4 طرق لتحديد ما إذا كان الوقت مناسباً لبدء شركتك

غالباً ما تخيم حالة من عدم اليقين على الشركات الناشئة حتى خلال الأوقات الجيدة، أما في خضم الارتباك العالمي غير المسبوق الذي نشهده، قد تعتقد أنَّه من الأفضل التخلي عن أي خطط من هذا القبيل في الوقت الحالي.



في الواقع، يمكن أن يكون هذا الوقت أفضل وقت لانطلاق الشركات الناشئة، فمع تزايد الطلب على طرائق جديدة للعمل والبيع في ضوء المخاوف الصحية، يمكن أن تكون فكرة بدء شركتك الناشئة هي ما يحتاجه العالم الآن، فإليك إذاً كيفية اتخاذ قرار إطلاق شركتك أم لا:

1. السؤال عما إذا كانت فكرة شركتك التجارية مطلوبة:

على مدى الشهرين الماضيين، سرعان ما توضَّح نوع الفجوات الموجودة بين ما هو مطلوب خلال الوقت الحالي وما هو متاح بالفعل، إذ تكشف عملية بحث سريعة عن المشكلات في سلسلة التوريد ونقص التصنيع المحلي للمنتجات التي تشتد الحاجة إليها وللخدمات التي تسرِّع إنتاج هذه المنتجات.

حان الوقت لإنشاء تغيير يمكنه مساعدتك في حل مثل هذه المشكلات، فقد لا تكون هذه هي المرة الوحيدة التي سنواجه فيها أزمة بهذا الحجم. السؤال هو ما إذا كانت فكرة شركتك تشغل الدور الصحيح أم لا. إذا كان الأمر كذلك، فتحرك بسرعة، وابحث عن أساليب لتسريع إطلاقها، أما إذا لم تكن كذلك، فقد يكون من الأفضل الانتظار حتى تصبح البيئة أكثر ملاءمة لعَرضك.

إذا كانت فكرتك مطلوبة، فاتصل بالمنظمات التي تحتاج إلى ما تخطط لتقديمه. تواصل مع مصادر التمويل الحكومية والخاصة للحصول على دعم مالي وتحديد استراتيجية ستنشر شركتك في السوق بسرعة أكبر.

إقرأ أيضاً: كيف تبدأ مشروعاً تجارياً ناجحاً؟ - الجزء الأول

2. تحديد ما إذا كان بإمكانك توجيه الفكرة أو تغييرها قليلاً لتلبية الطلب الجديد:

إذا لم تكن فكرة مشروعك الصغير جاهزة تماماً حتى الآن، ففكر فيما إذا كانت تلبي المتطلبات الجديدة، إذا أجريت عليها بعض التعديلات الطفيفة أو المحورية، وإذا كنت على استعداد لإعادة توجيه رؤية شركتك، فقد يكون من المفيد إجراء البحث الإضافي اللازم بدلاً من انتظار ازدهار الاقتصاد مجدداً.

يجب على أرباب الأعمال استِكشاف طرائق تساعدهم في تغيير خطط شركاتهم الحالية، وتقييم التكاليف والموارد والمهارات والتوقيت اللازم للقيام بذلك. قيِّم المنافسة، وتوافر التمويل لجعل هذا التغيير البسيط ممكناً، كما قد تتمكن حتى من العودة إلى فكرتك الأصلية لاحقاً. في الوقت الحالي، ضع في الحسبان الاستجابة التي تحصل عليها من المستثمرين والجمهور المستهدف؛ من أجل تحديد جدوى فكرتك الجديدة.

إذا أثبت هذا التقييم قابليته للتطبيق، فيمكنك المتابعة. بخلاف ذلك، ستحتاج إلى تعليق خططك. 

