3 أشياء غير متوقعة تحدث عندما تركز على أهدافك

من المحتمل أنَّك شعرت باليأس والتشاؤم وكان الشيء الوحيد الذي تراه هو الفشل، والشيء الوحيد الذي تسمعه هو أصوات الأفكار السلبية في عقلك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "سكوت ه. يونغ" (Scott H. Young)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع التركيز على الأهداف.

هذا بالتأكيد ما يحدث؛ لأنَّ دماغنا لا يمكن أن يعمل من دون أفكار سلبية؛ لكنَّ المرء يشعر بمزيد من الضعف عندما يكون هذا التشاؤم في بلد جديد انتقل إليه للتو.

هذا بالضبط ما حدث لي عندما انتقلت من أرمينيا إلى فرنسا، لحسن الحظ كنت أتحدَّث الفرنسية؛ لذا لم يكن التنقل والتعرف إلى الناس مشكلة، ولكن عندما تعلَّق الأمر بالعثور على وظيفة وتكوين صداقات مقرَّبة بذلت جهوداً كثيرة ؛ لكنَّها ذهبت سدى.

في النهاية شعرت باليأس لدرجة أنَّني كنت على استعداد للعودة إلى بلدي، وفي تلك اللحظة بالذات يسعدني أنَّ غروري أخبرني أنَّني شخص ضعيف.

أثار هذا "الضعف" انتباهي، فلم يسبق أن وصفني أحد بالضعف من قبل؛ لذلك بدأت في البحث عن إجابة لماذا شعرت بالهزيمة بهذا الشكل حتى راودتني هذه الفكرة الغريبة ذات يوم، فتساءلت عمَّا سيحدث إذا استبدلت تفكيري هذا وبدأت بالتركيز على نقاط قوتي وقدراتي بدلاً من نقاط ضعفي؛ لأنَّه على ما يبدو كنت قد نسيت منذ فترة طويلة نقاط قوتي ومهاراتي آنذاك.

ربَّما تكون قد سمعت كثيراً: "ركِّز على نقاط قوَّتك، وانسَ نقاط ضعفك"؛ لذلك أردت حقاً أن أعرف كيف سأشعر إذا ركَّزت تماماً على قدراتي الجيدة في الحياة والعمل.

بدا لي أنَّ هذا التحول في التفكير هو سبب نجاح مسيرتي في فرنسا؛ لذلك قرَّرت أن أشارككم كيف أدَّى التركيز على نقاط قوتي إلى 3 تحولات غير متوقعة في حياتي:

إقرأ أيضاً: كيف تخطط لأهدافك في الحياة وتحققها فعلاً

1. ساعَدَني التركيز على نقاط قوتي على "ملاحظة" نقاط ضعفي:

يوجد معتقد شائع مفاده أنَّك عندما تركِّز على نقاط قوَّتك يجب أن تنسى نقاط ضعفك بعدها؛ لكنَّ التركيز على نقاط قوَّتي ساعدني على أن أصبح أكثر ثقة بالنفس وأكثر إدراكاً لنقاط ضعفي وقادراً على التَّحدث عنها بحريَّة دون خوف منها

أيضاً يوجد قول مأثور يقول: "أخبرني بنقاط ضعفك، وسوف أؤمن بقدراتك"؛ فهذا صحيح؛ لأنَّ التركيز على أفضل المهارات لا يعني إغفال نقاط الضعف؛ بل كل منهما منسجم مع الآخر، وإعطاء الأولوية لأحدهما لا يلغي الآخر.

إنَّ إدراكك لنقاط ضعفك والتحدث عنها يعزِّز ثقتك بنفسك ويميِّزك عن الآخرين، ولكن انتبه، إنَّ إهمال نقاط الضعف هذه والتصرف كما لو أنَّها غير موجودة لا يؤدي إلَّا إلى بناء ثقة مؤقتة.

عندما ركَّزت تماماً على قدراتي لاحظتُ نقاط ضعفي وتحملتُ مسؤوليتها، وعندما بدأت بالتحدث عنها وعلمتُ أنَّ نقاط قوتي تُكمِّلها تمكنت من بناء علاقات وطيدة مع كل من الموظَّفين والأصدقاء.

2. علَّمَني الاعتراف بنقاط قوتي وتقبُّلها أن أفكِّر بإيجابية:

لطالما ظننتُ أنَّنا لا ندرك قوَّتنا الحقيقيَّة إلَّا بعد التفكير بطريقة إيجابية؛ لكنَّ التركيز على نقاط قوتي أوَّلاً ساعدني على فهم أنَّها الشرط الأساسي الوحيد لنجاح التَّفكير بطريقة إيجابية.

لقد جرَّبت التفكير بإيجابيَّة سابقاً؛ فقد اعتقدت أنَّ هذا التفكير سيجعلني أقوى وسيحلُّ جميع مشكلاتي خلال فترة قصيرة؛ لكنَّ هذا لم يحدُث.

حسناً لم أكن أعرف كثيراً في ذلك الوقت أنَّه لن ينجح شيء ما لم أفهم ما هي أفضل مهاراتي، مع أنَّ الدراسات أثبتت أنَّ التفكير الإيجابي يساعد الناس على رؤية المزيد من الفرص، لم أدرك معنى التفكير الإيجابي إلا بعد فهم نقاط قوتي الخاصة.

لقد بدأت في رؤية المزيد من الحلول، ليس لأنَّني كنت أفكر بإيجابية؛ بل لأنَّني كنت أعرف ما كنت أتقنه جيداً، وكيف يمكنني استخدام مهاراتي هذه لإيجاد طرائق كثيرة تجعلني أتجاوز المصاعب التي أعانيها.

شاهد بالفيديو: 16 أمراً يؤكد أهمية التفكير الإيجابي في حياتنا

3. اكتسبتُ ثقة حقيقية لا تعتمد على الوقت أو البلد أو المهنة:

يبدو واضحاً أنَّنا عندما نعتمد على قدراتنا ومهارتنا الشخصية فإنَّنا نشعر بالثقة والقوة تلقائياً، ولكن كم مرَّة شعرت بالقلق عند السفر إلى مكان جديد أو القيام بمشروع جديد؟ أظنُّ مرة واحدة على الأقل.

 بالنسبة إلي فقد شعرت بالقلق مدة طويلة لأنَّني لم أكن أعرف ما إذا كنت مستعداً بما يكفي للتَّكيف بسرعة مع بيئة جديدة، وما كان الأمر كذلك لو علمت أنَّ مهاراتي العليا تعتمد فقط عليَّ وليس البيئة من حولي.

بالطَّبع تختلف قدرات الفرد اعتماداً على شخصيَّته والأماكن والأحداث من حوله؛ لكنَّها يجب ألَّا تتلاشى في بيئة جديدة.

أحد الأسباب التي رفضت من أجلها في أثناء التقدم لوظائف جديدة هو أنَّني أهملت تماماً أنَّني أمتلك قدرات عالية بصرف النظر عن البلد أو الوقت أو الوظيفة التي كنت أتقدَّم لها؛ لذلك فقط عندما اعتمدت على قدراتي وقوتي وآمنت بها، اكتسبت ثقة حقيقية ودافعاً للاستمرار في أيِّ بيئة.

كيف تركز في الواقع على نقاط قوتك؟

إحدى الطرائق الأكثر شيوعاً هي إعداد قائمة بأهمِّ قدراتك حسب تصوُّرك الخاص، وبعد ذلك تطلب من أصدقائك وزملائك تغذية راجعة.

توجد عدة اختبارات شخصية وبحوث يمكن أن تساعدك في اكتشاف قدراتك، ويمكن أن تساعدك أيضاً في تحديد نقاط القوة لديك، لقد استخدمت شخصياً اختبار هاي5 (HIGH5)؛ وهو اختبار كشف القدرات المجاني الذي ساعدني على اكتشاف أفضل 5 نقاط قوة لدي والطرائق التي يمكنني من خلالها الاستفادة منها أكثر في حياتي وعملي.

توجد طريقة أخرى لاكتشاف نقاط القوة لدى المرء وهي بمساعدة المدربين المهنيين، فيرشدونك خلال التدريب والمتابعة على كيفية استثمار قدراتك والاستفادة منها.

لا يكمن مفتاح النجاح في معرفة نقاط القوَّة وحسب؛ بل في القدرة على استخدامها وتطويرها؛ على سبيل المثال يمكنك أن تخصِّص بضع دقائق كلَّ يوم لاكتشاف كيف يمكنك استخدام نقاط قوتك في نشاطاتك اليوميَّة؛ فقد أظهرت الأبحاث أنَّ أولئك الذين يستثمرون قدراتهم استثماراً مفيداً يشعرون بمزيد من الرِّضى عن حياتهم ويكونون عادة أكثر سعادة.

ربَّما تتساءل الآن عمَّا إذا كنت قد حصلت على وظيفة وكوَّنت صداقات جيِّدة في فرنسا، حسناً فعلت، ولكن ما تعلمته من التركيز على نقاط قوتي كان أهم من حصولي على عقد عمل بدوام كامل في واحدة من أروع وكالات التسويق في المدينة.

إقرأ أيضاً: التحديد العكسي للأهداف: استخدام التخطيط العكسي في تحديد الأهداف

في الختام:

تعلَّمت من تجربتي هذه كيف أتقبَّل نقاط ضعفي وأن أفتخر بها وكيف أفكر بإيجابيَّة أكثر لأتغلب عليها وألَّا أتجاهلها، وتعلَّمت أيضاً كيف أكون واثقاً حقاً من قدراتي بصرف النظر عن الظروف من حولي، هل يوجد شيء أفضل من هذا؟




مقالات مرتبطة