3 معايير تؤدي إلى النجاح

لا يوجد مخطط للنجاح، أو على الأقل لم أجده بعد، وأظنُّ أنَّ الأمر نفسه ينطبق عليك، وإلَّا لما كنت تقرأ هذا المقال؛ ففي هذه الأيام أرى أشخاصاً كثيرين يدَّعون أنَّهم يمتلكون "مخطط النجاح" وأنَّ بإمكانهم تعليم الآخرين كيف يصبحون كُتَّاباً وفنانين ومستثمرين ورواد أعمال ناجحين وما إلى ذلك، إنَّه لأمرٌ مزعج.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويخبرنا فيه عن تجربته في إيجاد مخطط واضح للنجاح.

تكون القصص التي يرويها الأشخاص عن النجاح دائماً إعلانات تجذب المشاهد؛ وذلك من خلال عدد المشاهدات التي يحققها الشخص على مواقع الإنترنت، أو كم النقود التي ربحها أو حصل عليها، أو إعلانات لاتِّباع دورات في كسب المال عبر الإنترنت، لكن إن كانوا يُعَلِّمون الناس كيفية جني المال، فلماذا هم أنفسهم عاجزين عن كسبه؟ هذا ما نفكر فيه عندما نرى تلك الرسائل؛ فبإمكانك تعليم المهارات، لكن لا يمكنك تحقيق أهداف الآخرين.

1. الهدف ممَّا تفعله:

لقد بدأت التدوين منذ عام 2015، وبدأت بهذه المهنة لأنَّني أردت مشاركة أفكاري، وأن أجعل من نفسي شخصاً مفيداً، فأنا لم أصبح مدوناً لكسب المال.

فأنا ألتقي بالعديد من الأشخاص الذين يرغبون في الدخول في مهنة التدوين أو إنشاء مقاطع الفيديو أو الكوتشينغ أو أي شيء آخر عبر الإنترنت؛ لأنَّهم يظنُّون أنَّه عملٌ مربح؛ فهم يرون كيف يكسب الأشخاص عبر الإنترنت من خلال نشر صور إجازاتهم ورحلاتهم على موقع إنستغرام (Instagram).

لكنَّ هذا ليس سبباً جيداً لمتابعة مهنة معينة، وليست ظاهرة جديدة؛ فقد كنت أتحدث منذ مدة إلى صديق كان يستثمر أمواله منذ الثمانينات، وذكر أنَّ التداول اليومي كان يمر بثورة في ذلك الوقت.

قال الجميع: "انظروا إلى هؤلاء الناس في وول ستريت (Wall Street)، إنَّهم يكسبون الأموال بسهولة، نحتاج إلى القيام بذلك أيضاً".

لكن في عام 2019 يمكنك استبدال "وول ستريت" بمواقع مثل إنستغرام (Instagram) ويوتيوب (YouTube) وميديوم (Medium) وغيرها؛ لكنَّ المشكلة في طريقة التفكير هذه أنَّها غير مستدامة، فإذا كنت تسعى إلى مهنة ما لأنَّك تريد ببساطة أن تكسب بضعة دولارات، فمن المحتمل أنَّك ستستقيل عندما يصبح الأمر صعباً، وبصرف النظر عن مدى بساطة الأمر كما يبدو من الخارج، إلَّا أنَّ الأشخاص الذين يكسبون كثيراً، يعملون أيضاً كثيراً.

لهذا السبب إذا كنت تسعى إلى مهنة ما لأسباب جوهرية فمن المرجح أن تمضي بجدٍّ فيها؛ إذ لم يتابع صديقي التداول اليومي في الثمانينات، لكن بدلاً من ذلك دخل في الاستثمار العقاري، وما يزال حيث تتمثل مهمته في توفير أماكن ميسورة التكلفة للعيش للطلاب والمهنيين الشباب؛ فهو لا يعمل في هذا المجال من أجل المال وحده.

إقرأ أيضاً: كيف توائم بين حياتك المهنية ومفهومك الشخصي للنجاح؟

2. الطموح والحظ والمثابرة هي أفضل "مخطط للنجاح":

هل تعرف لماذا لا يُعلِّمك الكتَّاب الناجحون كيف تصبح ناجحاً؟ لأنَّ هذا الشيء لا يمكن تدريسه، وليس للنجاح خطوات واضحة مكتوبة على منصةٍ ما.

