3 عادات شائعة تخرب سعادتك

لنوضح أمراً هاماً: لا يوجد طريق واحد لعيش حياة سعيدة وكاملة؛ فكلُّ شخص لديه طريقه الخاص، ومجموعته الخاصة من "العناصر" - إذا صحَّ التعبير - من أجل الوصول إلى السعادة الحقيقية، لكن إذا أردنا أن نضع خطة للوصول إلى هذه المشاعر السعيدة، فلا يوجد أفضل من اتّباع نصائح خبيرة السعادة والمؤلفة غريتشن روبن (Gretchen Rubin).



تقول "غريتشن" في تدوينة صوتية: "إنَّه من الهام اكتشاف ما الذي يجعل قلبك يغني فرحاً؟" وتقدِّم أيضاً بعض العادات الخفية والشائعة التي يمكن في الواقع أن تعوق عملية الحصول على السعادة.

ستجد أدناه بعضاً من الأساليب التي غالباً ما يُغفل عنها، والتي تؤثِّر في سعادتك:

1. البقاء مستيقظاً لوقت متأخر:

بحسب "غريتشن" السهر لوقتٍ متأخر بعد موعد نومك هو أكثر شيء يمكن أن يجعلك تشعر بشعور مزعج، وقد تشعر بالفرح في تلك اللحظة، وخصوصاً إذا كنت مستيقظاً وتشاهد برنامجاً تلفزيونياً مثيراً للاهتمام، لكن على الأمد الطويل، قد تتأثر سعادتك سلباً.

تقول "غريتشن": "يظن الناس أنَّهم يستطيعون تدريب أنفسهم ليقللوا من نومهم، لكن في الواقع، عندما يدرس الباحثون هؤلاء الناس، فإنَّهم يكونون ضعيفين تماماً، فهذا الشيء يؤثِّر سلباً في مزاجك وذاكرتك وحسك الفكاهي ووظيفتك المناعية"؛ فالنوم ضروري للصحة الجيدة، ومن ذلك سعادتك.

ربما تفكر: ماذا لو كنتُ أشاهد برنامجاً تلفزيونياً يُضحكني؟ ألن يجعلني ذلك شخصاً أكثر سعادة؟ فتوضح "غريتشن": "البقاء مستيقظاً لوقت متأخر جداً لن يخدمك في شيء؛ فبعد مرور موعد نومك بكثير، كلُّ البرامج التلفزيونية تصبح متشابهة"، وقد تشعر بالراحة، والسعادة في هذه اللحظة، لكنَّها ستدمر سعادتك فيما بعد.

وتضيف: "إنَّ البقاء حتى وقت متأخر من موعد نومك هو أمرٌ لن يسعدك"، لكن وعلى الرَّغم من ذلك، "موعد النوم" المناسب هو أمر شخصي يعتمد على النمط الزمني الخاص بك؛ فالمفتاح هو أن تكتشف ما هو موعد النوم المناسب لك؟ وأن تلتزم به قدر الإمكان.

شاهد بالفديو: 8 طرق لترفع مستوى هرمون السعادة في جسمك

2. الحديث الذاتي:

يمكن لبعض الأحاديث الذاتية الشائعة أن تقلل من سعادتك أيضاً، فلنأخذ على سبيل المثال "مغالطة الغد" (Tomorrow fallacy) والتي يطلق عليها أيضاً "مغالطة الوصول" (Arrival fallacy)؛ بمعنى أنَّه قد تظن أنَّك بعد حصولك على علاوة في عملك، أو بعد أن تتزوج، أو بعد أن تشتري منزلاً جديداً، فسوف تشعر بالسعادة.

توضح "غريتشن": "إنَّ الأمر لا يحدث بهذه الطريقة؛ فمن الأفضل لنا أن نحاول الاستمتاع بالعملية، وبكيفية الوصول إلى مكانٍ معين؛ وذلك لأنَّه بحلول الوقت الذي سنصل فيه، فلن تُحدث تلك العملية التغيير الذي كنا نتوقعه في حياتنا"؛ بعبارة أخرى؛ بدلاً من التركيز على خط النهاية، تمتع بالرحلة؛ فستشعر بالسعادة طوال الطريق.

تقول غريتشن: "توجد عباراتٍ أخرى يقولها الناس لأنفسهم، وهي على سبيل المثال: جملة "أنا كسول"؛ أعتقد أنَّ كثيراً من الناس يلومون أنفسهم أو يعتقدون أنَّه خطأٌ منهم بطريقة ما، مثلاً: "لا يمكن أن أعطي الأولوية لنفسي"، أو "أنا غير ناضج"، أو "أنا كسول'"، حتى عندما يفعلون كثيراً من الأشياء العظيمة؛ فالكلمات هامة جداً، وتلك التي تستخدمها لوصف نفسك يمكن أن تؤثِّر في سعادتك عامة؛ لذلك إذا خاب أملك في نفسك لعدم إنجازك مهمة معينة، فلا تنعت نفسَك بالكسول.

تقول "غريتشن": "العيب ليس فيك؛ فكلُّ ما عليك فعله هو تغيير طريقة ترتيب الأمور لتتمكن من تنفيذ هدفك بنفسك مهما كانت النتيجة".

3. القدر الزائد من اليقين:

إنَّ عدم التيقُّن والقلق يسيران جنباً إلى جنبٍ عادةً، ممَّا يمكن أن يؤثر في سعادتك عامَّة، ولكنَّ "غريتشن" ترى الإفراط في اليقين من الممكن أن يؤدي إلى التعاسة أيضاً؛ فنحن بحاجة إلى التجديد والتحديات وجوٍّ من النمو؛ وهذا لا يعني أنَّه يجب عليك أن تقلب حياتك بالكامل، ولكنَّ "غريتشن" تقول: "إنَّ الأمر بسيطٌ جداً؛ فتعلُّم مهارة جديدة يمكن أن يُشعِرك بالالتزام".

على سبيل المثال، لنقل إنَّك تريد أن تتعلم العزف على الغيتار، وأنت لا تعرف بالضبط ماذا عليك أن تفعل أو كيف ستؤول هذه المغامرة، وهذا هو المستوى الصحي من "عدم التيقُّن" الذي يمكن أن يزيد من سعادتك.

وجدت إحدى الدراسات أنَّه عندما يشارك الناس في دروس لتعلُّم شيء ما خارج أوقات عملهم، يشعر هؤلاء الناس بتحسن في مزاجهم، وازدياد في الرضى عن حياتهم.

تقول "غريتشن": "إنَّ بعض أنواع عدم اليقين يمكن أن تدعم سعادتنا، والقدر الزائد من التيقُّن يمكن أن يجعل الناس يشعرون بالاختناق".

طبعاً، كلُّ شخص لديه تفكير مختلف حيال عدم اليقين؛ فبعضهم يزدهرون في روتين حياتهم اليومي، وآخرون يخنقهم اتباع نفس الروتين، وتضيف "غريتشن": "علينا أن نجد التوازن الصحيح الذي يناسبنا".

إقرأ أيضاً: 4 طرق للعثور على البهجة في حالة عدم اليقين

في الختام:

قد تبدو بعض الأمور الحياتية مختلفة قليلاً بالنسبة إلى الجميع، على سبيل المثال: أوقات نوم مختلفة وروتين يومي مختلف، لكن من الهام أن تضعها في الحسبان، خاصةً إذا كنت تشعر ببعض الكآبة مؤخراً؛ فمن يدري؟ ربما التركيز على واحدة فقط من هذه العادات يمكن أن يغير من حالتك النفسية في المجمل.

المصدر




مقالات مرتبطة