3 طرق للتحدث أمام الجمهور

ربَّما كان عمري 7 سنوات عندما أُقيمَت مسابقة للملابس التنكرية في مدرستنا. وقد كانت أمي ربة منزل بسيطة ولم تفهم بوضوح ما تعنيه الملابس التنكرية، ووالدي كان رجلاً بسيطاً أيضاً ويعمل بجد ولم يؤمن أبداً بفكرة المشاركة في مثل هذه الأحداث، فقد فضَّل دائماً التركيز على المسابقات الأدبية، ومع ذلك صمَّمت على المشاركة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتُحدِّثنا فيه عن طرائق التحدث أمام الجمهور.

طلبت من والدتي أن تلبسني أي فستان أستطيع عدَّه زياً تنكرياً من الفساتين التي لديَّ، وفي النهاية ألبستني فستاناً كثيراً ما كرهت ارتداءه.

لبست الفتيات في المدرسة أزياء الجنيات بفساتين باهظة الثمن ولامعة وطويلة من الساتان ذات الريش والورود على أكتافهن، في حين ارتدى الأولاد زي رجال الشرطة وحملوا مسدسات بلاستيكية.

نادتنا المعلمة بأسمائنا، فاقتربت منها عندما ذكرت اسمي، فسألتني: "ما هو الدور الذي ستلعبينه؟" في الواقع، لم تكن لدي أية فكرة عن الدور الذي يناسب الزي الذي أرتديه؛ لكنَّني أجبتها: "سألعب أي دور تطلبينه مني، كل ما أريده هو المشاركة".

بعدها اقترحت لي دور "رادها" (Radha)، زوجة اللورد "كريشانا" (Lord Krishana)؛ إذ أخبرتني بأنَّه يتناسب مع الفستان الذي أرتديه، وسألتني فيما إذا عرفت الدور جيداً وأخبرتها بأنَّني أعرفه، فقد قرأت عنه مُسبقاً.

سألتني: "حسناً، هل خطابك جاهز؟" لم أعرف ما الذي تعنيه بالضبط؛ لكنَّني لم أكن أرغب في الانسحاب من المنافسة دون المشاركة، فأومأت برأسي إيجاباً.

قالت: "أحسنتِ، راقبي الطلاب الآخرين وعندما أذكر اسمك اصعدي إلى المسرح، واذهبي من ذلك الجانب وابدأي التحدث"، ثم ربتت على كتفي وغادرت.

لم أكن أعرف ما الذي سأقوله عندما أصعد إلى المسرح؛ لكنَّني تأكدت من أنَّني أرغب في الصعود إلى المسرح، وبعد أن قدَّم عدد قليل من الطلاب عرضهم، جاء دوري.

صعدت إلى المنصة أمام مئات الأشخاص وأساتذتي، واستجمعت شجاعتي للتحدث، ونظرت إلى شقيقيَّ الصغيرين اللذَين شاهدانني من زاوية المنصة وبدأت التحدث: "أنا "رادها"، زوجة اللورد "كريشانا" وأفضل صديقة له، نحن نعيش في مدينة "فريندافان" (Vrindavan)، ويُعدُّ "كريشانا" أفضل عازف مزمار في العالم؛ إذ تحيط به جميع النساء والفتيات عندما يعزف عليه، وتستطيع أن تقرأ عنا في الكتب وترى صورنا وتماثيلنا في معابد مختلفة"، وهذه هي العبارات التي قلتها بالضبط؛ لكنَّني أذكر أنَّني قلت عبارات أخرى وأنَّني لم أتوقف إلى أن أخبرتني معلمتي بأنَّ وقتي قد انتهى.

غادرت خشبة المسرح وسط تصفيق حار، وانتظرت مع أصدقائي النتائج، وفي الحقيقة، لم أحصل على أي جائزة من قبل؛ لذلك لم أكن أعرف ما هو شعوري أو كيف سأشعر في حال حصلت على الجائزة، ولم أكن أفكر حتى في هذا الأمر، لكن سرعان ما أعلنوا النتائج، وكانت الجائزة الثالثة من نصيبي.

لم أكن أعرف ماذا يجب أن أفعل؛ لكنَّ معلمتي أمسكت بيدي وأخذتني إلى المنصة لأستلم أول جائزة لي في حياتي كلها.

أخبرتني فيما بعد بأنَّ لجنة التحكيم أحبَّت كلامي وثقتي بنفسي، ومع أنَّني تجاوزت الحد الزمني المسموح لي به، فإنَّني كنت من الفائزين، ومن هنا بدأت أشعر بثقة كبيرة بنفسي، ولقد شاركت في كثير من المناظرات والخطابات والمسابقات وفزت دائماً وحتى اليوم أحب قضاء وقتي على المسرح.

على نقيض ذلك خشي زوجي التحدث أمام الجمهور، ومع أنَّه قد تغلب على مخاوفه بصورة كبيرة بفضل مهاراته، فإنَّه يؤكد أنَّ الفضل الكبير يعود لي لمساعدته في ذلك.

شاهد بالفديو: 7 نصائح لتطوير مهارة التحدُّث أمام الجمهور

سأخبركم الآن من خلال تجاربي الشخصية والنهج الذي اتبعته مع زوجي، بثلاث طرائق بسيطة ستساعدكم على إتقان فن التحدث أمام الجمهور، وإذا شعر أي منكم بالتردد في الصعود إلى المسرح وإبداء الرأي، فاتبع الخطوات الأساسية والبسيطة الآتية وكن مستعداً للوقوف أمام الجمهور والتحدث:

ثلاث طرائق بسيطة ستساعدكم على إتقان فن التحدث أمام الجمهور:

1. الثقة:

حاول أن تشعر بالثقة كلما أردت أن تقول شيئاً ما بين مجموعة من الناس أو كنت على خشبة المسرح، وتخيل أنَّك الأذكى من بين كل الحاضرين، وهذا هو السبب في أنَّك تتحدث أمامهم الآن وهم يصغون إليك، ولا تفكر فيما سيفكرون به عنك، وكن واثقاً في قدراتك وكلماتك وفكِّر أنَّه من الجيد أن يكون لهم رأي فيك عندما تتحدث، بدلاً من ألا تتحدث أبداً ولا يكون لديهم رأي فيك.

إذا لم يعجبك رأي الجمهور، اشعر بالسعادة لأنَّك لست واحداً منهم، ومن الجيد أن يكون لك صوت ورأي مختلف، وإذا لم تكن واثقاً من كلامك، فلا تقلق وركِّز على أفكارك واتركها تتدفق، وإذا كانت أفكارك صحيحة، فستساعدك على السير في الاتجاه الصحيح حتى لو اخترت كلمات غير مناسبة.

إقرأ أيضاً: 5 استراتيجيات فعالة للتعامل مع رُهاب الوقوف أمام الجمهور

2. تخيُّل الوقوف على مسرح عالمي:

تصورت دائماً عندما كنت على المسرح لإلقاء خطابات أو المشاركة في نقاش، أنَّني أقف على مسرح عالمي وظننت أنَّ خطابي هذا سيكون رائعاً وسيتصدر عناوين الأخبار وسأكون قائدة العالم.

يجب أن تشعر بأنَّ هذه هي الفرصة التي ستتيح لك التعبير عن رأيك، فربما سيقع شخص ما في حبك عندما يسمع آراءك، أو ببساطة سيمنحك عرض عمل، أو الأفضل من ذلك يطلب منك أن تكون منتوراً له.

إقرأ أيضاً: كيف تتقن الوقوف على خشبة المسرح؟

3. قول الكلام الصحيح:

هذا هو المفتاح، فإذا كنت واثقاً بأنَّك تقول الكلام الصحيح، فلن تخاف أبداً من التحدث أمام ملايين الأشخاص؛ لأنَّك تعلم أنَّك تقول ذلك بصورة صحيحة.

لا تتحدث فقط بغرض التحدث؛ وإنَّما تحدث عندما تعرف ما الذي تتحدث عنه، وعندما تشعر أنَّ الآخرين يجب أن يستمعوا إليك، واقرأ وكن على اطلاع دائم وانشر الوعي حولك، وإذا عرفت شيئاً ما، فأخبر الآخرين عنه، وافعل ذلك بأدب، فغالباً ما يكون المهذب على حق.




مقالات مرتبطة