4 أسباب لكون الامتنان مفتاح السعادة

قد تبدو السعادة بعيدة المنال أحياناً، بالأخص في الأوقات الصعبة، لكن يوجد هناك طريقة رائعة للوصول إلى الرضا والسعادة والإيجابية، وهي الامتنان. توضح الدراسات بأن الامتنان مرتبط مع جميع أشكال الإيجابية مثل الرضا في الحياة والسلامة والسعادة.



من المنطقي أن يكون هناك الكثير من المعلومات حول السعادة. حيث إنَّ السعادة شيء تقدره جميع المجتمعات حول العالم، كجزء أساسي من التجربة الإنسانية، حيث تُعدُّ السعادة حقاً مشروعاً في دستور الولايات المتحدة الأميركية. يبحث العلماء في الامتنان لصلته الوثيقة بالصحة العقلية والنفسية أيضاً، لكنَّ السحر الحقيقي يكمن هنا بأنَّ كليهما مرتبطان ببعضهما بطريقة إيجابية. ترتبط كُلٌّ من السعادة والامتنان بالتكوين الوراثي للإنسان؛ لذا فإنَّ خياراتك هامة، وهي تتواجد بشكل مثير للاهتمام في حمضك النووي.

من الغريب أنَّ السعي للحصول على السعادة وحدها، قد يجعلك أقل سعادة؛ وذلك لأنَّ السعي خلف السعادة، غالباً يجعلك تركز على ما ليس لديك، حيث إنَّ السعي خلف شيء ما يُشعرك دائماً بأنَّك لا تمتلكه. ومن ناحية أخرى، عندما تزرع الامتنان في نفسك، يؤدي هذا إلى الحصول على سعادة أكبر، وإليك الأسباب:

1. العلاقات الإنسانية:

وجدت الدراسات في جامعة مونتانا أنَّ الأشخاص الذين يبدون الكثير من الامتنان يميلون إلى الحصول على سعادة أكبر. إنَّ هذا مرتبط بشكل أساسي بطريقة تأثير الامتنان بالعلاقات الإنسانية. يميل الناس إلى الشعور بإيجابية أكبر حول أنفسهم والآخرين عندما يعبِّرون عن الامتنان أو يتلقونه من غيرهم. إنَّ لهذا علاقة بالمعنى الإيجابي الذي نربطه بالامتنان. في الحقيقة، وجدت جامعة نيو ساوث ويلز (University of New South Wales) أنَّه عندما يسمع الناس شخص ما يعبِّر عن الامتنان، فإنَّهم يشعرون بأنَّهم يقدرون على تكوين علاقة جيدة مع هذا الشخص.

شاهد بالفيديو: 10 أمور بسيطة تزيد من سعادتك

2. التجارب والمادية:

يرتبط الامتنان والسعادة بطريقة قضائنا لوقتنا وصرفنا للمال. بحث الباحثون في جامعة كورنيل (Cornell University) في أكثر من 1200 من التغذيات الراجعة التي قدمها الناس على الإنترنت، ووجدوا أنَّه عندما قدَّم الأشخاص مراجعات إيجابية لتجربة ما، شعر معظمهم بالسعادة أكثر مما شعروا بها عندما قدموا مراجعات عن المشتريات. تتطلب تجربة التقدير معالجة عميقة للتفكير بالحدث واسترجاعه، وعندما تكون الأحداث إيجابية، فإنَّ هذا يعزز السعادة. بالإضافة إلى ذلك، نستمتع غالباً بالتجارب مع الآخرين وفي الوقت الذي نقضيه سويةً؛ لذا يساهم تعزيز العلاقات والمشاركة فيها بفاعلية بدوره في تعزيز السعادة.

ترتبط السعادة والامتنان ببعضهما من الناحية المادية أيضاً، حيث وجدت دراسة في جامعة بايلور (Baylor University) أنَّه عندما يركز الأشخاص على امتلاك واستهلاك أشياء أكثر، يكونون بالتالي أقل سعادة. ويعود سبب ذلك غالباً إلى أنَّهم يركزون على الشيء الذي لا يمتلكونه، بينما الأشخاص الأقل ماديةً يكونون أكثر امتناناً وأكثر سعادةً، وذلك لأنَّهم يشعرون بأنَّهم يمتلكون ما يكفي، وبالتالي يصبحون سعداء أكثر.

رأى القدماء أيضاً أنَّ الامتنان مرتبط بالممتلكات؛ إذ قال أبقراط (Epicurus): "لا تفسد ما لديك برغبتك بشيء لا تملكه، وتذكر بأنَّ ما تمتلكه الآن كان يوماً ما شيئاً تمنيت الحصول عليه".

إقرأ أيضاً: 7 طرق تعلمك الامتنان وتساعدك على النمو

3. العطاء:

وجدت دراسة في جامعة كورنيل أيضاً أنَّه عندما ينظر الناس إلى تجاربهم السابقة بإيجابية، يكونون أكثر ميلاً للتصرف بإيثار تجاه الآخرين. يعزز الامتنان السعادة، ويلهم النية في مشاركة السعادة مع المجتمع.

يساعد التعبير عن الامتنان أيضاً على التنبؤ بالمزيد من السعادة. وجدت دراسة أجرتها جامعة كينت (Kent) أنَّه عندما يعبِّر المزيد من الناس عن الامتنان، يؤدي ذلك إلى نشر مزيد من السعادة.

4. مكونات وراثية:

لعلَّ أكثر بحث مثير للاهتمام هو البحث الأخير، والذي يؤكد بأنَّ كِلا الامتنان والسعادة يرتبطان بالوراثة. أكد الكاتب جوناثان هيديت (Jonathan Haidt) أنَّ السعادة بشكل رئيسي هي نتيجة مكون وراثي، بالإضافة إلى المواقف والاختيارات. وجد بحث جديد من جامعة أركنساس (University of Arkansas) أيضاً دليلاً للامتنان، فعندما يكون لدى الناس العامل الوراثي للامتنان، يكونون أكثر امتناناً من شركائهم. كما يثقون بشريكهم أكثر ويكونون أكثر مسامحةً وقناعة بزواجهم. رغم أنَّ الزواج كان الدليل للعامل الوراثي في هذه الدراسة، إلا أنَّها تنطبق على العلاقات الأخرى أيضاً. تؤثر خياراتك في امتنانك وسعادتك، لكن يوجد عامل وراثي لهذا أيضاً.

إقرأ أيضاً: قواعد العقلية الممتنة!

زرع الامتنان في نفسك:

بالإضافة إلى جيناتك، تؤثر خياراتك وتصرفاتك أيضاً في سعادتك وصحتك. يمكنك زرع الامتنان والسعادة في نفسك، بالتركيز على تقدير ما تملك. بالإضافة إلى ذلك، كلما عبرت عن امتنانك من خلال تذكير نفسك بكل ما لديك، من خلال كتابة ما أنت ممتن لأجله، أو مشاركة الشكر مع الآخرين، كلما كنت سعيداً أكثر. يساهم الامتنان في زيادة الامتنان، والذي يساهم بدوره في زيادة السعادة.

الخلاصة:

ليس بالضرورة أن تجلب مطاردة السعادة لك المزيد منها، لكنَّ التركيز على الآخرين والمساهمة في المجتمع والتواصل مع من تحب من خلال تجارب مميزة، يشكل كله شعوراً إيجابياً مميزاً. لا تعني السعادة أن تكون سعيداً طوال الوقت، إنَّما قد تأتي السعادة تارة، وتزول تارة أخرى، لكنَّ الشعور بالامتنان الواعي والمستمر قدر الإمكان يمنحك طريقاً نحو المزيد من الإيجابية والرضا.

المصدر




مقالات مرتبطة