4 خطوات لتحديد ثقافة شركتك

الثقافة هامة للباحثين عن عمل وللموظفين الآن أكثر من أيِّ وقت مضى، ووفقاً لبحث أجرته شركة أبحاث سينسيس وايد (Censuswide) نيابة عن منصة لينكدإن (LinkedIn) في عام 2018، إنَّ 70% من المرشحين سيتخلون عمَّا يبدو أنَّه عرض عمل سهل إذا كان عليهم العمل في بيئة سامة، وفي الواقع الثقافة غير المنضبطة هي المحرك الرئيس للاستقالة؛ إذ أصبح الناس أكثر استعداداً من أيِّ وقت مضى للمجازفة بوظائفهم بحثاً عن أماكن عمل يبذلون فيها قصارى جهدهم دون أن يتعرضوا للاحتراق الوظيفي.



يبحث معظم المرشحين عن الشركات ذات الثقافات الإيجابية في مكان العمل قبل اتخاذ قرار بشأن المضي قدماً في طلباتهم بسبب هذه التغييرات الجديدة؛ لذا قيِّم قصة العلامة التجارية لرب العمل مسبقاً بدءاً من التغييرات التي طرأت على مدار العامين الماضيين، وكلُّ ما فعلته للتخفيف من الاحتراق الوظيفي أو جعل الموظفين عن بُعد أقل عزلة، قد أدى بطبيعته إلى تغيير نسيج مؤسستك.

هذا يعني أنَّه عليك تغيير ثقافتك ومدى ملاءمتك في السوق سواء كنت تعرف ذلك أم لا في ذلك الوقت، فعلى سبيل المثال ربما تكون قد وضعت سياسة إجازة غير محدودة، وربما اعتمدت النهج الأوروبي في وقت الإجازة الذي يشجع الموظفين على استخدام الإجازة حسب الحاجة، بدلاً من النسخة الأمريكية التي تعاقب الموظفين إذا أخذوا أيَّة إجازة على الإطلاق؛ إذ ساعدت هذه التغييرات على تكوين قصة تطور شركتك؛ لأنَّها تعطي انطباعاً أنَّ شركتك تتمتع بثقافة محددة تطورت تطوراً فعالاً لتلائم الظروف.

كيفية تغيير مكانة ثقافتك وعلامتك التجارية بوصفك ربَّ العمل:

تساهم ثقافتك دون شك مساهمة كبيرة في العلامة التجارية بوصفك ربَّ العمل، ووفقاً لاستطلاع نشرته شركة غلاسدور (Glassdoor) أجاب 66% من المشاركين الأمريكيين أنَّ السبب الرئيسي لبقائهم في مناصبهم هو ثقافة الشركة؛ ومن ثَمَّ إذا كنت تريد أن تدعم علامتك التجارية بوصفك ربَّ عمل من خلال عدة عوامل، ومن ذلك الاستقرار المالي وتقدير الموظفين والتنوع والمساواة والشمول من بين أمور أخرى، فيجب ترسيخ ثقافتك بقوة؛ إذاً: كيف يمكنك تحديد ما تعنيه ثقافتك للموظفين الحاليين والموظفين المحتملين؟

ابدأ باتباع الخطوات الآتية:

1. التحدث بصراحة عن رغبتك في إعادة تشكيل ثقافتك:

لن تقوم أبداً بإنشاء ثقافتك إذا لم تخبر الجميع بما تفعله لإلهام الثقة والتعاطف والتميز؛ إذ تتمتع الشركات الحديثة ذات الثقافات الوليدة بميزة تقليل الاختلاف عند إعادة صياغة مبادئ المعايير الثقافية، ومع ذلك فإنَّ إعادة صياغة أيَّة ثقافة جديدة كانت أو قديمة تستغرق وقتاً وتحتاج إلى بيانات.

لذا ابدأ بشرح أنَّك تتفهم التحديات والمشكلات والإحباطات إضافة إلى الاكتشافات والنقاط البارزة التي ظهرت منذ عام 2020، وأخبر الجميع أنَّك تبحث عن حلول لاكتساب مزيد من السيطرة على ثقافة مكان عملك، مع تعزيز التعاطف والتقدير في بيئة العمل، وربما تريد التحدث إلى أعضاء فريقك عن السياسات التي تفكر فيها للتخفيف من التوتر والضغط، وربما سمعت عن شركة أخرى جربت حلاً يمكن تنفيذه في مؤسستك؛ فالهدف هو السماح للأشخاص بمعرفة أنَّك ملتزم بإنشاء ثقافة تناسب الجميع.

