3 نصائح لتعزيز الصحة النفسية عبر ممارسة الرياضة

أصبحت شركات الأدوية تسوِّق لمنتجاتها تسويقاً مكثَّفاً على قنوات التلفاز، وتشير إحدى الدراسات إلى أنَّ المواطن الأمريكي العادي يشاهد باليوم 9 إعلانات تروج للأدوية على التلفاز وسطياً؛ لهذا السبب بات الجميع يبحث عن حلول دوائية سريعة للمشكلات الصحية المعقدة، ويغفل عن ممارسة التمرينات الرياضية بغرض تحسين الصحة النفسية على الرَّغم من التجارب والأبحاث التي أثبتت فاعليتها مع مرور الوقت.



العلاقة بين التمرينات الرياضية والصحة النفسية:

يوجد عدد هائل من المقالات التي تبحث في العلاقة بين التمرينات الرياضية والصحة النفسية، وأثبت الباحثون منذ ثلاثينيات القرن الماضي وجود علاقة وثيقة بين كمية التمرينات الجسدية المستخدمة ونوعها قي أثناء العلاج، وبين تحسُّن الصحة النفسية للمرضى، وأُجرِي عدد هائل من الدراسات العلمية منذ ذلك الحين لتصل جميعها إلى النتيجة نفسها وتوصي بممارسة التمرينات الرياضية لتعزيز الصحة النفسية.

أفادت إحدى الدراسات في عام 1985 بأنَّ "النشاطات والتمرينات البدنية تخفف من شدة الأعراض المصاحبة للاكتئاب الخفيف والمتوسط، وتقترح الدراسة أيضاً أنَّ إضافة النشاطات والتمرينات الجسدية إلى برامج علاج إدمان الكحول أو المواد المخدرة يزيد من فاعلية العلاج، ويحسِّن الصورة الذاتية، والمهارات الاجتماعية، والوظائف الإدراكية، إضافة إلى تسكين أعراض القلق وغيرها من الفوائد".

تقول "الهيئة المهنية للتمرين وعلوم الرياضة في أستراليا" (ESSA): "تبرز فاعلية التمرينات الرياضية في علاج اضطرابات الاكتئاب، وتعزيز العافية النفسية، والصحة الجسدية للمصابين بالاضطرابات النفسية المستعصية".

كما اكتشفت دراسة صينية أُجريت على طلاب المرحلة الإعدادية والجامعية أنَّ "التمرينات الرياضية فاعلة في تخفيض مستويات التوتر والغضب، والإرهاق والاكتئاب والاضطراب وتعزيز الحماسة ومشاعر التقدير الذاتي"، يوجد مزيد من الأبحاث والدراسات التي أجريت على مختلف الجنسيات والأعمار، وغيرها من معايير البحث، وأثبتت فاعلية التمرينات الرياضية في تحسين الصحة النفسية.

أسباب الامتناع عن ممارسة التمرينات الرياضية على الرَّغم من إثبات فاعليتها في العلاج النفسي:

ما زال معظمنا يلجأ إلى الأدوية المضادة للاكتئاب، ولا يبدي أي اهتمام يُذكَر بممارسة التمرينات الرياضية للتغلب على اضطراباته النفسية على الرَّغم من الدراسات والإثباتات العلمية على الترابط الوثيق بين الرياضة والعافية النفسية.

يمكن أن نعزو هذا التوجه العالمي نحو العقاقير الطبية إلى الأموال الطائلة التي تنفقها شركات الأدوية الكبرى على الإعلانات سنوياً، وحاجة الفرد المتزايدة إلى تلبية احتياجاته النفسية آنياً، وتفاقم أزمة الخمول بسبب زيادة معدلات البدانة حول العالم.

الحلول:

تقتضي الخطوة الأولى لاستخدام التمرينات الرياضية في تحسين الحالة النفسية الإقرارَ بوجود علاقة وثيقة بين ممارسة التمرينات الرياضية والصحة النفسية، وخطورة التداوي الذاتي، وإمكانية استخدام الرياضة عوضاً عنه، وتفيد الدراسات بأنَّ التمرينات الرياضية الصباحية ترفع من مستويات التفاؤل، وتسكِّن بعض أعراض الاكتئاب والقلق والإدمان والضعف الإدراكي.

إذا أردت تحسين التجربة، وإحداث تغيير بارز ودائم عبر استخدام التمرينات الرياضية لتحسين صحتك النفسية، عندئذ ننصحك بتصفح المواقع الإلكترونية المخصصة لمساعدة الأفراد على تحسين صحتهم الجسدية، يوجد عدد لا يحصى من هذه المواقع، كما أنَّ معظمها مجانية بالكامل وتقدم تمرينات ونظاماً صحياً بالخطوات التفصيلية، وأدوات متابعة وإرشادات لمساعدتك على الانضباط والمثابرة.

