4 عناصر تحدد التوجه الرقمي في عام 2021

أدَّت تداعيات الوباء إلى تسريع معدل التحول الرقمي في الشركات بمختلف أحجامها، ومع تحوُّل العالم إلى العمل عن بعد، اضطرَّت المنظمات التي تعتمد على التكنولوجيا القديمة (أو التي تستبدل التكنولوجيا بالعمل وجهاً لوجه) إلى التكيف بسرعة.



قبل نقطة التحول هذه، كانت عملية تقييم وتنفيذ التكنولوجيا الجديدة منظمةً للغاية ومنهجية وتستغرق وقتاً طويلاً، وإذا كنتَ قد ألقيتَ نظرةً سريعة على نموذج طلب تقديم عرض ما، فأنت تعرف بالضبط ما أتحدث عنه، لكنَّ كل هذا تغيَّر اعتباراً من شهر آذار من عام 2020، حيث كان أمام الفِرَق أسابيع بدلاً من أشهر لملء الفجوات المعلوماتية والتشغيلية الحاسمة، وأصبح التحول الرقمي، أو عملية إعادة تصوُّر كيفية استخدام مؤسستك للتكنولوجيا لدفع الأداء في العصر الرقمي، مسألةَ حياة أو موت.

مع كل المزايا المصاحبة للتكنولوجيا، بدأَت بالفعل عواقب طرح أدوات وعمليات جديدة بسرعة هائلة في الظهور على شكل ارتباك وإرهاق الموظف.

  • لاحظَ 41% من المديرين وجود فجوة أكبر في الاحتفاظ بالمعرفة منذ الانتقال للعمل عن بعد.
  • تواجه 43% من فرق تكنولوجيا المعلومات صعوباتٍ بسبب زيادة طلبات الدعم من الموظفين.
  • لاحظَ 30% من المديرين زيادة في أسئلة الموظفين نتيجة للارتباك من التغييرات المتكررة.

نتيجة لذلك، لن يكون التحدي لبقية هذا العام حول تجميع المزيد من الأدوات التكنولوجية معاً، ولكنَّه سيكون حول الاستثمار في التدريب والتمكين وتجربة الموظف لزيادة الاعتماد على التكنولوجيا التي لديك بالفعل، وفيما يلي أربعة توجهات ستساعدك على القيام بذلك:

1. الاستثمار في خبرة الموظف:

البشر أساساً يقاومون التغيير بطبيعتهم، لذلك فعندما تبدأ الشركات في التفكير في تجربة الموظف أولاً، ستُحسِّن العمليات والاستراتيجيات المختصة بقيادة تبنِّي التحول الرقمي لتعكس الطريقة التي يرغب الموظفون في التعلم وفقها.

حدَّدَت دراسة تناوَلت العوامل التي تؤثر في تبنِّي الموظفين للتكنولوجيا ثلاثة عوامل رئيسة مؤثرة:

  • الفائدة المُتوخاة: التغلب على المقاومة الطبيعية للتغيير من خلال إبراز ما سيكسبه الموظفون ومساعدتهم على فهم سبب التغيير.
  • سهولة الاستخدام: توفير الظروف التي تجعل من السهل للغاية على الموظفين تعلُّم المعلومات حول التغيير والاحتفاظ بها.
  • تأثير الأقران: تحديد الأبطال داخل المنظمة لدعم وقيادة التغيير.

جرَت العادة على أن تُقدَّم أداة جديدة من خلال جلسة تدريب طويلة أو مشاركة ملف باور بوينت (PowerPoint). فماذا يحدث عندما تُدمَج العوامل المذكورة أعلاه في استراتيجيتك؟

يمكِن أن يؤدي البدء بندوة قصيرة عبر الإنترنت، يستضيفها أبطال داخليون، إلى الحصول على الدعم وشرح السبب وراء التغيير وإثارة حماس فريقك، وبذلك تتحقق الفائدة المُتوخاة وتأثير الأقران دفعة واحدة.

