3 سمات تحتاجها لنشر الثقة في شركتك

إذا كنتَ تريد أن يثق الموظفون والبائعون والعملاء في عملك، فطوِّر هذه السمات الثلاث ومارِسها يومياً.



إذا فقدتَ ثقة موظفيك وشركائك وبائعيك وعملائك ومجتمعك، فستكون استعادتها أصعب من أي وقت مضى. تعيش الأشياء إلى الأبد على الإنترنت، وحتى إذا توقَّفَ الأشخاص الذين يعملون معك عن تصديق الأشياء السيئة، إلا أنَّه يظلُّ في إمكان الآخرين العثور عليها، فكيف يمكِنك الحفاظ على هذه الثقة في مؤسستك وعلاقاتك المهنية إذاً؟

  • الكفاءة: القيام بالأشياء بنجاح وفاعلية.
  • الإخلاص: فعل الأشياء بصراحة وأمانة ودون رياء.
  • العلاقات: الارتباط بقيمك وبالآخرين والعيش بهذه الطريقة.

فلنتعمق قليلاً في كل من هذه الجوانب:

1. الكفاءة:

يُفكر العديد من القادة في الكفاءة من ناحية التميز التشغيلي، وهذا عنصر هام، ولكن إذا كنتَ تُفكر في الأمر من هذه الناحية فقط، فستصبح الثقة متعلقةً بالراتب فقط، وكأنَّها صفقة تجارية، حيث يثق موظفوك في الشركة لدفع أجورهم مقابل العمل الذي يقومون به، ويفعلون ما يُطلَب منهم. وكما قلنا من قبل، هذا ليس بالضرورة أمراً سيئاً، ولكنَّه ليس أمراً رائعاً. فبعد كل شيء، عادةً ما يشير التميز التشغيلي القوي إلى الاهتمام بالنجاح المالي للشركة فقط ويقيس نجاح الشركة من حيث الإيرادات.

ولكن هناك مقاييس مختلفة للنجاح اليوم يهتم أكثرها بإيلاء الأولوية للإنسان في مجال الأعمال، وهنا يكمن الجزء الآخر من الكفاءة: كيف تتعامل مع الآخرين بشكل جيد، من تدريبهم إلى تمكينهم ليُقدِّموا أفضل أداء، من أجلهم ومن أجل شركتك، فقد لا يرى من يولي الأهمية لإيرادات الشركة أكثر من أي شي آخر أهمية ذلك، ولكن عندما تكون المنافسة على أفضل المواهب شرسةً، وقد لا يكون من المفيد تقديم مرتَّب عالٍ وثقافة عمل تهتم فقط بالأرقام، خاصة عندما يتعلق الأمر بتوظيف أفراد من جيل الألفية (Millennials) أو أفراد يبحثون عما هو أكثر من مجرد المرتَّب الشهري.

إقرأ أيضاً: التصنيع الخالي من الهدر: العمل بمزيدٍ من الكفاءة

2. الإخلاص:

أسهل طريقة لهدم الثقة بينك وبين موظفيك وقتل ثقافة الاهتمام بالإنسان قبل كل شيء هي عدم احترام قيمك؛ أي قول شيء وفعل شيء آخر، ولكن ليس عليك أن تكون غير أمين حتى تكون غير مخلص، فكل ما يحتاجه الناس هو الشعور فقط بأنَّك تفتقر إلى الصدق، خاصةً إذا كنتَ تقول حقائق جزئية ولا تعترف بأخطائك أو لا تخبرهم بكل ما يحتاجون إلى معرفته، بالإضافة إلى أنَّنا غالباً ما نشعر بهذا الافتقار إلى الصدق عندما يعتذر القادة والمنظمات عن أخطائهم، ولا نرى هذا في أصواتهم فقط ولكن أيضاً في الإجراءات الملموسة التي يتخذونها.

