4 أشياء يجب وضعها في الحسبان عند التحدث مع طفلك

تتطور الأبوة باستمرار، ويتغير أطفالنا بسرعة كبيرة، وينمون ويتعلمون ويصبحون أكثر استقلالية؛ لذا كان لزاماً علينا أن نتغير أيضاً. وبالنظر إلى الأفكار والمنتجات والمخاطر الجديدة الموجودة في العالم من حولنا، يمكن لتواصلنا مع أطفالنا أن يبني علاقتنا بهم أو يهدمها، وهذا سيؤثر في كيفية تفاعلهم مع العالم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة إميلي أنسيل إيلفر (Emily Ansell Elfer)، وتحدِّثنا فيه عن 4 أشياء لوضعها في الاعتبار عندما نتحدث إلى أطفالنا.

قد يكون التحدث إلى أطفالنا أمراً مخيفاً؛ إذ إنَّ التحدث إليهم بطريقة تحافظ على علاقتك بهم يمكن أن يؤثِّر تأثيراً كبيراً، حتى لو لم يكن طفلك سعيداً بالحديث في ذلك الوقت.

ما يجب على الآباء مراعاته عند التحدث إلى أطفالهم:

فيما يأتي أربعة أشياء يجب وضعها في الاعتبار عند التحدث إلى طفلك، وقد قمتُ بتنظيمها على نحو يساعدك على تذكُّر الأشياء الهامة، حتى في أكثر اللحظات حرجاً؛ إذ يتعلق الأمر برمته بإبقاء التواصل متاحاً، وكل ما عليك فعله هو التحدث إليهم:

1. النبرة:

تُعد نبرة صوتك هامة للغاية عند مناقشة شيء ما مع طفلك؛ إذ تُنقل كثيرٌ من المعاني في نبرة الصوت، أكثر بكثير من الكلمات التي تقولها، وقد وجد الباحثون في إحدى الدراسات المنشورة في المكتبة الوطنية للطب (National Library of Medicine)، أنَّه يمكننا معرفة مزيدٍ من الأشياء عندما نسمع نبرة الصوت، وفي حين أنَّنا نصحح نبرة صوت أطفالنا في كثير من الأحيان، لكن ما مدى تفكيرنا في نبرة صوتنا؟

يحتاج أطفالنا إلى أن نكون حازمين معهم، غير أنَّ نبرة صوتنا إمَّا أن تلفتهم إلى ما نقوله، أو أن تجعلهم لا يكترثون أبداً؛ لذا فإنَّ استخدام نبرة محترمة ولطيفة، لكن حازمة، يعزز الهدوء لدينا ولدى أطفالنا أيضاً.

بعيداً عن مناقشة أطفالنا، وخاصةً إذا كان النقاش يهدف إلى التصحيح، قد يتذكر أطفالنا ما قلناه، لكنَّهم سيتذكرون ما شعروا به في أثناء ذلك بكل تأكيد؛ إذ إنَّ شعورهم بعد أن نتحدث إليهم إمَّا سيلهمهم العودة إلينا بأسئلتهم ومشكلاتهم وأفراحهم، أو سيجعلهم يريدون الاختباء منَّا، ويمكن لتغيير بسيط في النبرة أن يغير علاقتنا بأطفالنا.

2. العمر:

يلعب عمر الطفل الذي تتكلم معه دوراً كبيراً في كيفية التحدث إليه؛ إذ تتغير نبرتك الافتراضية معهم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ.

على سبيل المثال، نستخدم نبرة توجيه لطيفة عند التحدث إلى الأطفال الرضع والأطفال الصغار، ونُضطر في بعض الأحيان إلى استخدام النبرات الغاضبة أو الشديدة مع أبنائنا المراهقين، ولا عجب في أنَّ المراهقين قد يستجيبون لنا بقسوة أكبر.

يتمتع الأطفال في هذه الأيام بوصول أكبر إلى المعلومات مقارنة بالأجيال السابقة، لكنَّهم قد لا يكونوا قادرين على فهم المحتوى بشكل كامل، فقد يكون لديهم أسئلة عن موضوعات أكثر حساسية في سن مبكرة لمجرد أنَّهم عرفوا بعض المعلومات.

