4 طرق لمعالجة التحيز في مكان العمل

بعد مقابلة "ميغان ماركل" (Meghan Markle) الأخيرة التي أحدثَت ضجةً كبيرةً مع "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey)، انقسمَت الآراء على وسائل التواصل الاجتماعي بين متعاطف ومُكذِّب يرى أنَّ المحادثة لا تعدو كونها مجرد "حيلة دعائية".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "كارول سانكار" (Carol Sankar) والذي تُحدِّثنا فيه عن كيفية مواجهة التحيز في مكان العمل.

وفي كلتا الحالتين، لقد سلَّطَت الضوء على العديد من عيوب مجتمعنا المرتبطة بالعِرق والجنس والتي تعكس ما تشعر به العديد من النساء في مجال الأعمال اليوم، وينطبق الأمر نفسه على تقرير أصدرَته منظمة "لين إن" (Lean In) يحمل عنوان "50 طريقة لمكافحة التحيز" (50 Ways To Fight Bias) والذي يسلط الضوء على العشرات من الأمثلة المحدَّدة للتحيز في مكان العمل، مع الحلول الظرفية لمساعدة الشركات الحديثة على المشاركة في محادثات صعبة اليوم حول التمييز، فكما تؤكد كل من مقابلة "ماركل" وبيانات "لين إن"، قد يكون التحيز موضوعاً حساساً، حيث لا أحد يريد أن يعترف صراحة بتحيزه، ولكن هناك أربع طرائق رئيسة لمعالجة التحيز في مكان العمل معالجة نهائية:

1. إدراك أنَّ النيات لا تتطابق مع تجارب الآخرين:

قبل أن أغادر شركة "أمريكا" (America)، كنتُ أعمل في مؤسسة حقوقية صغيرة في مدينة "نيويورك" (New York) في مكتب مع مديرتي، والتي كانت تستمع يومياً إلى ألبوم "نورا جونز" (Norah Jones) في مكتبها، سألتُها ذات يوم ما إذا كان بإمكاني الاستماع إلى الموسيقى في مكتبي، فأجابَت: "بالتأكيد، ولكن ليس موسيقى راب العصابات"، قالت ذلك علانية ليسمعها الآخرون، فخيَّم الصمت على المكتب، وانصرفَ الجميع على عجل، ولقد كان ردُّها مُستفِزَّاً ويفتقر إلى الإحساس، ولكن لمَن أبث همومي وأنا المرأة السوداء الوحيدة في الشركة.

على الرغم من أنَّني لا أعتقد أنَّ مديرتي تقصَّدَت إيذائي، إلا أنَّ تجربتي جعلَتني أشعر بالعزلة، بدلاً من الشعور بالاندماج، كما أنَّ هذه الحادثة تؤكد أنَّه على الرغم من كل الحديث الثقافي عن الإدماج، ما تزال معظم الشركات عاجزةً عن تحقيقه، وكما هو موضَّح في تقرير "50 طريقة لمكافحة التحيز": "إذا تُرِكَ التحيز دون معالجة، فإنَّ هذه التصورات سواء كانت دقيقةً أم لا، قد تُسهم في إنشاء مكان عمل يشعر فيه الموظفون السود بعدم الانتماء"، ويستمر ذلك في تجسيد التجارب التي تعيشها النساء ذوات البشرة السوداء يومياً، وفي كثير من الأحيان، يلتزم الزملاء وشركاء العمل والمساعدون الصمت عندما يشهدون السلوكات غير اللائقة وتعابير الازدراء المُبطَّنة، فربما لا تقصد إهانة أحد، ولكن إن تحدَّثَ أحدهم عن الظلم الذي يتعرض له، فعِدَّ ذلك لحظةً لتثقيف نفسك والآخرين حول التعاطف والسلوك.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح تساعدك على حلّ المشاكل في العمل

2. تمييز حالات التحيز عن حالات الجهل:

عندما شاركَت "ماركل" تجاربها، فكرتُ في أهمية التفريق بين التحيزات وحالات الجهل؛ فالتحيزات رسمية للغاية وتعكس المعتقدات الاجتماعية أو النمطية حول الجنس أو الثقافة أو العِرق، مثل: "النساء عاطفيات" أو "كل النساء السود غاضبات". من ناحية أخرى، قد لا تعكس حالات الجهل معتقداتك الشخصية، ولكنَّها تُعزز التحيزات المؤذية، خاصة إذا كنتَ تتجنب الدفاع عن الآخرين الذين يشعرون بالتهميش في مكان العمل، وإذا ظهر مقدار ضئيل من لكنتي الكاريبية (Caribbean) في المحادثة، فإنَّها تثير التعليقات فوراً، مثل: "لدي صديق من بلدكِ، هل تعرفينه؟" على الرغم من أنَّ هذه التعليقات ليست خبيثةً، إلا أنَّ أبحاث "لين إن" تُظهر أنَّ هذه الأنواع من حالات الجهل تُسهم في شعور الأمريكيين السود بالقلق والاكتئاب، وغالباً ما تُهمَّش النساء في العمل، ولكن إذا أضفتَ العِرق أو الإثنية أو الثقافة إلى المحادثة، فستجد أنَّ هناك عدد قليل جداً من الحلفاء الذين يمتلكون الشجاعة الكافية للدفاع عن الآخرين خارج مجموعتهم، ونتيجة لذلك، هناك فرص ضائعة لاستكشاف المحادثات التي تتجاوز موضوعات النقاش العامة ذاتها حول الإدماج، ولهذا السبب غالباً ما أسأل الشركات التي أعمل معها عندما تتحدث عن الإدماج عما إذا كانت صادقةً أم إنَّها تفعل ما تفعله لتلفت الأنظار فقط.

