4 استراتيجيات للحفاظ على الدوافع على الرغم من المِحَن

غالباً ما نشعر في خضم الأوقات الصعبة والمحن بأنَّنا نمر بأسوأ الأوقات على الإطلاق، ونشعر بأنَّ لا نهاية لها أبداً ولا يوجد مفرٌّ منها، ولهذا السبب دائماً ما نقول أشياء مثل: "لقد انتهت حياتي".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُقدِّم لنا فيه 4 استراتيجيات للحفاظ على الدوافع على الرَّغم من المِحَن.

بالطبع، هذا لا يعني أنَّك تبالغ؛ وإنَّما تفكيرك خاطئ، فمن الصعب علينا الحكم على أزمة ما في أثناء مرورنا فيها، لكن بعد انتهاء المهنة، يصبح الأمر أسهل بكثير، ويصبح بإمكاننا النظر إلى ما مررنا به ورؤية أنَّنا قد نجونا من تلك المحنة، وسوف ننجو أيضاً من الأشياء الصعبة التي سنواجهها في المستقبل، لكن عندما نواجه المرض أو المشكلات المالية أو المحن في علاقاتنا، نسارع في الاعتقاد بأنَّ هذه هي النهاية، وبمجرد أن نعلق في نمط تفكير سلبي، نفقد الدافع، وعندما نفقد الدافع، نستسلم.

إذاً، كيف يمكننا تجاوز ذلك؟ وكيف يمكننا الحفاظ على دوافعنا خلال الأوقات الصعبة؟ بالنسبة إلي، بعد أن مررت بكثير من المحن على الصعيدين الشخصي والمهني، تعلمت بعض الأشياء عن الحفاظ على الدوافع على الرَّغم من المِحَن.

إقرأ أيضاً: أقوال وحكم تساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة

إليك 4 استراتيجيات للحفاظ على الدوافع على الرَّغم من المِحَن:

1. القيام بشيء يُشعِرك بالرضى:

قد تسأل: "هل يُعَدُّ التسوق عبر الإنترنت من هذه الأشياء؟" والجواب هو: "كلا"، فجميعنا نعلم أنَّ شراء الأشياء يمنحك متعة مؤقتة، لكن هذا آخر شيء ستحتاج إليه في أثناء المحن؛ لأنَّك إذا كنت تبحث عن المتعة السطحية، فهذه المتعة ستدمِّر حياتك.

لذا بدلاً من ذلك، ابحث عن المتعة الدائمة، وإذا كنت لا تعرف ما يجب القيام به، إليك بعض الأشياء التي أحبها:

  • تنظيم نشاطات ممتعة مع الأصدقاء أو العائلة، وتجنب الأشخاص السلبيين، وإن كانوا أحد أفراد عائلتك.
  • قضاء يوم كامل في قراءة كتاب جيد.
  • الذهاب في نزهة طويلة سيراً على الأقدام أو الجري (لأكثر من 50 دقيقة).
  • الذهاب إلى الساونا.
  • الذهاب إلى المسبح للسباحة والاسترخاء.
  • كتابة ما تعلمته.
  • البدء في تعلُّم مهارة جديدة.

عليك زيادة إفراز مادة الدوبامين (dopamine) في جسدك، وللقيام بذلك يجب أن تكافئ نفسك (مرة أخرى، لا تشترِ أيَّ شيء)؛ بل افعل شيئاً يجعلك تستمتع بالحياة، وأنا أسعى إلى فعل شيء يشعرني بمقدار محبتي للحياة.

2. طلب المساعدة:

إنَّ البحث عن المتعة مهما كان مفيداً، هو أمر مؤقت فقط؛ لذلك لتجاوز المحن بنجاح، جميعنا نحتاج إلى نظام دعم.

