4 طرق لتنظيم الوقت الذي تقضيه العائلة في استخدام الأجهزة الإلكترونية

قضت الكثير من العائلات وقتاً طويلاً في مشاهدة التلفاز أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة الجائحة، إلا أنَّه قد آن الأوان للتعاون مع أبنائكم لاتِّباع عادات صحية أكثر عند استخدام وسائل الإعلام.



بحسب استبيان أُجرِي في الولايات المتحدة الأمريكية في آذار عام 2020، فإنَّ أكثر من 80% من الأهالي لم يتمكنوا من رعاية أبنائهم كما يجب، نتيجةً لما ترتب على تداعيات الوباء من إغلاق للمدارس ومراكز رعاية الطفولة، بينما استمر ثلثهم في مزاولة أعمالهم خلال الجائحة.

في الوقت ذاته، أشارت دراسة حديثة إلى أنَّ الضغط المترتب على رعاية الأطفال ترافق مع تزايد كبير في ميل الأطفال إلى قضاء وقت أطول في متابعة وسائل الإعلام، وذلك بسبب عدم حصول الأهالي على الدعم الكافي لرعاية أبنائهم؛ حيث إنَّ الكثير منهم كانوا يرزحون تحت ضغط التوتر وتدنِّي مستوى صحتهم النفسية، وكانت الأجهزة الإلكترونية بمنزلة ملاذ أخير بالنسبة إليهم، إلا أنَّه في ظل هذه الظروف، فإنَّ توعية الأهالي حيال مخاطر ومساوئ استخدام أطفالهم للأجهزة الإلكترونية لن يؤدي إلى أكثر من إحساسهم بالذنب؛ وذلك بحسب مُعِد الدراسة وأستاذ علم النفس في كلية "بوسطن" (Boston College) "جوشوا ك. هارتشورن" (Joshua K. Hartshorne) وزملائه.

أشارت دراسةٌ حديثةٌ أخرى أُجرِيَت على الأهالي في "سنترال فالي" (Central Valley) بولاية "كاليفورنيا" (California) إلى الصراع الذي يعانيه الأهالي مع أبنائهم إزاء قضائهم أوقات طويلة أمام شاشة التلفاز أو الهواتف الذكية خلال فترة الجائحة، وتقول إحدى الأمهات: "إنَّ الأمر أثر سلباً تأثيراً كبيراً في كل الأهالي في منطقة سنترال فالي"، وفي حين شرحَت أخرى: "لا أحبذ حقيقيةً قضاء أبنائي ذلك القدر الكبير من الوقت في استخدام الأجهزة الإلكترونية، إلا أنَّني أقول بعد ذلك: "ماذا بوسعهم أن يفعلوا غير ذلك؟".

صحيحٌ أنَّ الأهل يعون المنافع المحتملة التي تقدِّمها الأجهزة الإلكترونية، والتي تتجلى في مساعدة أبنائهم على التواصل مع أصدقائهم، وتعلُّم كيفية استخدام التكنولوجيا، إلا أنَّهم أعربوا عن قلقهم حيال الوقت الطويل الذي يقضيه أبناؤهم أمام شاشة التلفاز أو في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ويجدونه شكلاً من أشكال الإدمان، بالإضافة إلى أنَّه يقلل من نشاط أبنائهم الجسدي.

وإنَّ قضاء وقت طويل في استخدام الأجهزة الإلكترونية خلال فترة الجائحة لم يقتصر فقط على الأطفال؛ بل امتد ليشمل البالغين أيضاً، وفي ظل الخيارات المحدودة، لجأ البالغون إلى الأجهزة الإلكترونية، لا سيَّما بعد فرض إجراءات حظر التجوال، وسُجِّل ارتفاع حاد في الوقت الذي يقضونه في مشاهدة التلفاز واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنَّه تبيَّن بأنَّ الأشخاص الذين غيَّروا عاداتهم في ظل تفشي جائحة كوفيد -19 من خلال مشاهدة المزيد من البرامج التلفزيونية والأفلام، وقضاء المزيد من الوقت في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل تطبيق "فيسبوك" و"إنستغرام"، يميلون إلى كونهم أقل سعادةً.

إلا أنَّه مع انحسار إجراءات حظر التجوال والإغلاق، وعودة المدارس لاستقبال الطلاب في الخريف، ربما يتبادر إلى ذهنك فيما إذا كان الوقت قد حان لمساعدة عائلتك على تقليل الوقت الذي يقضونه وراء الشاشة، ولكنَّ اكتساب عاداتٍ جديدة قد يكون عملاً شاقاً، وإذا كنتَ راغباً بتغيير أنماط استخدام أفراد عائلتك للأجهزة الإلكترونية، فإليك بعض الاستراتيجيات التي من شأنها مساعدتك في تحقيق ذلك:

1. ابتعاد الأبوين عن استخدام الأجهزة الإلكترونية:

إنَّ الأهل الذين يقضون وقتاً طويلاً في مشاهدة التلفاز أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، يميل أبناؤهم إلى فعل الأمر ذاته، وإذا كنتَ تنوي حقاً مساعدة أبنائك، فاطرح على نفسك السؤال التالي: "ما موقفك من استخدام الأجهزة الإلكترونية؟".