يمكننا البحث والتحقيق فيما يؤدي إلى النجاح ووضع افتراضات، لكن لا يمكننا معرفة أي شيء على وجه اليقين؛ لهذا السبب لا أؤمن بالمخططات التي تؤدي إلى النجاح، لكن بدلاً من ذلك أظنُّ أنَّ هذه الأشياء الثلاثة الآتية لها دور هام في أي نوع من النجاح:

  1. الطموح: عليك أن تكون مجنوناً بعض الشيء لتعتقد أنَّ الناس سيستمعون بالفعل إلى ما تريد قوله.
  2. الحظ: على الرَّغم من أنَّ الناس لا يحبون الاعتراف بذلك إلَّا أنَّك بحاجة أيضاً إلى بعض الحظ وخصوصاً في البداية، لقد كنت محظوظاً لاكتشاف موقع ميديوم (Medium) الذي يُعَدُّ الآن أكبر منصة تدوين في العالم في عام 2015، فقد انتشرت بعض مقالاتي السابقة على نطاق واسع وساعدني ذلك على الوصول إلى كثير من الأشخاص.
  3. المثابرة: إذا واصلت التقدم وكنت جيداً فيما تفعله وواصلت تحسين حرفتك فسوف تصل إلى أهدافك بطريقةٍ ما، وتذكَّر أن تركز على ما تجيده، فأن تكون مثابراً دون نتائج هو الجهل بعينه.

لا شيء ممَّا سبق يضمن لك النجاح، لكن إذا كان لديك أي شيء يمكنك القيام به لتحسين فرصك في أن تصبح ناجحاً فيما تفعله؛ فهو تحسين إنتاجيتك وتركيزك.

ذلك كله يعود إلى الرياضيات، خذ التدوين على سبيل المثال؛ فعندما تنشر المزيد من المقالات تزداد فرص نجاحك، وكل ما يتطلبه الأمر هو مقال واحد ينتشر بسرعة كبيرة يمكن له أن يساعدك على بدء حياتك المهنية، وينطبق الأمر نفسه على الاستثمار؛ فعند إجراء المزيد من الاستثمارات سيكون لديك المزيد من الفرص لتحقيق النجاح، كما ينطبق الأمر نفسه على حياتك المهنية.

لنفترض أنَّك عالق في الشركة التي تعمل بها وكان وضعك كئيباً أو سيئاً، فإذا قررت البقاء والاستسلام، فإنَّ فرصك في النجاح الوظيفي ستكون سيئة، لكن إذا قررت البحث عن وظيفة أخرى فقد ينتهي بك الأمر مع شركة توافق نقاط قوتك وأهدافك تماماً.

شاهد بالفديو: 12 عبارة رائعة عن النجاح والطموح

3. لا تركز على ما يفعله الآخرون:

هل تعلم ما هي أسوأ أنواع المقالات عن النجاح؟ تلك التي تتباهى بكمية المال التي جناها المؤلف على منصة معينة، أو عدد المشاهدات التي حصل عليها، والأشخاص الذين يتحدثون عن كيفية حصولهم على عدد كبير من المتابعين في وقت قصير. أعلم أنَّه قد يكون من المغري جداً متابعة مثل هؤلاء الأشخاص؛ لكنَّها مضيعة للوقت، فيوجد أشخاص يتخذون من تدريس "مخطط النجاح" عملاً لهم، الأمر الذي يجعلك تتساءل عن سبب وجود هؤلاء الأشخاص هنا في المقام الأول.

يسعدني أنَّ موقع ميديوم (Medium) لا يعرض عدد مرات المشاهدة للمقالات؛ بالتأكيد يمكنك مشاهدة مستوى نجاحه وآراء القراء، لكن لا يمكنك رؤية عدد المشاهدات لمقال ما أو عدد المشاهدات الإجمالية للكاتب (أعتقد أنَّ هذه الأنواع من الإحصاءات محبطة للغاية).

على سبيل المثال، انظر إلى موقع يوتيوب (YouTube) الذي يركز فقط على عدد المشاهدات، إنَّه مكان محزن لصانع المحتوى؛ فهناك دائماً شخص يحصل على كثير من المشاهدات، فلماذا إذاً التركيز على ما يفعله الآخرون؟ بعد كل شيء هذا ما يعنيه "مخطط النجاح"؛ هذا يعني أنَّك تقلد شخصاً آخر.

في الختام:

ركز على كتاباتك وما يؤمن به جمهورك، أتمنى أن أقول لك وأعطيك بعض النصائح للوصول إلى المزيد من القراء؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّ الإنترنت مكان متقلب ومتغير؛ فقد يقرأ الناس اليوم مقالاتي على موقعي وعلى موقع ميديوم، وغداً قد ينتقل الجميع إلى شيء آخر؛ فقد تحصل كثير من التغييرات.

لكن هناك شيء واحد لن يتغير أبداً؛ وهو رغبتي ودافعي لمساعدة الأشخاص من خلال مقالاتي، لا تنظر إلى المقاييس الغبية؛ فهي لا تقول أي شيء؛ بل انظر إلى عدد الأشخاص الذين ساعدتهم أو ألهمتهم أو استمتعت بهم، هذا هو الهام.

المصدر




مقالات مرتبطة