3 نصائح للتخطيط المالي حينما يكون المستقبل مجهولاً

علَّمنا عام 2020 أمراً مهماً، وهو أنَّ أفضل الخطط الموضوعة قد تتغير؛ ذلك لأنَّ وتيرة التغيير في عالمنا تزداد على نحو سريع، وسواء كان هذا التغير وباءً عالمياً أم تغيُّراً مناخياً أم ظهوراً لأنظمة جديدة؛ ومع تزايد عدم قدرتنا على التنبؤ بالمستقبل، فإنَّ أساليبنا للتخطيط يجب أن تتطور وفقاً لذلك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة ستيفاني أوكونيل (Stefanie O’Connell) والتي تحدثنا فيه عن أهم الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها لتخطيطٍ ماليٍ أفضل من أجل مستقبلٍ غير معروف. 

إذن ابدأ التخطيط للمستقبل باستخدام هذه الاستراتيجيات الثلاث:

1. التركيز على الأمور التي في إمكانك التحكم بها:

قد لا تتمكن من التنبؤ بمسار حياتك المهنية أو بدخلك من شهر إلى آخر، ولكنَّك تستطيع التركيز على "الأمور المعروفة" لتساعدك في وضع وتأسيس خططك المستقبلية؛ فعلى سبيل المثال، إن لم تعرف أرباحك الشهرية بدقة، فربما يكون لديك فكرة جيدة عن نفقاتك الشهرية (مثل: تكاليف المسكن، والبقالة، والمرافق وأقساط التأمين، إلى ما هنالك).

لذلك استخدم هذه التكاليف المعروفة لتتمكن من حساب المبلغ الذي تحتاج كسبه شهرياً كحد أدنى لتحافظ على مستوى وتكلفة المعيشة الأساسية، أو استخدمه لمعرفة عدد الأشهر التي يمكنك أن تكفيك فيها مدخراتك إن فقدت وظيفتك أو حدث اضطراب كبير في أرباحك.

قد لا يكون بإمكانك التحكم في مستقبل نشاطك الاقتصادي أو سوق عملك المحلي، ولكن يمكنك بالتأكيد التحكم في المبلغ الذي تنفقه و تدخره اليوم.

إقرأ أيضاً: التغلب على الخوف في الأزمات الاقتصادية

2. التركيز على أهداف قائمة على العمل لا النتائج:

بالحديث عمَّا يمكنك التحكم فيه، فإنَّ تحديد أهداف قائمة على العمل - بدلاً من الأهداف القائمة على النتائج - يُعَد استراتيجية تخطيط فعَّالة أخرى؛ فبدلاً من أن تقول: "أريد شراء منزل في المستقبل" أو "أريد أن أنجح في الحياة المهنية"، يُمكنك إعادة صياغة أهدافك كأفعال مرتكزة على العمل؛ فتقول مثلاً: "سوف أوفر 5% من كل راتب أحصل عليه في حساب ادخار مخصص" أو "سوف أتقدم بطلب لتكليفي بـ 10 مهام أسبوعياً".

فالأهداف القائمة على العمل ليست عاجلة ومحددة فحسب، وإنَّما تترك مساحة أكبر للمرونة أيضاً.

إقرأ أيضاً: 3 نصائح يمكنك تطبيقها لتسخير الذكاء لصالح العمل

3. التفكير المسبق بالسيناريو الأسوأ:

يمكن أن يساعدك التفكير والتخطيط لأسوأ السيناريوهات المحتملة -كفقدان وظيفتك أو منزلك أو صحتك- على الاستعداد واتِّخاذ إجراءات أفضل ضدها؛ كما يمكن أن يساعدك ذلك في بعض الحالات على طرح أفكار متعددة حول خطط بديلة قد تكون أكثر ملاءمة لحاضرك.

فعلى سبيل المثال، تعرضتُ أنا وزوجي لخسارة كبيرة في الدخل بداية جائحة COVID-19؛ فحوَّلنا تركيزنا إلى ما يمكننا التحكم به كنفقاتنا وتكلفة معيشتنا، وقررنا أنَّه باستطاعتنا الانتقال من شقتنا باهظة التكاليف في مدينة نيويورك (New York) إن اضطررنا إلى ذلك.

ومع حلول شهر تموز، قررنا المضي قدماً في هذا التغيير؛ وأصبح ما خططنا له مُرغمين كأسوأ سيناريو مصدر ارتياح كبير ووسيلة لادخار بعض الأموال، مما ساعدنا على انتقال أفضل نحو خطواتنا التالية.

قد يكون من المربك أو المزعج التفكير في أسوأ السيناريوهات التي قد تحدث، إلا أنَّ طرح بعض الأفكار المفيدة قد يساعدنا في الوقت الحالي على التكيف بطريقة أفضل مع ما ينتظرنا في الأيام المقبلة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة