3 نصائح للتركيز وتحسين الإنتاجية

يتمتع الشخص الذي يتقن تنظيم وقته بالقدرة على حصر تركيزه في المهمة التي ينجزها فقط، فمن دون التركيز يصبح سعيك إلى إنجاز الأمور لا طائل منه، وقد تنجح في إتمام بعض المهام الصغيرة، ربما تستطيع إنجاز عملك على مراحل صغيرة جداً، وقد تنجز قائمة مهامك اليومية كاملة، لكن دون القدرة على التركيز فأنت محكوم عليك بالتشتت، وإضاعة الوقت وفقدان القدرة على الالتزام بترتيب أولوياتك.



توجد تقنيات تركيز عديدة متقدمة تساعدك على إتمام مهامك أيَّاً كانت الظروف، لكن في الحقيقة قد يستغرق إتقانها شهوراً إن لم يكن سنوات من الممارسة المستمرة، وبالنسبة إلى معظمنا لا يستحق الأمر كلَّ هذا العناء.

تحسين قدرتك على التركيز:

تستطيع تحسين قدرتك على التركيز باتباع النصائح الآتية:

1. حرِّر بيئتك من عوامل التشتيت:

تؤدي البيئة التي تعيش فيها دوراً كبيراً في قدرتك على التركيز؛ لكنَّ معظمنا يجهل أو يتجاهل ذلك، فخذ نفساً عميقاً وتخيل للحظة أنَّك مسترخٍ على شاطئ حيث لا أحد غيرك؛ إذ تداعب الشمس الدافئة بشرتك والأمواج تحتضن الشاطئ وطيور النورس تُغني، كيف تشعر حيال ذلك؟

تشعر بالسلام في بيئتك، وقدرتك على التركيز في أعلى مستوياتها؛ لأنَّك في حالة ذهنية هادئة.

نحن نركِّز تركيزاً أفضل حين نكون مرتاحين تماماً، لا آلات مكتبية تصدر ضجيجاً حولك، ولا زملاء عمل يزعجونك، ولا هواتف ترن أو رسائل بريد إلكتروني تنبِّهك للرد عليها.

أنت وحدك دون أيِّ عوامل مُشتِّتة وتشعر بالراحة، وهذا تماماً ما تحتاج إلى إيجاده في بيئة عملك. 

توجد كل عوامل التشتيت هذه في بيئات العمل المكتبي، ومع أنَّ البيئة المكتبية تهدف إلى جمع الأشخاص ذوي التفكير المماثل معاً لتحقيق هدف مشترك، فإنَّها بالمقابل لا تُعَدُّ بيئة مناسبة للإنتاجية.

لن يكف زملاؤك عن تشتيت تركيزك كلياً، وفي كل مرة يتشتت انتباهك تحتاج إلى بذل مجهود مضاعف لاستعادة تركيزك.

يكاد يكون الاستمرار بالتركيز مستحيلاً مع كلِّ ما يحدث، لكن توجد حلول وهي:

1. العمل من المنزل:

العمل من المنزل في بيئة مريحة هو الملاذ المثالي لزيادة مستوى تركيزك؛ لكنَّ معظمنا لا يتوفر لديه هذا الخيار؛ لذا فإنَّ الحل الأفضل هو العثور على غرفة اجتماعات هادئة ومريحة متاحة، وابتعد لمدة ساعة وأنجز بعض الأعمال، وعد إلى مكتبك لتكون متاحاً من جديد.

2. استخدام سماعات الرأس:

تستطيع لتقليل احتمالية التعرُّض لعوامل مُشتتة خارجية، ارتداء سماعات الرأس والاستماع إلى صوت الأمواج، أو حتى موسيقى من شأنها الحفاظ على تركيزك، فتساعدك سماعات الرأس على التركيز على صوت واحد فقط، وتُظهر للآخرين أنَّك مشغول ولا ترغب في أي مقاطعة أيضاً.

إقرأ أيضاً: هل تزيد الموسيقى من إنتاجيتنا؟

3. عدم استخدام الهاتف:

أنت لست عبداً لهاتفك؛ لذلك لا تتردد في ضبط هاتفك على وضع الطيران إذا سمحت وظيفتك بذلك، وسيؤدي ذلك إلى إبعاد الهاتف تماماً عن ذهنك.