شاهد بالفيديو: 7 طرق تزيد مبيعات مشروعك الصغير

3. البحث عن المنح والتمويل للمساعدة في إطلاق شركتك الجديدة:

أحد أكبر العوامل الحاسمة التي يجب أخذها بالحسبان أثناء اتخاذ هذا القرار، هو قدرتك على الحصول على التمويل، إذ يكمن التحدي في نقص التمويل المتاح الآن؛ وذلك بسبب الأزمة المستمرة، حيث انخفض الاستثمار بشكل عام، لكنَّ تحليل موقع كرونشباس (Crunchbase) لإحصائيات تمويل الشركات منذ الكساد الاقتصادي الكبير (Great Recession) يظهر أنَّ هناك قطاعات وأنواع أعمال معينة قد تستحق الاستثمار حتى في يومنا الحالي. وتشمل هذه القطاعات الشركات الناشئة والمشاريع الأخرى التي أصبحت في مراحلها اللاحقة. على سبيل المثال، حصل برنامج سلاك (Slack) على تمويله الأولي في عام 2009، بينما حصلت شركة كوبا (Coupa) على تمويلها الثالث وشركة بوكس (Box) على تمويلها الثاني في نفس العام.

في الواقع، تأسست بعض أكبر الشركات الموجودة خلال فترات الركود الاقتصادي الكبيرة؛ فمن جنرال موتورز (General Motors) وديزني (Disney)، وفيديكس (FedEx)، وآي بي إم (IBM)، وغوغل (Google)، إلى سيلزفورس (Salesforce)، أُطلقت بعض أكبر الشركات الناجحة اليوم قبل أو أثناء فترات الانكماش الاقتصادي مثل الكساد الكبير وانهيار الشركات الذي تلا فقاعة الإنترنت، وكانت إما تعمل بميزانيات هائلة أو تتلقى تمويلاً من مستثمرين؛ هادفين بذلك إلى إعادة الاقتصاد إلى مساره الصحيح.

إذا كان بإمكانك إثبات أنَّ نموذج عملك يساعد في حل مشكلة ويمكنه تسيير أعمال الآخرين، فقد تكون قادراً على جذب المستثمرين الذين يتطلعون إلى المساعدة في إعادة إشعال نجاح الأعمال الصغيرة في جميع أنحاء العالم.

إقرأ أيضاً: طرق تمويل المشاريع الصغيرة والناشئة

4. البحث عن المواهب للمساعدة في بدء فكرة العمل على أرض الواقع:

هناك عامل حاسم آخر، وهو ما إذا كان بإمكانك العثور على المواهب الراغبة في الانضمام إلى شركتك الناشئة والاستفادة منها، في مثل هذه الأوقات المضطربة، أي نعني بهؤلاء؛ مصممي الجرافيك والمبرمجين والمساعدين الافتراضيين والمحاسبين وما شابه. قد يكون أصحاب المواهب المتاحين، قادرين على العمل وفق نظام الأسهم أو لا، وهذا يعتمد على أوضاعهم المالية. اسأل المواهب المحتملة عما إذا كانوا يُفكرون بالعمل في شركة ناشئة وتحت أي ظروف.

وكبديل لذلك، قد تكون قادراً على توظيف موظفين مستقلين يوزعون حالياً مواهبهم ووقتهم بين العديد من الشركات الناشئة. في الوقت الحالي، يمكن لهذا النهج أن يمنحك المهارات المطلوبة للبدء، وإذا تحسنت الظروف وتطورت شركتك الناشئة في وقت لاحق، فقد تتمكن من إقناعهم بترك أدوارهم المستقلة الأخرى والانضمام إليك بدوام كامل.

ابدأ البحث عن المواهب على مواقع الوظائف عبر الإنترنت، ومن خلال وكالات التوظيف التقنية، التي تقيِّم اهتمام المرشحين ومدى تواجدهم. كن مستعداً لتقديمِ وصف مفصل للدور والفرصة.

في الختام، التوقف المؤقت اختيار مقبول أيضاً:

إذا قررت أنَّ هذا ليس الوقت المناسب لبدء شركتك الناشئة، فلا تشعر بالسوء حيال التوقف عن بدء مشروعك لفترة من الزمن. لأنَّ هذه الأوقات المربكة ستمر، وسوف تتاح لك فرصة أخرى للبدء. قد تمنحك لحظة التفكير هذه مزيداً من الوقت، للبحث والتخطيط وتطوير فكرة عملك لتحسين احتمالات النجاح في المستقبل.

المصدر




مقالات مرتبطة