فكيف تجعل الاحتفاظ بهذه المعلومات سهلاً للغاية على فريقك؟ كشفَت إحدى معلومات شركة الاستشارات الأمريكية ماكينزي (McKinsey) أنَّ الموظفين لا يتذكرون سوى 10% مما سمعوه بعد انتهاء جلسة التدريب، إلا أنَّهم في المقابل، يتذكرون 65% مما تعلَّموه من خلال العمل.

يأتي الحفظ نتيجة للفهم، ويأتي الفهم من خلال التكرار خلال سير عمل الموظف، فادمج طرائق تعزيز التدريب على الأدوات مع العمليات الجديدة حيث يعمل الموظفون لتحقيق سهولة استخدام هذه الأدوات، حتى تَبنِّيها في النهاية.

من خلال التركيز على تجربة الموظف هذا العام، ستُحدِّد الشركات مجموعة الحلول والاستراتيجيات التي ستساعد الفِرَق على تبنِّي التغييرات على الأمد الطويل.

إقرأ أيضاً: 7 طرق للتخلص من الأوراق والتحوّل إلى الحياة الرقمية

2. ظهور تَبنِّي التوجُّه الرقمي والتمكين الهجين:

في عام 2011، ظهرت أولى منصات تَبنِّي التوجُّه الرقمي في السوق والتي تضمَّنَت إرشادات الاستخدام خطوة بخطوة، وأُنشِئَت هذه الحلول على أساس الاعتقاد بأنَّنا إذا أظهرنا لشخص ما كيفية استخدام الأداة، فسوف يتبنَّاها.

منذ ذلك الحين، تطوَّر فهمنا للتبنِّي وطريقة عملنا بشكل جذري، ومع ذلك لا تزال العديد من الشركات تستخدم هذه الاستراتيجيات التي يبلغ عمرها 10 سنوات من أجل تجربة الأدوات الجديدة وتبنِّيها، إلا أنَّنا بتنا نعلم اليوم أنَّ الإرشادات التفصيلية ليست سوى جزء صغير من الأحجية، فيمكِنك أن تُدرِّب شخصاً ما على كيفية ضرب كرة التنس، ولكنَّه لن يصبح لاعباً محترفاً بدون تكرار مستمر.

يَحدث التبنِّي المستمر الحقيقي عندما تتطور استراتيجيتك من مساعدة الموظفين على "تعلُّم خطوات العمل" في يوم العمل الأول إلى "إبقاء الموظفين مواظبين على التعلم" من تلك اللحظة فصاعداً. فهذا هو المكان الذي يبدأ فيه التمكين.

إذا كنتَ تعمل في قسم المبيعات، فكيف يمكِنك إبراز البطاقات التعريفية بالمنتجات، ومخطط المبيعات، ونصائح التعامل مع الاعتراضات، والمزيد من المعلومات الأخرى؟ وإذا كنتَ في قسم العمليات، كيف يمكِننا تسهيل الوصول الفوري إلى السياسات والإجراءات التي تحتاجها لأداء عملك في المكان الذي تعمل فيه تماماً؟

ستتطلَّع الشركات هذا العام إلى منصات أحدث تجمع بين قوة حلول التبنِّي والتمكين من أجل إبراز المعرفة والتدريب على الفور في كل زاوية خلال رحلة تعلُّم الموظف.

3. الوصول إلى التدريب هو الأهم:

لقد ولَّت أيام دفن التدريب والتوثيق التكنولوجي الهامين في دورات بي دي إف (PDF)، وباور بوينت (PowerPoint)، وإل إم إس (LMS) الطويلة؛ ففي عام 2020، تعلَّمنا أهمية الوصول إلى التدريب في مساعدة الموظفين على تعلُّم أدواتهم والاطلاع على التغييرات، ويُترَك الموظفون في انتظار الردود في البريد الإلكتروني، أو طلبات الدعم، أو البحث في الموارد للحصول على إرشادات، دون القدرة على اللجوء إلى زميل في العمل للحصول على إجابات سريعة.

