4 طرائق يمكن من خلالها لقصتك الشخصية أن تغير حياتك

تحمل كل قصة وتجربة شخصية في طياتها كثيراً من دروس الحياة، وربما رؤىً وأفكار قابلة للتحقيق، أو حتى قليل من الازدراء والغضب والشعور بالنقص.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "إيفان ترافر" (Evan Traver)، يُحدِّثنا فيه عن تجربته في التأكد أنَّ التجربة الشخصية القوية تعزِّز قيمة الحياة.

إنَّ الشعور بالنقص من وترٍ حساس؛ فجميعنا نتشارك الإحساس به؛ فنحن بصفتنا بشراً لدينا سِمة شخصية فطرية، وهي المبالغة في تقدير نجاح الآخرين، وفي نفس الوقت التقليل من قيمة نجاحنا؛ فترانا نردِّد في سرِّنا عبارات مثل: " يا إلهي كم هو مذهل! لا يوجد مجال للمقارنة بيني وبينه أبداً"، أو "لا أصدق أنَّه حقَّق كثيراً من النجاحات في مثل هذا السن الصغير"، ثمَّ نأسف على حالنا في صمت.

لكن، دعني أُطلعك على سرٍّ صغير: فهؤلاء الأشخاص الذين تحسدهم، يفكِّرون بك بنفس الطريقة؛ فكما ترى، اعتدنا على الظنِّ بأنَّ الآخرين أفضل حالاً منا، لكن في هذا السيناريو، ليس تحقيق الأفضل هو ما تتوق إليه؛ بل فرصة أن تعيش حياة شخصٍ آخر؛ أو على الأقل، أن تعيش حياته من وجهة نظرك؛ لأنَّه في الواقع ليس لديك أدنى فكرة عمَّا يحدث داخلها.

وهنا تكمن المشكلة؛ فظاهرياً قد تبدو حياة جميع الناس رائعة، فأنت تحكم على حياتهم من الخارج مقارنةً مع ما تعاني منه من مشكلات في حياتك الخاصة، ومع ذلك، فإنَّ هذا الشخص الذي تَعُدُّه مثالياً يقارن أيضاً مشكلاته الخاصة بحياتك من الخارج.

في الحقيقة توجد قوة مُذهلة في تجربتك الشخصية، وغالباً ما يكون الجانب السلبي لهذه الحقيقة هو أنَّ الأشخاص الآخرين فقط هم مَن يمكنهم رؤية هذه القوة؛ لذلك لزيادة مرونة عقولنا لتحقيق النجاح، علينا أن نؤمن بأنَّ قصتنا ورحلتنا ذات قيمة عالية.

إليك فيما يأتي 4 طرائق يمكن لقصتك أن تغيِّر بها حياتك:

1. زيادة ثقتك بنفسك:

إذا كنت تؤمن بقيمة قصة حياتك، فمن الطبيعي أن تزيد من مستوى ثقتك بنفسك؛ فالمشكلة هي أنَّنا نحتاج إلى الثقة لنظنَّ بأنَّ رحلتنا ذات قيمة بقدر حياة الذين نحترمهم ونقدرهم.

ولتجاوز هذه العقبة والوثوق بقيمة قصتك الشخصية، يتطلَّب الأمر تفكيراً ذاتياً عميقاً؛ لذا حاول أن تفكِّر في الأمر بهذه الطريقة: فصدق أو لا تصدق، لقد جمعتَ مجموعة فريدة من المهارات والخبرات على مرِّ السنين؛ وهي فريدة لأنَّه لا يوجد أحد لديه فسيفساء الحياة الخاصة هذه التي تملكها؛ وهذا يعني - بصرف النظر عن أي شيء - أنَّ لديك مجموعة مهارات مميَّزة ومرغوبة.

لذلك من الهام أن نفكِّر في مسار حياتنا بناءً على هذه النقطة؛ ففي أثناء القيام بذلك، يمكننا تحديد الخبرات الرئيسة التي دفعتنا إلى الأمام؛ لذلك قيِّم قصتك الشخصية، وكن واثقاً بنفسك، فربما تتكشَّف لك مهاراتٍ خفية لطالما كنت تملكها، فتزيد من قيمتك الشخصية.