لذا من الهام التحدث إلى أطفالنا عن جميع الموضوعات على المستوى المناسب للعمر، ويمكن تقسيم أيِّ موضوع تقريباً إلى أجزاء أصغر ليسهل على أطفالنا فهمه؛ لذا تجنب التفاصيل التي تفوق تفكيرهم أو التي لا يحتاجون إليها في سنهم.

ليس العمر الزمني العامل الوحيد الهام، فعمر النمو ضروري أيضاً؛ إذ إنَّ التفكير فيما يمكن أن يفهمه أطفالنا سيوجهنا إلى الأمام.

شاهد بالفيديو: 8 ممارسات لتزرع الثقة في نفس طفلك

3. الإصغاء:

إن كان الشيء الوحيد الذي نهتم به عند التحدث إلى أطفالنا هو إصغاؤهم إلينا، فهذا يعني أنَّ لدينا مشكلة؛ وذلك لأنَّنا بحاجة إلى الإصغاء إليهم أيضاً.

من الممكن أن يكون السؤال عن شعورهم حيال ما قلناه لهم، فكرة جيدة؛ إذ يبني تشجيعهم على مشاركة أفكارهم والإصغاء إليها باهتمام، تقدير الذات والثقة والتفهُّم، وأضف إلى ذلك أنَّه طريق ذو اتجاهين، فعندما نصغي إلى أطفالنا، نشجعهم على الإصغاء إلى ما نقوله أيضاً، وتُعد القيادة بالقدوة أكثر فاعلية بكثير من الإلحاح عليهم وإخبارهم بما يجب وما لا يجب عليهم فعله.

4. المعرفة:

اعرف نفسك واعرف ابنك واعرف ما الذي تتحدث عنه؛ إذ تأتي أسئلة الأطفال  في كثير من الأحيان في أغرب الأوقات التي يمكن أن يتخيلها عقلك.

اعرف نفسك: هل أنت من الآباء الذين يشعرون بالإحراج بسهولة عندما يسألهم أطفالهم سؤالاً حساساً؟ إذا كان الأمر كذلك، فاتخذ التدابير اللازمة مسبقاً لمثل هذه الأوقات الصعبة؛ أجرِ أبحاثك، وجهِّز رداً مسبقاً لكي تكون جاهزاً عندما يحدث ذلك؛ لأنَّه سيحدث عاجلاً كان أم آجلاً.

اعرف طفلك: هل هو من الأطفال الذين يسألون الكثير من الأسئلة؟ هل يحتاج إلى اكتشاف الأشياء بنفسه؟ هل يكبت كل شيء في داخله؟

يمكن للإجابة عن هذه الأسئلة أن تساعدك كثيراً على معرفة كيفية التحدث إليهم؛ إذ يحتاج بعض الأطفال إلى آبائهم ليمسكوا بهم، بينما يحتاج بعضهم الآخر إلى أن يُتركوا وحدهم حتى يصبحوا مستعدين للتعامل مع آبائهم بشروطهم الخاصة.

على سبيل مثال: هل يعاني طفلك من مرض التوحد؟ هل لديه أسئلة عن تنوعه العصبي أو تشخيصه؟ ابحث عن كيفية التحدث إليه عن ذلك حتى قبل أن يسأل.

اعرف ما الذي تتحدث عنه: إذا انتظرت حتى يسألك طفلك أو حتى تشعر أنَّه مستعد للتحدث عن موضوع معيَّن قبل معرفة الحقائق عن ذلك الموضوع، فسوف تتعثر بالكلام، وأعتقد أنَّ الآباء يتوقفون في بعض الأحيان عن العمل التحضيري لاكتساب المعرفة حالما تنتهي مرحلة الحمل.

يمكننا مساعدة أسرتنا من خلال البحث عن الموضوعات مسبقاً، وكيفية طرحها، ومتى يجب طرحها، وأحدث العلوم، وما إلى ذلك، وبعد ذلك، سنعرف على الأقل ما نتحدث عنه عندما يحين الوقت؛ إذ إنَّ الفكرة هي معرفة ما تحتاج إلى معرفته قبل أن تحتاج إلى معرفته حتى.

