4 خطوات لإعادة الحياة إلى مسارها الصحيح

هل اختبرت شعور أن تكون في قمة أدائك وثقتك؟ وأنَّ كلَّ شيء يسير بأفضل حال؟ ثم ما يلبث أن يحدث أمر سيئ وتحتاج إلى العودة إلى المسار الصحيح.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون والكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في إيجاد المسار الصحيح واستعادة العطاء.

إليك بضعة أمثلة عن كونك في ذروة الأداء والإنتاجية:

  1. الاستيقاظ باكراً والذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية يومياً.
  2. كتابة 500 كلمة يومياً.
  3. التواصل مع الزبائن المحتملين يومياً.
  4. تدوين اليوميات باستمرار يومياً.
  5. عدم تناول وجبات سريعة غير صحية.

النتيجة: إنَّ كلَّ شيء يسير على ما يرام في حياتك، وهذا ينطبق على كلِّ الأشخاص الناجحين المنتجين الذين يدركون ما ينبغي فعله، ممَّا يمنحهم شعور السيطرة على حياتهم.

كما يقول المخرج الأمريكي وودي ألن (Woody Allen) "إنَّ نسبة 80% من النجاح مرتبطة بإثبات الوجود".

ثم فجأةً يحدث شيء ما يعرقل تقدمك، قد تكون مشكلة غير متوقعة تشوش ذهنك، أو رحلة دولية تفسد روتينك اليومي، وإذا بالأمور السيئة تحدث، وأنت عاجز عن إنجاز أيِّ شيء إنجازاً صحيحاً ولا ترغب في الذهاب إلى النادي الرياضي أو العمل؛ وإنَّما تشعر بالأسى على حالك.

مررت بهذه التجربة في الفترة الأخيرة بعد أن عدت من رحلة أسبوعين في تايلاند (Thailand)، وهذا هو النهج الذي اتبعته لأستعيد زمام السيطرة على حياتي:

أولاً: عدم المقاومة

عندما يسير كلُّ شيء على ما يرام، فأنت تسير مع التيار، وعندما تسوء الأحوال تراك تجدِّف عكسه، وجميعنا يعلم أنَّ هذا معدوم الجدوى؛ لذلك بدلاً من أن تشعر بالإحباط وتقسو على نفسك حاول أن تأخذ الأمور ببساطة؛ لأنَّ العالم لن ينتهي إذا توقفت عن عطائك لبعض الوقت؛ هذا يحدث لمعظم الناس المنتجين الذين أعرفهم.

إذا شعرت بأنَّك غير منتج اغتنم الفرصة بالنوم وتناول المثلجات والاسترخاء ولا تذهب إلى النادي الرياضي، ثم ستعود تلقائيَّاً إلى روتينك المنتج؛ لأنَّ انعدام الإنتاجية لوقت طويل سيئ جداً.

شاهد: 12 طريقة للعودة إلى المسار الصحيح عندما تسوء الأمور

ثانياً: إعادة إحياء الماضي لتعود إلى المسار الصحيح

عندما تحيد عن المسار الصحيح، فإنَّ الوقت يكون مناسب للعودة بالزمن إلى الوراء وتأمُّل الماضي واستحضار إحدى لحظات حالتك العقلية الممتازة حينما كان كلُّ شيء بخير؛ لذا حاول أن تكون دقيقاً، فعلى سبيل المثال أتذكر أنَّي كنت منذ فترة في مكتبي الجديد أتحدث مع المحاسبين عن الوضع الاقتصادي، وكنت قد اشتريت حينها شقة جديدة، وكنت مواظباً على التمرينات الرياضية يومياً ممَّا منحني شعور القوة والسيطرة وبدا كلُّ شيء بخير وأنا كنت بخير.

تأمَّل ماضيك وحاول تذكُّر أمراً مماثلاً، فقد يكون يوم ولادة طفلك، أو تخرجك من الجامعة، أو عندما حصلت على علاوة، أو سيارة جديدة، أو تقدمت للزواج وغيرها، وبعدها عليك أن تتخيل تلك اللحظة بعمق وتستحضرها بتفاصيل واضحة في عقلك، وتحاول أن تكون دقيقاً قدر الإمكان في تصوِّر رائحة عطرك ولباسك ووضعية جسدك حينذاك بتكرار الأمر مرات عديدة يومياً، ستشعر بأنَّك بخير وقوي من جديد، وتنتقل من دون سابق إنذار من الحزن إلى السعادة ومن الضعف إلى القوة.