4. عدم استخدام البريد الإلكتروني:

إشعارات البريد الإلكتروني هي الأسوأ؛ إذ لا تكف عن الرنين كلَّ دقيقة؛ لذا أغلق بريدك الإلكتروني تماماً إذا احتجت حقاً إلى التركيز، فالهدف هو التخلُّص من أيِّ شيء قد يصرف انتباهك عمَّا تفعله، والوصول إلى صفاء الذهن.

شاهد بالفيديو: 8 حيل سهلة للتعامل مع عوامل التشتيت

2. حرِّر جسدك من عوامل التشتيت:

بعد العثور على بيئة مناسبة يجب أن تكون مرتاحاً تماماً، والأمر الثاني الذي قد يعوق قدرتك على التركيز هو مستوى راحتك الجسدية.

هل تجد نفسك تتململ على كرسي مكتبك كل بضع دقائق محاولاً العثور على وضعية مريحة، أو ربما كنت جائعاً؟ كلُّ ما يتعلق بجسدك يمكن أن يعوق قدرتك على التركيز.

في كلِّ مرة تعدِّل طريقة جلوسك، أو تؤلمك معدتك أو تراودك أيَّ فكرة لا تتعلق بالمهمة التي تقوم بها تتعرض لهفوة في التركيز، ومجدداً تحتاج إلى أن تبذل جهداً مضاعفاً لاستعادة تركيزك.

قبل أن تجلس للعمل في مشروع لمدة طويلة، افعل كلَّ ما في وسعك لتجعل نفسك مرتاحاً قدر المستطاع، وسيساهم هذا مساهمة كبيرة في مستوى استرخائك؛ ومن ثَمَّ في مستوى تركيزك.

إقرأ أيضاً: 10 أمور مذهلة تحدث للجسم عند الاسترخاء

3. حرِّر عقلك من عوامل التشتيت:

يجب تحرير الفوضى من عقلك الباطن والتي تعوق قدرتك على التركيز، ونحن في أحيان كثيرة نؤجل المهام الصغيرة إلى نهاية اليوم، أو إلى وقت فراغنا، ويبدو الأمر وكأنَّه استراتيجية فاعلة؛ لأنَّ لدينا أشياء أكثر أهمية للعمل عليها، لكن ماذا لو علمت أنَّ هذه المهام الصغيرة جداً هي السر في مستوى التركيز الذي تستطيع تحقيقه؟

هذه المهام الصغيرة تتراكم بمرور الوقت، وهذا يثير استياء عقلك اللاواعي، فأنت تعلم أنَّه يجب إنجازها؛ لكنَّك تحيلها إلى عقلك الباطن للتفكير بشأنها لاحقاً، ثم بينما تحاول التركيز على مهمة كبيرة تخطر في بالك لتذكيرك بضرورة إنجازها، تقرُّ بحقيقة أنَّك أجلتها أكثر ممَّا يجب، وتحاول إنجازها، لكن في هذه المرحلة تخسر تركيزك تماماً ومُجدَّداً تحتاج إلى أن تبذل مجهوداً مضاعفاً لاستعادة تركيزك.

الحل هو:

  • إنجاز أيُّ مهمة يحتاج إلى أقل من 5 دقائق.
  • وضع بقية المهام في قائمة الأولويات، وإنجاز كل مهمة في الوقت المُخصَّص لها.

سيسمح لك ذلك بتخطِّي كل تلك المهام الصغيرة التي تقطع تركيزك، ويخبر عقلك الباطن أنَّ كلَّ شيء آخر أقل أهمية من المشروع الذي تعمل عليه؛ وبذلك تقلِّل من فرصة تشتت أفكارك.

في الختام:

تعلُّم التركيز بفاعلية هو حاجة أساسية للإنتاجية، ويعدُّ التخلص من عوامل التشتت حلاً ناجحاً لرفع مستوى تركيزك، وتذكَّر أن تحرِّر بيئتك وجسدك وعقلك من عوامل التشتيت؛ وبذلك سيصبح التركيز على المهام التي تقوم بها أسهل بكثير.




مقالات مرتبطة