إقرأ أيضاً: أشهر المشكلات التي يعاني منها الموظفون في عملهم

3. الاعتراف بالاضطرابات العقلية والصدمات:

بصفتي امرأةً سوداء، يمكِنني مشاركة تجارب لا حصر لها عندما قيل لي إنِّني "أبالغ" أو "حساسة للغاية" مقارنةً بزملائي الآخرين الذين عدُّوهم "مكتئبين" أو "مرتبكين" أو "يعانون من القلق" أو "مضطربين عقلياً".

كان الجزء الأكثر عاطفيةً في مقابلة "ماركل" هو الاستماع إلى معاناتها من الاضطراب العقلي وكيف تجاهلَ الآخرون مخاوفها، لقد عملتُ في شركات ألحقَت فيها النساء الأذى بأنفسهن؛ لأنَّهنَّ لم يستطعن ​​الحصول على الرعاية الطبية لمعالجة بعض الصدمات العاطفية التي كُنَّ يعانين منها، وخلال هذه الفترة من الانقسام العام والخسارة المؤلمة، ما يحسبه شخص ما "حساسية"، قد يحسبه شخص آخر "إرهاقاً"، فيجب أن يعالج مكان العمل اليوم هذا التناقض، وقد يؤدي اتخاذ موقف أو سياسة رافضة تجاه المناقشات حول تأثير العبودية في الأجيال، أو اكتئاب ما بعد الولادة، أو الأحداث المحيطة بموت "جورج فلويد الذي قُتل على يد الشرطة" إلى أضرار جسيمة، وحتى أسوأ من ذلك، أن يشعر العمال بأنَّهم غارقون في الحزن، ويُتَوقَّع منهم أن يظلُّوا منتجين. ولكي تحتوي أماكن العمل اليوم النساء أو الأقليات، لا يمكِنها الحكم حكماً تعسفيَّاً على المعاناة النفسية.

إقرأ أيضاً: الاضطرابات النفسية لدى النساء: تعريفها، أسبابها، وأشهر أنواعها

4. تأييد وتقدير آراء النساء:

شاركتُ مؤخراً تجربةً على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي عن إحدى المرات التي شعرتُ فيها بعدم الارتياح في اجتماع عمل مع رجل. لقد عبَّرتُ له مباشرةً عن مخاوفي، ورغم اعتذاره، استمرَّ سلوكه المقيت، وقضيتُ وقتاً طويلاً في إعادة توجيه انتباهه نحو هدف اجتماعنا وجدول أعمالنا ووقتي المحدود، مما أثر تأثيراً مباشراً في أدائي، وشاركتُ تجربتي هذه مع مستثمر آخر يحظى باحترام كبير، فقال: "ربما كان يمزح فقط"، فلقد كان تكذيباً فورياً لمشاعري، ولكن للأسف ما يزال هذا السلوك طبيعياً.

غالباً ما تُصنَّف النساء على أنَّهن ضحايا، وهو ما كان واضحاً بعد مقابلة "ماركل"، حيث وصفَتها بعض التعليقات المهينة من الصحفيين المرموقين، وحتى المشاهير المشهورين بأنَّها "ضحية" و"تحظى باهتمامٍ خاص". تُصعِّب وجهات النظر هذه تحدُّث النساء في العمل عن قضايا أخرى، مثل التنمر، والعنصرية وغيرها من التحيزات غير العادلة بين الجنسين، ويتطلب الأمر قدراً كبيراً من القوة لكي تجد النساء الشجاعة للتحدث. ومرة أخرى، قد يكون الأمر مضحكاً بالنسبة إليك، لكنَّه ليس كذلك بالنسبة إليها، فقضايا مثل: التنمر ومعايير الجمال واضطراب التشوه الجسمي هي تحديات حقيقية للمرأة، وإذا عبَّرَ أحدهم عن مستوىً معيَّن من عدم الرضا تجاه تصرُّف زميل له، فاستمِع بتعاطف، وضعْ خطة عمل، وعندما تجد المرأة أخيراً القوة والشجاعة لمشاركة تجربتها، تعامَل معها بتعاطف بدلاً من إصدار الحكم عليها، وهناك العديد من النساء، وكذلك أصحاب البشرة السوداء، وغيرهم من الجماعات المضطهدة يحاولون إيجاد الشجاعة للتحدث عن تجاربهم الخاصة في العمل، لكنَّهم يخشون الانتقام، فعندما تصبح سياسات الإدماج كلماتٍ طنَّانة بدلاً من سياسات قابلة للتنفيذ، فهناك عواقب 

 

المصدر




مقالات مرتبطة