ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتروي لنا فيه تجربتها مع الفشل.
فيما يأتي أهم الدروس التي علمني إياها الفشل وكيفية التعامل مع كل منها:
الدرس الأول: الفشل حالة قديمة تعود للطفولة
تعود جذور الفشل غالباً إلى مرحلة الطفولة، فعندما كنت في التاسعة أو العاشرة من العمر كنت طفلة بدينة، وهذا سبَّب لي كثيراً من الإحراج وعدم القدرة على اللعب في حصص الرياضة، ولاحقاً تقدَّمت بطلب للالتحاق بعدة جامعات ولم ألقَ قبولاً من أي منها، وما زلت أحتفظ برسائل الرفض تلك إلى الآن بوصفها ذكرى، ومع أنِّي لاحقاً تمكَّنتُ من الالتحاق بالجامعة التي أريدها، وتخرَّجتُ منها دون تأخير وبدأتُ بالحياة العملية التي أحبها، لكنَّني لم أتخلَّص من شعوري بالفشل.
الدرس الثاني: الفشل سيحدث دوماً
لن تصدِّق عدد المرات التي فشلت فيها، ومن أهم تلك الأشياء التي تتبادر لذهني هي علاماتي المتدنية في مادة الرياضيات، وفشلي في الحصول على أكثر من فرصة عمل واحدة بعد التخرج، ولاحقاً لم أستطع تغيير مكان عملي، إضافة إلى طلاقي قبل أن أبلغ الثلاثين وحتى خلال سنين زواجي لم أستطع الحفاظ على أصدقائي، كانت تلك لمحة بسيطة عمَّا مررت به.
الدرس الثالث: يمكن للفشل أن يكون أفضل معلِّم لنا
كان فشلي هو المعلِّم الأفضل لي وأكبر دافع للنجاح، فالبنك الذي رفض توظيفي عندما كنت في منتصف العشرينيات هو ذاته الذي قدَّم لي لاحقاً أكبر ضمان لتوظيفي، والسبب أنَّني أعدت تقييم ذاتي والأسباب التي دفعتني للفشل وقمت بإصلاحها.
عندما بلغت عامي الـ 31 تزوجت مرة ثانية، والآن ما زلت أشعر بالسعادة بعد سبع سنوات من الزواج وإنجاب طفلين؛ لأنَّني تعلَّمتُ من أخطاء زواجي الأول وأدركتُ الأسباب التي أدَّت إلى فشله.
شاهد يالفيديو: 4 نصائح للتعافي من الفشل
مفاهيم خاطئة:
ارتكاب الأخطاء لا يعني الفشل فهي مرحلة لا بد منها وأساسية لتحقيق أي نجاح، كثيراً ما أشعر بالإحباط والفشل لدرجة عدم قدرتي على النهوض من السرير، ولكنَّني أحاول تجاوز تلك الحالة عن طريق تذكُّر ما قاله لاعب كرة السلة الشهير مايكل جوردان (Michael Jordan): "طوال مسيرتي المهنية أضعت أكثر من 9000 تسديدة، وخسرت ما يقارب 300 مباراة، كما خيَّبت ظن الكثيرين ممن وضعوا ثقتهم بي لتحقيق الفوز، فشلت مراراً وتكراراً في حياتي ولهذا حققت نجاحاً كبيراً".
الفشل الحقيقي هو الهروب من مواجهة تحديات الحياة، وعدم استثمار الفرص المتاحة، والتخلِّي عن أحلامك والقيام بأشياء أكثر سهولة، والرضى بحياة ليست كالتي حلمت بها.
إذاً كيف يمكنك تجنُّب الفشل؟
1. تحمُّل المسؤولية:
أنت المسؤول الوحيد عن حياتك وأنت الوحيد الذي يمتلك القدرة على التحكم بها؛ لذلك تعلَّم أن تعطي الأولوية لنفسك لتكون سعيداً، واعمل على تحقيق الأشياء المفيدة لك.
2. تنفيذ الخطط دون تأجيل:
عندما تحدد أهدافك ابدأ بالعمل لتحقيقها، قد تمر بمراحل من الفشل في أثناء ذلك، لكن من الهام ألا تدخل في حالة من اليأس، بل أن تنهض من جديد وتتابع سعيك إلى الوصول إلى أهدافك، فالوقت دائماً متاح للبدء من جديد، والأوقات الصعبة لن تدوم.
3. الشجاعة والطموح الكبير:
لا تضع حداً لقدراتك وطموحك ظناً منك استحالة تحقيق هدف لم يسبقك إليه أحد، يمكنك أن تكون صاحب المبادرة الأولى وتفعل المستحيل لتحقق هدفاً لم يستطع أحد الوصول إليه، فكلما ارتقيت بطموحك كانت المنافسة أقل.
ما الذي يجب فعله عند الفشل؟
ستمر عليك أوقات صعبة تشعر فيها بالفشل، وقد تدفعك للتشكيك بنفسك وبأهمية ما تريد تحقيقه، وفيما يأتي بعض الخطوات التي ستساعدك لاجتياز تلك المرحلة:
1. الامتنان:
يجب أن تشعر بالامتنان للإنجازات التي حققتها والمرحلة التي وصلت إليها، لقد ساعدتني هذه الطريقة لأشعر بتحسن كبير في الفترات الصعبة التي كنت أشعر فيها بالفشل عن طريق تذكُّر الإنجازات التي نجحت في تحقيقها في السابق.
2. مساعدة الآخرين:
من أكثر الطرائق التي جعلتني أشعر بتحسُّن كبير تجاه نفسي عندما أواجه مشكلة أو خسارة ما هي مساعدة الآخرين، من خلال أشياء بسيطة كدعوة زملائي لتناول الغداء والاستماع لمشكلاتهم ومساعدتهم في إيجاد الحلول.
3. الراحة:
أحياناً تكون معاملتنا لأنفسنا فيها كثير من القسوة والعنف، ومن أهم الأساليب التي تعلمتها للتخفيف من ضغوطات الحياة هذه الطريقة: انظر إلى نفسك في المرآة وضع يديك على صدرك وقل لنفسك: "أنا أحب نفسي وأشعر بالأسف لما أمرُّ به الآن".
إن كان هذا صعباً بالنسبة إليك، يمكنك الذهاب للنوم، فأحياناً كل ما يحتاج إليه الجسم والعقل ليتعافى هو بعض من الراحة.
4. التقرُّب من العائلة:
في الحياة يوجد قليل من الأشخاص يحبونك بصدق لما أنت عليه بصرف النظر عن نجاحك أو فشلك، فقط لأنَّ وجودك في حياتهم هو الأهم؛ لذا هم يستحقون أن تشعرهم بأهمية وجودهم في حياتك.
أضف تعليقاً