3 أمور فشلتُ فيها ثم أوصلتني إلى السعادة

قال رئيس الوزراء السابق في المملكة المتحدة "ونستون تشرشل" (Winston Churchill): "النجاح ليس نهائياً، والفشل ليس مميتاً؛ إنَّما الشجاعة في الاستمرار هي الأهم".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (MARC CHERNOFF)، يخبرنا فيه عن تجربته في أنَّ الفشل يمكن أن يؤدي إلى النجاح.

سأتحدَّث في مقالي هذا عن 3 أمور فشلتُ فيها، ثم قادتني إلى السعادة:

1. رفضتني سبع جامعات:

عندما كان عمري 18 عاماً، كان لدي رغبةٌ في أن أصبح عالِماً في الحاسوب؛ لذلك تقدَّمتُ إلى سبع جامعات أمريكية مختصة بعلوم الحاسوب مثل: معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وجامعة كال بيركلي (Cal Berkley)، وجامعة جورجيا تيك (Georgia Tech)، وغيرها؛ لكنَّني رُفضت منهم جميعاً.

بعد ذلك بوقتٍ قصير، نصحني مستشار التوجيه بالكلية الثانوية أن أتقدم للالتحاق بجامعة سنترال فلوريدا (University of Central Florida) في مدينة أورلاندو (Orlando)، التي لديها برنامج علوم وهندسة حاسوب سريع التطور، وفعلت ذلك بدافع اليأس، فقُبلت فيها وحصلت على منحة دراسية.

عندما استقريت في أورلاندو، غيَّرت هذه الخطوة حياتي كاملةً، فقد قابلت زوجتي وحب حياتي وشريكتي في مدونتي هناك، كما قابلت الأستاذ الدكتور "إيجلان" (Dr. Eaglan)، الذي أقنعني بالانتقال من كلية علوم الكمبيوتر إلى كلية هندسة الكمبيوتر، مع تركيز قوي على تصميم مواقع الويب والكتابة التقنية، وهما مهارتان أستخدمهما اليوم لإدارة مدونتي.

لذا لو لم ترفضني كليات علوم الكمبيوتر السبع تلك، لم تكن لتحدث معي أي من هذه المصادفات التي لا تقدر بثمن.

إقرأ أيضاً: 18 طريقة لتعود أقوى بعد الفشل

2. كتابتك ليست جيدة بما فيه الكفاية:

بدأت أستمتع بدروس الكتابة التقنية في أثناء وجودي في الكلية، لدرجة أنَّني قررت أخذ بعض مواد الكتابة الإبداعية الاختيارية أيضاً، وأُغرمت في كتابة القصص الملهمة والتعبير عن نفسي عبر النثر.

لذلك تقدمت لشغل منصب محرر بدوام جزئي في صحيفة الكلية، وأرسلت لهم خمس مقالات كتبتها وقدمتها مع طلبي، لكن بعد يومين تلقيت رسالة بريدٍ إلكتروني أوضحوا لي فيها بطريقةٍ ودية أنَّ كتاباتي لم تكن جيدة بما يكفي.

لذلك عدتُ بعد ظهر ذلك اليوم إلى المنزل مستاءً وأشعر بقلة الأهمية، وأخبرت زوجتي بما حدث، فعانقتني وقالت: "بصرف النظر عما يقوله أي شخص، إذا كانت الكتابة تجعلك سعيداً، فعليك الاستمرار فيها؛ لأنَّ هذا ما يفعله الكتَّاب السعداء، فهم يكتبون فحسب".

بعد مزيد من النقاش، أضافت: "أحب الكتابة أيضاً؛ لذا يجب أن نبدأ نادي الكتابة الصغير الخاص بنا، ونكتب فيه معاً"؛ بعد بضع دقائق، فتحنا أنا وزوجتي جهاز الكمبيوتر الخاص بي وبدأنا الخطوة الأولى بتسمية الموقع باسمينا: "مارك وآنجل" (www.marcandangel.com) وأنشأنا مدونتنا.

بعبارة أخرى، لو لم ترفض صحيفة الكلية مقالاتي الخمسة لم أكن لأبدأ بكتابة المقال الذي تقرأه الآن.

