3 خطوات لإيجاد فكرة العمل المناسبة

هل كنت تواجه صعوباتٍ في إيجاد فكرة عمل؟ أو ربَّما لديك الكثير من الأفكار ولكنَّك لا تعرف أيُّها الأفضل؟ سواءٌ أكان لديك أفكارٌ كثيرةٌ أم لم يكن لديك فكرةٌ أبداً، فإنَّ المشكلة هي نفسها: ليس لديك فكرة عملٍ مناسبة. هذه الفكرة الوحيدة التي ستجعل منك شخصاً ناجحاً، وتمنحك نمطَ الحياة الذي تُريد، وتؤثِّر في حياة الآخرين، وتجعل من العالم مكاناً أفضل. إذا استطعت أن تجد هذه الفكرة فقط، فإنَّ كلَّ شيءٍ سيتغيَّر.



دعنا نخبرك سراً:

أنت تلقي على كاهلك الكثير من الضغوطات لإيجاد هذه الفكرة، في الحقيقة أنَّه بمجرد العثورعلى فكرة عملٍ مناسبة، قد تعتقد أنَّ ذلك يعني أنَّ باقي الأمور لن تكون صعبة المنال، وتظن أنَّه بمجرَّد أن تمرَّ بالعمل الشاق لمعرفة ما يجب عليك فعله، سيكون كلُّ شيءٍ آخر سهلاً.

ولكن، إليكَ ما لا يريد أحدٌ الحديث عنه: في أغلب الأحيان، لن تكون فكرتك الأولى هي الفكرة المناسبة.

تتحدَّث مواقع العمل عن قصص النجاح الكبرى التي انطلقت من العدم، والحقيقة أنَّها كانت في الغالب نتيجة فشلٍ سابق واكتشافات مفاجئة وأوقات أدرك فيها المؤسس أنَّه لم يكن يمتلك أدنى فكرةٍ عمَّا يفعله.

على سبيل المثال: يتحدَّث ريتشارد برانسون (Richard Branson) كيف ترك المدرسة لبدء أوّل أعماله "مجلةٌ طلابية". ما لا يعرفه الكثير من الناس هو أنَّه حاول وفشل سابقاً في بدء مشروعين تجاريين، أحدهما: بيع أشجار عيد الميلاد، والآخر: بيع الطيور. واليوم، ذاعَ صيته بكونه صاحب مجموعة فيرجن (Virgin Group) التي تدير العديد من المشاريع، والتي يمتدُّ نطاق أعمالها بدءاً من الموسيقى وصولاً إلى الطيران.

العثور على فكرتك عمليةٌ مزعجةٌ وفوضويةٌ وتعني أنَّك تمرُّ في حالات النجاح والإخفاق والانعطافات. يعتقد أغلب الناس أنَّ الحصول على الفكرة الصحيحة هي عمليةٌ متسلسلة، لكنَّ واقع الحال خلاف ذلك؛ ومع هذا، فإنَّها عملية يجب أن تمر بها، وإذا أردتَ فبمقدورك أن تجعل هذه العملية ممتعةً ومغامرة.

لذا، إن كنت تجد صعوبةً في العثور على هذه "الفكرة الذهبية"، ابدأ بشكلٍ صغير، وحاول بتجارب صغيرةٍ لتبدأ بها. لن تدمر حياتك، أو تصبح سجين فكرةٍ تكرهها إلى الأبد؛ وبدلاً من ذلك، ستقترب أكثر من اكتشاف ما يصلح وما لا يصلح، إذ قد يؤدِّي الشروع بالعمل إلى تحديد فكرتك.

إقرأ أيضاً: عادات ريتشارد برانسون للبدء في العمل

هل أنت مستعدٌ لأن تبدأ؟ إذا كنت مستعداً، فنقترح عليك عمليةً من ثلاث خطوات:

1. إجراء عصفٍ ذهنيٍّ على ورقة:

دوِّن أفكارك وآرائك، وحتَّى إذا كنت تعتقد أنَّ الفكرة تبدو سخيفة، فلا يهم؛ فقط اكتب أيّ شيءٍ تعتقد أنَّه مناسب.

إليكَ بعض الأسئلة التي يجب أن تجيب عنها:

1. 1. ما هي نقاط قوتك؟

فكر في بعض الأشياء التي يمدحك الناس عليها، أو الأشياء التي تميل إلى اكتشافها بسهولةٍ أكثر من غيرها. على سبيل المثال: قد يأتي الناس إليك باستمرارٍ للحصول على نصائح اللياقة البدنية أو اتباع نمط حياتك الصحي.

1. 2. ما هي اهتماماتك؟

فكِّر في الهوايات والاهتمامات التي تستمتع بمتابعتها في وقت فراغك؛ ربَّما تلتحق بدوراتٍ تدريبيةٍ أو تقرأ مواضيع معينةً للتسلية.

1. 3. ما هي المشكلات التي تواجهها؟

قد يكون هناك مشكلاتٌ واجهتها شخصياً، أو مشكلاتٌ واجهها أشخاصٌ تعرفهم، وقد تلاحظ أيضاً أموراً يشتكي الناس منها من حولك، وتتساءل عمَّا إذا كانت هناك طريقةٌ لعلاجها.

يمكنك ببساطةٍ أن تأخذَ ورقةً وتكتب عليها نقاط القوة والاهتمامات والمشكلات التي تواجهها، ثمَّ تجري عصفاً ذهنياً لكلٍّ منها. فمثلاً:

  • نقاط القوة: عندما يطلب الناس منك إلقاء نظرةٍ على المقالات وتقارير العمل لتلافي الملاحظات، فضع "مهارات الكتابة والتحرير" كنقاط قوة.
  • الاهتمامات: عندما تهتمّ بصناعة المعجنات وتبحث عن طرائق لتحسين مذاقها، فاكتب "صنع المعجنات، وخاصة التي مكوِّناتها من الشوفان". لا تتردَّد في كتابة كلِّ التفاصيل الهامَّة والدقيقة، لأنَّنا نكتب كلَّ ما يتبادر إلى الذهن.
  • المشكلات التي تواجهها: عندما تلاحظ أنَّ الأشخاص من حولك يتذمَّرون بشكلٍ عامٍّ من المشكلات الصحية المتعلقة بالعمل، مثل الإجهاد والتعب؛ فيمكنك كتابة مثل هذه المشكلات.

فكِّر في خمس نقاط قوةٍ على الأقل لتدوينها لكلٍّ من هذه الأفكار الثلاث. إذا فكرت بفكرةٍ مناسبة، يصبح من السهل التوصُّل إلى أفكارٍ مترابطة أخرى؛ لذا، حاول تخصيص نصف ساعةٍ لتدوين أفكارك.

2. مراقبة عمل المشاريع المتعلِّقة بفكرتك:

بعد أن أنهيت كتابة أفكارك، ابدأ النظر إلى أمثلةٍ لبعض هذه الأفكار عملياً. وفي الوقت الذي يعتقد العديد من الأشخاص أنَّها فكرةٌ رائعة ويبدؤون العمل عليها في الحال - أو ما هو أسوأ من ذلك، لا يفعلون شيئاً، انظر إلى كيفية تنفيذ هذه الأفكار على أرض الواقع.

لماذا عليك القيام بذلك؟

نعتقد في كثيرٍ من الأحيان، أنَّ الفكرة تبدو رائعةً حتى تصل إلى مرحلة التنفيذ. على سبيل المثال: تبدو اليوغا مربحة، إذ قد حقق هذا المجال ربحاً بمليارات الدولارات، وحقَّقت العديد من المتاجر بيع ملابس اليوغا ومعداتها مبيعاتٍ كبيرة.

إذا كنت من محبي اليوغا، سيكون رائعاً أن تعمل بشيءٍ تحبُّه من أجل المتعة وكسب المال؛ لكن هذا فقط إلى أن تنفِّذ الفكرة بنفسك وينتهي بك الأمر بالإفلاس. لذا، ألقِ نظرةً حولك قبل أن تبدأ التنفيذ، كيلا تصطدم بأيِّ عائق.

اختر فكرةً مميزةً من القائمة التي أنشأتها، وابحث عنها على بعض محركات البحث:

  • جوجل: ابحث عن فكرتك وتصفح ما يظهر، هل هناك منتجاتٌ أو خدمات تلبي فكرتك؟ ضع في مستندٍ ما لا يقل عن خمسة مواقع ويب تجدها مناسبةً لفكرتك، وتصفَّح أيَّ مواقع تبدو مثيرةً لاهتمامك.
  • أمازون: ابحث عن فكرتك أو عن أيِّ منتجٍ يرتبط بها (ما هي الأفكار الرائجة الموجودة في أمازون)، ولاحظ عمليات التقييم -خاصةً عمليات التقييم في أمازون ذات الأربع نجوم- لتقرأ ما يقوله الناس. ستحتاج إلى معرفة ما إن كان هناك طلبٌ في سوق العمل لفكرتك، وما آراء الناس بالحلول الحالية المتاحة.
  • المواقع الإخبارية: ألقِ نظرةً على المواقع الإخبارية واكتشف ما إذا كانت هناك مقالات رأيٍ أو أخبارٌ حول الأعمال المرتبطة بفكرتك. ماذا تقول المقالات عن هذه الأعمال؟ وهل فكرتك قابلةٌ للتطبيق؟