إقرأ أيضاً: انفوغرافيك: كيف تستثمر الإخفاق لتكتسب الثقة بالنفس

2. اكتشاف فرص جديدة للنمو:

نتيجة التفكُّر الذاتي، لن تكشف فقط عن المهارات والخبرات التي يجب أن تفخر بها؛ بل ستكتشف أيضاً فرصاً جديدة للنمو في نفسك؛ وذلك مع زيادة مستوى ثقتك بنفسك.

بعدها، عليك أن تدرك أنَّ قصتك الشخصية لطالما كانت قصة رائعة واستثنائية، وأنَّه إذا واصلت السعي إلى الحصول على الأفضل، فسوف تتنامى تلك القوة في قصتك الشخصية؛ ويُعَدُّ هذا أكبر معزِّز للثقة على الإطلاق.

لذلك بفضل الإيمان بقوة قصتك الشخصية، وتحديد المجالات التي تمَّيزتَ فيها وتلك التي يمكنك تحسينها للأفضل، ستصبح مسيرة حياتك أكثر قيمة لنفسك وللأشخاص من حولك.

شاهد بالفديو: 7 نصائح للتطوير الشخصي وتحقيق النمو المستمر

3. البحث عن تجارب جديدة:

يدفعك اكتشاف فرص النمو المستقبلية للبحث عن تجارب جديدة؛ فعندما تفكِّر في قصة شخص ما، ما هو الشيء الأكثر أهمية فيها برأيك؟ إنَّها الحكاية الآسرة، بالطبع، لكن كيف يمكنك الحصول على قصة شيِّقة وعميقة من دون تجارب شيِّقة وعميقة أيضاً للاستفادة منها؟ للأسف لا يمكنك ذلك.

لذا إذا كنت ترغب في تعزيز قوة قصتك الشخصية ومن ثمَّ قيمة حياتك، فعليك البحث عن تجارب جديدة؛ إذ إنَّه أمرٌ حتميٌّ لأنَّ هذه التجارب الجديدة هي التي ستوفِّر لك المهارات التي ستكشف عنها في أثناء التفكُّر الذاتي، وهذا يزيد من مستوى ثقتك بنفسك، ثمَّ إنَّ التفكر نفسه يُظهِر لك مجالاتٍ في حياتك يمكنك تحسينها.

4. التواصل مع أشخاص محفِّزين:

تكون التجارب عادةً محفِّزةً بسبب الأشخاص الذين تشاركها معهم؛ فعندما تقابل أشخاصاً نشيطين ومفعمين بالطاقة، فإنَّ ذلك يزيد تلقائياً من قيمة حياتك؛ وهذا يغني تجربتك الشخصية.

هل سمعت يوماً بأنَّك متوسِّط ​​الأشخاص الخمسة الذين تقضي معظم وقتك معهم؟ هذا صحيح، وإذا بدأت بالإيمان بقوَّتك الشخصية، فستكون لديك القدرة على التواصل مع الأشخاص المؤثرين، وبفضل هذا الظن ستشعر بأنَّك شخص ذو قيمة عالية؛ لذا فكِّر في الأمر بهذه الطريقة: إذا كنت تظنُّ أنَّك ذو قيمة، فستجذب بطبيعة الحال أشخاصاً ذوي قيمة عالية أيضاً.

وبعدها، وبينما تتعامل مع هؤلاء الأشخاص الرائعين، أو في أثناء التخطيط لفكرة عملك التالية مع أصدقاء جدد، ستدرك أنَّ قصتك الشخصية تتمتَّع بقوة وقيمة هائلة، وستشعر بشعور رائع لذلك.

إقرأ أيضاً: التحفيز وتأثيره الإيجابي على حياة الإنسان ونجاحهِ العملي

في الختام:

سيتكرَّر الأمر معك مجدداً؛ إذ ستظل العواطف دائماً في حالة مد وجزر، وحتى عند أعلى مستوى من الثقة بالنفس، ستشعر بمستويات طبيعية من الشك الذاتي، وستشكِّك في قصتك الشخصية مجدداً، وعندما يحدث هذا، كل ما يتطلَّبه الأمر هو التفكُّر الذاتي، وستعود إلى مسار نموك الشخصي، وستكون بداية قصة قوية ومؤثرة.

المصدر




مقالات مرتبطة