3 طرق بسيطة تساعدك على التوقف عن السعي وراء الكمال وتعزز إنتاجيتك

يواجه الشخص الساعي إلى الكمال الكثير من الألم والصراع، لا سيما في الوقت الحالي، في ظل انشغالنا بالعديد من الخطط وظروف الحجر الصحي والجائحة.



تقول الخبيرة الاستراتيجية في الإنتاجية "تانيا دالتون" (Tanya Dalton): "لقد حان الوقت لنكون غير مثاليين".

وفي الواقع، لقد أظهر تقرير جديد أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times) أنَّ الوالدين، ولا سيما الأمهات اللاتي لديهن أطفال في المنزل، يتعرضون للتوتر تعرضاً ملحوظاً خلال فترة الجائحة أكثر من الأشخاص العازبين أو الذين لم ينجبوا أطفالاً، وتتحمل النساء العبء الأكبر خلال هذه الظروف، ولأول مرة على الإطلاق، يُطلب منَّا التوفيق بين كل ذلك.

في الواقع، الحل بسيط، بالنسبةِ إلى أي شخص يسعى وراء الكمال - ولا سيما النساء - حان الوقت لتقبُّل أنَّه لا أحد منَّا مثالي، وإدراك أنَّه مهما حاول المرء السيطرة على الأمور، ستخرج بعض المواقف عن سيطرته، وهذا هو الوقت المناسب للشعور بالضعف؛ فنحن جميعاً بشر، ومن المرجَّح أن نشعر بذلك؛ لذا اتبِع الطرائق الثلاث أدناه، وسوف تتغلَّب على هذا الشعور:

1. اكتشاف أي نوعٍ من الساعين إلى الكمال أنت:

إذا كنت تتطلع إلى حل مشكلة ما، فأول ما يتعيَّن عليك فعله هو الاعتراف بأنَّك تعاني من مشكلة؛ ويعني ذلك في هذا السياق، اكتشاف أيُّ نوعٍ من الساعين إلى الكمال أنت، وإذا لم تكن تعرف ذلك، فثمَّة نوعان مختلفان:

  1. المكافح: إذا كنت مكافحاً، فقد لا تواجه مشكلة في بدء مهمة أو مشروع ما، ولكنَّك تضع معايير مستحيلة، وقد تضع أهدافاً لنفسك وتبذل مجهوداً استثنائياً، ولكنَّ معاييرك لا يمكن الوصول إليها؛ لذا تكافح باستمرار ضد الفشل.
  2. صاحب الأفكار المثالية: إذا كنت صاحب أفكار مثالية، فقد لا تبدأ أبداً؛ وذلك لأنَّك تقضي الكثير من الوقت في تخيل الشكل الذي سيبدو عليه المستقبل المثالي ولا تبدأ في الواقع؛ ونظراً لأنَّ أفكارك مثالية وتقترب من الكمال، فأنت تعلم أنَّك لن تقترب أبداً من تحقيق الرؤية العظيمة التي في ذهنك؛ ممَّا يدفعك إلى الاستمرار في الحلم.

ربما اكتشفت أنَّك تنتمي إلى أحد هذين النوعين، وهذا في حد ذاته جيد؛ وذلك لأنَّك الآن تستطيع تحديد مشكلتك.

شاهد بالفديو: دليل الإنتاجية: الاستراتيجيات الفعالة لإدارة الوقت

2. التعبير عن الرفض وقول "لا":

على الرغم من أنَّ كلمة "لا" كلمة بسيطة، نحن جميعاً نواجه - وخاصةً النساء - صعوبة في قولها، ولكن يجب أن نعبِّر عن قبولنا للأشياء التي نريدها حقاً، وأن نقول "نعم" لما يتوافق مع قيمنا الأساسية وما يُشعِرنا بالرضا، وفيما يلي خمسة أسئلة سهلة، لتطرحها على نفسك لتكتشف كيف تشعر حقاً حيال فرصة ما، إذا كانت الإجابة "لا" على أي من هذه الأسئلة، فلا تخشَ الرفض:

  • هل تريد أن تفعل هذا؟
  • لماذا تريد أن تفعله؟
  • كم من الوقت سيستغرق الأمر؟
  • هل تمتلك الوقت الكافي؟
  • هل يرضيك فعل هذا؟

سيقودك السؤال الخامس تحديداً إلى الإجابة الصحيحة.

