3 خطوات للاستفادة من الموسيقى في تعلُّم اللغات

قد يكون تعلُّم لغة جديدة أحد أصعب التحديات التي ستواجهها في حياتك وأجداها سواء كنت تتعلَّم في سبيل المتعة أم الترقِّي في حياتك المهنية في مجال التجارة أو الدبلوماسية أو الترجمة وغيرها، وتشير الدراسات إلى أنَّ الأشخاص الذين يتحدثون أكثر من لغة يجنون أموالاً أكثر ويحصلون على فرصٍ مهنيَّةٍ أكبر ويضيفون قيمةً للشركات التي يعملون فيها سواء كانوا موظفين جدد أم في مواقع قيادية.



في ظل انتشار العولمة يتفوق الأشخاص الذين يتحدثون أكثر من لغة في الاختبارات الإبداعية وفي القدرة على معاملة التنوع الثقافي على نظرائهم ممَّن يتحدثون لغة واحدة.

في حال كنت تتعلم لغة أجنبية للمرة الأولى أو الفرق بين لغتك الأم واللغة التي تريد تعلُّمها كبيرة جداً؛ فعندها عليك أن تبذل جهداً لجعل عملية التعلم ممتعة ومتنوعة وشاملة قدر الإمكان، ويمكنك استخدام الموسيقى لهذا الغرض.

إليك بعض الخطوات للاستفادة من الموسيقى في التعلم:

1. إيجاد موسيقى تعجبك:

قد تكون هذه أسلس خطوة بالنسبة إلى معظم من يرغب في تعلم لغة جديدة؛ لأنَّ دافع الاهتمام بثقافتها يقف غالباً خلف الرغبة في تعلُّمها، يمكنك إنشاء قائمة تشغيل تحتوي أغنياتك المفضلة باللغة التي تهدف إلى تعلُّمها؛ وذلك على هاتفك المحمول مثلاً بحيث تكون متاحة للاستماع طوال الوقت.

2. قراءة كلمات الأغنية والغناء معها:

بعد اكتشاف الموسيقى التي تستمتع بسماعها في اللغة التي تتعلمها يمكنك استخدام الإنترنت في البحث عن كلمات الأغنية وقراءتها مع الموسيقى، ومحاولة تمييز المفردات ضمن النص والأصوات في كل كلمة، ويمكنك استخدام أدوات أخرى مثل تطبيقات الترجمة الآلية التي تتيح خيار نُطق الكلمات المترجمة.

بوسعك التمرُّن على اللفظ من خلال القراءة بصوت عالٍ أو الغناء مع الموسيقى دون الحاجة إلى وجود شريك مُحاوِر وبعيداً عن ضغط التفاعل المباشر مع المتحدثين في وقت محدد.

شاهد بالفيديو: 8 طرق تُسهّل عليك إتقان اللغات الأجنبية

3. ترجمة كلمات الأغاني وعزفها وإعادة كتابتها:

يستحسن أن تقوم بتجريب أساليب مختلفة في معاملة الأغاني والاستفادة منها وترجمتها وتجزئتها وإعادة كتابتها؛ إذ يتيح لك تعلم لغة ما من خلال كلمات الأغاني إمكانية الشعور بوقع الكلمات كما يستخدمها الفنان لترك انطباع معين أو إيصال فكرة ما أو تحليل شعور، ناهيك عن أنَّ معاملة لغة المتحدثين الأصليين تساعدك على التعرف إلى استخدام اللغة في المواقف الحقيقية.

لا يتعلق الأمر بالقواعد واختيار المفردات وحسب؛ وإنَّما بإدراك بنية اللغة وكيفية انسيابها والطول الشائع للجمل، وما إذا كانت اللغة تتصف بالمرونة بحيث تستوعب موجات الحداثة وما تحمله من مصطلحات وتعبيرات، أم تنغلق على ذاتها.

كما أشارت كلوديا سالسيدو (Claudia S. Salcedo) الأستاذة في قسم اللغات في جامعة لويزيانا (Louisiana) في دراسة أجرتها عام 2010 تبحث في فاعلية استخدام الأغاني في تعلم لغة ثانية: "الأغنية نتاج المزج المثالي بين الشعر والموسيقى، وأحد أصدق أساليب تعبير البشر عن أفكارهم وحيواتهم اليومية وما يختلج صدورهم من مشاعر، وتقدِّم الموسيقى للطلاب ميزة التواصل اللغوي الواقعي؛ لأنَّ الأغنية تروي قصة مضبوطة على إيقاع موسيقي، وهكذا يتسنى للمرء الاطِّلاع على نماذج كلام حقيقي بطيء ومكرر وموزون شعرياً".

يمكنك أن تُترجم كلمات الأغنية إلى لغتك الأصلية بمساعدة القاموس أو زميلك أو أداة من أدوات الترجمة الآلية، ثمَّ تنتقل بعد أن تدرس مفرداتها إلى بعض التمرينات الإبداعية مثل إعادة كتابة الأغنية، أو استبدال الكلمات بمرادفاتها، أو إعادة ترتيب المقاطع مع محاولة تقفيتها وغيرها من الأساليب.

إقرأ أيضاً: أهمية اللغة في حياتنا وفوائد تعلُّم اللغات

في الختام:

يبدو أنَّه ثمَّة تطبيق لكل غرض في أيامنا هذه، خصوصاً عندما يتعلَّق الأمر بتعلُّم اللغات؛ ولنأخذ على سبيل المثال تطبيق ليريكا (Lirica) الذي يساعد طلاب اللغة الإسبانية على تعلم اللغة من خلال أحدث أغاني البوب اللاتينية، فيقولون في موقعهم الإلكتروني: "تجعل الأغاني اللغة ممتعة وجديرة بالتذكُّر؛ فهي بطبيعتها تشدُّ الانتباه وتعطي فكرة عن الثقافات التي تمثِّلها".

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتعلُّم اللغات الأجنبية بدون معلم

لاستخدام التطبيق فائدة أخرى تتمثل في تلعيب تجربة التعلم، وقد استُنتِج في مقال منشور في مجلة "ديجيتال إديوكيشن ريفيو" (Digital Education Review) أنَّ التلعيب يُعَدُّ طريقة فعَّالة في اكتساب المعارف اللغوية، ويوفر فرصة للطلاب ليشاركوا بنشاط في عملية تعلُّم اللغات والتي تؤدي بالطبع إلى مزيد من فرص التعلم.

قد لا يناسبك تطبيق ليريكا في حال لم تكن تتعلم اللغة الإسبانية، ولكن ثمَّة الكثير من المصادر المشابهة له لتساعدك في تعلم اللغة التي تريدها.




مقالات مرتبطة