3 خطوات لتعزيز النظرة الإيجابية إلى الحياة

من الأخبار الجميلة في الفترة الأخيرة أنَّ الأشخاص الذين لديهم ميلٌ وراثي للإصابة بأمراض القلب لكنَّهم يتمتعون بنظرة وتوقعات إيجابية للمُستقبَل، كانوا أقلَّ ميلاً بمُعدَّل الثلث للإصابة بنوبة قلبية وغيرها من الحوادث والأمراض القلبية الوعائية خلالَ 5-25 سنة مقارنةً مع الأشخاص الذين لديهم منظورٌ وتوقُّعات أكثر سلبيةً، وهو ما اكتشفته الدكتورة المتخصِّصة "ليزا آر. يانك" (Lisa R. Yanek) الحائزة على ماجستير في الصحة العامة في "جامعة جون هوبكينز" (Johns Hopkins University) وزملاؤها.



لقد بقيَ هذا الاستنتاجُ صحيحاً حتَّى لدى الأشخاص الذين لديهم ميل وراثي للإصابة بأمراض القلب، ويُعانون مُعظَم عوامل الخطورة المؤدية إلى الإصابة بالداء القلبي الإكليلي، كما كان الناس الإيجابيون من عامَّة السكان أقلَّ عرضةً للإصابة بنوبة قلبية وغيرِها من الأمراض القلبية الإكليلية بنسبة 13% من نظرائهم السلبيين.

لقد حدَّدَت الدكتورة "يانك" وفريقُها النظرة الإيجابية للشخص مقابل النظرة السلبية من خلال أداة مَسحٍ تقيِّم مرَحَ الشخص، ومستوى طاقته أو نشاطه، ومستويات القلق لديه، ومقدارَ رضاه عن صحَّته وحياته عموماً؛ إذ تقول الدكتورة "يانك": "أنت لا تحتاج إلى مسحٍ لتقييم إيجابيتك الخاصة؛ بل أظنُّ أنَّ الناس كثيراً ما يميلون لمعرفة أنفسهم حقاً".

القلب والأمل:

تبقى آليةُ العلاقة التي تربط بين الإيجابية وصحة الإنسان غامضةً ومُبهَمة، إلَّا أنَّ الباحثين يعتقدون أنَّ الأشخاص الأكثر إيجابيةً قد يتمتَّعون بحماية أفضل من الضرر أو الأذية الالتهابية الناجمة عن الضغط النفسي، والاحتمالُ الآخرُ هو أنَّ الأملَ والإيجابية يُساعدان الناس على اتخاذ قراراتٍ أفضل بخصوص حياتهم وصحتهم، إضافة إلى التركيز بصورة أكبر على أهدافهم طويلة الأمد.

كما اكتشفَت الدراسات أيضاً أنَّ المشاعر والأحاسيس السلبية يمكن أن تُضعِفَ استجابة الجهاز المناعي تجاه الأمراض التي تصيب الجسم؛ لكنَّ الواضح تماماً هو وجود صلةٍ أو رابطٍ قوي ومُؤكَّد بين الصحة والإيجابية، كما وجدَت الدراسات الإضافية أنَّ النظرة والمواقف الإيجابية تحسِّن من الرضى عن الحياة ومن النتائج العلاجية في طيفٍ واسعٍ من الحالات المَرَضية المختلفة، ومن ضمنها الإصابة الدماغية الرضية، والسكتة الدماغية والأورام الدماغية.

شاهد بالفيديو: كيفية اكتساب الطاقة الإيجابية وأهم مصادرها

إمكانية تعزيز الجانب المشرق من حياتك وتقويته:

على الرَّغم من أنَّ الشخصية الإيجابية هي أمرٌ يُولَد معنا ولا نستطيع تغييرَه فطرياً، فتوجد خطواتٌ يمكنك اتباعها لتحسين نظرتك إلى الحياة وتقليل خطر إصابتك بالأمراض القلبية الوعائية؛ وذلك وفقاً للدكتورة "يانك"، وهي:

1. الإكثار من الابتسام:

وجدَت دراسة أُجرِيَت في "جامعة كانساس" (University of Kansas) أنَّ الابتسام حتَّى وإن كان مُزيَّفاً أو مُصطنَعاً يقلِّل من مُعدَّل ضربات القلب، ويخفض ضغط الدم خلال المواقف الباعثة على التوتر؛ لذا ينبغي تجربةُ العلاج الفكاهيِّ بمشاهدة فيديوهات مضحكة على "اليوتيوب" (YouTube) لبضع دقائق، فحين يدوسُ أحدُهم على قدمك في أثناء انتظارك في طابورٍ ما أو يثور غضبُك نتيجة وضعٍ عائلي أو مهنيٍّ مُعيَّن، فمع ذلك، من الصعب ألَّا تبتسم في أثناء مشاهدتك لمقطع فيديو مُضحك مُفضَّل لديك.

2. إعادة صياغة الأفكار:

يمكنك مثلاً أن تكون شاكراً ومُمتنَّاً لحقيقة أنَّك تستطيع امتلاكَ سيارةٍ، ويتسنَّى لك قضاءُ بضعة دقائق إضافية في الاستماع إلى الأخبار أو الموسيقى، بدلاً من التوتُّر بشأن زحمة السير، وأن تتقبَّل أنَّه لا يوجد شيء إطلاقاً يمكنك فعلُه بخصوص الازدحام المروري.

3. بناء المرونة النفسية:

تُعرَّف المرونة بأنَّها القدرة على التكيُّف مع المواقف والخسائر المُجهِدة والموتِّرة والسلبية؛ إذ يُوصي الخبراء بالطرائق الأساسية الآتية لبناء المرونة النفسية:

  • المحافظة على علاقات جيدة وطيبة مع عائلتك وأصدقائك.
  • تقبُّل أنَّ التغيير جزءٌ من الحياة.
  • التصرُّف أو اتخاذ إجراءٍ ما بشأن المشكلات التي تواجهها، بدلاً من مُجرَّد الأمل في اختفائها أو انتظارها كي تنحلَّ تلقائياً.
إقرأ أيضاً: 4 أسباب تجعل المرونة النفسية مهارة شديدة الأهمية

في الختام: إليك بعض التعاريف التوضيحية

1. الأمراض القلبية الوعائية:

هي مشكلات تصيب القلب أو الأوعية الدموية، وتنجم غالباً عن التصلُّب العصيدي - هو تراكُم الرواسب الدهنية في جدران الشرايين - وارتفاع ضغط الدم، مما يمكنه أن يُضعِف الأوعية الدموية، ويحثُّ على تفاقُم التصلُّب العصيدي، ويؤدي إلى تصلُّب الشرايين، ويُعَدُّ كلٌّ من الداء القلبي الصمامي، وقصور القلب، ونَظم القلب الشاذ المُسمَّى باضطراب النظم القلبي أنواعاً من الأمراض القلبية الوعائية أيضاً.

إقرأ أيضاً: 7 أعراض قد تشير إلى إصابتك بمشاكل القلب

2. الاستجابة المناعية:

هي الطريقة التي يتعرَّف بها الجهاز المناعي في الجسم إلى البكتيريا أو الجراثيم، والفيروسات، وأنواع السموم والذيفان المختلفة، والمواد الضارة الأخرى ليدافع بعدَها عن الجسم ضدَّها، ويمكن أن تتضمن هذه الاستجابة أيَّ شيء ابتداءً من السُّعال والعطاس وصولاً إلى زيادة عدد خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مهاجمة المواد الغريبة والضارة والقضاء عليها.




مقالات مرتبطة