4 خطوات للتخلص من الكسل

هل تشعر بالإرهاق بعد العمل وتتوق إلى العودة والاسترخاء على أريكة المنزل المُريحة؟ عموماً أنت تشعر بالكسل، أليس كذلك؟



لطالما لاحظتُ أنَّ الكسل دوامة سلبية تبدأ تدريجياً بالسيطرة على حياتنا بأكملها ولا نستطيع إيقافها إلا بإجراء تغيير، فعادة ما يبدأ الأمر بتأجيل التزام ما مرات عديدة متتالية، ثم دون أن تدرك الأمر، تجد معظم مجالات حياتك قيد التأجيل، لكن لماذا؟

ببساطة لأنَّ الكسلَ عادةٌ، فهو ليس سوى أسلوب حياة معيَّن طوَّرته أدمغتنا، لكن كيف يحدث ذلك، وكيف نستطيع مقاومة إغراء الكسل؟ وكيف نستطيع الاستمرار في طريقنا نحو أحلامنا وتفادي طريق التسويف والإهمال والندم في المستقبل؟

يعني الكسل في جوهره عدم وجود طاقة كافية لدى المرء، لكن ما يُسيء معظم الناس فهمه هو نوع الطاقة التي نتحدث عنها، والصحيح أنَّنا نتحدث عن كلٍّ من الطاقة العقلية والجسدية؛ لأنَّ لهما القدر نفسه من الأهمية ويعملان عملاً متكاملاً كما سأوضح الآن.

الخطوات الأربعة للتخلص من الكسل:

إليك هذه الخطوات الأربعة للتخلص من الكسل:

1. إيجاد الدافع:

ما لم يكن لديك أمر مُحدَّد تريد قضاء وقتك بالعمل عليه مثل مشروع أو عملك الخاص أو إتقان مهارة أو غيرها، فلا يوجد سبب لتعزيز طاقتك.

توجد أربع وعشرون ساعة في اليوم، ولكل شخص حرية الاختيار بما يشغلها، وحين أتحدث عن الكسل أعني التأجيل والتهرب والقيام فقط بالأشياء الأكثر أهمية بالنسبة إليك؛ لذا فإنَّ الخطوة الأولى هي تحديد ما تريد القيام به حقاً.

إنَّ القيام بأشياء غير هامة فقط بهدف ملء الوقت والشعور بالانشغال ليس له قيمة حقيقية؛ لذا فهو لا يختلف كثيراً عن الاستلقاء وعدم فعل أيِّ شيء.

اسأل نفسك: لو كانت لدي ساعة إضافية كلَّ يوم أتمتع بها بكل الطاقة التي أحتاج إليها، بما سأقضي هذا الوقت؟ مهما كانت الإجابة التي توصلت إليها، دعنا نسمي هذا النشاط "نشاطك المفضَّل".

2. الشعور بالإلحاح:

للأسف الدافع وحده لا يكفي، فمن دون شعور قوي بالإلحاح، قد تؤجل عملك إلى يوم آخر، فبالنسبة إلي، لم أتجاوز الكسل حتى بدأت أشعر بإلحاح حقيقي لإنشاء موقع الويب الخاص بي، والآن بعد سبعة أشهر لدي أكثر من 100 مقال على الموقع، ويزداد حبِّي للكتابة كلَّ يوم أكثر فأكثر.

إذاً كيف تستطيع تعزيز شعورك بالإلحاح؟

أقترح القيام بتمرين خيالي صغير: تخيل أنَّه خلال عام واحد ستتغير حياتك تماماً بما لا يتيح لك الوقت لممارسة نشاطك المفضل لمدة سنتين؛ لذا إذا رغبت في ممارسة نشاطٍ ما، فالآن فرصتك لذلك، وإلا سيتعين عليك انتظار ثلاث سنوات على الأقل قبل أن تتمكن من البدء.

