عليك، فيمكنك تغيير مجال عملك أو مهنتك والبدء بمهنة جديدة، وسيكون إجراء هذا التغيير أسهل مع بعض الاستعداد والبحث، وإليك بعض النصائح التي تساعدك على تغيير مهنتك بشكل أفضل:

1. حدِّد المهارات التي تمتلكها في وظيفتك الحالية، والتي يمكنك الاستفادة منها في وظيفتك المستقبلية:

إذا كنتَ متحمساً جداً لتغيير مجال عملك، فاعلم أنَّك قد تكون تمتلك أدوات أكثر مما تعتقد تساعدك على الحصول على الوظيفة التي تريدها، فأولاً، ينبغي أن تُحدِّد أيَّاً من المهام الأساسية التي تؤديها في وظيفتك الحالية؛ حيث يمكن أن تنقلها معك إلى مجالك الجديد.

تقول "كريستين فيتزباتريك" (Kristen Fitzpatrick)، وهي خبيرة التطوير المهني في جامعة "هارفارد" (Harvard): "التسويق والإدارة العامة والتمويل والاستشارات والمبيعات جميع هذه الوظائف ضرورية في أي مجال سواءً كنت تعمل في مجال التكنولوجيا وحتى التكنولوجيا الحيوية أم في الصناعة".

وتقول كوتش التطوير المهني "جيسيكا هيرنانديز" (Jessica Hernandez): "إنَّ مهاراتك المهنية والأكاديمية والتقنية يمكن استثمارها بسهولة في مجالات العمل الأخرى".

وأعطَت "هيرنانديز" مثالاً عن تحول شخص من مجال خدمات الضيافة إلى الخدمات اللوجستية وقالت: "إذا كنتَ تعمل في مجال خدمات الضيافة وكنتَ تعمل مع الموردين والبائعين وغير هذا، فلا يزال ما تقوم به قابلاً للتطبيق في مجالات عمل أخرى".

أمَّا إذا لم تكن لديك أيٌّ من هذه المهارات التي يمكن استثمارها في مجالات عمل أخرى، فإنَّ "هيرنانديز" تنصحك بتثقيف نفسك والقيام بدورات على الإنترنت حول المهارات التي تحتاج إليها للحصول على الشهادات التي يمكنك وضعها في سيرتك الذاتية.

وأضافَت "فيتزباتريك" أنَّه يجب عليك أيضاً دراسة المهارات والمفاهيم التقنية الأساسية التي ستحتاج إليها للاستمرار في مجالك الجديد، وتقول: "إذا كنتَ تنوي العمل في مجال المال، فيجب أن تكون قادراً على فهم كيفية عمل سوق الأسهم، وعموماً توجد أساسيات في كل مجال من مجالات العمل يجب أن تعرفها، ومن ثم يمكنك الإقدام على خطوة تغيير مهنتك والمخاطرة قليلاً".

إقرأ أيضاً: لماذا يبقى الناس في وظائفهم رغم شعورهم بالتعاسة؟!

2. سلِّط الضوء في سيرتك الذاتية الجديدة على الخطوات التي تنوي اتِّخاذها في مسار مهنتك الجديدة:

صُغ سيرتك الذاتية بناءً على أهدافك المستقبلية في المهنة الجديدة بدلاً من تقديم ملخص لما كنت تقوم به آنفاً، وإذا كنتَ تقوم بعمل محوري ولكن لا يعكس تعليمك الرسمي، فإنَّ نصيحة الخبراء لك هي أن تضع دراساتك الذاتية - مثل دورات التعلُّم على "لينكد إن" (LinkedIn) وغيرها من دورات التدريب على الإنترنت - في أعلى سيرتك الذاتية، وبهذه الطريقة يستطيع مسؤول التوظيف أن يفهم بسهولة الأسباب التي دفعَتك إلى إجراء هذا التغيير الجذري وكيف تنوي تحقيقه.

تقول مؤسِّسَة "منصة التوظيف والتدريب التكنولوجي" (tech recruiting and training platform) "أليسون دالي" (Alison Daley): "إذا لم تكن خبرة المرشح ممتازة لسبب ما ولكنَّه في المقابل أظهَر أنَّه شارك في دورات تدريبية وقام بمبادرات ذاتية، فإنَّ هذا يدل على أنَّ المرشح ذو عزيمة ويُركِّز في هدفه ويملك حافزاً ذاتياً، وقد تعاملتُ مع هذا النوع من المرشحين خلال تجربتي، وما أريد قوله هو أنَّ الإرادة والتصميم يعوضان عن نسبة معينة من التعليم الرسمي".

وتنصح "فيتزباتريك" بأن تلجأ إلى شخص لا يعلم المجال الذي تعمل فيه وتطلب منه إلقاء نظرة على سيرتك الذاتية الجديدة؛ وذلك حتى يتمكن من مساعدتك على معرفة ما هو غير واضح وما هي المصطلحات الخاصة بمهنتك السابقة التي من المحتمل أنَّك لا تزال تستخدمها.

وتقول: "أتلقى سيراً ذاتية كثيرة وتكون اللغة المُستخدَمة فيها مليئة بالاختصارات وتشير إلى المصطلحات التي اكتسبها الشخص خلال مهنته السابقة، ولكنَّه ينسى أنَّ الأشخاص الآخرين لا يعرفون هذه العبارات الاصطلاحية".

3. تواصَل مع الأشخاص الذين يعملون في المجالات التي تريد العمل بها:

لتوسيع دائرة معارفك، يمكنك التواصل مع الأشخاص الذين لديهم نوع الوظائف التي تريدها، واطلُب منهم مقابلة للحصول على المعلومات التي تحتاج إليها.

تقول "هيرنانديز": "اكتشِف سرَّ نجاحهم وماذا فعلوا حتى وصلوا إلى هذا الموقع ودخلوا في مجال العمل الذي هم فيه حالياً"، وتقترح "هيرنانديز" صياغة طلبك بطريقة لبقة؛ إذ يمكنك أن تُبدي إعجابك بمسار الحياة المهنية للشخص الذي ستطلب منه المقابلة، وتُعبِّر له عن رغبتك في الدخول في مجال عمله نفسه يوماً ما وتطلب منه أن يُقدِّم لك بعض النصائح التي تساعدك.

كما أنَّها تُحذِّر من أن تطلبَ من الشخص مساعدتك على الحصول على الوظيفة خلال اللقاءات الأولى؛ فقد يتسبب هذا بنفور الشخص منك؛ وإنَّما يجب أن تكتفي بطلب النصائح والمعلومات، وتقول: إنَّه بمجرد إجراء الكثير من المحادثات، ستبدأ ملاحظة الأنماط الناجحة في المسار الوظيفي الذي ترغب فيه؛ ومن خلال ذلك ستبني علاقات يمكن أن تؤدي في النهاية إلى أن يُقدِّم لك هذا الشخص إحالة إلى الشركة التي ترغب في العمل بها.

شاهد بالفديو: 6 خطوات تزيد فرصك بالحصول على عمل

4. اعرِف مقدار المخاطرة وخصِّص ما يكفي من الأموال في أثناء عملية التغيير:

قبل إجراء التغيير توصي "أورتيغا" بإلقاء نظرة شاملة على فواتيرك وإجراء عملية جمع لكل الحسابات؛ وذلك حتى تتمكن من تكوين رؤية شاملة عن المصاريف التي تدفعها والموارد المالية التي تحصل عليها، ومن ثم توفير المال الكافي للتكاليف الثابتة مثل الإيجار أو الرهن العقاري أو المصاريف الخاصة بالسيارة، ويجب أن تضع في حسبانك أنَّ هذه المصاريف يجب أن تكفي لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر.

وقالت: "قد يكون هذا شيئاً عشوائياً، فأنت تريد الحصول على دخل، وخاصةً إذا كنت على وشك ترك الوظيفة التي عملتَ بها لمدة 10 سنين وكنت معتاداً على الحصول على عائد مالي كل أسبوعين؛ لذلك فهو تحول صعب للغاية بالنسبة إلى الكثيرين".

ويعتمد مقدار المال الذي ستحتاج إليه في الفترة الانتقالية على مدى شعورك بالارتياح في أثناء القيام بالمخاطرة، وتقول "أورتيغا": إنَّ بعض الأشخاص يُقدِمُون مباشرةً على المخاطرة دون تردد، ويتركون وظائفهم، بينما بعضهم الآخر لا يحبذون هذا النوع من المخاطرة، ومن ثم يحتاجون إلى فترة أطول للتخطيط والاستعداد لكل طارئ.

تقول "رامونا أورتيغا": "إذا كنتُ من النوع الذي لا يُحبِّذ المخاطرة، فمن المحتمل أن أعطي نفسي مهلة ثمانية أشهر للتحضير للوظيفة الجديدة قبل أن أترك وظيفتي الحالية، فأنت لا تريد أن تعاني من ضغوطات مادية في أثناء انتقالك إلى وظيفة جديدة.

عندما تقوم بتغيير وظيفي كبير، فإنَّك بحاجة إلى كمية كافية من المال تكفي لثلاثة أو أربعة أسابيع قبل حصولك على الأجر من الوظيفة الجديدة، وفي حال كنتَ لا تزال تبحث عن الوظيفة، فيجب أن تضع في حسبانك أنَّ المال يجب أن يكون كافياً لحين عثورك على الوظيفة التي تريدها، وهذا قد يستغرق وقتاً كافياً غير محدد، إذن، يجب عموماً أن تكون بحوزتك كمية كافية من المال تجعلك تقف على قدميك لحين وصولك إلى التغيير المنشود".

المصدر




مقالات مرتبطة