شاهد بالفيديو: 10 طرق بسيطة لممارسة التمارين الرياضية أثناء العمل

نقدم فيما يأتي بعض النصائح لتعزيز الصحة النفسية عبر ممارسة الرياضة:

1. مارِس المشي:

توجد أساليب بسيطة وسريعة لزيادة النشاطات الحركية ضمن روتينك اليومي بصرف النظر عن مدى انشغالك، وهي أن تضبط المؤقت الزمني كل ساعة لتنهض وتمشي قليلاً حول المكتب أو المنزل، أو أن توقف سيارتك قبل مكان عملك بمسافة معينة وتكمل سيراً على الأقدام.

كما تستطيع أن ترافق أطفالك إلى المدرسة سيراً على الأقدام إذا كان وقتك يسمح وكانت المسافة مقبولة، ننصحك باستخدام أجهزة تتبُّع للنشاط البدني وبرمجيات إحصاء الخطوات حتى تضع في حسبانك إتمام 10000 خطوة يومياً، ولا داعي للالتزام بهذه الأرقام إذا كانت لياقتك البدنية منخفضة؛ بل يكفي أن تزيد من حركتك بالمجمل.

2. مارِس تمرينات القوة:

تُعدُّ تمرينات المقاومة هامة جداً وفاعلة، ولا سيما التمرينات التي تستخدم أكبر عدد ممكن من العضلات وأجزاء الجسم، ويظن معظم الناس أنَّ تمرينات الأثقال مرتبطة برفع الأثقال وكمال الأجسام التي تتم في النادي الرياضي، إلَّا أنَّ تمرينات المقاومة لا تعني بالضرورة رفع الأوزان، وفي مطلق الأحوال نستطيع استخدامها لتحسين الصحة النفسية والجسدية على حدٍّ سواء.

بالنسبة إلى المبتدئين نستطيع الحصول على نتائج بارزة عبر ممارسة تمرينات القرفصاء الهوائية، والضغط على الجدار، وتمرينات رفع الساقين، أما إذا تعودت على ممارسة التمرينات الرياضية فعندها تستطيع أن تتبع برنامج تمرينات أثقال من 3 إلى 5 أيام في الأسبوع؛ إذ تُمرِّن جميع عضلات جسمك بالتتابُع.

3. انضم إلى دروس تدريب:

ننصحك أن تتمرن ضمن مجموعة عوضاً عن التدريب المنفرد حتى يزداد حس المسؤولية والالتزام لديك؛ أي تستطيع أن تتمرن مع زملاء العمل، أو أفراد العائلة، أو أعضاء النادي مثلاً، كما تستطيع أن تلتحق بصفوف منظمة لتدريب التمرينات الهوائية أو السباحة، وغيرها من الرياضات التي تدفعك إلى بذل بعض المجهود البدني.

إقرأ أيضاً: التقدُم بالسّن وأهميّة الرياضة لتفادي الشّيخوخة

الفوائد المتوقعة:

من الطبيعي ألا يتوقع المرء أن تتحسن حالته النفسية وتستكين همومه ومشاغله عبر ممارسة قليل من الرياضة في عصر البحث السريع عن الرضى.؛ لذا نود أن ننوه في النهاية إلى أنَّنا لا ندعو في هذا المقال إلى إيقاف العلاج الدوائي، أو الاستشارة النفسية، أو النظام الغذائي، وغيرها من التدابير العلاجية والاكتفاء بممارسة التمرينات الرياضية؛ بل إنَّنا ننصح بإضافة التمرينات الرياضية إلى الخطة العلاجية؛ أي يجب ألا نعدَّ الرياضة علاجاً؛ بل هي مكمِّل ومساعد على الخطة العلاجية.

نقدم فيما يأتي الفوائد المتوقعة بعد ممارسة الرياضة لمدة قصيرة نسبياً:

  • تعزيز الصفاء الذهني.
  • رفع مستويات تقدير الذات.
  • تحسين قدرات القلب والأوعية الدموية.
  • تحسين جودة النوم في الليل.
  • تخفيض مستويات القلق.
  • تعزيز القدرة على وضع الأهداف.
إقرأ أيضاً: الرياضة وأهم فوائدها النفسيّة والجسدية

في الختام:

هذه البنود أهداف مشتركة لدى جميع الراغبين في تحسين صحتهم النفسية، وتقترح جميع الدراسات والأبحاث المنشورة على مر السنوات أن نقوم بممارسة التمرينات الرياضية يومياً حتَّى ننعم بصحة جسدية ونفسية على حد سواء.




مقالات مرتبطة