يجب أن تختار فرصة عمل تناسب مؤهلاتك وخبراتك، فمن الصعب أن تُقبَل في منصب كوتش تنفيذي في شركة ضخمة مثلاً إذا كانت مؤهّلاتك تقتصر على إتمام تدريب عن أساسيات الكوتشينغ عبر الإنترنت دون أن تحصل على شهادة معتمدة، ولديك خبرة متواضعة في مجال الأعمال التجارية وإدارة الشركات.
ولكن تزداد احتمالات القبول في هذه الحالة عندما تثبت خبرتك في مجال الإدارة، وتُبيّن لمسؤول التوظيف أنَّك تمتلك معلومات دقيقة عن طبيعة العمل في الشركة وثقافتها.
تخصصات الكوتشينغ المطلوبة في السوق
يجب أن يختار المدرب قطاع العمل الذي ينوي التخصص فيه بناءً على مجموعة من العوامل، مثل نوعية التدريبات السابقة التي تلقاها، وطبيعة مهاراته، وخبراته المهنية.
وفي ما يلي 3 مجالات كوتشينغ رئيسة يتفرع عنها عدد كبير من التخصصات الدقيقة:
1. التخطيط المهني بالتعاون مع وكالات التوظيف
يشمل هذا المجال حالات تسريح الموظفين، والبحث عن فرصِ عمل مناسبة للخريجين الجدد، ومساعدة العاملين على الإدارة التنفيذية.
2. بناء الفِرَق ضمن المؤسسات
تُطبَّق ممارسات بناء الفِرَق ضمن المجال القانوني، وقطاعي الرياضة والتسويق متعدد المستويات.
3. الكوتشينغ الشخصي للعاملين في الإدارة التنفيذية
يُعنَى هذا المجال بعمليات التواصل والعلاقات بين الموظفين ضمن مكان العمل.
مصادر مفيدة للبحث عن الوظائف في مجال الكوتشينغ
يمكنك أن تعثر على مجموعة كبيرة ومتنوعة من فرص العمل ضمن محركات البحث الشهيرة مثل "جوجل" (Google)، وثمَّة مواقع مختصة بالتوظيف، مثل "مونستر" (Monster.com)، و"سيك" (Seek.com.au)، و"إنديد" (Indeed.com)، فابحَثْ عن فرصة عمل عبر الإنترنت أو ضمن مقر الشركة باستخدام هذه المواقع الشهيرة. ثمَّة شركات توظيف عالمية تنشر فرص عمل في مجال الكوتشينغ، مثل "مان باور" (Manpower)، و"مكينزيز" (McKenzies)، و"روبرت هاف" (Robert Half).
ابحث في الإنترنت عن فرص العمل المتوفرة في تخصص الكوتشينغ المطلوب، ولكن يجب أن تكون دقيقاً في اختيار كلمات البحث والمواقع التي تظهر في النتائج لكي تجد فرصةً مناسبة.
يمكنك أن تزيد من فرص نجاحك عن طريق توسيع شبكة علاقاتك المهنية والتواصل مع العاملين في المجال المستهدف عبر الإنترنت أو على أرض الواقع، وذلك عبر حضورِ فعاليات الكوتشينغ على أرض الواقع، والانضمام للمجموعات المعنية بالتخصص المستهدف على منصات التواصل الاجتماعي، مثل "لينكد إن" (LinkedIn) أو "فيسبوك" (FaceBook) ونشر الأسئلة والتعليقات والمشاركة في النقاشات التي تجري ضمنها.
تبني هذه الممارسات علاقات مهنية تؤهلك للحصول على فرص عمل قيمة، ويمكنك من جهة أخرى أن تتواصل مع المؤسسات الحكومية والشركات الكبرى في منطقتك، وتستعلم عن احتياجاتها في مجال الكوتشينغ، وتعرضَ عليها خدماتك، وتشرح للمعنيين عن فوائد تطبيق ممارسات الكوتشينغ في مكان العمل.
خطوات عليك القيام بها للحصول على فرصة عمل في مجال الكوتشينغ
فيما يلي 4 خطوات يمكن من خلالها الحصول على فرصة عمل في قطاع الكوتشينغ:
1. إعداد سيرة ذاتية مميزة
يجب أن تركز في سيرتك الذاتية على وظائفك السابقة، والبيئات المختلفة التي عملت بها، والإنجازات التي، حققتها، والمساهمات التي قدمتها في هذه الشركات. ويمكنك من جهة أخرى أن تذكر النشاطات التي تمارسها خارج بيئة العمل وتتحدث عن هواياتك باختصار، مع الحرص على إعداد سيرة ذاتية شخصية ومثيرة للاهتمام من جهة، واحترافية ومهنية من جهة أخرى.
يبحث مسؤولو التوظيف في الوقت الحالي عن المرشحين المناسبين للشواغر ضمن المنصات المهنية، مثل "لينكد إن"، لهذا السبب أنشِئْ حساباً تُبرز فيه خبراتك السابقة، ومؤهلاتك، ومهاراتك.