لا تحاول أن تعيش حياتك وحدك، وإذا لم يكن لديك نظام دعم، فأنشئ واحداً، ابدأ مع عائلتك، وإذا كانوا لا يصلحون لذلك، فابحث عن أصدقاء في وضع مشابه لوضعك، وكذلك يُعدُّ وجود شريك حياة تثق به هام أيضاً.

لكن هذا ليس الشيء الوحيد، فإذا كنت تعاني، اطلب المساعدة من زملائك أو رئيسك في العمل، ولا تخف من تلقِّي العلاج، وفي كثير من الأحيان، يخجل الناس من طلب الدعم، لكن دعني أخبرك أنَّ لا أحد على وجه الأرض قوي بما يكفي ليخوض كلَّ المحن وحده، بالتأكيد، قد تكون قوياً بما يكفي للتعامل مع تحديات الحياة، لكن لا بدَّ أن يمر وقت معين تشعر فيه أنَّ الأمور تفوق طاقتك وعندها ستحتاج إلى المساعدة؛ لذلك اطلب المساعدة عندما يحين ذلك الوقت.

شاهد بالفديو: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع

3. كتابة أكبر مخاوفك:

"ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟"؛ إنَّ هذا السؤال واحد من أسئلتي المفضلة، لقد تعلمته منذ سنوات من كتاب الطبيبة النفسية الأمريكية سوزان جيفرز (Susan Jeffers) الكلاسيكي، الذي يحمل عنوان "استشعر الخوف وأقدم على ما تخاف" (Feel The Fear And Do It Anyway).

لذلك، عندما تصبح الأوقات صعبةً، اطرح على نفسك هذه الأسئلة:

ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ هل ستقتلك هذه الأشياء؟ على الأغلب لن تفعل، وسيجعلنا هذا التمرين ندرك مدى خوفنا وعدم عقلانيتنا؛ لذا ما عليك سوى طرح هذه الأسئلة وقضاء بعض الوقت في التأمل فيها، وبالنسبة إلي إنَّني أفضِّل الكتابة في يومياتي لأنَّ الكتابة تعني التفكير، وعندما تفعل الأمرين كليهما، ستصبح أقوى وأكثر حكمة.

4. إنشاء خطة:

"ماذا ستفعل حيال ذلك؟"؛ إنَّ هذا السؤال من أحد أسئلتي المفضلة عند التعامل مع المحن أيضاً.

بالطبع، لن يساعدك الجلوس في المنزل والشعور بالأسف على نفسك، فجميعنا نعلم ذلك؛ لكنَّنا نشعر بالعجز؛ لأنَّنا اعتدنا التفكير السلبي، وأنا لم أكن مختلفاً في ذلك، لكن في السنوات الأخيرة، تعلَّمت تبنِّي عقلية نشطة؛ أي عندما أفقد الدافع إمَّا أنشئ قائمة بالأشياء التي أريد القيام بها أو أضع بعض الأهداف الجديدة لنفسي وبعد ذلك أبدأ بالعمل عليها، فعندما تنشئ خطة ما، فأنت تنظر إلى المستقبل، وعندما تتخيل مستقبلاً أفضل، ستبدأ في الشعور بتحسن.

إنَّ السبب وراء هذه الاستراتيجية هو تحفيز المواد الكيميائية المسؤولة عن السعادة مثل السيروتونين (Serotonin) والدوبامين تماماً كما في الاستراتيجية الأولى، وإن لم تفتقر إلى الدافع، من الجيد أن تنظر إلى أهدافك بانتظام؛ لذا استمر في تذكير نفسك بالوجهة التي تقصدها، والأهم من ذلك، ما هو سبب توجُّهك إليها، فهذا سوف يعطيك الدافع.

إقرأ أيضاً: اجعل الأوقات الصعبة حافزاً لك

في الختام:

ضع نصب عينيك المستقبل، ولا تتوقف حتى تموت ولا تنسَ الاستمتاع بعملية الوصول إلى وجهتك فهي الجائزة الكبرى.




مقالات مرتبطة