إقرأ أيضاً: 6 طرق لتجنّب إحراج كلمة لا، كيف تقول "لا" دون أن تبدو فظاً؟

3. التفكير في مستويات الأولوية الثلاثة إذا راودتك الشكوك:

قد تفكر الآن فيما يجب أن تفعل في الأوقات التي يجب عليك فيها قبول أمور لا ترضيك بالضرورة، فمثل أي قاعدة، هناك استثناءات، فربما لا ترغب في الذهاب مع ابنك لمشاهدته في أثناء التمرين، ولكنَّه في الوقت نفسه يمثِّل أولوية في حياتك.

عندما تساورك الشكوك حول ما يجب أن تمنحه الأولوية في حياتك، فكِّر في مستويات الأولوية الثلاثة المدوَّنة أدناه، ففي الواقع، تتمثَّل إحدى مشكلات السعي وراء الكمال في شعورك بالعجز، أو عدم القدرة على السيطرة على جدولك الزمني؛ لذا سيساعدك نظام تحديد الأولويات المكوَّن من ثلاثة مستويات.

  1. المهام الهامَّة والعاجلة: تدفعنا هذه المهام نحو أهداف طويلة الأمد، ويكون لها موعد نهائي عاجل؛ لذا تترأس قائمة الأولويات، وتكون هي المهام التي يجب أن نبدأ بها يومنا، ومع ذلك، لا يجب أن تركز كل وقتنا في هذا المستوى؛ وذلك لأنَّك عندما تكون في عجلة من أمرك، لا تمنح نفسك وقتاً للابتكار أو استكشاف الحلول الإبداعية؛ ممَّا يقودك إلى المستوى الثاني.
  2. المهام الهامَّة غير العاجلة: تقرِّبنا هذه المهام من أهدافنا النهائية؛ وذلك لأنَّها تركز على التخطيط المستقبلي وتحسين الذات، ولكن ليس لها موعد نهائي؛ ونظراً لعدم وجود موعد نهائي عاجل، فمن السهل جداً عدم الانتباه لهذه المهام؛ لذا يتعيَّن علينا التركيز أكثر على هذا المستوى؛ فهذه هي المهام والمشاريع التي ستطوِّر حياتك المهنية والشخصية.
  3. المهام غير الهامَّة والعاجلة: هذه هي المهام التي قد يكون لها موعد نهائي عاجل، ولكنَّها لا تساعدنا على الوصول إلى أهدافنا طويلة الأمد؛ ولكن نظراً لأنَّها عاجلة، نمنحها الأولوية لننتهي منها، ولكن يجب أن نقضي أقل وقت ممكن في هذا المستوى، على سبيل المثال: إذا كان المطبخ فوضوي ويحتاج إلى التنظيف، يمكننا تنظيفه في وقت لاحق من اليوم بعد العمل على الأمور الهامَّة.
إقرأ أيضاً: 7 طرق لتصبح محترفاً في تحديد أولويات المهام

عندما ننظِّم قائمة الأولويات، نتوقف عن إهدار طاقتنا في تقرير ما يجب القيام به بعد ذلك، ونعمل حسب الأولوية، وهذا هو الأمر الذي يميِّز الشخص المشغول عن الشخص المنتج فعلاً، كما يساعدنا على التخلُّص من التسويف الذي يعاني منه الساعون إلى الكمال.

تذكَّر أنَّ السعي وراء الكمال يمنعك من بلوغ كامل إمكاناتك، فلقد حان الوقت لتحرير نفسك؛ فأنت تستطيع القيام بذلك.

المصدر




مقالات مرتبطة