حتى قبل الجائحة، أشارت الأبحاث إلى أنَّ الآباء والأمهات يلجؤون إلى قضاء وقت طويل في استخدام هواتفهم الذكية لأسباب مختلفة، ولا سيَّما في الأوقات التي يشعرون فيها بالإجهاد، يقول معظم الآباء إنَّهم يستخدمون هواتفهم الذكية كنوع من الهروب العقلي والعاطفي من التعامل مع العقبات التي تعترضهم في تربية أطفالهم، على سبيل المثال: يقول أحدهم: "كان ابني يصرخ ويبكي؛ لذا توجهتُ إلى غرفتي وأغلقتُ الباب على نفسي، وبدأتُ باستخدام هاتفي الذكي لإلهاء نفسي عن الموقف الذي كنتُ عالقاً به".

يميل الأهالي الذين يلجؤون إلى العالم الافتراضي للهروب من الواقع إلى الشعور بمزيد من الضغط، ويحاولون تشتيت أذهانهم باستخدام هواتفهم الذكية؛ مما يؤدي إلى إحساسهم بمزيد من الذنب جراء قيامهم بذلك، ويواجهون صعوبةً أكبر في ممارسة واجباتهم كآباء وأمهات.

إلا أنَّ الأهالي يستخدمون أيضاً هواتفهم للحصول على الدعم الاجتماعي الذي يحتاجون إليه، كأن يطلبوا من شخص آخر مساعدتهم حيال كيفية التصرف مع أطفالهم في موقف معيَّن؛ حيث إنَّ الآباء الذين يلجؤون إلى استخدام هواتفهم للحصول على الدعم، ويميلون إلى أن يكونوا أكثر قدرةً على تحمُّل المسؤولية فيما يتعلق برعاية أبنائهم، وشعور أقل بالذنب عند استخدامهم هواتفهم المحمولة.

عندما يكون الأهل بحاجة إلى نصائح فورية، يلجأ بعضهم إلى استخدام الهاتف المحمول للبحث عن موضوعات مثل كيفية التواصل مع طفلهم الرضيع، أو ما هي النشاطات التي بوسعهم ممارستها مع أبنائهم؟ يستخدم الآباء والأمهات هواتفهم أحياناً لتهدئة أنفسهم حتى لا يتسببوا بأي أذى؛ حيث تشرح إحدى الأمهات: "كان ابني يمر بنوبة غضب مريعة وكنتُ أحاول تهدئة نفسي كي لا أصرخ عليه"، إضافةً إلى أنَّهم يتفقدون هواتفهم في أثناء انشغال أطفالهم بمشاهدة التلفاز أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، كالتحقق من بريدهم الإلكتروني في أثناء متابعة أطفالهم الرسوم المتحركة على تطبيق "يوتيوب".

تشير هذه النتائج إلى أنَّ الوقت الذي نقضيه في استخدام الأجهزة الإلكترونية ليس سيئاً بمجمله بالتأكيد؛ لذا سيكون من الجيد أن تبدأ بفهم أنماط عاداتك وتقرير ما يجب تغييره منها.

إقرأ أيضاً: تأثير استخدام الأجهزة الإلكترونية على الأطفال: الفوائد والسلبيات

2. محاولة التعاطف مع الذات:

يصعب الوصول إلى الكمال عندما يتعلق الأمر بتربية الأبناء ورعايتهم، إلا أنَّه يضع الأهالي تحت ضغط مدمر لا سيَّما خلال فترة الجائحة، وإذا كان نقدك لذاتك يدور حول الوقت الطويل الذي يقضيه أبناؤك خلف الشاشة، فلا تكن قاسياً مع نفسك عندها؛ بل تعاطَف معها.

إنَّ التعاطف مع الذات في إمكانه أن يكون طريقةً صحية للتغلب على التوتر عموماً، والمشكلات المتعلقة بقضاء أبنائك وقتاً طويلاً أمام التلفاز أو خلف شاشة الهاتف المحمول خاصةً، فبدلاً من توبيخ نفسك عند شعورك بالإرهاق، حاول أن تعامل نفسك برفق كما كان ليعاملك صديقٌ مُقرَّب، ثمَّ تذكَّر أنَّك لستَ الوحيد الذي تعترضه عقبات في تربية أبنائه؛ حيث إنَّ أغلب الأهالي في الواقع تعرضوا لضغط هائل العام الماضي، وأخيراً، تمرَّن على كونك يقظاً، من خلال ملاحظة ما يدور في ذهنك من أفكار، وما ينتابك من مشاعر وأحاسيس، وتقبَّل نفسك بدلاً من انتقادها.