ثالثاً: التركيز على الجهد بدلاً من النتائج

"قد لا تسير الأمور دائماً في مصلحتك، ولكن يجب ألا تتوانى عن بذل جهدك طوال الوقت"، هذا ما قاله لاعب كرة السلة السابق ورجل الأعمال الحالي مايكل جوردن (Michael Jordan).

تُعدُّ الرابطة الوطنية لكرة السلة NBA إحدى أطول المنافسات في العالم؛ إذ يستغرق الموسم العادي 6 أشهر، ويضم 82 مباراة باستثناء المباريات الفاصلة؛ حيث تؤثِّر عوامل عديدة في نتائج مباريات كرة السلة؛ لذلك بصرف النظر عن كفاءة الفِرق، فإنَّهم يخسرون معظم المباريات خلال الموسم.

من السهل أن تسمح للخسارة أن تسحبك إلى داخل دوامة السلبية، وهذا السبب في أنَّ معظم الفرق التي تخسر مرة تستمر في الخسارة، وهذا ما عبَّر عنه مدرب كرة القدم الأسطوري فينس لومباردي (Vince Lombardi) بقوله: "إنَّ الفوز عادة، وهذا للأسف حال الخسارة".

تعجبني هذه العقلية إضافة لفكرة مايكل جوردن في التركيز على المجهود؛ ولكنَّك عندما تكون في حالة من الروتين والركود يصبح من الأسهل عليك أن تركِّز على النتائج.

ربما يزداد وزنك أو تخسر المال أو لا تحقق النتائج المرجوة في العمل، ومع ذلك عليك ألا تنسى أنَّك ستجد المسار الصحيح مجدداً، وهذا يتطلب التركيز على الجهد لأنَّه الطريقة الوحيدة لاستعادة حياتنا المثالية ثم تأتي النتائج تلقائياً.

إقرأ أيضاً: 5 مشكلات تصيب الإنتاجية وطرائق التغلب عليها

رابعاً: تنظيم أيامك بدقة

إنَّ السؤال الوحيد الذي يجب ألا تطرحه على نفسك أبداً هو: "ماذا أفعل بعد ذلك؟"، فعندما تخطط وتنظم أيامك، فإنَّك تعرف ما ينبغي فعله، وهذا أمر بسيط جداً:

  1. انظر في أهدافك، وإذا لم يكن لديك أهداف قم بوضعها.
  2. فكِّر في الأنشطة اليومية التي عليك ممارستها لتحقيق هذه الأهداف.
  3. أدرج هذه النشاطات في التقويم.
  4. حدِّد الوقت المخصص للعائلة والأصدقاء والاسترخاء والقراءة وغيرها من الأنشطة.

لا تَدَع حديث الناس عن هوسك بالسيطرة يشغل بالك؛ فمعظم هؤلاء الأشخاص فارغين.

إقرأ أيضاً: 10 أشياء يجب أن تتخلى عنها لتعيد نفسك إلى المسار الصحيح

في الختام: تكمن العودة في البدء

نحن نحتاج أن نبدأ بالنشاطات التي تقربنا من أهدافنا؛ لأنَّنا وإن امتلكنا كلَّ الخطط والأهداف الموجودة في العالم، ولم نعرف كيفية السعي إلى تحقيقها فإنَّنا ضائعون، فكما قال السياسي الراحل دوايت أيزنهاور (Dwight Eisenhower) ذات مرة: "لا تعني الخطط شيء أمَّا التخطيط فهو كلُّ شيء".

هذا يذكرني بوجوب متابعة يومي، فقد كنت قد خصصت الساعة الماضية لكتابة هذا المقال، والآن بعد أن أنتهي منه يجب عليَّ الانتقال إلى المهمة التالية.




مقالات مرتبطة