4 أمور عليك التخلي عنها لتتمتع بالحرية الشخصية

الحرية الشخصية الحقيقية هي أن تعيش على طبيعتك، وتفعل ما تريد، وتقضي الوقت مع مَن تحب، وهذا حلمٌ بعيد المنال بالنسبة إلى معظمنا؛ فنحن مقيدون بالتزامات لا رغبة لنا فيها مطلقاً، فلماذا نستمر في عيش حياة لا نريدها؟



نحن نعيش حياةً يسودها الخداع لأنَّ الحقيقة مؤلمة للغاية، لكن لا أحد يرغب في العيش هكذا، وكما قال الفيلسوف الرواقي إبكتيتوس (Epictetus) ذات مرة: "مَن ذا الذي يتمنى عيش حياةٍ مليئة بالخداع، متعثراً فيها، مخطئاً ومتذمراً وتعيساً وغير منضبط؟ بالتأكيد لا أحد؛ فهؤلاء هم الضعفاء من الناس ممن لا يعيشون الحياة التي يحلمون بها؛ ولهذا لا أحد منهم حر".

نُدرك جميعاً أنَّ كلَّ شيء في الحياة له ثمن، فما ثمن الحرية الشخصية؟ إذا كنت تريد العيش بطريقتك الخاصة وفِعل ما يحلو لك، عليك التخلي عن الأمور الأربعة الآتية:

1. الأكاذيب:

يجب أن يتحرر الباحث عن الحقيقة من الخداع والأكاذيب والسلبية، ويرى كلَّ شيء على حقيقته، تذكَّر أنَّ الحقيقة تجعلك أقوى؛ إذ نختبئ من الواقع في كثيرٍ من الأحيان، ونرفض أن نواجه مشكلاتنا؛ لكنَّها ليست مشكلات؛ بل هي الحقيقة ببساطة، فلماذا قد تكون الحقيقة مشكلة؟

ينتابنا جميعاً إحساس داخلي بالوحدة، ونشعر بأنَّنا مقيدون وقلقون؛ لكنَّها الحقيقة تحاول التحرر منك؛ لذا كن صادقاً مع نفسك دائماً، فإذا كان ثمة أمر يضايقك، تعامَل معه ولا تتجاهله أبداً؛ فبهذه الطريقة ينتهي حال معظم الناس في علاقاتٍ تُدمِّر حياتهم، ويصعب عليهم النظر إلى أنفسهم في المرآة، ويستسلمون للحياة فلا يتخذون أيَّ إجراء لتغييرها، ويموتون نادمين؛ لذا تخلَّ عن الأكاذيب، واتبع طريق الحقيقة بدلاً من ذلك، فهذا كفيلٌ بأن يُحررك.

2. الراحة:

قد يبدو هذا الأمر مخالفاً للتوقعات في البداية، فمعظم حياتنا مكرسة للبحث عن الراحة وتجنُّب المعاناة؛ لكن عليك القيام بخلاف ذلك تماماً، فهذا ثمن الحرية الشخصية، فعندما تتقبَّل المعاناة وتواجهها، لا شيء يمكن أن يسلبك راحة البال، وبصرف النظر عمَّا تواجهه في الحياة، فأنت تعلم أنَّك قادرٌ على تجاوزه.

الموت والحسرة والحزن والتنمر، والخوف من المجهول، والمرض والأذى والإفلاس، وفقدان الأصدقاء والوحدة والانفصال والألم الجسدي، تلك هي الأمور التي تحاول تجنُّبها بشكل أساسي.

نتجنَّب المعاناة لأنَّها تُشعرنا بالضيق، وخوفنا من ذلك هو سبب ألمنا، لكن عندما تُرحب بها، ستجد أنَّ المعاناة لا تدوم، ولن تُدمِّر حياتك؛ بل ستجعلك أقوى في الحقيقة.

ابتسم في المرة القادمة التي تواجه فيها مشكلة، وواجه الأمر بقوة وكن حراً، واحرص على مواجهة الأمور الصعبة في حياتك باستمرار، وذكِّر نفسك بالتخلي عن دِعَة الحياة.

إقرأ أيضاً: 7 أنواع للراحة لتحصل على أقصى فائدة من طاقتك

3. القلق بشأن المال:

المال محور الكون، هذا ما يقوله الناس، وهذه هي الحقيقة، فلا يمكنك فعل شيء دونه؛ لكنَّنا نخشى نفاده، وهذا خوفٌ لا داع له مطلقاً؛ لذا عليك القيام بأمرين للتغلب على قلقك بشأن المال:

  1. اكتساب مهارات تُدِرُّ عليك دخلاً.
  2. ادخار أقصى ما تستطيع من المال.