أفضل مثال على هذا هو ما حدث في شركة جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson) في عام 1982، عندما كان هناك شخص ما يسمم منتجات "التايلينول" (Tylenol) بـ "السيانيد" (cyanide)، مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص، وتخطَّت الشركة الاعتراف بالخطأ وبدأَت مباشرةً بالعمل، واضعةً سلامة العملاء فوق التكلفة ومنقذةً حياة عدد لا نهائي من الأشخاص من خلال إيقاف الإنتاج واسترجاع كل منتج من منتجات "التايلينول" الخاصة بها، مما كلفها 100 مليون دولار. ومن المثير للاهتمام أنَّ شركة "جونسون آند جونسون" (Johnson & Johnson) هي أيضاً مثال جيد على عدم الإخلاص، ففي عام 2010، فشلَت في اتخاذ إجراءات تصحيحية، حيث قامت عن علم ببيع منتجات "التايلينول" للأطفال التي يمكِن أن تحتوي على جزيئات معدنية، وكان عليها دفع 25 مليون دولار كغرامات، وما زالت تقوم بعملية الاسترجاع حتى الآن، وتنصح المستهلكين بالتوقف عن استخدام الدواء.

سقطَت شركة "جونسون آند جونسون" (Johnson & Johnson) من أعلى المستويات إلى أدناها فيما يتعلق بإيلاء الأولوية للإنسان، فهل ستفعل أنت الشيء الصحيح وستكون شفافاً بشأن كل ما تستطيع الكشف عنه؟ وهل ستتجاهل المشكلة؟ وهل ستتستر عليها؟ حالياً، تُظهر العديد من المنظمات مخاطر الافتقار إلى الشفافية عندما يتعلق الأمر بالاعتراف بالأخطاء، حيث نكتشف المزيد مما لم تخبرنا به هذه الشركات، مثل: تستُّر شركة فيسبوك (Facebook) على موضوع استخدام بيانات العملاء، وتستُّر لاية ميشيغان (Michigan State) عن إساءة معاملة لاعبي الجمباز اليافعين، وتستُّرشركة تيسلا (Tesla)  على موضوع سلامة العمال، وتستُّر شركة نستله (Nestlé) على موضوع عمالة الأطفال.

كم عليك أن تُقدِّر الشفافية، ناهيك عن تقدير الآخرين للقيام بذلك؟ قد تعتقد أنَّك أكبر وأقوى من أن تؤثر فيك مشكلات الشفافية، ولكنَّ هذا ما يجعل الأبطال يفشلون، حيث لا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تخسر الشركات علاقاتها هذه الأيام.

إقرأ أيضاً: كيف أُثبت نفسي في عملي ومجتمعي؟

3. العلاقات:

عندما تخسر العلاقات أو تفتقر إليها، تفقد الموظفين الموهوبين والعملاء؛ وبالتالي تفقد "التميز التشغيلي". وفي كثير من الأحيان نركز على جانب العميل عندما يتعلق الأمر بالعلاقات، فلنتعلم من قصص شركة بلاكبيري (BlackBerry) وشركة أولدزموبيل (Oldsmobile) وشركة كوداك (Kodak) وإخفاقاتهم في التكيف والابتكار، فهي دروس هامة.

لكنَّ هذا الافتقار إلى التكيف والابتكار غالباً ما يكبد الشركات الخسائر في مكان العمل أولاً، حيث تحاول تعزيز تميُّزها التشغيلي، وتتجاهل الفرص الجديدة وتُواصل بيع الأشياء نفسها، وتنقل أعمالها إلى الخارج مع انخفاض الإيرادات، وتفشل في الاستثمار في أشخاص وشركاء جدد للوصول إلى عملاء جدد ومختلفين، وغالباً ما تفشل هذه الشركات في رؤية أنَّهم كانوا قد خسروا العلاقات في مكان العمل قبل وقت طويل من خسارتها في السوق؛ لأنَّ القادة والمنظمات يرون أنَّ علاقاتهم مع بعضهم بعضاً ليست هامةً، وليس هناك مجال للثقة في هذا النوع من البيئات، وليس من المتوقع إلا أن يتعامل الموظفون بالمثل ويأخذوا مرتَّباتهم مقابل أدائهم لعملهم وكأنَّ الأمر مجرد صفقة تجارية لا أكثر ولا أقل.

المصدر




مقالات مرتبطة