3 نصائح من أجل الحرية وعيش الحياة التي تريدها

لفترةٍ طويلةٍ من حياتي بصفتي راشداً كنت مُقيَّداً في عالم حُرٍّ، وعلى الرَّغم من أنَّني كنت أستطيع أن أفعل ما أشاء إلَّا أنَّني لم أستمتع بحريتي؛ فالالتزامات غير المرغوبة والتوقعات الوهمية هما ما كانا يعوقانني.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُقدِّم لنا فيه 3 نصائح لعيش الحياة بحرية من خلال تجربته في تغيير مهنته.

حياة اليوم مليئة بالالتزامات، فنحن لا نشعر فقط بأنَّنا يجب أن نكسب المال؛ بل يجب أيضاً أن نُرضي جميع مَن هم في دائرة علاقاتنا الاجتماعية، ونتابع الغرباء على مواقع التواصل الاجتماعي.

أضف إلى ذلك أنَّنا نُهدر أموالنا، ونُبدِّد رصيدنا الموجود في حساباتنا المصرفية، وعلى الرَّغم من أنَّنا نجني المال باستمرار، إلَّا أنَّنا نستمر بتبديد المال بالوتيرة نفسها وأحياناً أسرع، فإذا كنَّا غيرَ أحرارٍ في عالم واسع الخيارات، فإنَّ ذلك بلا شك بسبب سلوكنا.

في مرحلة ما أدركت أنَّ ما أريده حقاً هو أن أكون حُرَاً تماماً، أردت أن أحقق هذا الهدف وحدي لأنَّه لا يمكن لأحد آخر أن يحقِّقه لي، فلا والداك ولا شريكك ولا أصدقاؤك مسؤولون عن حياتك، أنت الوحيد المسؤول عنها ويجب أن تنهض بهذه المسؤولية.

إليك 3 نصائح يمكنك تطبيقها لتشعر بمزيد من الحرية:

1. عزِّز وعيك:

أنت واحدٌ من كثيرين يظنون أنَّهم يجب أن يحققوا أشياء كثيرة لنيل رضى الآخرين، ونضرب بعض الأمثلة على هذه المعتقدات الخاطئة:

  • يجب أن أصبح ناجحاً في عملي.
  • يجب أن أتزوج.
  • يجب أن أنجب أطفالاً.
  • يجب أن أقضي وقتاً مع زملائي في العمل وعائلتي وأصدقائي القدامى.

الحقيقة هي أنَّك لا يجب أن تفعل أيَّ شيء، وما دمنا لا نتقبل هذه الحقيقة فلن نكون قادرين على أن نكون أحراراً؛ فكلُّ شيء نفعله ينبغي أن يكون عبارة عن قرار واعٍ.

إقرأ أيضاً: 9 أمثلة عن الوعي الذاتي في كل جوانب حياتك

أنت حُرٌّ بفعل ما تشاء ما دمت لا تؤذي الآخرين، فليس من شأن أحد ولا من حقه أن يتدخل في حياتك وأنت شخصٌ ناضجٌ، وإذا كان لديك منظومة قيمٍ ثابتة وجوهرية فتأكَّد أنَّك ستساعد الآخرين على تحسين حياتهم عندما تكون حراً.

لكنَّ الحياة لا تجري دائماً كما نرغب؛ ففي حين أنَّه يجب أن يرغب زملاؤك بالعمل معك لأنَّهم يحبونك، وشريكك يجب أن يرغب أن يكون معك لأنَّك شخص جيد، وهذا ينطبق أيضاً على أصدقائك، ومن هنا ستجد أنَّ الآخرين ينبغي أن يكونوا أحراراً حتى نصل إلى هذا المستوى من الشفافية في العلاقات؛ أي لا أحد ينبغي أن يُجبِر الآخر على أن يكون في علاقة.

يحترم الشخص الحرُّ حرية الأشخاص الآخرين ويرفع من قيمة هذه الحرية أكثر من أيِّ شيء آخر؛ لأنَّه يعلم أنَّ الحرية هي أثمن المكتسبات، فلتعلم إذاً أنَّ والديك وزملاءك في العمل وشريكك ومديرك وغيرهم ليسوا أوصياء عليك، وبالمقابل لست ولي أمر على أحد منهم، أنت فقط مسؤول عن حياتك الخاصة.

كلُّ ما تفعله في الحياة هو بمحض اختيارك، وحتَّى في أحلك الظروف أنت تقرِّر أن تتحمَّل ولا تعطي زمام أمرك للآخرين.

شاهد بالفيديو: 6 حقائق قاسيّة ولكنّها واقعيّة عن الحياة

2. تخلَّ عن كلِّ ما يقيدك:

تبدو نصيحة سهلة؛ فمن السهل أن تقول: "أستطيع أن أفعل ما أريده"، وفي الواقع كل شخص يستطيع قول ذلك، حتَّى أنا كنت أقولها عندما لم أكن حراً، وقد ساعدتني لأشعر بتحسُّن مؤقت لكنَّها لم تَعْدُ أن تكون كذبة.

الكلام مجانيٌّ لكنَّ الحرية الحقيقية تحتاج إلى شجاعة؛ فهي تتطلب أن تتخلى عن الأشياء التي تقف عائقاً في وجه حريتك؛ ولأنَّه يتعذر أن نذكر هذه الأشياء كلها سنكتفي بذكر أمثلة:

  1. الاستقرار: يفترض بعضُهم أنَّ الحياة يجب أن تكون واضحة دوماً، لكنَّ هذه الفكرة بعيدة عن الواقع، وتقبُّل ذلك سيساعدك على التكيف مع عدم اليقين.
  2. الراحة: الراحة جيدة لا شك ولكن ليس لفترات طويلة؛ فهي في هذه الحالة تجعلك ضعيفاً.
  3. الكذب: نحن نكذب على أنفسنا وعلى الآخرين طوال الوقت، وتكمُن الخطورة في أنَّ الكذبة تليها أخرى وتصبح حياتنا بأكملها عبارة عن سلسلة من الكذبات.
  4. اختلافنا عن الآخرين: يمتلك بعض الناس قيماً مختلفة عن قيمك، وهذه حقيقة يجب ألَّا تزعجك أبداً.
  5. الحرص الشديد على المال: فعندما تكون خائفاً جداً من خسارة مالك فإنَّك لن تكون قادراً على كسب المزيد من المال.
  6. التسلية العشوائية: هي طريقة لتنسى مسؤولياتك، لكن في الواقع تبقى مسؤولياتك ولا يمكنك الهروب منها.
  7. التوقعات: توقُّعك بأنَّ الحياة يجب أن تسير بطريقة معينة لن يؤدي إلَّا إلى خيبة الأمل.
  8. الاقتراض من الآخرين: فعندما تقترض من الآخرين ستصبح مديناً لهم.
  9. عرض المساعدة على أحد دون أن يطلبها منك: بعض الأشخاص لا يريدون مساعدتك؛ لذلك لا يجب أن تشعر بالالتزام وتتطوع من تلقاء نفسك لتقديم الخِدْمات.
  10. الدفاع عن أفكارك: إذا لم يُعجَب الآخرون بأفكارك، فهذا لا يعني أنَّهم غير معجبون بك وينبغي أن تدافع عن نفسك، خذ مثلاً الأفكار المطروحة في هذا المقال، حتماً هي لن تعجب الجميع، لكن أنا أساساً لم أكتبها حتى أُقنع أيَّ أحد بفعل أي شيء، وببساطة هذه الأفكار ليست موجهة للجميع، وسأفضِّل أن أتواصل مع أشخاص يشاطرونني نفس الأفكار.
  11. إجبار نفسك على أن تكون سعيداً: أحياناً تسوء الأمور، ومن الحكمة ألَّا تحاول إجبار نفسك على التخلص من استيائك.
إقرأ أيضاً: 8 معتقدات مهمة يجب أن تؤمن بها لتحوّل فشلك إلى نجاح

3. ضع خطة واضحة:

الأمنيات والأمل والرغبة والحديث عن الأهداف كل ما سبق بلا أيِّ قيمة إذا لم يقترن بالأفعال، ولتصبح حراً تحتاج إلى فعل أشياء كثيرة، وفي حين أنَّ اتِّخاذ إجراءات أفضل بكثير من عدم فعل أيِّ شيء أو الاكتفاء بالأحلام، إلَّا أنَّ الفعل دون تخطيط هو جهد غير مثمر.

شعرت لعدة سنوات برغبة قوية لأكون حراً، وقمت بكثيرٍ من أجل ذلك، واغتنمت كل فرصة، وسافرت كثيراً، وجرَّبت العديد من أنواع العمل المختلفة، لكنَّ أفعالي كانت تفتقر للدقة؛ والسبب أنَّه لم يكن لديَّ خطة مدروسة.

لقد تحدثت بالتفصيل عن خطتي في كتابي "كيف تصبح حراً _ What It Takes To Be Free"، لكن في هذا المقال سأذكر شيئاً واحداً من هذا الكتاب، وهي تقنية "أنا أستطيع دائماً".

هذا التمرين يساعدك على تقبُّل حالات عدم اليقين، وقد استخدمته عندما تركت عملي في عام 2015، فقد كنت أعمل في شركة تعود لعائلتي، وقررت بدلاً من ذلك أن أكسب عيشي من خلال أن أعمل كاتباً وأكون حراً في فعل ما أرغب به حقاً.

مثل أيِّ شخص يبدأ بشيء جديد، فقد بدأت من الصفر؛ أي لم يكن لديَّ ما حققته الآن لا موقع على الإنترنت ولا متابعين على مواقع التواصل الاجتماعي ولا قرَّاء؛ باختصار كان لدي كثيرٌ من عدم اليقين الذي سبب لي العديد من المخاوف.

الشيء الإيجابي في البدء من الصفر هو أنَّ لديك مطلق الحرية في تجربة كل ما يخطر ببالك، لكنَّ هذا لا ينفي أن تراودك أفكار مثل: "ماذا لو فشلت في هذه التجربة؟ وماذا لو أصبحت مفلساً؟".

كي أواجه شعوري بعدم الأمان وقلقي فقد ابتكرت هذه التقنية التي يمكن تطبيقها من خلال هذه النصائح:

  1. افتح دفتر ملاحظاتك، أو تطبيق الملاحظات في هاتفك.
  2. فكِّر في العمل الذي كنت تقوم به في الماضي.
  3. فكِّر في المهارات التي استخدمتها، وفكِّر مليَّاً في نوع العمل الذي قمت به، وما الذي تعلمته منه، الفكرة هنا هي أن ننظر إلى ما هو أعمق من مجرد المُسمى الوظيفي؛ فمثلاً لا يجب أن يختصر الشخص الذي عمل موظفاً في متجر تجربته بمسماه الوظيفي؛ بل لا بدَّ أن يكون لديه شيء تعلَّمه من عمله مثل مهارات البيع والتواصل.
  4. دوِّن المهارات التي اكتسبتها.
  5. فكِّر في الوظائف التي كان من الممكن أن تعمل بها.
  6. اكتب الآن: "أستطيع دائماً أن أمارس وظيفة تتطلب مهارات كذا وكذا..".
  7. ضع قائمة في كلِّ وظيفة يمكنك مزاولتها باستخدام هذه المهارات.

إليك ما توصَّلتُ إليه: "يمكنني دائماً العمل في المبيعات في أيِّ شركة، وإنشاء مواقع ويب للأشخاص أو المؤسسات والعمل في أيِّ متجر، وأن أصبح مدرِّساً، والعمل مصمم إعلانات، والعمل عن بُعد للشركات في جميع أنحاء العالم، وشراء و المنتجات الشعبية وبيعها، وما إلى ذلك".

يمكنك القيام بأشياء كثيرة لكسب المال لتعيش حياة كريمة؛ إذاً لا داعي للقلق بشأن هذه الأشياء إذا كنت على استعداد للقيام بأي عمل، فقط اعلم أنَّك لا تستطيع التحكم بمعظم الأشياء في الحياة، لكن يمكنك التحكم بإرادتك للنجاح، وإذا كنت على استعداد لفعل كل ما يتطلبه الأمر حتَّى تحقق النجاح، فلا بدَّ أن تحققه.

سيساعدك قضاء بعض الوقت في التفكير في كل الأشياء التي يمكنك فعلها لتتمكن من الصمود على الاسترخاء، أمَّا خلاف ذلك ستظل أسيراً لخوفك وقلقك، لكنَّ الهدف ليس العيش في الحد الأدنى فقط؛ فأن تريد أن تكون حراً أمر يتطلب عملاً واضحاً.

شاهد بالفيديو: 13 نصيحة من أنجح الناس لتكون ناجحاً في الحياة

في الختام:

الحقيقة هي أنَّك تستطيع فعل أي شيء تريده، وقضاء الوقت مع الأشخاص الذين تستمتع بصحبتهم والعمل في مهنة تحبها، وقد يبدو ما نقوله مُفائلاً لدرجة يصعب تصديقها، لكنَّه في الواقع ليس وهماً إنَّه حقيقة.

لكن لماذا لا نصدقها؟ لأنَّ ثمن الحرية باهظ، فقد تعلَّمتُ هذا بصعوبة، ولكن إذا كنت على استعداد لدفع الثمن فستكون حراً، بالنسبة إلي هذا هو الهدف الأسمى في الحياة، ومن ثمَّ فأنا على استعداد لدفع أيِّ ثمن.




مقالات مرتبطة