ماذا لو أخطأت؟

لا يُوجد كمال في الأبوة، ولحسن الحظ، يحبنا الأطفال ويكونون قادرين على التكيف معنا بصرف النظر عمَّا إذا كنَّا نفعل ذلك على نحو صحيح أم لا، لكنَّنا بعض الأحيان، نستسلم للشعور بالفشل.

إليك نصيحتين إذا شعرت بالفشل:

1. اعتذر:

قد تكون أهمية هذه النقطة أكبر من أن يُعبَّر عنها بالكلام، لكن عندما تخطئ، اعترف بذلك؛ إذ يجب أن يرى أطفالنا أنَّنا نعترف بأخطائنا، وأنَّ لدينا الاحترام لتقديم الاعتذار، وأنَّنا نلفت الانتباه إلى المكان الذي نحتاج إلى التغيير فيه.

في كثير من الأحيان، نقضي يومنا في التحدث مع أطفالنا بطريقة غير لطيفة، أو الأسوأ من ذلك، في تبرير الإساءة، وهذا ليس بالأمر الجيد، بل هذا هو الفشل الأبوي الحقيقي؛ لذا يبني تقديم الاعتذار إلى أطفالنا ثقتهم، ويسمح لهم برؤية إنسانيتنا، ويلهمهم تقديم الاعتذار عندما يكونون على خطأ أيضاً؛ مرةً أخرى، كن قدوةً لهم.

بعد أن ندرك ونعترف بأخطائنا، فإنَّ إظهار استعدادنا للتغيير أمام أطفالنا أمرٌ أساسي، ويتضمن ذلك إظهار استعدادنا للعمل الجاد للتأكد من أنَّنا نغيِّر ما نحتاج إلى تغييره، ولا بأس بالسماح لهم برؤية الصعوبات التي نواجهها في سبيل ذلك.

إقرأ أيضاً: لماذا لا يقدر بعض الناس على قول كلمة "آسف"؟

2. سلِّط الضوء على التقدم الذي يحرزه طفلك:

دع طفلك يعرف أنَّك تلاحظه عندما يقوم بشيء جيد، ودعه يعرف أنَّك تحتفي بتقدمك أيضاً؛ إذ إنَّ الفخر بأنفسنا لا يقل أهمية عن الفخر بأطفالنا.

في كثير من الأحيان، يساعد المعالجون الأشخاص البالغين على فهم الجروح التي تركها آباؤهم فيهم من خلال مساعدتهم على رؤية إنسانية والديهم، وهذا يسمح لهم بفهم الصعوبات التي واجهها أهلهم بطريقة جديدة، وغالباً ما يؤدي إلى التسامح.

سيجعلهم هذا الأمر يتقدمون بسنوات ضوئية على الجيل السابق؛ ليس بالوقت فحسب، لكن بالفكر والتوازن والحياة والحب.

إقرأ أيضاً: 10 طرق لاكتشاف المواهب التي يتمتع بها الطفل

في الختام:

نتحدث إلى أطفالنا أكثر من أيِّ شيء آخر، والطريقة التي نتحدث إليهم بها هامة جداً، والتحضير لذلك أمرٌ ضروري جداً بصرف النظر عن مرحلة الأبوة التي نكون فيها، وابتداءً بتعليمهم كيفية المشي إلى التحدث إليهم عند أول صدمة وما بعدها، فإنَّ صوتنا هو الصوت الذي سيكون في رؤوسهم إلى أن يجدوا صوتهم الخاص.

عند التحدث إليهم، يمكننا أن نتذكر استخدام النبرة الصحيحة والمستوى المناسب للعمر والإصغاء ومعرفة ما نحتاج إلى معرفته؛ إذ يمكن أن يكون التحدث إلى أطفالنا فعَّالاً وأن يكون أفضل أداة لدينا لبناء علاقتنا بهم.

المصدر




مقالات مرتبطة