شاهد بالفيديو: كيف تكتب سيرتك الذاتية بشكل احترافي
2. امتلاك خلفية دراسية ومهنية مناسبة
تجدر الإشارة هنا إلى أهمية الخلفية المهنيِّة والدراسية قبل التخصص في مجال الكوتشينغ، ما يعني أنَّ خبرتك السابقة في مجال التمريض، مثلاً، تعطيك الأفضلية على بقية المرشحين المتقدمين للشواغر في القطاع الصحي. وينطبق المبدأ نفسه إذا كنت تمتلك خبرات مهنية سابقة في الإدارة، وقدمت طلب توظيف في مجال كوتشينغ الإدارة.
3. إدارة النشاط على منصات التواصل الاجتماعي
يمكن أن تخسر فرصتك في الحصول على الوظيفة بسبب نشاطك على منصات التواصل الاجتماعي حتى لو كانت سيرتك الذاتية مثالية؛ أي يجب أن تنشر محتوى يحظى بإعجاب مسؤول التوظيف، ويُثبت المعلومات المذكورة في سيرتك الذاتية.
يقيّم مسؤولو التوظيف في الوقت الحالي نشاط المرشح للوظيفة على منصات التواصل الاجتماعي للتحقق من المعلومات الواردة في سيرته الذاتية، ويكوِّنون فكرة عن شخصيته ونمط حياته. وكثيراً ما يخسر المرشحون فرص عمل تناسب خبراتهم ومؤهلاتهم بسبب نشاطهم على منصات التواصل الاجتماعي.
بالتالي، راجِعْ نشاطك على منصات التواصل الاجتماعي واحذِفْ المنشورات والتعليقات التي تعطي انطباعاً سلبياً عنك، وشارِكْ بعض التفاصيل عن هواياتك والأعمال التي تقوم بها، فمن الطبيعي أن يرفض مسؤول التوظيف تعيينك عندما يتعارض نمط حياتك الشخصية وسلوكاتك مع ثقافة الشركة. وحدِّثْ من جهة أخرى معلوماتك الشخصية والمهنية على منصات التواصل الاجتماعي، وانشُرْ معلومات قيّمة عن أهدافك، وإنجازاتك، وطبيعة العمل الذي تقوم به.
4. تحصيل الشهادات المطلوبة
يطلب مسؤول التوظيف من المرشح إبراز الشهادات والوثائق المعتمدة في مجال الكوتشينغ، ويستعلم عن التدريبات التي تلقاها في السابق وخاصة في حالة الشركات الكبرى، ويمكن أن يطلب قسم الموارد البشرية وثائق تُثبت مصداقيتك المهنية لكي يحسم قرار تعيينك.
يُنصَح بالانضمام إلى جمعيات الكوتشينغ المستقلة حتى إذا لم تكن قد حصلت بعد على اعتماد من قِبَلها. ويجب أن تبرز هذه التفاصيل في سيرتك الذاتية لكي تُثبت لمسؤول التوظيف أنَّك جدِّي ومحترف في مجال الكوتشينغ، ويُذكَر من هذه الجمعيات "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" (International Coaching Federation).
فرص العمل في مجال الكوتشينغ عن بعد
لقد ازدادت شعبية مزاولة مهنة الكوتشينغ عبر الإنترنت في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد أن أثبتت منصات التواصل المرئي، مثل "زوم" (Zoom) و"سكايب" (Skype) فعاليتها خلال جائحة "كوفيد-19" (Covid-19).
لا تمانع الشركات توظيف الكوتش عن بعد عندما يُبرز الشهادات والوثائق والمؤهلات التي تثبت خبرته في مجال الكوتشينغ.
الاستعانة بشركات التوظيف
يواجه بعض الكوتشز صعوبة في تسويق أنفسهم، وفي هذه الحالة يُنصَح بالاستعانة بالشركات التي تتعاقد مع الكوتشز أو تقدم خدمات كوتشينغ للمؤسسات والأعمال التجارية، وتسعى كثير من المؤسسات التجارية للتعاقد مع شركات تقدم خدمات كوتشينغ لموظفيها، لأنَّها لا تطبق هذه الممارسات بالاعتماد على الموارد والإمكانيات المتوفرة فيها.
يمكن أن يوسع الكوتش نطاق عمله ويستقبل المزيد من العملاء بعد أن يثبت نفسه في السوق، وعندها سيشكل فريقاً من خبراء الكوتشينغ. فابحَثْ عن مثل هذه الفرص واعمل ضمن فِرَق الكوتشينغ دون أن تُشغِل بالك بإجراءات التسويق.
في الختام
البحث عن وظيفة تتناسب مع مهاراتك وخبراتك في قطاع الكوتشينغ يتطلب الصبر والتحضير الجيد. استخدم المواقع الإلكترونية المتخصصة للبحث عن فرص العمل المناسبة، وخصص وقتًا لجمع المعلومات حول رب العمل وثقافة الشركة.
بذلك، ستتمكن من تقديم طلب توظيف متميز يظهر مدى اهتمامك ومعرفتك بالمؤسسة، مما يعزز فرصك في النجاح خلال المقابلة والحصول على الوظيفة التي تطمح إليها. العمل الدؤوب والتحضير الجيد هما مفتاح النجاح في سوق العمل التنافسي.
أضف تعليقاً