3 طرق لإيجاد السعادة خارج منطقة الراحة الخاصة بك

حياتك تتألف من ثلاث دوائر: الأشياء التي تجيدها، والأشياء التي تجني منها المال، والأشياء التي تحب أن تفعلها، وتتداخل كلُّ دائرة من هذه الدوائر بحيث تتقاطع الدوائر الثلاث في المنتصف.



يؤمن كثير من الناس بضرورة مغادرة المرء منطقة الراحة الخاصة به، وغالباً ما يُصوَّر الأمر على أنَّ السعادة تقتصر على من هو مستعد للمخاطرة ومغادرة منطقة راحته، لكن هذا ليس صحيحاً، بدلاً من البحث عن السعادة خارج دائرة منطقة الراحة الخاصة بك، ستجدها بالفعل داخل تقاطع هذه الدوائر الثلاث في حياتك، والذي يعدُّ مركز سعادتك وراحتك الحقيقيتين.

مع ذلك، الوصول إلى مركز السعادة في حياتك هو أمر بعيد عن منطقة راحتك، قد يبدو الأمر متناقضاً، لكنَّه صحيح، فمن الصعب العثور على عمل تجيده وتستمتع به حقاً ويمكن أن يوفر لك مصدر دخل جيد، إنَّها رحلة طويلة ومتعبة، ومحفوفة بالمخاطر والعثرات والإخفاقات، لكنَّها تنتهي بالنجاحات أيضاً، ومع أنَّها رحلة صعبة، فإنَّها جديرة بالمحاولة.

أيَّاً كان شكل حياتك الحالي، يجب أن تبحث دائماً عن مركز سعادتك للعثور على ما يضفي القيمة الحقيقية والفريدة لحياتك، ولمساعدتك في رحلتك، التزم بالطرائق الثلاثة الآتية حين تستيقظ كلَّ صباح، وإن استطعت القيام بذلك يوماً بعد يوم، ستنجح في الوصول لهذا التقاطع في حياتك.

بعيداً عن الراحة المخدرة التي اعتدت عليها سابقاً:

1. الحفاظ على الروتين الصباحي:

تبدأ عملية بناء الحياة التي نرغب بها من نقطة معينة، فكلُّ ما نفعله على مدار اليوم مبنيٌّ على أساس متين نبني عليه آمالنا وأحلامنا، لكن للأسف، يجهل كثير منَّا أنَّ حياة كلٍّ منَّا يجب أن تُبنى على أساس متين، ممَّا يؤكد ضعف أساس حياتهم.

عند الحديث عن منطقة الراحة، ما نقصده حقاً هو شعور الخدر، وهي عقلية من العيش على ردود الأفعال والأفكار التي تسيطر على حياتنا، وليس النقيض ذلك، فعندما تبقى حبيس منطقة الراحة الخاصة بك، فإنَّك تسمح للعالم الخارجي بالتحكم بحياتك؛ إذ تستيقظ، وتذهب إلى العمل، وتستهلك طاقتك مهملاً صحتك، ثمَّ تعود إلى المنزل متعباً، فقط لتتناول الطعام، وتخلد إلى الفراش، وتعيد الكرَّة في اليوم التالي.

لكن إن أوليت اهتماماً لروتين صباحك، ستتمكَّن من بناء الأساس المتين الذي تحتاج إليه في حياتك، وبعد ذلك ستبدأ أفكارك وعواطفك وأفعالك اليومية بالتوجُّه نحو شيء إيجابي، ممَّا يسمح لك باتخاذ قرارات فعَّالة لتحسين حياتك؛ إذ سيساعدك الروتين الصباحي على إيجاد طريقك نحو مركز سعادتك.

أفضل ما في الأمر هو أنَّ ما ينطوي عليه روتينك الصباحي من خطوات، هو أمر عائد لك أنت وحدك، لكن إن كنت ترغب في اتباع روتين صحيٍّ عليك بالتأمُّل لمدة 15-20 دقيقة كلَّ صباح، ثمَّ اكتب على الفور أربعة أشياء تشعر بالامتنان لها، هذه الأفعال البسيطة ستقوي عقلك إلى الحدِّ الذي يتيح لك التحكم في عالمك، وليس خلاف ذلك، وعندها فقط ستتمكَّن من الابتعاد بثقة خارج منطقة الراحة الخاصة بك ونحو مركز سعادتك.

شاهد بالفيديو: كيف تتجاوز منطقة الراحة؟

2. التركيز على التجارب الجديدة:

يعني تأسيس روتين صباحي أنَّك الآن تمتلك التركيز الكافي للتفكير بخطوتك القادمة للأمام، ومع الالتزام بإنجاز عملك ومهامك الأساسية كلَّ يوم، يمكنك الآن المضي قدماً في أهمِّ رحلة للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، والعثور على مركز سعادتك، وهي الخوض في تجارب جديدة، فالتجارب ليست أهمَّ جانب في حياتك فحسب؛ بل هي ما يشكِّل حياتك في الأساس.

فكِّر في الأمر، الحياة ليست إلا مجموعة من التجارب، وما نحتفظ به من ذكريات عنها ومناطق الراحة ليست إلا مجموعة من التجارب المتكرِّرة التي لا تقدِّم لنا أيَّ شيء جديد أو ممتع؛ لذا للخروج من مناطق الراحة الخاصة بنا، يجب أن ندفع أنفسنا لخوض تجارب جديدة ومثيرة تجبرنا على النمو؛ إذ إنَّ الابتعاد عن منطقة الراحة الخاصة بك/ والمضي نحو مركز سعادتك ما هو في الحقيقة سوى عملية نمو.

انظر إلى الأمر بوصفه عقبةً عليك تجاوزها للوصول إلى مركز سعادتك، وحين تكون عالقاً بخنوع داخل منطقة راحتك، تبقى ضعيفاً وعاجزاً عن تجاوز هذه العقبة، يتطلُّب الأمر الجهد والعزيمة لاكتساب القوة الكافية للتغلب على العقبة، ومواصلة رحلتك نحو مركز السعادة في حياتك، والطريقة الوحيدة الممكنة هي أن تضع نفسك في مواقف غير مألوفة حتى تتعلم منها آليات جديدة للتكيف.

إقرأ أيضاً: كيف تدرب عقلك على التفكير بإيجابية؟

3. التواصل مع الجميع:

إن كانت التجارب هي ما تحدِّد هويتك وحياتك، فإنَّ المتعة الحقيقية تأتي من العلاقات التي تجمعنا بمن حولنا، والمشاعر تشكِّل هويتنا بقدر التجارب، فالتجارب الجديدة تتيح لك بطبيعة الحال الفرصة للتواصل مع أشخاص جدد، وهنا يصبح الأمر أكثر وضوحاً؛ لأنَّ كثيراً منَّا لا يعرف ما هو الشيء الذي يحبه، ويجيده، ويؤمِّن مصدر دخل جيد له، وهنا يأتي دور العلاقات والخبرات؛ إذ يمدُّك الأشخاص الجدد بوجهات نظر جديدة تزيد فرصك في العثور على شغفك وهدفك الحقيقيين، لكنَّ شغفك وهدفك يقعان في مركز حياتك خارج منطقة الراحة الخاصة بك.

إقرأ أيضاً: أخطاء شائعة أثناء التواصل مع الآخرين

كلَّما زاد عدد الأشخاص الذين تقابلهم، زاد عدد الأشخاص الذين تتواصل معهم، ومن ثمَّ تزداد معرفتك وخبرتك التي تساعدك على توجيه رحلتك نحو مركز سعادتك، والبشر بطبيعتهم كائنات اجتماعية، وكلَّما زاد احتكاكنا بمن حولنا، زادت التجارب الاجتماعية التي نخوضها، ومن ثمَّ تصبح الحياة أسهل، وستصبح عقليتك أكثر إيجابية تدريجياً، ممَّا يمدُّك بالدافع للالتزام بروتين الصباح الذي يمنحك الأساس للبحث عن تجارب جديدة، والتي بدورها تسمح لك بمقابلة أشخاص جدد؛ وبذلك تجد نفسك في حلقة من النجاح المتصاعد، وحينها ستتمكَّن من الابتعاد عن راحتك المخدرة، والتوجه نحو مركز سعادتك وراحتك، فالوقت قد حان لكي تبدأ الرحلة.




مقالات مرتبطة