أنت حرٌّ باختيار العمل الذي تريده، فإذا كنت تمتلك مهارات ثمينة وتعمل على تطوير نفسك باستمرار، فلن تكون عاطلاً عن العمل أبداً، وبالمقابل إذا بالغت في التمسك بعملك، ستهمل نفسك.

لكن تذكَّر دائماً أن تعمل لتحقيق ذاتك، فحياتك المهنية مسؤوليتك، وعليك التفكير في نفسك أولاً؛ فهذا أفضل من أن تكون شخصاً يُنفِّذ دائماً ما يقال له؛ فالأول يسعى دائماً إلى تطوير نفسه، أمَّا الأخير فيستسلم للوضع الراهن.

وفِّر المال كي تملك خيار الاستقالة من أيِّ عمل لا يُناسبك؛ فهذه هي الحرية الشخصية؛ فأنت تعمل لأنَّك تريد أن تجعل من نفسك شخصاً مفيداً، ليس لأنَّك مضطر إلى ذلك.

4. الأشخاص الذين لا تتفق معهم:

لا أحد يستطيع النجاح وحده، فأنت تُنجز أفضل بوجود أشخاص طيبين من حولك؛ لكنَّ المشكلة هي أنَّنا نحيط أنفسنا بأشخاص لا يشبهوننا، ونُحافظ عليهم في حياتنا خشيةَ الشعور بالوحدة، وهذا يتناقض مع مفهوم الحرية.

يقضي الشخص الحر وقتاً مع أشخاص يتشارك معهم القيم ذاتها، فيوجد الملايين من الناس من حولك؛ لذا ابحث عمن يشبهك، وتخلَّ عمن ليس كذلك؛ فإذا كان شريكك شخصاً سلبياً ويحب الشكوى، ستعيش أسير طِباعه، لا تخشَ الوحدة، فذلك أفضل من أن تكون على علاقةٍ بأشخاص يستنزفون كلَّ طاقتك، تذكَّر أنَّك لا تستطيع تغيير الناس ومن الأفضل أن تتقبَّل هذه الحقيقة.

بدلاً من الاختلاف مع أشخاص لا يشبهونك، أنشئ مجموعة دعم وابحث عن أشخاص ترغب في تقديم الدعم لهم، ومستعدين لدعمك بالمقابل.

شاهد بالفديو: 8 طرق لتحقيق التنمية الذاتية باستمرار

الحرية الشخصية تمنحك القوة:

عندما تعيش وفقاً لقواعد الآخرين، فأنت لست حراً؛ فنحن نتصرف بطريقة معينة؛ لأنَّنا نعتقد أنَّ هذا ما يجب فعله؛ فترانا نقضي الوقت مع أشخاص لا نُحبهم، ونقوم بعمل لا نُجيده، ونستمر في علاقات مع أشخاص لا نتفق معهم.

يحدث كلُّ ذلك؛ لأنَّنا نجهل قوَّتنا؛ لكنَّ حياتك صنع قراراتك، وكلُّ ما حدث لك عائد لقرارات قد اتخذتها، فعندما تحيا حياةً تعيسةً، فهذا من صنع يديك، فأنت تملك القوة المطلقة لتعيشَ بالطريقة التي تريدها، والشخص الذي يعتقد خلاف ذلك جبان، يختلق الأعذار واحداً تلو الآخر.

تستطيع أن تكون حراً، وتقرر ما تريد فعله، فإذا كنت لا تُفضِّل الخروج مع أشخاص معينين، تجاهلهم، وإذا كنت تكره عملك، ابحث عن عملٍ آخر، وإذا كانت مدينتك لا تروق لك، انتقل إلى أخرى؛ فالأمر بهذه السهولة؛ لكنَّ ذلك لا يعني أن تفقد صبرك وتتخلَّى عن كلِّ شيء، تذكَّر أن تسعى دائماً خلف الحقيقة، ولا تخشَ القيام بأمور صعبة إذا لم تكن راضياً عن حياتك، فتغييرُ العمل أو المدينة ليس الحل المنشود.

في الختام:

الحرية الشخصية تعني أن تملك السلطة الكاملة على حياتك، ويستحيل أن تكون حراً ما لم تُدرك ذلك؛ لذا غيِّر الطريقة التي تنظر بها إلى الحياة، وأيَّاً كان ما تقوم به، افعله برغبةٍ صادقةٍ، وعش حياةً كريمةً، وتخلَّ عن الكلام الفارغ، وابحث عن الحقيقة وتقبَّل المعاناة، وواجه الأمور الصعبة وادَّخر المال، وابنِ علاقات حقيقية؛ فهذا هو ثمن الحرية والأمر يستحق ذلك.

What Is Personal Freedom_ 4 Things I Gave Up To Be Free




مقالات مرتبطة