ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن رائد الأعمال والمؤلف "جميل ساندرز" (Jamelle sanders)، ويُحدِّثنا فيه عن أساس النجاح الاستثنائي.
في الوقت ذاته، نعايش عصراً يكثُر فيه مَن ينعتون أنفسهم بالخبراء والمعلِّمين؛ ومع أنَّنا لا نشكك في صحة هذه الألقاب، فإنَّ ما يثير الحفيظة هو الانتشار الواسع للقب "الخبير" في ثقافتنا اليوم؛ لأنَّ الخبرة والإتقان لا يأتيان بسهولة كما يظن معظم الناس، كما أنَّ النجاح دون ثمن ليس نجاحاً بحق.
إليك 4 خطوات هامة لتحقيق نجاح استثنائي:
1. تغيير تعريفك للنجاح:
كانت لدي قبل سنوات فكرة مختلفة تماماً عن النجاح؛ إذ طننتُ بأنَّه يتعلق بالوصول إلى القمة وعيش حياة رائعة، لكن ما إن نضجت، أدركتُ أنَّ تعريفيَ للنجاح كان خاطئاً تماماً؛ فجوهر النجاح لا يكمن في الوصول إلى القمة؛ بل في التغير للأفضل دوماً؛ لذا آن الأوان لنتوقف عن قياس النجاح بما نقوده من سيارات وما نرتديه وأين نعيش؛ ذلك لأنَّ النجاح عمل يستمر مدى الحياة ويتطلب التحسين المستمر والتنمية الدائمة والوعي الذاتي.
غيِّر تعريفك للنجاح، وسوف يتغير اتجاه حياتك؛ فلطالما تعاملنا مع النجاح بصفته وسيلة لنحصل على كل ما أردناه، في الوقت الذي كان علينا فيه رؤيته بصفته نداء يمهد لنا الطريق لنؤثِّر في العالم ونثريه.
2. التركيز على التنمية:
ما يبعد النجاح عن حياة معظم الناس هو غياب التنمية فيها؛ ففي عصر انتشار الخبراء والمعلمين هذا، ينتابني إحباط شديد؛ لأنَّ الناس يعيدون تدوير المحتوى والمعلومات التي سمعنا عنها من قبل، في الوقت الذي يجب على الخبير فيه تقديم أفكار جديدة، وإلهام الإنسانية على التفكر في حياتهم وإعادة تنظيمها وإنتاج عمل هادف ذي قيمة.
يملك معظم الناس المعلومات اليوم؛ لكنَّ التغيير والتحول غائب عن حياتنا، بصفتي رائد أعمال حائزاً على جوائز وتكريمات عدة، أفتخر بالاحتفاء بتفردي؛ فلم أدخل مجال عملي لأقلد ما كان يفعله الآخرون؛ بل اتخذت قرار الهيمنة على مجال عملي، أشاهد اليوم عديداً من هؤلاء "الخبراء" يواجهون صعوبات في تحقيق النجاح؛ لأنَّهم لم يأخذوا الوقت الكافي ليطوروا أنفسهم.
يكمن خطر التقليد في أنَّه لا يدفعك أبداً إلى تطوير شخصيتك؛ فالنجاح ليس صيغة محددة يستطيع أن يطبقها أي أحد في حياته؛ بل يجب أن ينبع من داخلك؛ فإذا أتحتَ لنفسك المجال للتنمية، تأكد من أنَّك ستبلغ قدرك؛ فلا طرائق مختصرة لحياة ذات شأن عظيم.
شاهد بالفيديو: 6 مراحل لتحقيق النجاح
3. التعطش لتحقيق العظمة:
دائماً ما يُطرَح عليَّ السؤال الآتي مراراً وتكراراً: "ما الذي يتطلبه الأمر لتحقيق النجاح؟"، يتوقف مدى نجاحك في الحياة على تعطشك لتحقيقه؛ فمشكلة معظم الناس اليوم هي أنَّهم ليسوا شغوفين بأهدافهم وأحلامهم بما يكفي، ويعني التعطش لهدف استثماراً كبيراً للوقت والطاقة سعياً إلى تحقيقه، وهو الإصرار الذي لا يقبل الهزيمة، والسعي الدؤوب إلى أن تتميز في كل ما تفعله.
يدفعك التعطش إلى تجاوز الراحة والتقاعس والاقتناع بما لديك، ويلهمك إلى بذل كل ما في وسعك في سبيل ما تفعله، وقد يظن المرء أنَّه مستعد للنجاح؛ لكن للأسف 95% من الأشخاص الذين يظنون ذلك ليسوا مستعدين، فقد تعلمتُ أنَّ مستوى تعطشك يظهر من طريقة عيشك؛ إذ لا يتعلق النجاح بترديد عبارات التشجيع أو الإلهام أو الدوافع؛ بل هو نتاج التعطش والشغف والالتزام بالوصول إلى أقصى إمكاناتك.
4. التحلي بعقلية ترفض الاستسلام:
للإلهام والتحفيز دور بالتأكيد؛ لكنَّ التمكين هو جسر العظمة؛ فلا يتعلق التمكين بشعور أو عاطفة خيِّرة، ولا حتى بفكرة الإيجابية؛ بل هو نظام معتقدات راسخ لا تستطيع زعزعته؛ فنحن نقضي وقتاً كبيراً في تحسين عروضنا التقديمية، ولا نخصص أي وقت لتطوير معتقداتنا؛ فلا يهم حُسْن كلامك إذا كان تفكيرك بالأصل خاطئاً.
يعود السبب الحقيقي وراء عدم نجاح معظم الناس إلى أنَّهم لا يمتلكون العقلية المناسبة التي تُعدُّ هامة جداً لتحقيق النجاح؛ فنحن نحاول إقناع الجميع بمدى نجاحنا؛ لكنَّ حقيقتنا تروي قصة مختلفة تماماً؛ إذ نجد كوتشز وخبراء ينادون بأفكار لا يعرفون هم بأنفسهم العمل عليها، أو ترانا ندفع الناس إلى تطبيق مبادئ لا جدوى من تطبيقها في حياتنا.
في الختام:
تستطيع إخفاء أشياء كثيرة عن نفسك، لكن لا تستطيع إخفاء ما في ذهنك؛ فعقلك يكشف كل ما تريد معرفته عنك، فأنت نتاج المحتوى الكامن في ذهنك؛ فإذا كان ما تنادي به لا يعجبك، فيجب التوقف عن تلويث عقلك به؛ فالإلهام والتحفيز ليسا كافيين لتعويض سنوات من إهمال عقلك، والتمكين هو تدريب عقلك على النجاح، فلا تستطيع تحقيق نجاح استثنائي دون تمكين نفسك.
أضف تعليقاً