لا يقلل التدرب على التعاطف مع الذات من الشعور بالذنب والخزي الناجم عن الضغوط المترتبة على رعاية الأبناء فحسب؛ بل يزيد من مرونة الأهالي في التعامل مع أطفالهم ويعزز آمالهم لا سيَّما في ظل الظروف الصعبة.

3. النظر إلى الأمور نظرةً متوازنة:

بحسب كلٍّ من الباحثين في جامعة "ويسكانسن" (Wisconsin University) في مدينة "ماديسون" (Madison) "ريبيكا ويليت" (Rebekah Willett) و"نيثان ويلير" (Nathan Wheeler)، يستخدم الناس اللغة للتعبير عن أنفسهم وعن العالم من حولهم.

وفي دراسة حديثة لهما، أجريا مقابلة مع الأهالي وحلَّلا الطريقة التي تحدَّثا بها عن استخدام أطفالهم للأجهزة الإلكترونية خلال حياتهم اليومية، على سبيل المثال: تحدثَت إحدى الأمهات عن فرضها رقابة صارمة على استخدام أطفالها للأجهزة الإلكترونية، وقد بيَّن كل من "ويليت" و"ويلير" أنَّ كل الأهالي المشاركين في دراستهم، يجدون أنَّ الآثار المترتبة على استخدام وسائل الإعلام سلبية وهو ما يثير قلقهم ويدفعهم إلى فرض الرقابة على استخدام أبنائهم لها، فضلاً عن التناقضات في آرائهم حيال أثر وسائل الإعلام في أطفالهم.

في آخر كتاب لهما، "تربية الأطفال في عصر التكنولوجيا: كيف للآمال والمخاوف أن تؤثر في حياة الأطفال" (Parenting for a Digital Future: How Hopes and Fears about Technology Shape Children's Life)، حذرَت الباحثتان "سونيا لفينغستون" (Sonia Livingstone) و"أليشيا بلوم روس" (Alicia Blum-Ross)، من تضخيم المشكلات المرتبطة باستخدام الأجهزة الإلكترونية، الذي من شأنه جعلك عدائياً مع أطفالك، ومبالغاً في فرض الرقابة على الوقت الذي يقضونه خلف شاشات التلفاز والهواتف الذكية، وبدلاً من ذلك، تقترح كل من "ليفينغستون" و"بلوم روس" طريقةً أكثر شمولاً لاستيعاب استخدام الأطفال الأجهزة الإلكترونية وذلك من خلال ثلاثة أبعاد: محتوى ما يشاهدونه على شاشات التلفاز أو الهواتف الذكية أو غيرها من الأجهزة الإلكترونية، وأين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية، ومتى يفعلون ذلك، وكيف يفعلونه، وأثر ذلك في علاقاتهم الاجتماعية؛ بمعنى هل يؤدي إلى تنميتها أم تقويضها.

ضمن توصيات "ليفينغستون" و"بلوم روس" للأهل، طرحا مجموعة من الأسئلة التي تمكِّنك من تحديد فيما إذا كان استخدام طفلك للأجهزة الإلكترونية يشكِّل فعلاً مشكلةً حقيقية:

  • هل يتمتع طفلي بصحة جسدية جيدة، ويحظى بقسط كافٍ من النوم؟
  • هل يتواصل طفلي اجتماعياً مع أصدقائه والعائلة أياً كان شكل التواصل؟
  • هل يحقق طفلي إنجازات في مدرسته؟
  • هل يتابع طفلي اهتماماته وهواياته أياً كان نوعها أو شكلها؟
  • هل يتعلم طفلي ويكتسب المتعة في أثناء استخدامه لوسائل الميديا؟

إذا كانت الإجابة عن أغلب الأسئلة آنفاً "نعم"، عندها من الممكن للأهل أن يعيدوا النظر في مخاوفهم المتعلقة باستخدام أطفالهم لوسائل الميديا فيما إذا كانت مبررةً أم لا، في حين إذا كانت الإجابة عن أغلب الأسئلة "لا"، عندها يجب على الأهل وضع قواعد منزلية لحل مشكلة سوء استخدام أطفالهم للأجهزة الإلكترونية.