شاهد: 6 أسباب وراء فشل فريق العمل

2. مطالبة زملاء العمل والموظفين والمديرين بإبداء آرائهم:

لا يمكنك تحويل ثقافة مكان عملك تحويلاً فعالاً وحدك؛ فأنت بحاجة إلى المساعدة، ولهذا السبب تحتاج إلى أن يستثمر الجميع في العملية؛ وذلك من خلال إعطائك التغذية الراجعة، وخلاف ذلك لا يمكنك البدء بالخطوات اللازمة لإنشاء ثقافة أقوى، ويمكن أن تجمع الآراء بعدة طرائق؛ إذ يمكنك البدء بإجراء استطلاعات رأي الموظفين لتكوين فكرة أفضل عن شعور كلِّ فرد في الفريق تجاه الثقافة في شركتك.

مع ذلك لا يتعين عليك تقييد نفسك بالتقييمات الرسمية؛ إذ يمكن أن يساعد إنشاء مساحات آمنة حتى يتمكن الأشخاص من إبراز المشكلات الشخصية أو المشكلات المهملة بطريقتين؛ أولاً السماح لموظفيك بأن يشعروا بأنَّهم مسموعون وأنَّهم يتمتعون بالحماية النفسية، وثانياً يتيح لك ذلك معرفة ما يحدث بالفعل في مكان العمل، وما هي التغييرات التي قد يلزم إجراؤها لتعزيز السعادة أو الإنتاجية أو حتى الثقة في الشركة.

لا يمكن المبالغة في أهمية التغذية الراجعة للموظفين عندما يتعلق الأمر بقيادة ثقافة متجددة؛ فكلَّما زادت المعلومات التي تجمعها من مصادر متنوعة كانت خطوتك الآتية أكثر قوة.

3. الإنصات والرد على التغذية الراجعة للموظفين:

لقد كان موظفوك لطفاء بما يكفي لمشاركة وجهات نظرهم والآن حان دورك للاستفادة من تغذيتهم الراجعة؛ إذ تفقد الشركات العظيمة باستمرار الأشخاص العظماء؛ لأنَّها تضع افتراضات لما يحتاجه هؤلاء الأشخاص ويريدونه، ولحسن الحظ لديك البيانات الأولية التي توضح لك كيفية التصرف بتعاطف ورحمة، فاستخدمها للتأكد من أنَّ ثقافتك تتوافق مع علامتك التجارية بوصفك ربَّ عمل.

هل يتطلب الأمر عملاً شاقاً للتأكد من أنَّ موظفيك يشعرون بأنَّهم ينتمون إلى الشركة وأنَّ لديهم هدفاً ويحدثون تأثيراً؟ نعم، وقد تتغير احتياجاتهم الأسبوع المقبل، ومع ذلك ابدأ في وضع سياسات أو قواعد أو إجراءات جديدة موضع التنفيذ الآن ودون تأجيل؛ لذا قيِّم التغييرات لتحقيق النجاح وحدِّد أيُّ تلك التغييرات هامة وأيُّها غير ضروري لتحديد ثقافة شركتك، ومن خلال القيام بذلك فإنَّك تخلق بيئة عمل مفيدة للجميع وتسمح لعلامتك التجارية بالنجاح.

4. تعزيز قصة التطور الثقافي الخاصة بك عن طريق سردها:

ستكون الأشهر الستة إلى الاثني عشر القادمة قصة قوية للتطور الثقافي لشركتك، فلا تسمح لها بالمرور دون أن يلاحظها أحد، فاكتب جميع التغييرات التي أجريتها حتى تتمكن من مناقشتها لاحقاً، فأن تكون قادراً على توضيح مكانك السابق وتقارنه مع الإنجازات التي حققتها؛ يمكن أن يعزز النوايا الحسنة بين أعضاء فريقك؛ إذ سيشعرون وكأنَّهم جزء من كيانٍ كبير، وأنَّهم أدُّوا دوراً داعماً هاماً في تصميم ثقافة الشركة.

إقرأ أيضاً: كيف تشجع الموظفين على إنشاء ثقافة الشركة؟

أفضل ما في الأمر هو أنَّ أولئك الذين يصبحون مديري التوظيف أو يشاركون في المقابلات، سيتمكنون من الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالثقافة على الفور، فلقد عاشوا خلال العملية وشاهدوا التغييرات تحدث أمامهم، وسيسمح لهم ذلك بصياغة قصص مثيرة للمرشحين للوظائف، وربما يمنح ذلك مؤسستك ميزة تنافسية لاقتناص المواهب الرائعة.

إقرأ أيضاً: 10 شركات ذات ثقافات تنظيمية رائعة

أهم شيء هو أنَّ شركتك قد تغيرت كثيراً في غضون عامين، ومن خلال الإنصات بتعاطف إلى موظفيك يمكنك التعرف إلى احتياجاتهم المتغيرة وما هو مطلوب من ثقافة مكان عملك لمساعدتهم على النمو، وتساعد هذه التعديلات الاستباقية على إثبات أنَّك كمنظمة تقدر موظفيك ومواهبهم ووقتهم، وإضافة إلى ذلك تزيد هذه التغييرات من صلة شركتك بسوق العمل؛ لأنَّك تكيفت تكيفاً فعالاً مع العالم المتغير من حولك.




مقالات مرتبطة