3 خطوات عمل لتغيير حياتك

كيف كانت شخصيتك خلال طفولتك؟ هل كنت أحد أولئك الأطفال المحبوبين والواثقين بأنفسهم؟ إذا كان الأمر كذلك فقد كنت بخلاف ما كنتُ عليه تماماً؛ فقد أُطلِق عليَّ وأصدقائي لقب "أقزام تحت الدرج"، وقد كنت أتجنب التواصل البصري مع أي شخص يمر بجانبي؛ لكنَّني دائماً ما كنت أرغب في المزيد.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "أنتونيو تورينو" (Antonio Tourino)، ويُقدِّم لنا فيه 3 خطوات للارتقاء بحياتك.

كنت أتمنَّى دائماً أن أتمكن من التواصل والتحدث مع أشخاص جدد، وأن أكون مثل الأطفال المحبوبين، وألا أخاف أبداً ممَّا سأقوله أو ما إذا كان سيبدو غبياً، فبالنسبة إلي بدا الأمر كأنَّ الآخرين كانوا دائماً واثقين جداً بأنفسهم وقدراتهم، وأردت أن أكون مثلهم أكثر من أي شيء آخر.

طوال 3 سنوات بعد تلك الأيام حظيتُ بفرصة عملٍ نادلاً ومضيفَ حفلاتٍ في جميع أنحاء أوروبا، وقضيت فصول الشتاء القليلة الماضية أعمل في جبال الألب وأتزلج وألتقي أشخاصاً جدد، كما قضيت فصول الصيف الماضية أعمل وأستلقي وأحتفل على الشاطئ، ومن الممكن لأيِّ شخص أن يصل إلى ما وصلت إليه بمجرد أن يغير أفكاره.

ربَّما لا يثير اهتمامك موضوع السفر والعمل في الخارج، فلا يهم ذلك؛ فسواء كنت ترغب في تأسيس شركتك الخاصة، أم بناء علاقاتٍ جديدة، أم التقدُّم لوظيفة هامة جديدة، أم حتى مجرد التحدث إلى بائعٍ في متجر (وهو شيء كان يرعبني)، فسوف تساعدك الخطوات الآتية.

3 خطوات عملية لتغيير حياتك:

1. معاملة نفسك معاملةً حسنة:

كم مرة في اليوم تسمع بداخلك صوتاً يخبرك أنَّك لا تستطيع تحقيق شيء ما؟ أو أنَّك ستبدو غبياً؟ يتردد هذا الصوت نفسه في أذهان الجميع، ويخبرنا دائماً بأنَّنا لسنا جيدين بما يكفي.

يقول أحد الاقتباسات: "إذا تحدثت إلى صديقك المقرب بالطريقة التي تتحدث بها مع نفسك، فهل سيظل صديقك؟"، فإذا لم يبقَ صديقك فهذا دليل على الطريقة السلبية التي تتحدث بها لنفسك؛ لذا فإنَّ الخطوة الأولى هي أن تبدأ في تغيير هذا الصوت الذي يصدح في رأسك.

في كل مرة تسمع فيها الصوت السلبي، ابدأ بالتفكير فيما سيقوله لك صديقك المفضل أو والدتك أو والدك بدلاً من ذلك، وذكِّر نفسك بكلماتهم المشجعة؛ ففي بعض الأحيان عليك فقط أن تؤمن بأنَّ شخصاً آخر يؤمن بك.

شاهد بالفيديو: كيف تصنع التغيير في حياتك من خلال تغيير عاداتك؟

2. تخيُّل مستقبلٍ مشرقٍ قدر الإمكان:

لا يعني هذا أنَّ أحلامك ستتحقق بمجرد أن تحلم؛ بل أن تجلس وتغمض عينيك وتتخيل ما تريد أن تحققه في المستقبل، فتصوَّر التفاصيل الصغيرة كلها؛ لأنَّ هذا سيحفزك بشدة.

فكر في الأمر بهذه الطريقة؛ ما الذي سيجعلك أكثر جوعاً: التفكير في الشطيرة اللذيذة والطرية التي ستأكلها على العشاء التي تحتوي على الخس الطازج المقرمش والجبنة والطماطم الطازجة المحشية بين شريحتين من الخبز المحمص، أو التفكير في شطيرةٍ عادية؟ عندما تفكر فيما تريد تحقيقه بأكبر قدر ممكن من التفاصيل، فسوف تُزوِّد نفسك بمزيد من الرغبة والحافز لتحقيقه.

3. النظر إلى الجانب المشرق من الأمور:

لكل موقف المئات أو الآلاف من النتائج المحتملة، فما هي النتائج التي تركز عليها أكثر من غيرها؟ السلبية أو الإيجابية؟ توقف عن التركيز طوال الوقت على نتيجة سلبية قد لا تتحقق أبداً، وركِّز على النتائج الإيجابية بدلاً من ذلك، حتى لو كان قول هذا أسهل من تحقيقه.

من الأفضل أن تنفق وقتك وطاقتك في التفكير في النتائج الإيجابية بدلاً من النتائج السلبية، فإنَّها مهارة تستغرق وقتاً لتطويرها؛ لكنَّ هذا الوقت سوف يمر على أية حال، فهل تريد أن تقضي بقية حياتك في التفكير في الأمور السلبية لمجرد أنَّك لست مستعداً لتغيير طريقة تفكيرك؟

إقرأ أيضاً: التغيير في الحياة: لماذا نخافه؟ وكيف نتغير؟

في الختام:

حتى بعد هذا كله قد تشعر أحياناً أنَّك لست جيداً بما يكفي، أو أنَّك لا تستطيع تحقيق شيءٍ ما، ولا بأس في ذلك حقاً، ولكن في هذه اللحظات تماماً يجب أن تنهض وتحاول تحقيق ذلك الشيء، عليك أن تثبت لذلك الصوت في رأسك بأنَّك جيدٌ بما يكفي، ويمكنك تحقيق ما تتمناه.

إقرأ أيضاً: 4 وسائل مؤثرة لتغيير حياتك

الحقيقة هي: حتى لو لم تحقق ما تريده هذه المرة فسوف تفخر بنفسك؛ لأنَّك أخذت زمام المبادرة، وكنت شجاعاً، وآمنت بنفسك، واغتنمت الفرصة، فإن لم تنجح هذه المرة، فمن المؤكَّد أنَّك ستنجح في المرة القادمة، فكما يقول الشاعر جون ميلتون (John Milton): "إنَّ العقل كونٌ بأكمله، له القدرة على اختلاق جنة من الجحيم، وجحيمٍ من الجنة".




مقالات مرتبطة