4 خطوات لتحقيق أي شيء تريده في الحياة

سِرُّ الحياة هو استراتيجية يمكن تطبيقها في أي مجال لتحقيق النجاح والسعادة المطلقة، الأمر بسيط نظرياً، فعلى الصعيد المهني، كل ما عليك فعله هو التواصل مع العملاء المُحتملين، وتحويلهم إلى عملاء دائمين، وعقد الصفقات معهم، وهذا ينطبق على كافة مناحي الحياة؛ إذ يمكنك تكوين صداقات أو إيجاد توأم روحك أو التخطيط لقضاء عطلة أو أي شيء.



سنشرح في هذا المقال كيف تحقِّق أي شيء تريده باتباع استراتيجية بسيطة، ثمَّ سنستعرض بعض الأمثلة، وفي النهاية ستكون مقتنعاً بأنَّه يمكنك تحقيق أي شيء باتباع هذه الخطوات الأربع بالترتيب:

1. إقامة علاقات:

مفتاح أي شيء هو العلاقات، إذا استرجعت أي نجاح من نجاحاتك السابقة، ستلاحظ أنَّ كل شيء بدأ بعلاقة، ربما كانت علاقة بشخص أو مكان أو حتى شيء، الفكرة هي أنَّك كنت مرتبطاً به بطريقة ما، وكانت تلك العلاقة الخاصة هي شرارة الرحلة التي أدت إلى النجاح النهائي.

على سبيل المثال، في حالة فرصة عمل، إذا كنت تعمل في وظيفة ما منذ وقت طويل، ثمَّ لاحظ أحد أصدقائك استياءك منها ومهارتك، وأوصى بك لمنصب شاغر في شركته، فإنَّ هذه العلاقة ستؤدي إلى انتقالك إلى وظيفة أفضل.

العلاقات هي الخطوة الأولى للتقدُّم في أي مسعى، فلو كنت تفكِّر في الانتقال إلى مدينة أُخرى، ستكون الخطوة الأولى هي تكوين صلات مع سكَّان المدينة وكذلك مع المدينة نفسها، ومعرفة مقدار مناسبتها لأسلوب حياتك، أو لو كنت تبحث عن صديق أو حبيب، فإنَّ الخطوة الأولى هي تكوين علاقات مع الناس، على أمل العثور على ذلك الشخص الذي تتوافق شخصيته مع شخصيتك.

بصرف النظر عمَّا تريده من الحياة، سواء كان بدء مشروع أم العثور على زوجة، فكل شيء يبدأ من العلاقات، وتلك هي الخطوة الأولى من الاستراتيجية، ثمَّ تتطوَّر العلاقات طبيعياً إلى الخطوة التالية.

2. جذب العملاء المُحتملين:

إذا كنت تعمل في مجال المبيعات، فأنت تعلم مقدار أهمية جذب عملاء مُحتملين، وتعلم أيضاً أنَّك تحصل على العملاء المُحتملين بفضل علاقاتك مع معارفك؛ لذا يُعَدُّ جذب عملاء مُحتملين أمراً ضرورياً، لكن لا يمكن القيام به دون تكوين صلات أولاً مع الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء.

لنفترض أنَّك أنشأت قدراً كافياً من الصلات، فيمكنك الآن البدء بتصفية هذه الصلات بحيث لا تحتفظ في النهاية سوى بالأشخاص أو الأماكن أو الأشياء التي ستساعدك على عملك؛ على سبيل المثال، في المبيعات، إذا تعرَّفت إلى 10 أشخاص في مؤتمر، وتواصلت معهم جميعاً، فربما يرد ستة فقط عليك أو يعبِّرون عن اهتمامهم بمنتجك أو خدمتك، فهذه هي عملية التصفية التي تحصل بين "إنشاء الصلات" و"جذب العملاء المُحتملين".

وتنطبق نفس العملية عندما تبحث عن شريك حياتك، كيف قابلت شريكك الحالي؟ وكيف قابلت الشخص السابق الذي كنت على علاقة معه؟ على الأغلب أنَّك اعتدت على الخروج كثيراً في العشرينيات والثلاثينيات من عمرك، والتقيت بعديدٍ من الأشخاص الذين انجذبت إليهم وانتقيت منهم ببطء الأنسب لك، وهكذا طبَّقت العملية نفسها التي يستخدمها رجال وسيِّدات الأعمال كل يوم لجذب الزبائن؛ إذ تقيم علاقات مع مجموعة من الأشخاص، ثمَّ تتحدث معهم جميعاً، وتصطفي منهم مَن يناسبك بوصفهم شركاء مستقبليين مُحتملين.

مثال آخر، إذا كنت تفكِّر في الانتقال إلى مكان ما ولكنَّك محتار بين مكانين، فحاول العيش في كل مكان لبضعة أشهر، وأنشِئ صلات مع الأشخاص والمناطق في كليهما، ثم بناءً على التجارب التي مررت بها، اجذب عملاء مُحتملين من المكان الذي قد تفضِّل العيش فيه، فالخطوة الثانية لأي مسعى هي جذب أشخاص من الصلات التي أنشأتها، سواء كانت تجارية أم اجتماعية أم عاطفية أم غير ذلك.

شاهد بالفيديو: 8 قواعد لخدمة عملاء جيدة

3. تحويل العملاء المُحتملين إلى زبائن:

بعد إنشاء الصلات وجذب عملاء مُحتملين من الصلات المذكورة، فقد حان الوقت لتحويلهم إلى زبائن؛ إذ يعرف كل مَن حاول من قبل إتمام عملية بيع أنَّه على الرَّغم من أنَّ العملاء المحتملين قد يبدون رائعين، إلَّا أنَّ ما من طريقة لمعرفة احتمالية تحوُّلهم إلى زبائن حتى يصبحوا كذلك.

على سبيل المثال، بعد أن تذهب إلى المؤتمر وتنشئ 10 صلات، ​​يبدون كلهم أشخاصاً لطيفين، لكنَّ ستة فقط من العشرة يُبدون اهتماماً بمنتجك أو خدمتك، وبعد التواصل معهم جميعاً مرةً أُخرى، تكتشف أنَّه في حين أنَّ الستة يريدون شراء منتجك، لكنَّ اثنين منهم لا يستطيعون تحمُّل تكلفته، واثنين آخرين يحاولان المساومة، وهذا يترك اثنين من العملاء المُحتملين الذين يمكن أن يتحوَّلوا إلى زبائن، فأي نتيجة التحقُّق من جميع العملاء الستة المُحتملين عرفت مَن منهم مؤهَّل أو غير مؤهَّل ليصبح زبوناً؟

مثال آخر، في المثال المذكور آنفاً حين أوصى بك صديقك لاستلام منصب، ماذا لو أنَّك حين أدركت أنَّك لا تحب وظيفتك الحالية تقدمت إلى عدة وظائف شاغرة عوضاً عن قبول عرض صديقك على الفور؟ ومن بين العشرة التي تقدَّمت إليها، اتصل خمسة وطلبوا إجراء مقابلة معك؛ هذا يعني أنَّك جذبت خمسة عملاء مُحتملين من 10 صلات، ثمَّ بعد إجراء جميع المقابلات الخمسة، تدرك أنَّك مناسب فقط للعمل في ثقافة شركتين منهما، وهكذا تواصل التصفية حتى تحصل على ما تريده.

إقرأ أيضاً: التسويق الالكتروني: 13 طريقة لتحصُل على أوّل ألف زبون لعملك الخاص

4. إبرام الصفقة:

على صعيد الحياة الشخصية، بعد أن اخترت شريك حياتك من بين أشخاص عدة، فإنَّ الطريقة الوحيدة التي ستنجح بها هي إذا أبرمت الصفقة؛ أي كلَّلت العلاقة بالزواج، فقد تنجح الخطوات فقط إذا اتبعتها حتى النهاية، وبعد أن وصلت إلى الخطوة الأخيرة، وهي الخطوة التي تحقِّق فيها الهدف الذي أردته طوال هذا الوقت، لم يعد يوجد مجال للتشكيك في نفسك أو التوقُّف أو إعادة التفكير.

فالمشكلة هي أنَّنا بصفتنا بشراً نتمتَّع بالقدرة المُذهلة التي تسمح لنا بالتفكير وتخيُّل المستقبل، والأثر الجيد لهذا هو أنَّه يمكننا التفكير ما إذا كنَّا نتخذ القرار الصحيح أم لا، لكن في أغلب الأحيان، يكون اتخاذ قرار حازم في حدِّ ذاته هو القرار الصحيح.

على سبيل المثال، لو كنت مُحتاراً أين ستسكن، وتعلم أنَّك ستحظى بوقت رائع وتجربة لا تُنسى أينما كان المكان الذي اخترته، فالجانب السلبي للاختيار في الواقع يتجلَّى في اتخاذ القرار، وفي خوفك من اتخاذ قرارات غير صائبة، وذلك شبيه بالتجربة التي أجراها رجل الأعمال "دان جيلبرت" (Dan Gilbert)؛ إذ وجد أنَّ الأشخاص الذين حصلوا على لوحة دون تخييرهم أيَّاً يريدون، استمتعوا بالقطعة الفنية أكثر من مجموعة ثانية من الأشخاص الذين سُمِحَ لهم بتغيير اللوحة إذا لم تعجبهم.

لذلك، في نهاية الخطة، يجب علينا أن نثق بأنَّنا أنشانا الصلات الصحيحة، وجذبنا عدداً كافياً من الأشخاص، وفرزنا الجديرين منهم، وهكذا عندما نصل إلى الخطوة الأخيرة، يمكننا أن نتحمَّل مسؤولية القرار بقناعة تامَّة؛ وذلك لأنَّنا نعلم أنَّنا فعلنا كل ما يلزم لإعداد أنفسنا للنجاح.

إقرأ أيضاً: 5 خطوات هامة لإقناع العملاء وعقد الصفقات

في الختام:

إذا اتبعت كلَّاً من هذه الخطوات الأربع، يمكنك توجيه نفسك أينما تريد، تذكَّر: أنشِئ صلات، واجذب عملاء مُحتملين، وحوِّلهم إلى زبائن، ثمَّ أعقِد الصفقة، الأمر بهذه السهولة، بصرف النظر عمَّا تريد تحقيقه أو الهدف الذي تسعى إليه.

فقط تذكَّر أنَّه كلما ازداد عدد الصلات التي تنشئها، ازداد نجاحك؛ وذلك لأنَّ فرصك ستكون أكبر؛ لذا مهما كان ما تريده وحتى إذا كنت لا تعرف ما هو بعد، فالخطوة الأولى هي دائماً الاختلاط بالناس وإنشاء أكبر قدر من الصلات.

المصدر




مقالات مرتبطة