انظر إلى أنواع المنتجات والخدمات المتاحة في أثناء تنفيذ هذه الفكرة. هل يوجد أعمالٌ قائمةٌ على فكرتك تعمل بنجاح؟

لاحظ تجارب الأشخاص الآخرين الذين يديرون أعمالاً في المجال المهتمّ به، وإن لم يكن هناك أيُّ شيءٍ حول هذا الموضوع، فمن المحتمل أن تكون علامةً سيئة؛ فإمَّا أنَّ يكون هناك نقصُ طلبٍ في سوق العمل، أو أنَّ الفكرة صعبة التنفيذ.

إذا واجهتك بعض العقبات بعد البحث عن فكرتك، فعليك الرجوع إلى ورقة العصف الذهني واختيار فكرةٍ أخرى تكون مشجعةً أكثر.

إقرأ أيضاً: تحويل الرؤية من فكرة إلى مشروع ناشئ ناجح

3. التحدُّث مع الناس:

إذا وجدت فكرةً تثير اهتمامك، ويمكن أن تكون قابلةً للتطبيق استناداً على عمليات البحث، فقد حان الوقت للانتقال إلى الخطوة الثالثة: التفاعل والتحدث مع الناس.

رغم أنَّ العصف الذهني للأفكار والبحث عنها طريقةٌ جيدةٌ لبدء العمل، فمن الهامِّ أيضاً معرفة تجارب الناس من خلال التحدُّث إليهم، إذ إنَّه لمن المحتمل أن يكون الأشخاص صادقين بتجاربهم ويُسْدُون إليك النصح عند التحدث معهم وجهاً إلى وجه.

دعنا نفرض أنَّك مهتمٌ بإنشاء موقعٍ للتواصل الاجتماعي؛ بالعودة إلى الخطوة الثانية، قد تبدو فكرةً جيدة أن ترى بعض مؤسسي المواقع يحقِّقون ربحاً كبيراً. تكمن المشكلة في أنَّه في بعض هذه المجالات، لا يسيطر سوى عددٌ قليل من الشركات على السوق بأكمله، بالإضافة إلى ذلك، تتطلَّب مواقع التواصل الاجتماعي عدداً كبيراً من المستخدمين قبل انطلاقها. لذا، تحدَّث مع كلٍّ من الأشخاص الذين يقدِّمون الفكرة أو المنتج، والأشخاص الذين يحتاجون إلى حلٍّ للمشكلات؛ لتتعلَّم ما يلزم لبدء وإدارة عملٍ تجاريٍّ بناءً على فكرتك، وعمَّا يبحث عنه العملاء.

يمكنك العثور على أشخاصٍ من خلال التواصل مع أصدقائك أو أفرادٍ من العائلة لديهم مشكلةٌ أو اهتمامٌ متعلِّقٌ بفكرتك، فاصغِ إليهم جيداً، وشجِّعهم على التحدث عن مشاكلهم ورغباتهم وآمالهم.

هناك طريقةٌ أخرى للعثور على الأشخاص، وهي: التحدث معهم عبر الإنترنت. وإنَّ إحدى الطرائق التي نفضّلها: الدخول إلى المنتديات، وقراءة المناقشات، ثمَّ مراسلة الأشخاص بشكلٍ خاص.

التحدث مع الناس عبر البريد الإلكتروني أو حتى الهاتف طريقةٌ جيدة، وغالباً ما يجعل التحدث شخصياً بدلاً من مكانٍ عامٍّ الآخرين يتفاعلونَ معك بسهولةٍ أكبر.

اختر فكرةً جديدةً إذا لزم الأمر:

أغلب الظن أنَّك لن تجد الفكرة المناسبة على الفور، أو قد تجري بعض عمليات البحث، أو قد تتحدث إلى عددٍ من الأشخاص لتجد أنَّك غير مهتمٍّ بأفكارهم، أو قد تبدء مشروعاً تجاريَّاً وتدرك أنَّ الفكرة غير قابلةٍ للتطبيق. إذا كان الأمر كذلك، فلا مشكلة؛ إنَّ إيجاد فكرتك هو عمليةٌ متكررةٌ تتضمَّن عدداً من التجارب والأخطاء.

الهدف الأساسي من هذه التجربة هو اختبار وإجراء بحثٍ قبل هدر الكثير من الوقت والمال في فكرةٍ غير مجدية، والأمرُ الأهم هو أن تبدأ حتَّى تتمكن من الخطو مُتقدِّماً نحو الفكرة والعمل الذي يناسبك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة