3 طرق لتحويل الأزمة إلى ترقية وظيفية

لقد عطَّلت أزمة كوفيد-19 (COVID-19) تقريباً كل جانب من جوانب الحياة على هذا الكوكب بطريقة ما؛ والآن، يتكيف جيل كامل من العمال مع مسارات مهنية جديدة، ويتخلى عن الأهداف القديمة، ويحلم بأهداف أخرى.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب سيث كاسدين (Seth Casden)، والذي يحدثنا فيه عن كيفية الاستفادة من الأزمة من خلال تجربته الشخصية في العمل.

توفر لحظات التغيير هذه إمكانات لا مثيل لها للنمو الشخصي، ولكنَّها قد تشكل عائقاً أيضاً؛ فالخوف والشجاعة باتا أمران متضاربان، وقد أضحت القرارات صعبة بينما نحاول تحقيق الصحة والسعادة والإبداع والهدف في خطوة واحدة.

ولكي تجتاز لحظات البحث عن الذات هذه بإثارة وأمل بالمستقبل، عليك أن تتقبل فكرة المجهول؛ ذلك لأنَّك لا تمتلك كل الإجابات حول خطوتك المهنية التالية؛ ولكن من خلال إعطاء الأولوية لمعرفة الذات والاكتشاف، يمكنك المضي قدماً نحو تعريفك للنجاح.

كيف بنيت مهنتي بخطوات واسعة:

بالنظر إلى مسيرتي المهنية حتى الآن، أستطيع أن أرى أنَّ مساري قد تأثر إلى حدٍ كبير في وقت الأزمة؛ فقد كانت وظيفتي الأولى بعد التخرج من الكلية محللاً مالياً في كولوني كابيتل (Colony Capital) -شركة استثمار رائدة مقرها لوس أنجلوس (Los Angeles)- والتي كانت بدايةً رائعة في عالم العمل؛ لكنَّ تعرفي على مثل هذه الصفقات المتنوعة أظهر لي العديد من الخيارات المتاحة لكيفية قضاء وقتي، وقد بدأت أدرك أنَّني كنت متحمساً للعمل في بيئة ريادة الأعمال؛ لذلك قدمت استقالتي دون أن أعرف ما الذي سأفعله بعد ذلك.

لقد كان لديَّ العديد من الخيارات، لذلك التزمت باتباع أي فكرة أجدها مثيرة، وقد أصبحت عملية تصفية؛ فإذا لم ينجح أمر ما، عُدَّه درساً تعلمت منه، ثم انتقل إلى عمل آخر؛ فقد عملت في شركة أفلام، ثم عدت إلى الدراسة في جامعة كاليفورنيا، ثم خطوت أكبر خطوة لي حتى الآن وانتقلت إلى الأرجنتين لتعلم اللغة الإسبانية وعمل فيلم أبيض وأسود.

لقد حققت كل خطوة من هذه الخطوات لأنَّ شيئاً ما حول منصبي الوظيفي الحالي كان يتعارض مع احتياجاتي، ولم أكن أعرف كيف ستسير الأمور بالطبع، لكنَّني وجدت في هذا المجهول الثقة والمثابرة، وصنعت سيرة ذاتية لا تشبه سيرة أي شخص آخر بالصدفة.

إقرأ أيضاً: عشرة سلوكيات قد تضر مسيرة تقدمك المهني

3 طرائق لتحويل الأزمة إلى ترقية وظيفية:

توجد الكثير من العبارات المبتذلة حول العثور على المسار الوظيفي الصحيح بحيث يصعب تقديم نصيحة لا تبدو مثل "اتبع أحلامك" أو "أصغِ إلى الكون، وخذ إشارة منه"؛ ولكن إذا فعلت ذلك وما زلت مرتبكاً بشأن الخطوة التالية التي يتعين عليك اتخاذها، فيجب أن تساعدك هذه الخطوات الثلاث:

1. فهم النفس:

قد تبدو هذه النصيحة بديهية، ولكن غالباً ما يتخذ الناس قراراتهم عند نقطة تحول في حياتهم المهنية بناءً على رغبات الآخرين، حيث يفكرون فيما يريدهم آباؤهم أن يكونوا، أو ما يتوقعه شركاؤهم منهم، أو يتخيلون ذاتهم المثالية.