في حين أنَّ الهدف من تطبيق التكنولوجيا الجديدة هو رفع الإنتاجية والكفاءة، فقد شهدَت الشركات في كثير من الحالات التأثير السلبي لتطبيقها نتيجة تعذُّر الوصول إلى التدريب، كما ذكرَت دراسة حديثة أنَّه منذ بدء العمل عن بعد، قال 71% من الموظفين: إنَّهم يقضون ساعةً يومياً في البحث عن إجابات.

ستكون إمكانية الوصول عاملاً رئيساً في دفع عجلة تَبنِّي التكنولوجيا الرقمية في عام 2021، حيث ستستكشف الفِرَق استراتيجيات جديدة لتسهيل الوصول إلى المعلومات واستهلاكها والاحتفاظ بها من أي مكان.

إقرأ أيضاً: أفضل 10 شهادات في أمن المعلومات والأمن السيبراني لعام 2021

4. الأولوية لتمكين التغيير:

وُضِعَت قدرتنا على تقبُّل التغيير قيد الاختبار على مدار العام الماضي، بينما تُطبَّق أدوات جديدة لمساعدتنا على التكيف مع المشهد المتغير باستمرار، ونتغلب على العقبات الأولية المتمثلة في طرح الحلول بسرعات قياسية، ولكن مع المعدل السريع للتطور التكنولوجي، ستبدو هذه الحلول مختلفةً بشكل كبير في غضون 6 إلى 12 شهراً.

ستتطور الأدوات نفسها بمرور الوقت مع ميزات ووظائف وتجارب مستخدم جديدة، وسيتقدَّم استخدامنا لها، بدءاً من العمليات التي نستخدمها وحتى الخيارات الخاصة التي نُصممها. ومع ذلك، عند التخطيط لمشروع التحول الرقمي، فإنَّ التدريب المستمر على التغيير والتمكين يحظى باهتمام ضئيل ومقدار قليل من ميزانيتنا.

وفقاً لشركة الأبحاث والاستشارات غارتنر (Gartner)، تُخصص الشركات في المتوسط 5% فقط من الميزانية الإجمالية المخصَّصة لتنفيذ النظام من أجل تغيير جهود الإدارة، وهذا يعني أنَّك إذا كنتَ تنفق 500000 دولار على تنفيذ وترخيص استخدام برنامج مثل: "سيلز فورس" (Salesforce)، فإنَّ 5% فقط من ذلك المبلغ مخصص لضمان نجاحه، فلا عجب أن يفشل 70% تقريباً من مبادرات التغيير إذاً.

لا تتوقف عملية تبنِّي التحول الرقمي عند حد الالتحاق بالعملية؛ بل هو عملية مستمرة تتطلب إعادة التفكير في الأولويات والتخطيط للمستقبل ودمج تجربة الموظف في كل خطوة على طول مسيرته، فقبل كل شيء، تعلَّمنا أنَّ التكنولوجيا الرقمية موجودة وستبقى موجودة، وكشفَت الدراسات الحديثة أنَّ شركةً واحدة فقط من بين كل 10 شركات تتوقع عودة جميع الموظفين إلى المكتب، لذلك لا يمكِننا الاعتماد على عودة جلسات التدريب الشخصي، ويجب أن نهيئ أنفسنا للنجاح في المستقبل الذي يمكِّن الموظفين من تبنِّي التكنولوجيا واحتضانها بطريقة ليست مُعوِّقةً؛ بل متكاملة.

ركِّز على تجربة الموظف، وحافِظ على مرونتك، وتعامَل مع كل تطبيق بِعَدِّه رحلة تعلُّم مستمرة مع فريقك، مما يجعلهم ناجحين في أدوارهم؛ وبالتالي يجعلك ناجحاً في أدوارك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة