ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "ميليسا شو" (Melissa Chu)، وتروي لنا فيه تجربتها مع المخاوف.
قد تصادف في الحياة عقبات غير متوقعة يصعب تجاوزها، وعندها من السهل أن تستسلم لأفكار اليأس وقلة الحيلة، ولا شك أنَّ الفشل شعور مؤلم سواء كان مهنياً أم على صعيد العلاقات؛ إذ تشعر وكأنَّك أقل من الآخرين وعاجز عن تحقيق ما وصلوا إليه.
الفشل مرحلة أساسية قبل أي نجاح، وقد يتكرر مرات عدة، وهو دليل على الإصرار والاجتهاد وعدم الاستسلام، وفي المقابل قد تكون هناك بعض المخاوف التي تعوقك عن تحقيق أهدافك.
فيما يأتي نستعرض 4 مخاوف، إضافة إلى طريقة التعامل الصحيحة مع كل منها:
1. الخوف من الفشل:
ربما يكون لديك هذا النوع من المخاوف دون أن تدرك، ويظهر ذلك جلياً من خلال بعض أحاديث النفس السلبية، مثل: "لا بأس إن لم أحقق هدفي"، أو "فلان استطاع النجاح، أما أنا لا أستطيع الآن، ربما في وقت لاحق".
راقب حديثك الداخلي، فربما تخاطب نفسك بأشياء ليست واقعية، وعندما تمتلك القدرة على ملاحظة أفكارك والتحكم بها، عندها سيصبح بإمكانك تغيير نظرتك إلى الفشل، وعدُّه تجربة تعلمت منها، ومع الوقت ستتعرف إلى أخطائك بشكل أفضل، وستصبح أكثر دراية بما يجب فعله، لتفادي الوقوع بنفس المشكلة في المرة القادمة.
شاهد بالفيديو: 6 نصائح للتخلص من مشاعر الخوف من الفشل
2. الخوف من التخلي:
نرغب أحياناً بالتمسك بالأشياء سواء كانت ذكريات من الماضي أم شخصاً نحبه أم مكاناً اعتدنا عليه، وعادة ما يرتاح الإنسان للأشياء المألوفة، ولكنَّها تمنعه من التقدم إذا وصل إلى مرحلة التعلق بها، على سبيل المثال، تولى صاحب أحد المطاعم إدارته بعد رحيل والديه، لكن من شدة تعلُّقه ورغبته في الحفاظ على ذكريات والديه، رفض أن يجري أيَّة تعديلات أو اقتراحات للارتقاء بأداء العمل، وهذا ما عرَّض المشروع للخطر بسبب عدم إحداث أي تطور فيه.
الماضي مرحلة أساسية من حياتنا، ولا ينبغي أن ننسى الأشخاص الذين كانوا جزءاً منه، ولكنَّ الحياة مستمرة، والتغيير أمر ضروري وحاجة ملحة لتحقيق التقدم والتطور، فمن الجميل الاحتفاظ بذكريات الماضي، وعدم نسيان الأشخاص الذين مروا في حياتنا، ولكنَّ التغيير أمر ضروري لنتقدم بحياتنا.
3. الخوف من النجاح:
الخوف من الفشل أمر شائع، ولكنَّ الخوف من النجاح قد يكون مماثلاً من حيث التأثير؛ إذ قد ينتابك القلق بشأن ما سيحدث في المستقبل، وكيف ستدير الأمور وتتعامل مع الأشخاص في مواقف عديدة، أو كيف ستتمكن من إيجاد وقت كافٍ لنفسك عندما تصل إلى مراتب عالية من النجاح.
اختبرت هذا الخوف لأول مرة عندما أطلقت مدونتي الخاصة؛ إذ كان يغمرني شعور بالحماسة، لكن كنت أيضاً قلقة من الظروف المحتملة القادمة، وكنت خائفة من الارتباك وعدم قدرتي على التصرف بشكل صحيح عند الوصول إلى حد معيَّن من النجاح، وخططت لأشياء واحتمالات كثيرة لم تحدث حتى الآن، أو حدثت، لكن بعد زمن طويل، فلم تكن مخاوفي واقعية، ومع ذلك لم أستطع التغلب عليها.
لقد وجدت طريقة مناسبة للتعامل مع خوفي من النجاح؛ إذ أدركت أنَّ الأشياء المستقبلية التي أفكر بها لا داعي للقلق بشأنها في الوقت الحاضر، وسأدبر أمري في الوقت المناسب عند حدوثها، فإذا بدأت بمشروع جديد، فلا تفكر في المراحل البعيدة ومتطلباتها؛ بل فكر فقط بالخطوة الأولى، ومع الوقت ستجد طريقة مناسبة للتعامل مع كل المراحل اللاحقة.
4. الخوف من إضاعة الوقت:
أرسل إليَّ أحد القراء بريداً إلكترونياً يستفسر فيه عما إذا كنت مع أم ضد تغيير المهنة، وذكر في الرسالة أنَّه يخشى القيام بذلك التغيير خوفاً من إضاعة الوقت، لقد سمعت هذه العبارة مراراً وتكراراً، وأظن أنَّ هذا النوع من المخاوف له دور كبير في اتخاذ القرار بمتابعة السعي إلى تحقيق شيء ما أم لا.
إنَّ تسخير الوقت لإتقان مهنة ما، سيحد من إمكانية التفرغ لشيء آخر، وهنا يأتي دور الشخص في تحديد الأنسب له، الذي يريد أن يكرس وقته لأجله؛ لذا بدلاً من شعور الحيرة تجاه هدف ما، اسأل نفسك هل سأندم إن لم أتخذ هذه الخطوة؟
أضف تعليقاً