4 أشياء يمكن لأي مدير تنفيذي في شركة ناشئة تعلمها من معلِّم

بصفتي مُدرِّسةً سابقةً في مدينة "نيويورك" أتقنتُ فيما بعد ريادة الأعمال، فقد وظَّفتُ علم التعلم لبناء شركتي الناشئة الناجحة وتنميتها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن رائدة الأعمال "مارا كوفمان" (Mara Koffmann) والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها مع التعلم.

إذا كان هناك شيء واحد لا بُدَّ لرائد الأعمال من معرفته، فهو أنَّ التعليم هو جوهر كل عمل تجاري ناجح، وبصفتي مُدرِّسةً سابقةً تحولتُ إلى ربة عمل متخصصة في التدريس، فأنا أعرف ذلك تماماً، على الرغم من أنَّني لم أتخيل أبداً أنَّني سأكون مديرةً تنفيذيةً لشركة ناشئة، إلا أنَّني كنتُ أعلم أنَّ السنوات التي قضيتُها في دراسة علم التعلم إلى جانب الكثير من الأمور، هيَّأَتني لبناء مشروع تجاري ناجح، وفيما يلي أربعة أشياء يمكن لكل صاحب عمل حديث العهد تعلُّمها من معلِّمه:

1. التنظيم أساسي للتعلم:

التدريس والتعلم يقومان بشكل أساسي على التخطيط، فانطلاقاً من إعداد جدول زمني لمدة وكيفية تقديم مهارات جديدة وصولاً إلى وضع مواد لتوصيل المفاهيم وتقييم الفهم بوضوح، يعتمد المعلمون اعتماداً كلياً على الخطط، فالآن، وبصفتي رائدة أعمال، فإنَّ الأنظمة التنظيمية هي الأساس لكل ما أقوم به، بالاعتماد على إعداد لوائح بالمهام اليومية الواجب إنجازها، ومجموعة من الموارد لإدارة المشاريع الكبيرة ومواعيد الانتهاء من إنجاز العمل، يمكنني أن أكون على بيِّنة من الوقت المناسب للقيام بعملي وكيفية القيام به وفهم نقاط القوة وإدراك التحديات التشغيلية التي تعترض نشاطي التجاري، وبهذه الطريقة، يمكنني أن أحدد تحديداً أفضل أهدافاً أكثر واقعيةً وقابلية للتنفيذ وذات مغزى، لتخصيص مواردي ووقتي الثمين على نحوٍ أكثر فاعليةً.

إقرأ أيضاً: كيف تنظّم حياتك بالشكل الصحيح بعيداً عن الفوضى

2. إعطاء الأولوية للتواصل في كل ما تفعله:

بمجرد أن بدأتُ بإعداد الدروس بمشاركة طالبي في الفصل الدراسي، أدركتُ أنَّه لاتخاذ قرارات عمل ذكية، أحتاج إلى مشاركة الأفكار مشاركةً مدروسةً والأخذ بآراء مَن هم في محيطي، ولهذا السبب عليَّ أن أعرف قنوات الاتصال التي أستخدمها، وأفكر في العواقب التي من الممكن أن تعترض طريقي، وأسعى إلى تعلُّم حُسن الإنصات؛ إذ إنَّ الالتزام بذلك من شأنه منحي رؤية مدروسة لما يحبه المجتمع في العمل الذي نقوم به، واكتشاف أين يمكن تحسينه، إضافةً إلى أنَّه عند وقوع خطأ ما - وهو ما سيحدث - فإنَّ التعزيز المسبق لمهارات التواصل وما يخلقه من علاقات سيساعدني على حل تلك المشكلات حلَّاً أكثر سلاسةً.

3. التحلي بالمرونة:

نادراً ما تسير الأمور داخل المدرسة وفقاً لما هو مخطط، فالتدريس أجبرني على تعلُّم التفكير وأنا دائماً متنبهة للتحديات كافةً والبحث دائماً عن الحلول البديلة، فالأمر ليس مختلفاً في مجال العمل؛ بل أسعى دائماً إلى النظر إلى منتجاتنا وخدماتنا من زوايا مختلفة، لبناء حلول وأخذ مجال واسع من المستخدمين بالحسبان، وأنا على دراية أنَّه بغض النظر عن مدى تخطيطي ودرجة جودته، لا شيء يجري على الإطلاق كما هو متوقَّع في حال لم يكن هناك مجال للتنبؤ أو إذا جرت الأمور على نحوٍ سيئ أو ظهرَت أوضاعٌ طارئة - تفشي جائحة كوفيد -19، على سبيل المثال - إلا أنَّه في ظل العمل المنظَّم ووجود خطة للتواصل، فإنَّ ما أتمتع به من مرونة معرفية يمكِّنني من التكيف بسهولة أكبر مع ما هو غير متوقَّع.

إقرأ أيضاً: 4 أسباب تجعل المرونة مهارة شديدة الأهمية

4. لا مفرَّ من الأخطاء:

من الجدير بالذكر أيضاً أنَّ الأخطاء ستقع بغض النظر عن مدى ما أتحلى به من مرونة في التنظيم والتواصل، وهذا ليس أمراً سيئاً، فهكذا هي الحياة، ومع ذلك فإنَّ تقبُّل هذه الأخطاء وإدراك أنَّها مجرد فرص للتعلم هو ميزة جوهرية بالنسبة إلى أي شخص، وخاصةً بالنسبة إلى رائد الأعمال؛ حيث إنَّها تَصُبُّ في صلب ما تسميه عالمة النفس الأمريكية "كارول دويك" (Carol Dweck) "عقلية النمو"، وهو الإيمان بأنَّ بذل الجهد هو الطريق إلى النجاح، والعقبات الحتمية التي نواجهها هي فرصة لتعلُّم تنفيذ العمل على نحوٍ أفضل، وهذا ما قلتُه لطلابي فيما يتعلق بمواجهتهم للتحديات في الفصل الدراسي، وهذا هو الشعار الذي أعتمد عليه في حياتي وأنا أبني عملي.

إقرأ أيضاً: 4 أخطاء يرتكبها رواد الأعمال بشكلٍ دائم

في الختام:

بصفتنا رواد أعمال، نقوم بتصميم منتجات جديدة، ومعالجة المشكلات على نحوٍ مختلف لأنَّ في إمكاننا رؤية الإمكانات والمسارات المتاحة لإيجاد حلول فريدة، وإنَّها عملية فوضوية بطبيعتها، إلا أنَّ استيعاب التحديات وما تخلقه من فرص للتعلم هي الطريقة الوحيدة لتخطِّي العديد من العقبات التي من المؤكد أنَّها ستعترض طريقنا، ولحسن الحظ، جميعنا متعلمون بالفطرة، وأذهاننا تتوق إلى التغلب على التحديات من خلال التعلم، وبناءً على ذلك، كلما زاد عزمنا على التعلم من العقبات المستمرة التي تواجهنا في بناء الأعمال التجارية، نجحنا في تحقيق رؤيتنا للحياة.

المصدر




مقالات مرتبطة