تُمكِّنك هذه العقلية من تحقيق أيِّ شيء بسرعة، سواء أكان تعلم لغة أم العزف على الجيتار أم إنشاء موقع ويب، وما إلى ذلك.

شاهد بالفيديو: 7 طرق لتتوقف عن الكسل وتبدأ إنجاز واجباتك

3. النشاط:

تحتاج بالطبع إلى بعض الطاقة لكي تكون قادراً على التركيز على نشاطك المفضل بحق، ولن أسهب هنا في الحديث عن فوائد تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بكثرة، فكلنا نعرف ذلك مسبقاً، بدلاً من ذلك سأشارك نصيحة فاعلة بالنسبة إلي وأوصيك بتجربتها وأن تتذكرها دائماً: "لا تملك جميع ساعات اليوم القيمة والأهمية نفسيهما".

أظن بناءً على الأبحاث وتجربتي الشخصية أنَّ ساعات الصباح الباكر قد تكون أكثر أهمية من ساعات المساء، ببساطة لأنَّه في الصباح يكون ذهنك صافياً ولا تشغله مشكلات الحياة ومعطياتها من حولك؛ ومن ثَمَّ ما يزال في حالة هدوء؛ لذا يجب استثمار هذا التركيز والقدرة على الإنتاجية.

فشلت سابقاً في فعل أيِّ شيء ذي مغزى بعد العمل، وكان ذهني ببساطة مُتعباً ومُشتتاً؛ لذا خذ بنصيحتي وحاول الاستيقاظ في الخامسة صباحاً لبضعة أيام لمعرفة ما إذا استطعت إنجاز مهامك بكفاءة أكبر، والشعور بالهدوء وحقيقة أنَّك لن تتعرض للمقاطعة فيما تفعله هو أمر ثمين حقاً.

ربما أنت قلق بشأن الشعور بالتعب، لكن دعني أخبرك أنَّك إن استطعت الاستمرار في ذلك لبضعة أسابيع، سيتحول الأمر إلى عادة تجعلك تستيقظ منتعشاً أكثر ممَّا تتخيل؛ فالأمر كله يتعلق بالالتزام.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح يجب أن تطبقها لتنعم بالنشاط الصباحي بعيداً عن الكسل

4. مراقبة النتائج:

لقد ذكرت في البداية أنَّ الكسل عادة؛ لذلك إن أردنا التغلب عليه، يجب أن نستبدله بعادة جديدة أقوى؛ لذا هذه الخطوة هي الأهم، راقب النتائج وخذ الوقت الكافي للتفكير في كيفية تقدمك.

يجب ألا تنسى شيئاً جربته ومن شأنه تغيير حياتك؛ لذا فإنَّ الطريقة التي أقترحها للحفاظ على تقدمك وتجنُّب الوقوع مرة أخرى في العادات القديمة، هي تخصيص دقيقتين فقط كلَّ يوم لتدوين إجاباتك عن الأسئلة الآتية:

  • متى تغلبت على كسلي اليوم؟
  • كيف فعلت ذلك؟ أنماط التفكير والظروف.
  • في أي وقت أهملت هدفي وكنت كسولاً بدلاً من ذلك؟
  • لِمَ فعلت ذلك؟ أنماط التفكير والظروف.
إقرأ أيضاً: 7 طرق للحفاظ على الإيجابية وتحقيق النتائج المرجوة

في الختام:

أظن أنَّ كثيراً منا يستطيع العودة إلى المسار الصحيح مرة أخرى بهذه الخطوات الأربع، فمن السهل جداً الوقوع في شِباك العادات القديمة مجدداً؛ لذا من الضروري الالتزام حقاً بهذه الخطوات، إن بدأت للتو التفكير بما حدث حتى انتهى بك الأمر للتوقف عن إحراز تقدم في حياتك بقدر ما تريد؛ فهذه هي أفضل بداية ممكنة.




مقالات مرتبطة