إقرأ أيضاً: كيف تؤثّر الشَّاشات على أدمغة أطفالنا؟

4. التعاون مع الأبناء على وضع أهداف من شأنها ترشيد استخدام الأجهزة الإلكترونية:

طوَّرَت كل من الباحثتين "ميغان أونتز" (Meghan Owenz) و"بلاين فاورز" (Blaine Fowers) مؤخراً إطاراً عملياً لتمكين العائلات من تحسين استخدامهم للأجهزة الإلكترونية، من خلال وضع الأهداف التي من شأنها تعزيز العافية وتنمية الذات.

ابدأ بوضع الأهداف التي من شأنها مساعدتك على التركيز على النتائج الإيجابية التي تسعى إلى الوصول إليها، بدلاً من الامتناع عن القيام بما هو مضر بالنسبة إليك، على سبيل المثال: بدلاً من وضع هدف للحد من قضاء وقت طويل في استخدام الأجهزة الإلكترونية، في إمكانك تخصيص وقت للعب في الخارج والاستمتاع بالهواء الطلق، والذي من شأنه أن يحل مكان الوقت الذي كنتَ ستقضيه أمام التلفاز أو في تصفُّح مواقع التواصل الاجتماعي؛ مما يؤدي إلى تنمية الأفكار والمشاعر الإيجابية، إضافةً إلى سهولة تنفيذه والالتزام به ودوره في تعزيز العافية، ومن المجالات التي قد يرغب الأهالي في تحديد أهداف متعلقة بها: النشاطات الاجتماعية واللعب والنشاطات التي تمارَس في الهواء الطلق والعمل المستقل وتعليم أطفالهم القراءة والكتابة.

شاهد بالفديو: 6 فوائد لترك مواقع التواصل الاجتماعي

بعد ذلك، بدلاً من السعي إلى بلوغ أهدافك بمفردك، تعاون مع أفراد عائلتك على تحقيقها؛ إذ غالباً ما يميل الأهل إلى الحد من استخدام أبنائهم الأجهزة الإلكترونية من خلال فرض قواعد صارمة دون إشراكهم في اتخاذ القرار المتعلق بذلك، وإحدى المشكلات المرتبطة بالأهداف الفردية تكمن في أنَّها تؤدي إلى نشوء صراعات بين الآباء والأبناء، وفي المقابل، يؤدي تحديد هدف مشترك إلى تعاون أفراد عائلتك معاً لأداء الواجبات المنزلية، أو ممارسة النشاطات الترفيهية؛ حيث إنَّ الأهداف المشتركة من شأنها أن تعزز العلاقة بين الآباء والأبناء؛ وذلك لأنَّها تحثهم على العمل كفريق واحد.

أخيراً، حاول أن تسعى إلى بلوغ الأهداف التي تكون عملية تحقيقها بحد ذاتها مفيدةً بالنسبة إليك؛ حيث إنَّ فرض قواعد صارمة لإلزام أبنائك بتقليص الفترة التي يقضونها أمام شاشات التلفاز أو في استخدام الهواتف الذكية، لن يعلمهم إلَّا الالتزام بالقواعد؛ لذلك حاول اختيار الأهداف التي من شأن رحلة الوصول إليها بناء مهارات طفلك ومساعدته على معرفة إمكاناته، على سبيل المثال: في إمكانك تحفيز أطفالك على القراءة من خلال تخصيص وقت لقراءة القصص، وهو بمنزلة نشاط مشترك بين الوالدين والأبناء، أو الاستماع للكتب الصوتية كنشاط مستقل، وإنَّ القراءة معاً كعائلة، ومناقشة ما قرأتموه معاً، ليس مجرد طريقة لتقليص وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية؛ بل يؤدي إلى تعزيز شغف القراءة، وتحسين قدرة الطفل على فهم أفكار الآخرين ومشاعرهم.

في الوقت الذي نحاول فيه تغيير عاداتنا اليومية، في إمكان الأهل اتباع نهج متوازن مع أنفسهم ومع أبنائهم في سبيل تحقيق ذلك، تشرح "بريندا هاسينجر داس" (Brenda Hassingerdas) بروفيسورة علم النفس بجامعة "بايس" (Pace University) وزملاؤها في بحثٍ حديثٍ معمق حول الأطفال والأجهزة الإلكترونية، بأنَّ التوصيات المتعلقة بكيفية استخدام الأطفال الأجهزة الإلكترونية على نحوٍ مثالي، هي في الواقع ليست ملائمةً بالنسبة إلى جميع العائلات؛ إذ تصعب متابعتها من قِبل الأهالي والمعلمين كل الوقت.

ليس هناك حل واحد من شأنه أن يناسب الجميع لحل مشكلة قضاء الأطفال فترات طويلة في مشاهدة التلفاز أو تصفُّح مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث إنَّ الأمر يتطلب الكثير من الإبداع والصبر وأن تعمل العائلة على تحقيقه كفريق واحد.

المصدر




مقالات مرتبطة