شاهد بالفيديو: 10 طرق تشعرك بطعم السعادة الحقيقية

3. التسريح من العمل لفعل الشيء الصحيح:

ساعدت درجة الأعمال التي حصلت عليها زوجتي بعد التخرج من الكلية على توليها منصب مدير متجر رئيس في أحد متاجر التجزئة الرئيسة، وكانت حينها في العشرينيات من عمرها وتدير متجراً بقيمة 40 مليون دولار وحدها، ومع أنَّ بعض المديرين التنفيذيين الإقليميين اعتقدوا أنَّها كانت صغيرة جداً لشغل ذلك المنصب، إلا أنَّها كانت تعمل عملاً جيداً جداً بالنسبة إليهم، ولا يمكنهم فعل أي شيء حيال ذلك.

إلى أن أتى ذلك اليوم من عام 2009، عندما تلقى أحد مديري الطوابق مخالفة قيادة تحت تأثير الكحول (DUI) مساء يوم جمعة ودخل السجن، ولم يكن لديه ما يكفي من المال لدفع كفالة قدرها 600 دولار؛ لذلك اتصل بزوجتي ليخبرها أنَّه لن يتمكن من العمل في اليوم التالي، فقررت حينها أن تُقرضه مبلغ 600 دولار الذي يحتاج إليه؛ وفي صباح اليوم التالي اكتشف المديرون التنفيذيون الإقليميون ذلك وقاموا بتسريحها من العمل دون تفسيرٍ واضح.

فجأة أصبح لدى زوجتي وقت فراغ كبير، بينما كانت تبحث عن وظيفة أخرى، أمضت فترة ما بعد الظهيرة في التسويق لمدونتنا الجديدة، وتعلمت كل شيء عن التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأنشأت لنا حسابات على مواقع مثل فيس بوك (Facebook)، وتويتر (Twitter)، ومواقع الشبكات الاجتماعية الأخرى، التي تُعدُّ الآن المصدر الأساسي لارتياد القرَّاء إلى مدونتنا اليوم.

لم نكن نعرف ذلك في ذلك الوقت، لكن حركة المرور في المدونة كانت آخذة في النمو نمواً كبيراً في السنوات الثلاث التالية، وبحلول شهر كانون الثاني/ يناير 2012، جَنَت مدونتنا ما يكفي من المال لتعويض راتب زوجتي المفقود تماماً، مما أتاح لها العمل عليها بدوام كامل؛ إذ تتلقى أجراً لكونها سعيدة وشغوفة.

بمعنى آخر لو لم تُسرَّح زوجتي من عملها، لما حدث أي شيء من هذا.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح للنهوض من جديد بعد الفشل

الفشل على طول الطريق نحو السعادة:

كما قال رائد الأعمال الأمريكي "ستيف جوبز" (Steve Jobs) ذات مرة: "لا يمكنك ربط الأمور وحل لغز الحياة وأنت تنظر إلى الأمام؛ بل يمكنك ربطها فقط بالنظر إلى الخلف؛ لذلك عليك أن تثق في أنَّ الأمور ستتضح وترتبط بطريقةٍ ما في مستقبلك، وعليك أن تثق في شعورك الداخلي، ومصيرك وحياتك، أو أياً كان، فهذا النهج لم يخذلني أبداً، وقد أحدث فرقاً كبيراً في حياتي".

الحقيقة أنَّ الأمر يحدث على هذا النحو، فما يبدو كأنَّه نهاية الطريق قد يكون مجرد طريق مسدود، قد تشعر بالرفض، أو بالفشل؛ لكنَّ الأمر ليس كذلك.

لقد انتهى ببساطة نصيبك من هذا الطريق، وحان الوقت للبحث عن الدعم وتغيير الاتجاه والبحث عن طريق جديد للوصول إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه، وطالما أنَّك واصلت الابتسام والمُضي قُدماً، فسيكون الطريق أمامك أفضل بكثير مما تتخيله؛ لأنَّه في النهاية، وفي التقلبات كلها التي واجهتها فيه، سيؤدي إلى السعادة.

في الختام:

إذا كنت تعاني حالياً، تمهَّل وتذكَّر، فقد يكون أحياناً أفضل شيء يمكن أن يحدث لك على الأمد الطويل هو عدم الحصول على ما تريده بالضبط في الوقت الحالي.




مقالات مرتبطة