سيكون تحقيق الوعي الذاتي والقبول أمراً بالغ الأهمية لاتخاذ قرار جيد بالنسبة إليك؛ فعندما انتقلتُ إلى الأرجنتين، شعرت بالرعب من القيام بهذه الرحلة وحدي، فقد كنت معتاداً على إحاطة نفسي بالناس دائماً؛ لذلك عندما انسحب صديقي الذي كان من المفترض أن أسافر معه، نظرت إلى هذا الأمر كإشارة، فقد أصبحت هذه الخطوة تحدياً شخصياً لحل مشكلة الخوف من البقاء بمفردي منذ طفولتي.

سيساعدك هذا النوع من العقلية أيضاً على قبول التغذية الراجعة والنصائح عند عرضها عليك؛ لذا، افهم نفسك واحتياجاتك وما الذي يسبب خوفك على نحو أفضل، وستتمكن من تقبُّل النصيحة التي تناسبك وترك التي لا تناسبك.

إقرأ أيضاً: الوعي الذاتي: تعريفه، وأهميته، وطرق تعزيزه وتطويره

2. المغامرة وعدم الخوف من المجهول:

عندما تكون مستعداً للقيام بقفزات وظيفية، ربما يحذرك الناس من اتخاذ قرارات متهورة، فقد يقول شخص ما: "لا يمكنك ترك وظيفتك، ستخلق فجوات في سيرتك الذاتية"؛ لكن هل أنت مهتم حقاً بالحصول على سيرة ذاتية مثالية؟ قد تكون الأرواح المغامرة أكثر اهتماماً بالفجوة نفسها والمجهول الذي تمثله.

لن تتعلم مطلقاً أي شيء جديد إذا كنت تفعل الشيء نفسه كل يوم؛ فإن كنت ترغب في الانفتاح على تجربة مهنية تقلب حياتك رأساً على عقب، فأنت بحاجة إلى المغامرة خارج منطقة راحتك.

3. القيام بكل ما سبق في أثناء ممارسة الرعاية الذاتية:

عندما تتحدى نفسك وتندفع إلى مناطقك العمياء، فمن السهل أن تنسى أيضاً أن تعتني بنفسك، وقد يساعدك توثيق عملية تفكيرك؛ لذا، اكتب ما تشعر به عن قفزة حياتك المهنية في دفتر يوميات؛ فلن يربطك هذا في الحاضر فحسب، بل ستتمكن أيضاً من النظر إلى الوراء لاحقاً ومعرفة مقدار الشجاعة التي أظهرتها.

يتضمن جزء من الرعاية الذاتية أيضاً تذكر المخاطرة عندما تشعر بالقوة؛ أما إذا كنت منهكاً ومجهداً، فقد تحتاج إلى اللجوء إلى منطقة الراحة قليلاً؛ وعندما تصبح الحياة أكثر هدوءاً، ابدأ بمخاطر يمكن التحكم بها، مثل تجربة هواية جديدة أو التحدث إلى شخص مختلف في العمل؛ ممَّا سيؤدي إلى بناء ثقتك بنفسك وقيمتك الذاتية حتى يصبح الخروج من منطقة راحتك أمراً سهلاً.

لا يوجد مسار وظيفي محدد يجب اتباعه أو الرجوع إليه أو يوفر لك الشعور بالأمان، ولكن يُعدُّ هذا أحد أفضل الأجزاء لدخول عالم العمل؛ فاعتنِ بنفسك، وكن صديقاً للمجهول، وامنح الأولوية لمعرفة الذات؛ فهذه هي الحيل التي ستحتاجها للمضي قدماً بثقة وأمل عندما تصل إلى القفزة التالية التي لا بد أن تصل إليها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة